الخميس، 25 مارس 2010

رسالة حزب الصواب الموريطاني الى قمّة طرابلس


هذا كتابنا إليكم أصحاب الجلالة والسمو والفخامة العرب
تلتئم بعد أيام قمتكم الموقرة في طرابلس بالجماهيرية العربية الشعبية الديمقراطية العظمى في أحلك مرحلة تجتازها عبر تاريخها المتقلب بين قمم المجد ومنحنيات الانكسار؛ بين سمو النموذج الحضاري وتصدع البناء القومي.. ولم تشهد أمتنا من التردي والتشرذم مثلما تعيشه في هذه الأيام التي تعقدون فيها قمتكم ؛ وليس يخالطنا شك في أنكم مدركون تمام الإدراك لحجم معاناة الشعب العربي على كل صعيد، وفي كل قطر ؛ وإن اختلفت نسب درجة هذه المعاناة، أو اختلفت الأولوية بين من يموت من الجوع أو المرض، ومن يموت من القتل بيد المحتل الأجنبي، ومن يموت في طريق الهرب من جحيم أوضاع قطره، ومن يتهدده التفتيت العرقي والمذهبي والطائفي... وغير ذلك من عوامل الألم والمعاناة..
السادة القادة العرب،    
إن أمتنا تستصرخكم وأنتم تجتمعون في هذه اللحظة التاريخية بالغة الخطورة على وجودها؛ وتتطلع إلى تحملكم لمسؤولياتكم القومية والدينية والإنسانية إزاء هذا التحدي غير المسبوق، الذي يستهدف كيان الأمة من خلال نسف كافة الروابط بين مكوناتها، ليس فحسب بين قطر وقطر بل على مستوى كل قطر على حدة؛ حيث يجري التحريض ألاثني والديني والمذهبي والطائفي والفئوي، وصولا لتفجير كل قطر من داخله!..
إن أمتنا لم يعد أمامها سوى واحد من خيارين: إما أن تدفن رأسها في رمل الاستكانة وتتظاهر بالعمى عن الخطر المحدق بوجودها، وعندئذ سوف يلف حبل الأعداء رقبة كل قطر، ولسوف يعض كل زعيم أنامل الندم بعد فوات الأوان، وإما أن تتدارك قمتكم الانهيار عبر اعتبار كافة الأقطار والقوى الحية بمختلف عناوينها في وضعية مقاومة،وذلك هو أنفع وأنجع موقف تتخذونه في مواجهة التداعي ألأممي العدواني على أمتنا.
السادة القادة العرب الموقرون،
لم يكن حاملنا على توجيه هذه الرسالة إلى جنابكم العالي إلا تعبيرا عما يعتصر قلوبنا من ألم وما يعتمل من مرارة وإحباط في نفوس جماهير الأمة التي نرفع صوتها بصفتنا نمثل أحد عناوين العمل القومي الجماهيري المناضل في قطرنا الموريتاني، ولنا تماس مباشر وصلة قربى، لا انفصام لها، مع جماهير أمتنا وآلامها وآمالها.. إنها صرخة الشعب العربي على امتداد وطنه الكبير إلى قادته لكي تخرج عن هذه القمة قرارات تعيد إليه بعضا من أمله، وترفع من معنوياته وكرامته التي تداس كل يوم من قوى الاستكبار العالمي، ومن أعدائه التاريخيين، وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني وإيران..
السادة القادة العرب،
إننا في هذا السياق، وبهذه الصفة الجماهيرية والنضالية، نتطلع إلى أن تتخذ قمتكم، ضمن قرارات أخرى،ما يلي:
1- سحب ما يسمى بمبادرة السلام مع الكيان الصهيوني، الذي لم تزده هذه المبادرة إلا تماديا في غيه وعتوه على شعبنا ومقدساتنا في فلسطين المحتلة ودعم الشعب الفلسطيني وانتفاضاته الشعبية والسماح للمقاومين بالدخول إلى فلسطين والعراق؛
2- قطع جميع الروابط والعلاقات الدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية مع هذا الكيان، واعتبار المقاومة بكل أشكالها هي النهج المتبع قوميا، رسميا وشعبيا؛
3- الانفتاح على كافة قوى المقاومة المسلحة والسياسية والثقافية والشعبية ودعمها على جميع الصعد والأوجه، واعتبار المقاومة هي الممثل الشرعي الوحيد في الأقطار الواقعة تحت الاحتلال؛
4- رفض التعامل مع نتائج وإفرازات الاحتلال في العراق، واعتبار الآمريكين قوة محتلة، مسؤولة قانونيا عما لحق بشعب العراق من أذى؛
5- دعوة المحتلين الأمريكيين للانسحاب الفوري من العراق وتقديم يد المساعدة للشعب العراقي على إعادة بناء قطره، عبر الاعتراف بالحكومة المنبثقة عن القوى التي شاركت في مقاومة الاحتلال؛
6- دعم اللغة العربية في المنظومات التربوية والتعليمية في الأقطار التي يتهددها الغزو الثقافي واللغوي الأجنبي؛ ودعم ترقية اللغات المحلية لدى الأقليات في الوطن العربي، وخاصة في موريتانيا، التي تتعرض فيها اللغة العربية لحملة تشويه عنيفة من جانب الطابور الخامس للمستعمر الفرنسي، وبدعم من مؤسسة الافراكوفونية العالمية، كلما حاول شعبنا استعادة شخصيته الحضارية والثقافية؛
7- دعم الشعب الموريتاني اقتصاديا في صموده لمواجهة انعكاسات انتصاره على العلاقات مع الكيان الصهيوني، الذي لن يدخر (الكيان الصهيوني)، مع حلفائه الإستراتيجيين، جهدا لتركيع شعبنا بسبب هذا القرار؛
8- الدخول في وضع تدابير وإجراءات ملموسة للتكامل الاقتصادي بين القطار العربية، واعتبار ذلك عنصرا أوليا من إستراتيجية العمل القومي على طريق الاندماج الاقتصادي؛
القادة العرب،
لا يسعنا وانتم تجتمعون في هذه المرحلة الكئيبة من تاريخ أمتنا إلا أن نسجل بكامل الاعتزاز روح التجاوب المبدئي الذي شاهده العالم من لدن قائد الثورة العربية في لبيا واستعداده لدعم العمل القومي الإسلامي على الساحة العربية وحمله هدا العب ء الثقيل وآخر دلك تجاوبه مع المطالب التي تقدم بها لفيف من مختلف الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والنقابية والشعبية العراقية المقاومة أو الرافضة للاحتلال إلى القمة العربية في طرابلس.
وكلنا ثقة، بإذن الله، في أنكم ستتخذون قرارات على مستوى التحدي تثلج صدور أبنائكم في وطنكم الكبير، العريض..
وفقكم الله لما يفيد ويخدم أمتكم..
ولأمتنا الرقي، ولمقاوماتها العزة والمنعة، ولشهدائها الرحمة والخلود..
نواكشوط 25/03/2010
القيادة السياسية
لحزب الصواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق