الخميس، 25 مارس 2010

إدارة سجن المرناقية تمنع عائلة رمزي الرمضاني من الزيارة للأسبوع السادس على التوالي


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 09 ربيع الأول 1431 الموافق ل 25 مارس 2010

مزيد من التشفي والتنكيل... مزيد من خرق القانون
منعت إدارة سجن المرناقية صباح اليوم الخميس 25 مارس 2010 للأسبوع السادس على التوالي من زيارة ابنها سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني دون تقديم أي تبرير لذلك، فقد سمحت في الأسبوعين الأولين بإدخال القفة دون الزيارة بينما منعت الزيارة والقفة معا في الأسابيع الأخيرة.
علما بأن سجين الرأي رمزي الرمضاني يتعرض منذ دخوله السجن والحكم عليه بأحكام قاسية بلغ مجموعها 28 عاما إلى اضطهاد متواصل واعتداءات متكررة من قبل أعوان السجن المذكور.
وتزمع عائلته الاتصال بقاضي تنفيذ العقوبات ومكاتبة رئيس الجمهورية ووزير العدل وحقوق الانسان وكل الجهات المسؤولة التي من شأنها وقف هذا المنع والسماح لعائلة السجين بالزيارة خاصة وأنها باتت تخشى على حياته.
وحرية وإنصاف
1)    تدين بشدة منع عائلة سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني من الزيارة وتعتبر ذلك اعتداء على حق من حقوق السجين يكفله الدستور والقانون وجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
2)    تطالب الإدارة العامة للسجون بوضع حد لهذه العقوبة المخالفة للقانون وتمكين العائلة من زيارة ابنها وتحسين ظروف الإقامة للمساجين ومعاملتهم معاملة حسنة وفق مقتضيات القانون في انتظار إطلاق سراحهم.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

وليد الجراي من جديد تحت طائلة مقصلة المراقبة الإدارية


حــرية و إنـصاف
تونس في
09 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 25 مارس 2010


يتعرض سجين الرأي السابق وليد الجراي منذ خروجه من السجن إلى مضايقات مستمرة من قبل أعوان البوليس السياسي، حيث اخضع إلى مراقبة إدارية قاسية تمنعه من التنقل لقضاء حاجات متأكدة، وقد مرض والده في الفترة الأخيرة وأصيب بداء السرطان، وهو ما أجبر سجين الرأي السابق إلى مرافقة والده والتنقل من مدينة بنقردان إلى مستشفى الرابطة بتونس العاصمة لكن أعوان البوليس السياسي كانوا له بالمرصاد وحرروا في شأنه محضرا أحيل بمقتضاه على المحكمة من أجل تهمة مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية في حين انه قام بإعلام مركز شرطة بنقردان بعزمه على التنقل إلى تونس لمرافقة والده المريض.
وقضت محكمة ناحية بنقردان بسجنه مدة شهر، وقد ساءت حالة والده الصحية وهو ما جعله مضطرا للتنقل مرة ثانية قصد أداء واجبه تجاه والده الذي يقضي أيامه الأخيرة نتيجة المرض العضال الذي أصابه، فبعث برسالة مضمونة الوصول تقتضي إعلام مركز الشرطة باضطراره إلى التنقل على تونس لكن إدارة الشرطة أعلمته بضرورة الانتظار شهرا آخر حتى تقع دراسة طلبه وإعلامه بالقبول أو الرفض.
وحرية وإنصاف
1)    تندد بهذه المضايقات التعسفية التي يتعرض لها سجين الرأي السابق الشاب وليد الجراي بسبب المراقبة الإدارية التي يتم تطبيقها بشكل تعسفي ضده علما بأن المراقبة الإدارية المحكوم بها عليه لا تستوجب الاستئذان من أجل التنقل بل الإعلام فقط.
2)    تطالب السلطة بوضع حد لاستهداف مساجين الراي السابقين من خلال التعسف في تطبيق العقوبة التكميلية ''المراقبة الإدارية'' ووقف العمل بها من اجل تسهيل اندماج المسرحين في الحياة الاجتماعية.
 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

رسالة الى الاخ قائد ثورة الفاتح من سبتمبر معمر القذافي


تحية الى القائد معمر القذافي

الاخ قائد ثورة الفاتح من سبتمبر معمر القذافي المحترم

إن لقاءكم مع وفد  فعاليات الشعب العراقي الذي ضم شخصيات وطنية سياسية وعسكرية وأكاديمية وقانونية وشيوخ عشائر وقبائل عراقية عبر عن اهتمامكم الكبير بقضايا شعبنا العراقي وبتلك الرؤية الواضحة لواقع معاناة أشقائكم في العراق وهم يقاومون بطلائعهم الثورية ممثلة بفصائل المقاومة الوطنية العراقية التي أجبرت أكبر وأشرس قوة كونية للامبريالية وكسرت حواجز الخوف وأثبتت قدرتها في التصدي لها ومقاومتها وإلحاق الهزيمة إلى حد هروب كافة قوات الحلفاء من ساحة المعركة بالإضافة إلى ما لحق بالنظام الدولي من تداعيات خطيرة وكثيرة ألحقت خسائر طائلة في الاقتصاد العالمي وعمقت من الأزمة المالية العالمية.

 إن مقاومة شعبنا العراقي هي التي أوقفت بإرادتها وصمودها المخطط الاستعماري لمشروع الشرق الاوسط الكبير وذلك بفضل اشتداد وإدامة الضربات الجسورة على قوى الاحتلال .
 إن شعبنا وقواه الوطنية عازم كل العزم وبشجاعته المعروفة بالتصدي للغزاة حتى يخرج آخر جندي وعميل من ارض الرافدين .

نحن واثقون من مواقفكم الثورية البطولية في الدفاع عن حقوق امتنا العربية والاسلامية التي تمر في ظل هذة المرحلة التاريخية وبمنعطفاتها الحرجة، وهي تخوض معركة الصراع المصيرية بوجه طغيان قوى التسلط والهيمنة الامبريالية – والصهيونية التي وضعت امتنا العربية والاسلامية في دائرة التآمر والاستهداف المباشر من اجل فرض واحكام سيطرتها على مقدراتنا وسلب ارادتنا الحرة ونهب ثرواتنا وايقاف عجلة  التطور والتقدم الحضاري المنشود.
.
ايها الاخ الرئيس ونحن نتطلع الى ما تقرره القمة العربية وهي تواجهه تحديات في غاية الخطورة وفي ظروف معقدة وشائكة وكثيرة اخذت في اولياتها القضية الفلسطينية وانتهاكات الكيان الصهيوني بحق ابناء شعبنا الفلسطيني الذي يقاوم ببسالة من اجل التحرير الكامل للارض العربية الفلسطينية ورفض الحلول الاستسلامية المفروضة عليه , كما هو ملف العراق الذي يتطلب الخوض في تعقيداته بالجرأة والشجاعة دون النظر الى ضغوط  وحسابات المتآمرين على العراق , ولابد ان تحظى المقاومة الوطنية العراقية بالمساندة والدعم الكافي حتى تتمكن من تسريع هزيمة وطرد الاحتلال واعادة العراق الى وضعه الطبيعي كما كان فاعلاً في محيطه العربي والاقليمي والدولي , وثمة قضايا هامة لها ما يتطلب من اتخاذ المواقف والقرارات الحاسمة والحلول السليمة،  كما هو الوضع في السودان وقضية تحرير الجولان والاستقرار في لبنان وقضية الجرز العربية والاحواز العربية وغيرها من الملفات الحساسة وازالة الخلافات وتنقية العلاقات العربية العربية .

ان حزبنا الشيوعي العراقي يقدرعالي التقدير وقفتكم  ودوركم الشجاع في مساندة ومساعدة اخوانكم في المعارضة الوطنية العراقية ودعم نضالها المشروع في التصدي للاحتلال وما نتج عنه من افرازات دمرت كيان الدولة العراقية وحطمت بنيته التحتية والحقت الخراب الواسع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية , فقد كان للقائكم وخطابكم مع وفد القوى الوطنية والشعبية المعارضة للاحتلال اثره الكبير والايجابي في نفوس كل الاحرار والوطنيين من ابناء وطننا العربي وابناء العراق على وجه التحديد ويحدونا الامل في مواقف الاخوة القادة العرب في فهم مشاكل بلدانهم ووضع المعالجات الجذرية والخروج بقرارات وحلول توقف كل المخاطر والتداعيات في الوضع العربي وتعمق من التلاحم الشعبي مع قادتهم .
فلكم منا كل التقدير والاعتزاز ايها البطل العربي الشجاع . 

