الأحد، 7 مارس 2010

المصلحة الوطنية واعراس الذل العراقية


د . موسى الحسيني
7/3/2010
اتذكر اني كتبت في شهر حزيران 1992 ، مقالا في جريدة السفير اللبنانية تحت نفس العنوان ،انتقد فيه ذلك الخليط من من الهوس المازوكي الممزوج ببعض الميول السادية لذوات محبطة ، تجردت او جردها الحظ من سماتها الرجولية فراحت تصطنع انتصاراتها الذكورية على ماوقع عليها من افعال فاضحة  ،في تماهي مرضي مع من دنس شرفها ، من جنود قد لايعرف غالبيتهم اسم لبيه الحقيقي . دور الذليل الذي يريد ان ياخذ مكان من اذله ، ويتلبس بثوبه ، في عملية خداع للذات المهانة كحيلة سيكولوجية لاشعورية  طفولية ، يستعينوا بها للتخلص من مشاعر الدونية .
كانت المعارضة العراقية ، تتراقص على صدى الاخبار التي تذاع عن حجم التخريب الذي حل بالعراق من جراء الحرب  ،وعن توزيع السفارات الخليجية لملايين الدولارات . فتجدها  في حالة هوس مجنون : هذا الذي يحمل صورا يدعي انها لمواقع نووية عراقية ، وذاك الذي يستعير او يسرق ملابس عسكرية ليدعي انه كان ضابطا ، ويحمل من الاسرار العسكرية ما يحتم على دول الخليج والمخابرات الاميركية ان تركض ورائه لتسليمها .وذاك الصحفي يدعي انه كان في خدمة الرئيس صدام لسنوات وانه وحده من يمتلك الصورة السيكولوجية للرئيس العراقي الكفيلة بأعانة من يريد اسقاطه ، يركب القصص الكاذبة ويكتب الكتب ويدبج المقالات الظاهرة الزيف و البطلان، بامل ان يستطيع الضحك على امير خليجي ،ويحضى بكرمه او ضابط مخابرات اجنبي مستجد  لايمتلك من المعرفة عن طبيعة العراق اكثر مما قرأه في الصحافة ، ليكرمه . وبين هذا وذاك تتراقص صورة الشيخ الذي يتابط تحت يمناه نسخة مصورةمن كتاب يشهد بتعاون جده او اباه مع الاحتلال البريطاني للعراق في بدايات القرن العشرين ن لعلها تعزز من قيمته في هذه السفارة او تلك .
نفس الصورة يمكن ان يراها المشاهد اليوم من خلال الدعايات الانتخابية التي تعرض على الشاشات التلفزيونية او على مواقع الانترنت . مجموعات من النصابين او المرضى النفسانيين ، انضم لهم مجموعة اخرى من النفعيين من اولئك الذين سمعوا بالامتيازات وعمليات النهب المفتوحة بغياب سلطة وطنية يمكن ان تحمي الملكية العامة للدولة . بدأ الكل يقدم نفسه على انه الوحيد العارف بظروف العراق وعلة الخراب فيه ، وهو وحده فرصة الشعب العراقي للاصلاح ، فهو العارف لكل الحلول يتابطا كتاب فيه من البرامج والحلول ليس هناك    ما هو احسن منه من كتاب للحلول السحرية لكل مشاكل العراق ولا حتى كتاب السحر العجيب لجلب الحبيب .