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية

بغـــــــــداد
‏25‏ آذار‏، 2010

كتائب دايتون


احمد الفلو – كاتب عربي 

       الوقت نيسان 1975 سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية كان المشهد في فظيعاً حين تجمع الآلاف من عملاء المحتل الأمريكي في المجمع العسكري الأمريكي وفي السفارة الأمريكية بسايغون كي يتم نقلهم بواسطة المروحيات إلى السفن الأمريكية المتواجدة في بحر الصين، وذلك بعد اكتساح قوات المقاومة الفيتنامية و تحرير فيتنام الجنوبية، ومع ذلك فإن معظم الذين تم إخلاؤهم من الأمريكان وكبار العملاء أما بقية العملاء الصغار مثل آلاف الجيش العميل فقد تُركوا ليواجهوا مصيرهم الأسود على أيدي رجال المقاومة.
      لقد تكرر هذا المشهد في حزيران 2007 حين فرَّ القادة الفتحاويون جواسيس إسرائيل إلى داخل الخط الأخضر واستقبلتهم القوات الإسرائيلية بينما دبَّ الرعب في قلوب العملاء الصغار واستسلموا لقوات المقاومة الإسلامية الباسلة وكعادتها تخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن عملائها الصغار لتعود قيادة دايتون بتكليفهم بمهام أمنية وتجسسية وإثارة الفتن والتخريب والفوضى الأمنية داخل قطاع غزة لصالح العدو الإسرائيلي مقابل المال، لكن المقاومة الإسلامية تمكنت من تنظيف قطاع غزة من تلك القاذورات التي لطخت سمعة شعبنا، وقد توالت بعد ذلك انتصارات المقاومة.
     كما توالت البيانات التي تستنكر عملية الحسم والتي أصدرتها قوى اليسار وجبهاته وهي قوات احتياط في جيش دايتون والتي تعودت أن تعتاش على خزانة عباس والتي وجدت لها مصادر ارتزاق إضافية غير فتح دايتون وهو انخراطها في برنامج تنمية الحريات وحقوق الإنسان الأوربي، فمن المُلاحَظ انتشار جمعيات حقوق الإنسان والحريات التي تم تأسيسها على يد فلول اليسار المتهالك في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلتان وليس لهذه الجمعيات سوى التظاهر بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية ضد الممارسات الإسرائيلية وعلى شاشات الفضائيات ((مقاومة سلمية تناسب وضعهم الجنتلمان)) وهي مقاومة تتناسب والمعايير الأوربية يعلمونهم من خلالها كيف تكسر البندقية الإسرائيلية وتحطمها بعظام الرقبة الفلسطينية ،(( وهي بسهولة تعلم الإنجليزية في ثلاثة أيام)) وهذه طريقة أوروبية جديدة يمارسها أصحاب نهج البديل الثالث الفلسطيني اليساري الآن مقابل ملايين الدولارات التي تنفقها عليهم أوروبا الرأسمالية التي كانوا يحاربونها بسلاح الشيوعية والاشتراكية.
    لكن هناك جملة من المفاهيم قد تمَّ ترسيخها وأضحت حقائق دامغة في المسيرة الجهادية للشعب الفلسطيني رغم محاولات الأوسلويين ورفاقهم أهل اليسار :                                                                       
 الحقيقة الأولى هي أن فلسطين لا يمكن تحريرها إلاّ بممارسة فعل المقاومة والجهاد بمفهومه الإسلامي بعيداً عن الدجل السياسي بشقيه الفتحاوي المتصهين أو اليساري المتطفل، وربما يكون هذا الكلام مؤلماً لكثيرين أو قاسياً على البعض لكن تجارب التاريخ والواقع المعاصر تقرر ذلك وتؤكّده، ولم يكن تكالب مختلف القوى الاستعمارية الأوروبية منها والأمريكية وعرب الردّة وفلسطينيو دايتون وحلفائهم أقول لم يكن هذا التكالب ضد شعب فلسطين ومقاومته الإسلامية ومن ثمّ حصارهم وتجويعهم سوى دليل على صدق ما نزعم، ويعزز ادعائنا هذا واقع الحال في العراق المحتل، فمن يتصدى اليوم للأمريكان غير المقاومة الإسلامية؟ .
الحقيقة الثانية أن الساحة الفلسطينية لم ولا ولن تعاني من شرخ في الوحدة الوطنية بل إن جوهر المشكلة هو تسلّط فئة من الزعران واللصوص واغتصابهم لقيادة السلطة بدعم إسرائيلي أمريكي واضح، وهذه الفئة تتشبث بالسلطة دفاعاً عن مصالح ومنافع أزلامها الخاصة ، ولن تتوانى الولايات المتحدة والعدو الصهيوني في التخلي عن هذه العصابة بمجرد تمرير عمليات هدم الأقصى والتنازل الكامل عن أرض فلسطين، وليس هناك تفسير مقبول لذلك الإصرار والهرولة نحو المفاوضات مع العدو سوى استعجالهم لتقاضي بقية الأثمان التي يتقاضونها من العدو سواء كانت تلك الأثمان نقدية أو عطاءات مقاولات لشركاتهم أو معاشرات جنسية ، وكل ما يخطر على بال المرء من أنواع المتع والملذات هي بنظرهم أغلى من فلسطين والأقصى.
الحقيقة الثالثة إن ما تقوم به كتائب دايتون الفتحاوية وبعض فصائل اليسار في الآونة الأخيرة من إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه العدو الإسرائيلي يشبه ما تقوم به المومسات عندما ينفقن الصدقات من مال الزنا، قيادتهم تنسق مع العدو الإسرائيلي في رام الله بينما يتظاهرون بالوطنية في قطاع غزة بهدف التشويش على حكومة المقاومة، و للمعلومية  فإن هؤلاء يطلقون الصواريخ بالتنسيق الكامل مع العدو.
الحقيقة الرابعة كثرت في الآونة الأخيرة تصريحات بعض من يطرحون أنفسهم بديلاً ثالثاً عن فتح وحماس الفاشلتين ويدعون أنهم يمكن أن يكونوا بصفتهم يساريون بديلاً، نقول ببساطة أن هذا الطرح مكشوف المرامي والأبعاد وهو طرح مقبوض الثمن ويأتي في إطار مخططات دايتون التي تنفذها حركة فتح ويستهدف حركة حماس وحدها لإسقاطها، وإلاّ ما معني مشاركتهم في حكومة دايتون في رام الله وفي اللجنة التنفيذية مادامت فاشلة؟ وما معنى البيانات المتتالية التي يدينون فيها كل عمل تقوم به المقاومة الإسلامية؟ حتى النصر المبين الذي حققته المقاومة الإسلامية في حرب الفرقان فإن اليسار أدانه ولم يكتفي هؤلاء بعدم مشاركتهم بقتال العدو، بل إنهم لم يستنكروا ما فعله جواسيس فتح لصالح العدو الإسرائيلي خلال الحرب.
الحقيقة الخامسة إن تمرير طروحات فتح وتنازلها عن أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين في رسالة ياسر عرفات الموجهة إلى  إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل ، يوم الخميس 9/9/1993 ووصْفه للنضال الفلسطيني بأنه أعمال عنف وإرهاب، وكل ذلك من أجل أن يسمح له الصهاينة بدخول أريحا وإقامة سلطة يستطيع من خلالها إيجاد وظائف ورواتب لقطعان الخاملين من الأبوات الذين يناصروه في كل خطوة يخطوها، ولا يفوتنا أن نذكر دور اليسار الفلسطيني على مدى عقود في تخريب عقول الناشئة في أماكن تواجد الفلسطينيين بالحديث عن النضال البروليتاري الطبقي والرفاقية العمالية بين عمال فلسطين وعمال الصهاينة المحتلين وبعد فشلهم ما لبثوا أن حولوا النضال إلى وطني لكنه يتعاطف مع الطبقة العاملة الإسرائيلية ويعادي الرأسمالية الإسرائيلية فقط .
      لعل ما تم ذكره يوضح بعض الحقائق وليس جلّها عما تعرضت له قضيتنا المقدسة على أيدي تلك الفئات التي استمرأت الزندقة والعمالة بشتى صنوفها حتى أوصلتنا إلى هذا الواقع المأساوي، و تتطلع المقاومة الشعبية الإسلامية بكل جهودها الجبارة لتصحيح مسيرة الجهاد الفلسطيني بعد كل ما فعله بها أولئك الأقزام وما يفعله الآن جنود دايتون وأنصارهم اليساريين، لقد آن الأوان أن يبحث هؤلاء عن مقاعد لهم في المروحيات الإسرائيلية أو على خطوط العال وربما معسكرات الجنرال دايتون، لأن الانتفاضة قادمة فمن سينقذهم منها؟.     