لاتعنينا تلك الصورة  القرقوزية ، للمرشحين ، فهي تجسد وجوههم المشوهة خير تجسيد وتعكس حالة انسجام نفسي بين الدور وصاحبه المتطلع لاشباع نهمه ورغباته النفعية في وقت لاوجود فيه لسلطة وطنية يمكن ان تردع مثل هذه التوجهات المرضية . لكن الغرابة تاتي من الطرف الاخر ممن وصفهم الدكتور عمر الكبيسي :" أن قسما كبيرا منهم يمثلون اتجاهات وطنية" ، او كما عرفهم عوني القلمجي :   "شخصيات سياسية وعشائرية وطنية "، تعيش حالة تمزق وخداع ذات غريبة  في تبرير هرولتها وراء الامتيازات والرواتب الخيالية التي سيحصل عليها المشارك بالعملية السياسية تحت ستار الرغبة في التغير ومحاربة الطائفية والتدخلات الايرانية . والغريب ان يخضع كتاب المقاومة الوطنية لارادات هؤلاء المتنطعين بالوطنية فبقدمون لهم المبررات للمشاركة في الانتخابات .
فبقدرة قادر اصبحت العملية السياسية طريقا للنضال ضد الاحتلال ، ووسيلة للتغير . كما عبر الاستاذ خضير المرشدي ، في مقابلته مع جريدة الوطن السورية .وتفائل الدكتور كاظم عبد الحسين عباس كثيرا عندما كتب الليلة :" اليوم ستاتي نتائجه مهما كانت لصالح العراق سواء بقى الاقزام او جاء غيرهم اقزام اخرين لان شعبنا ومقاومته البطلة قد عرفت وبذكاء ميداني كيف تجعل من هذا اليوم نبالا وسهاما تخترق عمليتهم السياسية وتسقطها في شر اعمالها "
والاغرب من كل هذا وذاك الايميل الذي وصلني وفيه يستفتي احد قيادات فصيل مقاوم هيئته الشرعية حول الانتخابات . وكأن الشيخ لايدرك ان مجرد استفتاء بهذا الامر يمكن ان يعطي الفرصة لاعداء المقاومة  للتشكيك بشرعية المقاومة ، ككل. فأذا كان لايعرف ان العملية السياسية بما فيها لعبة الانتخابات هي جزء من مشروع المحتل ، كيف يحق له انيحكم ببطلان الاحتلال .
سنركز كثيرا على مقالة الدكتور عمر لانها تعكس حالة شفافة اكثر وضوحاً ، وبعداً عن الحذلقات والغموض .
يقول الدكتور عمر : أن هذا القسم الذي يمثل اتجاهات وطنية
 "يعرف كل ما ذكرناه من مثالب على الانتخابات والعملية السياسية لكنهم يشاركون لأسباب يحسبوها منطقية منها وجوب عدم إفراغ الساحة من الوطنيين والتصدي للتزوير والإقصاء وضرورة التحدي والعمل على التغيير ولو جزئياً والإسهام بدفع الضرر والمظالم وتحقيق المصلحة والمنافع وبناء مشروع وطني أو عروبي بوجه التحدي الطائفي والتوغل الفارسي وتعديل الدستور والاهتمام بالبنية التحتية والأساسية للمواطنين وبناء ما يمكن إعماره والحفاظ على وحدة العراق من التقسيم إضافة إلى أمنيات وأحلام لا تعد ولا تحصى مقابل حجم الخراب والدمار والفساد الذي عم البلاد والعباد"

يستغلرب الانسان لهذا المنطق . فاذا كانت الانتخابات يمكن ان توفر كل هذه الفرص للقوى الوطنية :  و"بناء مشروع وطني او عروبي ". ما العيب في الاحتلال اذا ..!؟ ولماذا وقفت هذه القوى ضده ، او كما تسائل الاستاذ عوني قلمجي ، في مجال مناقشته لاطروحات مشابهة :" لماذا لانعتبر المحتل الاميركي محررا". اذا كان بالامكان تحقيق مشروع وطني قومي ، او دفع الضرر والمظالم ، او تعديل الدستور وغيرها من الامور ، فما هو الاختلاف مع الاحتلال ، اليس من الظلم الوقوف بوجه المحتل الاميركي الذي وفر لنا كل هذه الفرص   . لكنا  ، على مايبدو ، شعب متخلف  لانعرف قيمة ما قدمه المحتل لنا من منافع لاندري كيف الاستفادة منها .
رغم ان الدكتور عمر في بداية حديثه كان قد تطرق لمساوئ العملية السياسية ، قائلا :
"ومع أني كتبت الكثيرعن تفاهة العملية السياسية التي صممها الغزاة برمتها بما فيها الانتخابات الصورية التي يتم الإعداد لها وقناعتي بأنها لم ولن تتمخض كسابقتها عن انفراج وتغيير لوضع العراق وواقعه المرير خلال السنوات السبع المنصرمة والعجاف".
ما هو المنطق في التطلع لمشروع وطني قومي ، في انتخابات صورية يتم الاعداد لنتائجها سلفا ، وسوف لن تتمخض ، كسابقتها عن انفراج وتغيير لوضع العراق  في عملية سياسية تافهة صصمها الغزاة. اين الصح  في هذه المعادلة ،
ان العملية السياسية ليست الا فخا نصبه الاحتلال ليحكم البلد بوجوه محلية ، ويقمع الشعب بقوات محلية هي اشبه بجماعات المرتزقة  ، وان يتم كل ذاك باموال عراقية ايضا ، يحقق بذلك اهدافه ، مجانا ودون ان يخسر جندي واحد . ولم يكن الاحتلال غبيا الى هذا الحد ليترك من الفجوات ما يسمح لجماعات وطنية ان تستغل مشاريعه وبرامجه ، لتجرده مما يراه انجازا صرف المليارات وضحى بالاف الجنود من اجل تحقيقه . المشاركة بالانتخابات يعني الاقرار بالعملية السياسية كما حدد معالمها المحتل ، واكد على استعداده للحفاظ عليها بصيغتها التي هندسها بريمر من خلال ما عرف بالمعاهدة الامنية التي لاتدع مجالا للشك في ان الولايات المتحدة ستعود لشن حرب عدوانية اخرى لو حاول احد في العراق الاخلال باللعبة الاميركية . للتذكير نورد هنا هذين البندين من المعاهدة الامنية :
"- دعم وتعزيز المؤسسات الديمقراطية العراقية وحماية النظام الديمقراطي في العراق من الأخطار التي تواجهه داخليا وخارجيا.
- احترام الدستور وصيانته باعتباره تعبيرا عن ارادة الشعب العراقي، والوقوف بحزم أمام أية محاولة لتعطيله أو تعليقه أو تجاوزه"
اليس العمل على تغير اللعبة السياسية لصالح اهداف وطنية او قومية من خلال البرلمان ، سيكون خطرا على النظام الديمقراطي في العراقكما صممه المحتل ، ويعكس حالة لااحترام للدستور ، ما يستدعي المحتل للتدخل مباشرة لاداء واجباته وفقا لهذه المعاهدة . ومن سيكون رئيس العراق او رئيس الوزراء القادم ، علاوي او عبد المهدي او المالكي ، هل ستتردد سفارة المحتل ، اذا افترضنا جدلا اراد التمرد على معاهدتها ، من ان تكتفه وتقوده لاستوديوهات التلفزيون ليقول بوجود انتهاكات للنظام الديمقراطي ، ويطلب النجدة والنخوة الاميركية لحماية النظام والدستور من الارهابيين المندسين على العملية السياسية .لاشئ منعها من ان تهاجم  دولة مستقلة  عضو في الامم المتحدة ،وتاسر رئيسها الشرعي ، صدام الجبار ، فهل ستردد امام هؤلاء.......
ثم ما الغاية من قانون الاجتثاث ،اذا كان بالامكان تحقيق مشروع وطني قومي .