الموقف الأمريكي تأييد بلا حدود لدولة الاحتلال


رشيد شاهين
برغم كل الضجيج الذي سمعه العالم اثر زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، وإعلان حكومة دولة الاحتلال عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة الذي تزامن مع تلك الزيارة، وبرغم حالة التفاؤل التي سادت أوساط أولئك الذين طالما راهنوا على المواقف الأمريكية، إلا أن ما جرى خلال زيارة رئيس حكومة دولة الاحتلال إلى واشنطن والإعلان الإسرائيلي الجديد عن بناء 20 وحدة سكنية مكان فندق شيبرد في القدس المحتلة، يؤكد على ان دولة الاحتلال ماضية في غيها، كما ان التصريحات التي أدلى بها نتانياهو بعد زيارة بايدن والتي اعتبر فيها ان البناء في القدس هو كما البناء في تل أبيب إنما تصب في ذات السياق، كذلك فإن ما جرى خلال المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "ايباك" اثبت بما لا يدعو إلى الشك أن الحلف الذي يربط أمريكا بدولة الاغتصاب أقوى من كل المراهنات وانه تحالف استراتيجي لا مجال للشك أو التشكيك فيه. 
فقد قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال كلمتها في المؤتمر كلاما كثيرا، صب في مجمله في المصلحة الإسرائيلية، وساوت بين كل ما تقوم به دولة الاحتلال من ظلم وسيطرة وضم ومصادرة وبين الفلسطيني الذي هو ليس سوى الضحية لكل تلك الممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، وهي أثبتت من خلال ما قالته بان أميركا تصطف بلا تردد وبكل حزم إلى الجانب الإسرائيلي.
تصريحات كلينتون وأقوالها جاءت متزامنة مع جولة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل في المنطقة والتي اجتمع خلالها مع الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومة دولة الاحتلال في "محاولة" أخرى لإحياء ما بات يعرف "جهود السلام أو مفاوضات السلام" في المنطقة، تلك المحاولات في الحقيقة ليست سوى محاولات يتم خلالها ممارسة المزيد من الضغوط وربما "التهديدات من كل الأنواع والأشكال" على الجانب الفلسطيني من اجل العودة إلى مسار المفاوضات التي ثبت عقمها على مدار سنوات طويلة.
لقد أطلقت السيدة كلينتون سلسلة من التصريحات المؤيدة لإسرائيل والتي لا يمكن ان يفهم  من خلالها أن ما حدث من " تطبيل وتزمير" عن أزمة بين أميركا وإسرائيل لم يكن سوى "زوبعة في فنجان" طاشت عليها امة العربان في اعتقاد ساذج ان ما جرى خلال وبعد زيارة بايدن هي بداية لانقلاب دراماتيكي في الموقف الأمريكي سوف "يشيل الزير من البير" وان العلاقات الأمريكية الإسرائيلية باتت قاب قوسين أو أدنى من انهيار لم تشهده تلك العلاقات منذ قيام دولة الاحتلال، واعتقد هؤلاء بان أميركا اوباما لم تعد هي نفسها أميركا التي وقفت في السر والعلن إلى جانب دولة الاحتلال.
لقد أكدت كلينتون في كلمتها على الموقف الأمريكي التاريخي المؤيد والداعم لإسرائيل بدون مواربة، وأكدت التزاما أمريكيا "صلبا" بأمن دولة الاغتصاب، وان هذا الالتزام غير قابل للتشكيك أو المساومة، كما أكدت على ان أمريكا وخلال عهد اوباما لن تكون اقل التزاما من الإدارات السابقة، وإنها ضاعفت جهودها لضمان تفوق إسرائيل وتقديم المزيد من الأموال لها، لا بل قالت بان هذا الدعم سوف يزداد خلال العام القادم، كما ان كلينتون أعادت إلى الأذهان العديد من المواقف الأمريكية الداعمة لدولة العدوان وكذلك توفير الغطاء والحماية لها في المحافل الدولية  في عهد اوباما " غولدستون وديربان ..".
لم تتوقف السيدة كلينتون عند هذا الحد بل هي ذهبت إلى المطالبة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط فيما لم تأت على ذكر آلاف الأسرى من الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، كما إنها تحدثت عن الاستيطان الإسرائيلي بشكل "مغث" ولم تدن هذا الاستيطان الذي هو وبكل المقاييس مخالف للأعراف والقوانين الدولية كما حاولت المساواة بين ما تقوم به دولة الاغتصاب وبين ما قالت انه تحريض على العنف يقوم به الجانب الفلسطيني في محاولة منها للإيحاء بان ما يقوم به الجانب الفلسطيني لا يقل خطورة عما يقوم به الجانب الإسرائيلي كما طالبت الجانب الفلسطيني بمزيد من ضبط النفس وذلك لإيجاد المزيد من أجواء الثقة.
لقد كان جليا ان السيدة كلينتون تقف موقفا فيه الكثير من الانحياز والاصطفاف إلى الجانب المعتدي الذي يمارس كل أنواع الظلم والاضطهاد ضد أبناء الشعب الفلسطيني ولا يبدي أي نوع من الالتزام بالقوانين والشرائع الدولية، موقف كلينتون لا يتلاءم ولا ينسجم مع كل الادعاءات الأمريكية انها تمارس دور الوسيط النزيه وفي ما تقول انه محاولاتها لحل الصراع الدائر منذ عشرات السنين، كما ان من شان مثل هذه التصريحات ان تزيد من الغطرسة الإسرائيلية مستندة في ذلك إلى التراجع المستمر في المواقف الأمريكية.
وفي دلالة واضحة على – تهاوي- الموقف الأمريكي،  قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس بعد ان تم الإعلان عن بناء 20 من الوحدات الاستيطانية في الشيخ جراح " ان واشنطن تنتظر إيضاحات بشأن ذلك" علما بان نتانياهو كان لا يزال في جناحه في البيت الأبيض، ولا نعرف عن أي إيضاحات يتحدث السيد غيبس خاصة وان الأمور واضحة تماما وهي ليست بحاجة لأية إيضاحات.
 الحديث الأمريكي عن ضرورة العودة إلى المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة وان الإدارة الحالية مهتمة "جدا" في حل الصراع وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن ان يتصف بالمصداقية ما لم يتم اتخاذ خطوات وإجراءات وما وقف عملية اقلها الضغط على دولة الاحتلال وعدم محاباتها وإظهار " العين الحمراء" لها وما سوى ذلك لن يكون إلا "طحن في الهواء" لن يجدي نفعا. 
26-3-2010

عيد الأم العراقية


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
     أم عراقية  (وفاء) بين العديد من الآمهات.. تحاول إيقاظ إبنها  (ست سنوات) الذي أصيب برصاصة طائشة وهو على متن حافلة تعرضت للهجوم في بعقوبة- شمال شرق بغداد- بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر2007..
كلا.. هذا ليس كافياً.. اقترح أن تلقي نظرة أخرى.. ومرة أخرى.. ضع نفسك في مكانها إن كنت أنثى أو ذكراً.. وتخيل نفسك أماً أو أباً.. وألق نظرك عليها وطفلها مراراً وتكراراً.. كلا لا أريد عطفك أو شفقتك.. أنا هنا لاجعلك ترى وتفهم استبدادك..
     اليوم عيد الأم العالمي.. أرى أن الأمهات لا يستحقن كلهن هدية.. قصيدة.. جائزة على هذا اليوم.. لأن بينهن كثيرات سيئات.. مشغولات بالخليل.. تاركات أطفالهن  يتعاملون بالمخدرات، مصابون بالغيبوبة.. وهذا يحدث عادة وفي غالب الأحيان في الولايات المتحدة الأمريكية السيئة الصيت و السمعة..
     النساء العراقيات عموماً بخاصة المتزوجات، وحتى اللائي في السجون والمعتقلات هن أكثر النساء ممن يعانين بدرجة أكبر من غيرهن في هذا القرن الحادي والعشرين.. واجهن الكثير من المصائب ولا زلن.. فقدن الأحبة ويتحملن أثقال الفقر والجوع والتعذيب.. وكذلك حالات اغتصاب مقرفة لا إنسانية، علاوة على إصابة وقتل أطفالهن.. كثيرات منهن حُر من من أعمالهن ووظائفهن وازواجهن وأُجبرن على الدعارة من أجل تغذية أطفالهن..
     عانت وتعاني نساء العراق وبمستويات أكبر بكثير من معاناة النساء الفلسطينيات.. ما مقدار وحجم معاناة الفلسطينينات؟ معاناة نساء غزة؟ صرتُ أشعر بالملل والتعب من كثرة سماع أخبار غزّة.. غزّة مدينة أصغر من ريع بغداد ولا يتعدى سكانها 410 ألف نسمة وتتجاوز أخبارها تلك التي تخص العراق الذي يتجاوز سكانه الثلاثين مليون نسمة.. عانى ويعاني أضعاف معاناة غزة.. وقلّما يسمع المرء أخبار العراق.. عدا بالطبع.. أخبار الانتخابات..
     اعترف بأني لست ناشطاً في مجال حقوق المرأة، لكن الحقيقة يجب أن يُقال.. إنها مسألة امتلاك الحس الإنساني.. خلال هذه السنوات السبع العجاف.. لم أرَ أبداً معاناة المرأة العراقية في العراق أو خارج العراق.. لم أشاهدها أبداً على التلفزيون.. أبداً.. أبداً.. ألاحظ دائما الثرثرة بشأن النساء الفلسطينيات اللواتي ينتظرن أحبائهن مع صورهم وقبل آلة التصوير.. هل النساء الفلسطينيات هن الوحيدات في ساحة المعاناة!؟.. ماذا بشأننا!؟.. ألسنا محسوبين!؟ ألأنك تصنف الأشياء كما تريد وتحب!؟ أم لأنك تجد إسرائيل قوة محتلة، وترى أمريكا قوة تحالف!؟ عليك اللعنة!!
     يجب تعويض الأمهات العراقيات.. وصدقني مهما فعلت لهن، ومهما قدمت لهن من تعويضات.. فلن تستطيع إطفاء النار المشتعلة في صدورهن.. الشيء الوحيد الذي سوف يطفئ هذه النار هو الزمن.. وهذا لن يحدث بعد أن حُرّمن من أطفالهن.. أزواجهن.. بكارتهن/ كرامتهن.. حتى لو كنت أكبر قوة في العالم.. أمريكا الداعرة.. علاجهن يكمن في قوة واحدة فقط.. تصفية الاحتلال..
     ماذا لو قُطع ذراعك.. هل تنسى؟ ماذا لو قُطع اصبعك.. كيف ستشعر بقية حياتك؟ ألا تشعر أنك فقدت جزءً منك ولن يعود أبداً؟ حسناً.. أنتم أيها السفلة bastards قتلتم أبنائهن الذين عاشوا في بطونهن وشكلوا جزءً من دمائهن ولحومهن على مدى تسعة أشهر.. لقد حرمتم عليهن الجزء الأغلى من كيانهن إلى الأبد!!
اللعنة عليكم
     أنظر إلى تلك الأم الثكلي بطفلها.. إنها في حالة صدمة كاملة.. ابنها ذو الست سنوات جثة بين يديها بسبب طلقة القناص، وهي تحاول بشكل مستميت إنعاشه وإعادته للحياة دون نتيجة.. إنها تعلم أن طفلها لن يعود للحياة ثانية.. لكنها أمل الأم في داخلها.. أنظر إلى دماء طفلها وهي تغطي وجهها وجسدها.. مشهد يدمي القلب.. يمزقني.. لكني أشك أنك تحس بها!!
     هذا ما فعلتَ.. هذا ما صنعتَ مع الأمهات العراقيات.. وهذا يومها!! ما يمكن لحكومتك المتوحشة أن تفعل، على الأقل، أن تضمن حياتهن.. لديكم المال  الكثير لتدفعوا آلاف الدولارات للجندي كل يوم.. لكنكم لا تملكون المال لتدفعوا إلى ضحاياكم هؤلاء النسوة.. على الأقل ما يوفر لهن الحياة المعيشية، الأدوية.. يعلم الله ما يعانين من أمراض.. جروح القلب هي أكثر إيلاماً من السرطان.. الحداد على أبنائهن وعائلاتهن هي أكثر من كافية لتولد لديهن سرطان الكبد..
     كل عراقي يمكن أن يقتطع جزءً من راتبه/ راتبها ويرسله إلى أي من العائلات المنكوبة، وإن كان ذلك في الحد الأدنى.. هذا هو واجب العراقيين، وعليهم الاعتراف به والالتزام تجاهه.. إذا أنت لا تفعل أيها العراقي مع هؤلاء من أهلك وأهل جلدتك.. فمن يفعل!؟
     ربما يتعين عليك أن تقرأ ما كتبتُ (صاحب المقالة) في وقت سابق.. ربما سيوقظ شيئاً في داخلك، حيث صار في سبات منذ مدة طويلة.. وربما هذا البريد السريع  سيسقي البذرة الجافة في داخلك.. وربما سيساعدها على الانفتاح ثانية.
     للرجل مستوى من القدرة على التحمل.. يستطيع أن يعيش خارج وطنه.. أن ينام في أي مكان.. أن يتحمل ما لا يمكن تحمله.. لأنه قوي/ قاس بطبيعته.. له قلب بارد.. فظ وصلب.. المرأة لها طبيعة معاكسة.. ربما تمارس العمل وتوفر أفضل مستوى من التعليم والحياة لأطفالها، لكنها في نقطة ما تحتاج إلى المساعدة.. ستحتاج إلى شخص يزيح جزءً من حمولتها ويرسم ابتسامة على شفتيها..
     إنه واجبك لجعلها سعيدة قدر الإمكان.. وما يدريك.. ربما أشياء بسيطة تجعلها سعيدة.. كلمة طيبة.. رسالة تقدير واعتراف على وسادتها.. تذكرها بالأشهر التسعة التي راعتك في بطنها.. زهرة.. وردة حمراء كبيرة.. قبلة.. وجبة طعام شهية.. أي شيئ يمكن أن يجعلها تشعر بالتقدير والسعادة هذا اليوم.. يوم عيد الأم.. فقط حاول أن تُشعرها بالتقدير لأن عليك أن تقدرها.. حتى ولو لم تكن أمك الحقيقية.. يمكن أن تكون الأرملة جارتك.. يمكن أن تكون أرملة صديق عزيز أو شخص تعرفه.. ليس بالضرورة أمك..
      تستحق النساء العراقيات الأفضل كمثل بقية النساء المحترمات وزيادة، مقابل تضحياتهن.. لأنهن عانين وما زلن ولا شيء يمحو جروحهن.. أقل ما يمكن أن تفعله هو إظهار تقديرك ومحبتك لهن واعتزازك بهن.. ساهم في تعويضهن وجعلهن يشعرن بالفخر والتقدير..
     عليك بشيء من المشاعر الإنسانية.. الشفقة.. العاطفة.. الحب.. والتقدير..
     تلك كل ما تحتاجها الأم العراقية.. الضروريات، على الأقل، أشياء بسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة.. لا تحتاج إلى أن تعمل شيئاً استثنائياً extraordinary حتى لو كان ذلك في مقدورك.. حاول أن تجعلها سعيدة في هذا اليوم.. صدّقني.. حتى الأمور البسيطة يمكن أن تجعلها سعيدة!!
ممممممممممممممممممممم
Iraqi Mother's Day,uruknet.info, Hussein Anwar,uruknet.info, March 21, 2010.