لم يكن البعثيين وحدهم ولا حزب البعث وحده هو المعني بقانون الاجتثاث ، بل الهوية العربية للعراق ، اواي مشروع قومي عربي   يساند او يدعم هذه الهوية . ان مجرد القول بالوحدة العربية او عروبة العراق ، او تحرير فلسطين او مساندة القضية الفلسطينية ، تخضع لقانون الاجتثات لانها شعارات يمكن ان تلصق بالبعث وحده . ومرة اخرى تمنع المعاهدة الامنية ذلك :
بنص ورد تحت عنوان : ثالثا : المجال الامني :
- دعم الحكومة العراقية لمواجهة واجتثاث جميع المجموعات الارهابية الخارجة عن القانون من الأراضي العراقية مثل القاعدة ومنتسبيها في العراق، وبقايا النظام السابق المجرمين والمجموعات الاجرامية الأخري كما هي معرّفة طبقا للقانون العراقي.
فهل هناك من امكانية ، لمحاربة المحتل من خلال العملية السياسية ، كما يقول الاستاذ خضر المرشدي ، او الدكتور عمر الكبيسي ، او الدكتور كاظم عبد الحسين عباس .
لعل بعض الاخوة البعثيين استفزهم او حفزهم لعبة خضوع  صالح المطلق لقانون الاجتثاث . وهي لعبة اميركية ، مدروسة ومقصودة مئة بالمئة . سبق ان كتب عنها الاستاذ عوني القلمجي موضحا اهدافها وابعادها وخطأ المراهنة على اشخاصها بمقال تحت عنوان : عن الذين يراهنون على اياد علاوي في الانتخابات القادمة " .كما سبق ان وضحنا ابعادها من خلال فضائية الرافدين .
وقبل قول ما يمكن ان نضيفه ، اذكر الاخوة المتابعين لما يكتب  باللغة الانكليزية  ، ان علماء وفقهاء السياسية يطلقون على ما نسميه العملية السياسية   ، مصطلح كيم او لعبة ،فهي لعبة فيها الفائز والخاسر ، تعتمد على الشطارة والحيلة ، وتتطلب التقرب من الهدف بطريقة ملتوية لخداع الخصم وتضليله .
خضع اخراج مسرحية عزل صالح المطلق عن الانتخابات لنفس قواعد اللعبة . صالح المطلق دخل في قائمة علاوي بعد عودته من زيارة لاميركا ، وبعد ايام اعلنت هيئة الاجتثاث عن نيتها لابعاد المطلق ، وللتمويه اضيقت له اسماء اخرى ، عن الانتخابات . وتم تصوير اللعبة وكأنها انعكاس لرغبة المتحالفين مع ايران ، لحفز المشاعر الطائفية ، وشدها لاختيار قائمة علاوي في تطلع لدعم المطلق . وهكذا لفرض او جمع اكبر عدد من الاصوات لصالح علاوي . لايعني هذا ان اميركا عندما تريد ان تتدخل لتزوير الانتخابات يمكن ان يمنعها احد ، لكن تلك هي السياسة الاميركية تلعب اولا ، ثم اذا فشلت تتدخل مباشرة .
يتطلع المحتل لان يحقق ما كان يطمح له من اهداف في العراق ، بشكل مباشر ، وهو على ما يعتقد حقق الانتصار على المقاومة ، وعلى ارادة الشعب العراقي .بعد تمكنه من   الاستمرارهو وصنائعه على التحكم بمقدرات العراق لسيع سنوات . المقاومة ضعفت حدتها ، تمكن من ان يقسم الشعب طائفيا ، ويعزل القسم الاكبر من الطائفتين عن المقاومة . فهو ليس محتاج لان يحكم بالواسطة ، من خلال مجموعات وان خضعت لارادته ، ونفذت ما يريد لكنه يظل خائفا من ولاءاتها الزدوجة.وقد نجح في اسقاطها واسقاط مصداقيتها امام الناس . ولم يعد بحاجة لها . وليس هناك من موالي للاحتلال ، بل صنيعته المباشرة خير من علاوي . فهو ابن السي . اي . ايه ، ونتاجها ، مضمون الولاء . بل لاظهير له ولاحامي غير الغرب .