نتنياهو صادقٌ وصريح


د. مصطفى يوسف اللداوي
كاتبٌ وباحثٌ فلسطيني

لا نملك القدرة على أن نتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالكذب أو التضليل، وليس لنا الحق في أن نشكك في كلامه وتصريحاته، أو أن نثير الشبهات حول صدقيه وعوده وسياساته، إذ لا نملك دليلاً على كذبه، ولا نعرف حادثةً أثبتت تنصله من وعدٍ قطعه على نفسه، أو أنه حنث في يمينه، أو أخلف في وعوده، فهو صادقٌ في وعده، حاسمٌ في أمره، ماضٍ في سياسته، لا يثنيه عن عزمه أحد، ولا يخيفه تهديد أو وعيد، ولا ترعبه قوة، فهو إذا قال فعل، وإذا عزم مضى، وإذا خطط نفذ، أحلامه مخططات، وسياساته أعمالٌ ومهام، لا يلتفت إلى منتقديه، ولا يعير أصوات معارضيه اهتماماً، يصدح بمواقفه فوق كل المنابر، ويجاهر بسياساته في عقر دار منتقديه، ويسبق مستضيفيه بمواقفه، ويعلن لهم لاءاته قبل أن يلتقيهم، ويحدد لهم جدول أعماله ليلتزموا به، ويحذرهم من المساس بمقدساته لئلا يحرجهم، ويهددهم في حال ممارسة الضغط عليه أن يفقدهم مناصبهم، أو أن يخلق لهم في إدارتهم المشاكل والصعوبات، وأن يجعل مستقبلهم غامض، وأحلامهم هباء، ويلوح لهم بأوراق القوة لديه، وشخوص الفعل عنده، فأدواته معروفه، ووسائله مشهودٌ لها بالفعل والأثر، والويل لمن عارضه، والثبور لمن خالف سياساته، فغضب الدنيا يتنزل على من يفكر في معاداة ساميته، أو المساس بسيادته، فالحرمان مصيره، والضياع مستقبله، والفوضى مآل إدارته، وفي حال فكر أحدهم أن يمارس على إسرائيل ضغطاً، أو أن يفرض موقفاً، يتعارض مع سياسة نتنياهو، أو لا ينسجم مع أحلامه وأفكاره، فإن الاعتذار ملاذه، والتراجع منجاته، والندم مركبه، وفتح خزائن بلاده سبيله إلى نيل الرضا، وكسب المودة، وتسيير أسراب الطائرات والسفن المحملة بالذخائر والسلاح، الوسيلة الوحيدة لضمان أمنهم الشخصي، وسلامة بلادهم، ولو كان على حساب رفاهية مناصريه، ومن جيوب فقراء مؤيديه، فهو الصادق في وعوده وتهديداته، والأمين على سياسات بلاده، وأحلام حكومته، وهرطقات ونبوءات حاخاماته، فما عليهم إلا تصديقه، وتذليل العقبات أمامه، وتسهيل مهامه، وإزاحة خصومه، وشطب مناوئيه كما ديونه، وإقناع معارضيه، وممارسة الضغط على كل من يعاديه، وتحذريهم من مغبة مناصرة من يقاتله، وعاقبة تأييد من يحاربه.

ألم يكن بنيامين نتنياهو صادقاً وصريحاً مع شعبه، مناصريه وخصومه، عندما نفذ وعوده لشعب إسرائيل بحفر المزيد من الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية، في القدس الشرقية والضفة الغربية، وعندما استجاب لنداءات مجالس المستوطنين الذين طالبوه بالموافقة على التوسعة الطبيعية للمستوطنات، وعلى إصدار المزيد من الأذونات والموافقات لبناء وحداتٍ سكنية جديدة، وقد كان صادقاً عندما التزم تجاه بلدية القدس، فصادق على قراراتها بهدم مئات المنازل المقدسية العربية، وطرد سكانها منها، وسحب هوياتهم المقدسية، وسكت عن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على سكان القدس العرب، عندما احتلوا بيوتهم، وألقوا بأثاث منازلهم ومتاعهم خارج بيوتهم، ألم يكن بنيامين نتنياهو صادقاً مع نفسه وشعبه عندما أكد عزمه على ملاحقة أعداء إسرائيل، وقتلهم أينما كانوا، فأصدر أوامره لجهاز الموساد بقتل محمود المبحوح في دبي، ألم يتحمل من أجل صالح شعبه ومواطنيه غضب دول أوروبا وأستراليا، وسكت عن كل الانتقادات التي وجهها قادة الدول الأوروبية ضد حكومته، ألم يكن نتنياهو صادقاً مع شريكه ووزير خارجيته أفيغودور ليبرمان الأشد يمينيةً وتطرف، فدافع عنه، ولم يتخلى عن شراكته له، ولم يفض حلفه معه، رغم فقدانه لأبسط مبادئ الدبلوماسية، وتخليه عن أصول اللباقة والإتيكيت، وأكد نتنياهو على التزامه مع ليبرمان بالحفاظ على يهودية الدولة العبرية، والعمل على جعلها الدولة الأقوى في المنطقة، وقد كان نتنياهو صادقاً ووفياً مع سلفه وصديقه الراقد في غيبوبته في المستشفى، عندما أكد عزمه على مواصلة بناء جدار العزل في الضفة الغربية، وأنه لن يصغي إلى كل المحاولات الدولية لثنيه عن المضي في استكمال مشروعه العنصري، وأنه لن يرضخ لأي ضغوطٍ دولية أياً كانت، لمنعه من قضم آلاف الدونمات الجديدة لصالح جدار العزل.

ألم يكن بنيامين نتنياهو صادقاً وصريحاً عندما أعلن من على كل المنابر الدولية، وفي حضرة ضيوفٍ دوليين كبار، وفي زياراتٍ لعواصم دولٍ كبرى، دون نفاقٍ أو مدارةٍ، أن القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لدولة إسرائيل، ألم يعلن صراحةً بصدقٍ ودون خوف، أن القدس لا تقبل القسمة على اثنين، وأنها لن تكون عاصمةً لدولتين، ألم يعلن صراحةً أنه سيمضي في تنفيذ المخططات الاستيطانية، وأنه لن يجمد البناء في المستوطنات الإسرائيلية، أسوةً بمن سبقه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية، الذين دأبوا منذ 42 عاماً على البناء في الشطر الشرقي من مدينة القدس، ألم يتحدى العالم بأسره عندما افتتح كنيس الخراب على مقربةٍ من المسجد الأقصى المبارك، مؤذناً بمرحلة هدم الحرم، والمباشرة في بناء الهيكل الثالث، وهو الذي باشر وافتتح في ظل رئاسته السابقة للحكومة الإسرائيلية، الأنفاق الكبرى تحت المسجد الأقصى المبارك، مهدداً أسسه وقواعده، وقد كان صادقاً عندما أعلن في حضرة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي عن نيته بناء آلاف الوحدات السكنية، وكأنه يقدم هديةً بين يدي نائب الرئيس الأمريكي، ولم تمنعه أصول الضيافة من الإعلان عن مخططاته الجديدة، ألم يكن نتنياهو صادقاً وصريحاً عندما أعلن وزير داخليته بينما كان في واشنطن، عزم حكومته على بناء عشرات الوحدات السكنية الفخمة، على أنقاض فندق شيبرد الفلسطيني العريق، وأن هناك موافقات أخرى لبناء المزيد من المساكن الإسرائيلية في حي الشيخ جراح المقدسي العربي.

ألم يكن بنيامين نتنياهو صادقاً وصريحاً مع أعداءه الفلسطينيين عندما قال لهم مراراً وتكراراً، لا مفاوضات في ظل مطالبتكم بوقف الاستيطان، ولا حق لكم بالمطالبة بتجميده، ولا إفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، ولا رفع للحواجز العسكرية المقامة في أغلب شوارع وطرقات الضفة الغربية، ولا تسهيلات تقدم إلى الحكومة الفلسطينية في رام الله، رغم تعاونها التام مع الحكومات الإسرائيلية، وقد أعلن أنه ماضٍ في سياسة استهداف المطلوبين الفلسطينيين، رغم وعود العفو عن كثيرٍ منهم، ومازال يعبر بصدق عن مواقفه لمحمود عباس وحكومته، أنه لا عودة للاجئين الفلسطينيين، بل لا وجود لعربٍ فلسطينيين في الدولة العبرية اليهودية، بل لا عودة للمبعدين الفلسطينيين، المبعدين الأوائل ومبعدي كنيسة المهد في بيت لحم، كما لا رفع للحصار عن قطاع غزة، ولا وقف للطلعات الجوية، ولا للغارات العسكرية، بل إصرار على مواصلة استهداف سكان قطاع غزة، والتضييق عليهم في عيشهم وعملهم.

يجزي بنيامين نتنياهو خدمةً كبيرةً للأمة العربية والإسلامية بصدقه، فهو وحكومته ودولته، لا يريدون السلام، ولا يسعون له، ولا يؤمنون به، وإنما يخططون لمزيدٍ من السيطرة، على مزيدٍ من الأرض العربية، ويتطلعون إلى هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم أمامه، وهو لا يطمح من العرب بغير الاعتراف بشرعية دولتهم، والسماح برفع علمهم ليرفرف في سماء الدول العربية، وافتتاح سفاراتٍ متبادلة بين العواصم العربية وكيانهم، والمباشرة في علاقاتٍ دبلوماسية وتجارية مشتركة، والسماح لعملائهم وعاهراتهم بالتجوال في البلاد العربية، بموجب جوازات سفرهم الإسرائيلية، مقابل أن ينسى العرب فلسطين، وأن يحاربوا المقاومين الفلسطينيين، وأن يضيقوا الخناق على كل من يفكر في مقاومة إسرائيل، وأن يتعاونوا معاً لتشديد الحصار على قطاع غزة، علَ حكومة حماس تسقط وتنهار، فيجففوا منابع حماس المالية، ويجابهوا مناصريها بمزيدٍ من الحرمان، وهو صادقٌ مع قادة الدول العربية جميعاً، في رفض مبادرتهم العربية للسلام، ورد عليهم خطتهم، ولا يريد أسوةً بمن سبقه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية في تقديم أي تنازلاتٍ تذكر للفلسطينيين وللدول العربية، فهل نريد صدقاً أبلغ من هذا الصدق، وهل نبحث عن مواقف أكثر وضوحاً وصراحةً من هذه المواقف، مواقف صريحة في عدائيتها وكرهها وحقدها وخبثها ورفضها، فليس أقل من أن نقابله بصدقنا مع أنفسنا وشعوبنا وأمتنا، ومن قبل من الله سبحانه وتعالى، وأقل الصدق ألا نقبل الدنية في ديننا وأوطاننا، وألا نفرط في حقوقنا وثوابتنا، وألا نمد أيدينا إلى أعداءنا مصافحين بتنازلٍ وخنوع، ولنكون صادقين تجاه الأمانة التي أودعنا الله إياها، فنساند المقاومة بالقوة، ولا نتخلى عنها، ولا نتركها وحيدةً في مواجهة إسرائيل، وأن ننصر أهلنا، ونواصل جهادنا ومقاومتنا، حتى تتحقق أهدافنا، ونصل إلى غاياتنا.

السيف أصدق أنباءاً من الكتب                       في حده الحد بين الجد واللعب

دمشق في 25/3/2010

أكثر من 100 نائب ألماني يعربون في بيان لهم عن تضامنهم مع الانتفاضة الإيرانية وأشرف


في جلسة عقدت يوم الثلاثاء 23 آذار (مارس) 2010 في القصر الرئاسي في البرلمان الألماني وحضرتها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وعدد من نواب البرلمان ورؤساء لجان البرلمان من الأحزاب الحاكمة والمعارضة أعلن عن البيان الصادر عن أكثر من 100 من نواب المجلس الاتحادي الألماني (بوندستاغ) وعدد من نواب البرلمانات الإقليمية في ألمانيا دفاعًا عن سكان مخيم أشرف في العراق وتضامنًا مع انتفاضة الشعب الإيراني.
وفي بيانهم أكد نواب البرلمان الألماني ضرورة «التدخل الفوري من قبل الأمم المتحدة لضمان حماية سكان مخيم أشرف من خطر نقلهم القسري وقتلهم» مطالبين بـ «مساعدة الأمم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها في إيقاف عمليات الإعدام والقتل وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران وكذلك حماية المعارضين الإيرانيين في مخيم أشرف في العراق».
وتم إهداء هذا البيان اليوم 23 آذار (مارس) 2010 في برلين للسيدة مريم رجوي من قبل جميع النواب المائة الأعضاء في المجلس الاتحادي الألماني.
وعقدت هذه الجلسة بدعوة من اللجنة الألمانية للتضامن من أجل إيران الحرة.
وافتتحت الجلسة السيدة آنته هوبينغر رئيسة كتلة النواب المتدينين في البرلمان الاتحادي الألماني حيث رحبت بالسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في ألمانيا وفي هذه الجلسة البرلمانية.
ثم أكد السيد لئو داوتسن بيرغ عضو هيئة رئاسة الكتلة الديمقراطية المسيحية في البرلمان الاتحادي ومتحدث الشؤون الماليه للكتلة تضامنه مع المقاومة الإيرانية قائلاً: «إننا لا نبخل عن أية مساعدة على تحقيق إيران حرة ديمقراطية وعن أي دعم لأشرف وللحقوق الإنسانية للشعب الإيراني».
وكانت مريم رجوي هي المتكلمة الرئيسة في هذه الجلسة حيث أعربت في كلمتها عن شكرها لنواب البرلمان الألماني على جهودهم في الدفاع عن أشرف ودعمهم لنضال الشعب الإيراني من أجل نيل الحرية، ثم أحيت ذكرى السيدة هولتز هوتر الراحلة داعمة للمقاومة الإيرانية لن تنسى أبدًا، قائلة: «إني جئت اليوم إلى هنا في الوقت الذي تتصدر فيه القضية الإيرانية جميع القضايا الدولية.. أصبحنا اليوم في موقع يمكن لنا أن نتحدث فيه ونوضح أن الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني أظهرت بجلاء خلال الأشهر التسعة الماضية أن الشعب الإيراني يريد إنهاء النظام الديكتاتوري المتستر بغطاء الدين والحاكم في إيران».
وأضافت تقول: «نعم، هناك حواجز أمام التغيير، فبالإضافة إلى القمع الواسع الدامي داخل البلاد، لا توجد هناك سياسة غربية حازمة وصارمة تجاه نظام الملالي الحاكم في إيران مما يشكل حاجزًا أمام التغيير في إيران.. فإن الغرب وبعلاقاته الاقتصادية الواسعة مع النظام الإيراني وتقييد القوة المعارضة الرئيسية قدم أكبر دعم لبقاء هذا النظام على السلطة.. إن سياسة التفاوض والتسامح والمساومة مكّنت حكام إيران من الاقتراب إلى امتلاك القنبلة الذرية ومن تعزيز ودعم التطرف وعناصرهم ومواليهم في كل من  العراق ولبنان وفلسطين».
وأضافت الرئيسة مريم رجوي تقول: «في الأشهر الأخيرة تم الاهتمام بضرورة اعتماد سياسة حازمة وصارمة تجاه نظام الملالي الحاكم في إيران ولكن لم يتم ترجمة ذلك إلى الفعل الملموس ولا زلنا نلاحظ أن أوربا لا تحرك ساكنًا في هذا المجال. فإن كل الحاجات الضرورية والأساسية للنظام الإيراني يتم تسديدها من قبل الغرب بعلاقاته الاقتصادية الواسعة مع هذا النظام.. حيث بلغ حجم التبادلات بين إيران وأوربا في العام الماضي 11 مليار يورو وقد جرى ثلث هذه التبادلات مع ألمانيا.. إن النظام الإيراني يستخدم الأجهزة التي استوردتها من أوربا بما فيها من ألمانيا لفرض القمع والكبت واحتقان الأجواء على الشعب الإيراني.. ويجعل النظام الإيراني الإيرادات المالية الناتجة عن هذه العلاقات الاقتصادية تحت تصرف فيلق الحرس الذي بات يستحوذ على الاقتصاد الإيراني ويسيطر عليها احتكارًا لنفسه. فخلال السنوات الأخيرة وتحت غطاء سياسة الخصخصة تم تمليك فيلق الحرس لكل القطاعات الصناعية العملاقة ومنها قطاعي الغاز والنفط ويتم صرف الإيرادات الناتجة عن ذلك لتصعيد القمع ضد أبناء الشعب الإيراني وللعمل على امتلاك السلاح الذري ومساعدة القوى المتطرفة والإرهابية في المنطقة».
ودعت الرئيسة رجوي الدول الغربية خاصة الحكومة الألمانية إلى فرض عقوبات شاملة على النظام الإيراني خاصة في مجال النفط والبنزين وإدراج اسم فيلق الحرس في مقدمة قائمة المنظمات الإرهابية مؤكدة أن مقاطعة هذا النظام وفرض العقوبات عليه أمر ضروري ولكن ليس كافيًا بل لابد من إرفاقه بتغيير السياسة المعتمدة حيال المقاومة الإيرانية. وقالت: «إضافة إلى ذلك ولمواجهة تهديدات النظام الإيراني وعناصره في العراق بإبادة سكان مخيم أشرف، على أوربا أن تحذر الحكومة العراقية من أي استخدام للعنف وأن تطلب من الأمم المتحدة أن تتولى مهمة حماية أشرف».
هذا وألقى عدد من الشخصيات التي حضرت هذه الجلسة المنعقدة في القصر الرئاسي للبرلمان الألماني دعمًا للمقاومة الإيرانية كلمات أمام الحضور، ومن هؤلاء المتكلمين:
- غونتر كريش باوم رئيس لجنة الشؤون الأوربية في المجلس الاتحادي الألماني.
- نوربرت غايس نائب في المجلس الاتحادي الألماني.
- هرمن يوزف شارف رئيس اللجنة الألمانية للتضامن مع إيران الحرة ونائب في البرلمان الإقليمي لولاية زارلند.
- هيله غوزه ياكوب الرئيسة الفخرية لنقابة المساعدين الاجتماعيين.