ان المرحلة القادمة التي يرى فيها البعض يمكن ان تكون فسحة انفراج ، ستكون هي الاقسى على العراقيين ، وهوية العراق العربية ، وستبدأ اميركا بجني ارباح الاحتلال .كما ذكرنا في اعلاه ، وتطبيق المرحلة الثانية من الاحتلال .يعتقد المحتل  انه وصل الى مرحلة تحقيق النتائج المرجوة من الاحتلال . بعد تمزيق الارادة الوطنية ، بتعميم التوجهات الطائفية ،وتحويل المجتمع العراقي الى جزر منفصلة ، يمكن ان تتحرك اي منها بعناد الاخرى في اي اتجاه . كما سيحصل في الانتخابات غدا .
من خلال استقراء السلوك السياسي للاحزاب التي ترفع لواء الطائفية ، يكتشف المرء ان يافطات الطائفية المرفوعة من قبل هذه الاحزاب ما هي الا وسائل لتحقيق مارب سياسية مختلفة لاعلاقة لها بالطائفية عندما تعني الطائفية التعصب والانحياز لطائفة محددة على حساب الطوائف الاخرى . احرقت الفلوجة وهدم 37 الف بيت من مجموع 50 الف بيت بمباركة الحزب الاسلامي وتاييده ، وكلنا شاهد حاجم الحسني عضو قيادة الحزب الاسلامي يقف بين الدبابات الاميركية ليتعرف على انجازاتها ، ويتصل بشيوخ عشائر الرمادي ليقنعهم بالاستسلام للمحتل ، ورمي السلاح ، والامتناع عن المساهمة في دعم المقاتلين المدافعين عن منازلهم واطفالهم وشرفهم وعرضهم وارضهم .لم يستقل من الوزارة او البرلمان ولااحد ممن شارك باللعبة السياسية تحت اسم تمثيل السنة . بالمقابل كانت مدفعية المحتل تقصف مدينة النجف وتهدم الجدار الخارجي لضريح الامام علي ، ولم نسمع ان وزيرا شيعيا او نائبا اعترض على الاقل او استقال ، بالعكس صمتت افواه دعاة الطائفية ، وهرب اغلبهم للخارج بما فيهم مرجع الطائفة.
وعندما هاجمت قوات المالكي مدن البصرة والعمارة والديوانية لتقتل فقراء الشيعة وتهدم منازلهم ، بحجة فرض القانون ، كانت كتلة ما يعرف بالنواب الصدريين حريصة على ان يطبق القانون ، ويتصدرون الشاشات الصغيرة فقط ليعبروا عن مخاوفهم في ان يساء استخدام الخطة فيقتل بعض الابرياء ، وكأن المقاومين او القتلى الاخرين فعلا مجرمين . لم يستقيل احد منهم ولااستنكر ، والقتلى كلهم من الشيعة .عندما تحولت هذه القوات لتطبيق الخطة في   الموصل ، وديالى  ، سمعنا النجيفي فقط يعبر عن مخاوفه من ان تطال الخطة بعض الابرياء ، لكنه لم يوضح لنا ما هو ذنب المقتولين ممن اعتبروا خارجين على القانون . وهل يستطيع احدا ان ينكر ان اعداد القتلى والمذبوحين من الشيعة  ، بأياد شيعية ، تفوق باضعاف كثيرة اعداد قتلاهم على ايدي الامويين والعباسين بل حتى جمع ضحايا الاثنين معا . بحيث لاتبقى من فسحة للمقارنة مع ما اتهم به النظام السابق .
في السلوك البيني العام صار  الناس جميعا يعرفون حجم العداء بين المالكي وجماعة الحكيم ، وبين الاثنين والصدريين ، لا لخلاف على طريقة الصلاة ، او على عدد الائمة اواي تصور فقهي اخر بل على من يتزعم الطائفة ، او يحق له جني الارباح باسمها ، لاغراض شخصية ودنيوية لادخل لفقه ال البيت بها
وماهي مصلحة الطائفة الشيعية في معمم يتبنى الموقف العلماني ، متهما الاخرين بخيانة الطائفة . اين الحقيقة ، ومن هو الشيعي فعلا .
ولم اجد من يعطيني تفسير واضح لماذا يحارب الحزب الاسلامي الشيخ حارث الضاري وهيئة علماء المسلمين ، مع ان الشيخ حارث طرح مشروعا وطنيا ، معاديا للاحتلال ، ولم ينافس احدا على زعامة الطائفة السنية . ولم يقل لنا احد ماهي مصلحة الطائفة في عداء الحزب للهيئة ورئيسها ، وما هي مصلحة السنة في استيلاء احمد عبد الغفور على مؤسسات الهيئة ومبانيها .
كتب الدكتور صباح الشاهر ، مقالا رائعا وصف فيه عمليات المحتل لخلق صراعات جانبية ، من اجل مشاغلة الشعب ببعضه بصراعات جانبية لتفتيت قواه ،وتقسيم ارادته الى ارادات عبثية ، لصرف اهتماماته باتجاهات بعيدة عما يخطط له من العاب تحقق اهدافه ، والمقال مازال منشورا على موقع ثوابت تحت عنوان :"حملة انتخابات تضيع عنها القضية الجوهرية "، وهو يغنينا عن تكرار ما قاله من لعب وانفسامات بين المؤيدين للعملية السياسية والرافضين لها ، او المؤيدين لعودة البعث والرافضين لعودته ،او بين الشيعة والسنة وانصار السعودية وانصار ايران ،و... يغيب ذكر الاحتلال ، وحربه التدميرية على العراق ، وقواعده الثابتة التي بناها خارج المدن ليؤبد وجوده .
ان السياسة ، كلعبة او عملية تقوم في العالم المتحضر ، واميركا بالذات على اساس مفهومين واضحين هما : المصلحة الوطنية ، والامن الوطني او القومي للبلد ، عليهما ترتكز كل الاجراءات والقوانين والسياسات الداخلية والتوجهات الخارجية ، لاي حكومة او حزب سياسي .ما يجعل برامج الحكومات  ومناهجها اكثر وضوحا ودقة .
اما نحن مازال وعينا السياسي محكوما بمبدئي الحب والكره ، ييحكم بنا هاتين العاطفتين الغريزيتين دونما شعور او وعي ، وهما بالغالب تشكلا في السياسة على اساس تراكمات تربوية معقدة ، مازال الكثير منها خاضعا لمعايير الدولة العثمانية او الصفوية في القرون الوسطى التي مرت بها امتنا العربية . لذلك ومن دون وعي قد يصبح العدو صديق ، والصديق عدوا دون ان نعرف ما هي المصلحة الوطنية بذلك ، ومتى نستطيع فعلا ان نحقق امنا الوطني ، ومتى نهدد بايدينا . ودائما نشتم الخارج الذي غرر بنا او خدعنا . ونضل نراوح في مكاننا .
ان الوعي السياسيبما نعنيه من قدرة على ادراكالوقائع والاحداث على حقيقتها ، ومعرفة طبيعة القوانين والحوافز التي تحدد  وتشكل توجهات الدول حيال بعضها ، او حيال جماعات سياسية اخرى، تقول بما لايقبل الغلط ان كل طائفي ، ومهما ادعى ، او رفع من شعارات وطنية، هو يخدم الاحتلال بالنتيجة  ،كأي عميل ماجور .
ان رصاص المحتل وصواريخه ، ليست طائفية ، وغير منحازة لالدين او طائفة ، ولاتفرق بين طفل مسيحي او مسلم او صابئي ولابين شيعي او سني ، لاتنتمي الا للمصلحة الوطنية الاميركية ، صنعت من اجل ان تحقق الامن الوطني الاميركي فقط .
يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق