الخميس، 25 مارس 2010

نشرة التحرك للثورة في سورية ليوم الخميس 25/03/2010


المهندس سعد الله جبري

سيئاته واخطاره حتى عن الإحتلال الأجنبي الكريه المرفوض!

 السيد الرئيس أوباما، تحية إنسانية طيبةً
بدايةً: مبروك نصرك ونصر شعبك في إقرارنظام الضمان الصحّي، الذي كان انتصارا لمبدأ خدمة الشعب على ظلم المصالح الأنانية غير الإنسانية!
وأتساءلك بالله، هل العدالة في مبدئك محصورة بالشعب الأمريكي وحده؟   أو هي شاملة للإنسانية جميعا؟  
أدعوك إلى الحوار في مبدأ "التعامل الإنساني العادل هو حقٌّ لجميع البشر"

إنه لمن طبيعة العالم الإنساني تاريخيا، توارث سلوكيات الخير والشر في مجتمعاته، وذلك بتأثير قياداته على جميع مستوياتها! أظنّكً توافق على هذا؟

في النصف الآخر من العالم، هناك ظلمٌ تاريخي هائل ارتُكب ضد شعوبه من قوى الظلم والفساد والرجعية الإستعمارية! ولا زالت آثاره قائمة تتفاقم حتى اليوم، وأنت لا بد تعرفه! فهل أنت مستعد أن تعمل بسلطتك لإنهائه؟ أو بالعكس لتكريسه؟ أو أنك ستقول بأنك لا تراه؟

أنت تراه بالطبع، وتعرفه حقَّ المعرفة، وآمل أن عليك واجب المشاركة في إزالته، والعمل على استبداله بالعدالة الشاملة لجميع شعوبه. وأنت قادر على ذلك بالتأكيد – إذا تجرأّت وأردتَ –  والتساؤل هو هل ستشمل توجهاتك المبدئية الأخلاقية: الأمريكيين وحدهم؟ أو البشر الآخرين الذين تعرضوا ولا زالوا يتعرضون للظلم الهائل تاريخيا بسببٍ من القيادات الأمريكية المتتالية ذاتها على الحكم منذ سبعين عاما؟ وهل ستكون قائدا تاريخيا للعدالة الإنسانية أينما كانت؟ أو ستكون قائدا لفائدة الشعب الأمريكي دون بقية البشر الذين لحقهم ظلم حقيقي فادح وفاضح على يد القيادات الأمريكية بالذات؟

حواري معك هو في نقطتين أساسيتين:
1. المأساة التاريخية لكيان وشعب فلسطين – التي هي أساساً جزءٌ من سوريا - وجريمة إحداث ما يُسمّى بدولة إسرائيل، والدعم والإنحياز الأمريكي الظالم المُخزي لها رغم عدوانها النازي وغير الإنساني الدائم على العرب! ويا لعار الإنسانية!!
2. التعامل الأمريكي الرسمي مع القيادات والشعوب العربية!

1. ولنبدأ في النقطة الأولي القائمة منذ عقود:

بدايةً، فلسطين وشعبها هي في الواقع الفعلي والتاريخي والجغرافي والمكوناتي جزءٌ من دولة "سورية الكاملة"، وحيث قام المجرمان سايكس وبيكو وزيري الخارجية الفرنسي والإنكليزي بتقسيمها وتوازعا إحتلالها بُعيْد انتهاء الحرب العالمية الأولى، إلى أربع دولٍ هي: سورية، ولبنان، وشرقي الأردن، وفلسطين! سورية ولبنان تحت الإحتلال الفرنسي. وفلسطين وشرقي الأردن تحت الإحتلال البريطاني! ولقد تمادت الدولة الإنكليزية حينئذٍ إلى إصدار "وعد بلفور" المتناقض مع المبادىء الدولية والإنسانية بل وحتى قوانين الإحتلال!!

تساؤل هام يطرحه كلّ عربي، وكلّ  مسلم في العالم، وهو: لماذا يعمل ويكتب ويخطب أي مسؤول أو زعيم أمريكي، ليكون في موقع العدو للعرب والمسلمين بموالاتهٍ لإسرائيل، إلا أن يكون صهيونيا، موالاته هي لإسرائيل، وليس لبلاده ووطنه الولايات المتحدة الأمريكية؟ وذلك رغم أن المصالح السياسية والإقتصادية والإنسانية للدولة والشعب الأمريكي  تتناقض مع هكذا موقف كلّيةً؟ ويزداد العجب عجبا فوق العجب، عندما يكون هذا الأمريكي في منصب حكومي كبير – مثل نائب الرئيس أو وزير الخارجية و غيرهما – فيقوم بإصدار التصريحات الغريبة بصلافة وغباء وتحدّي واستجلاب للعداء مع بلاده، بإعلانه ولائه التاريخي لدولة إسرائيل والصهيونية، وبما يتناقض مع المصالح  السياسية والإقتصادية والعسكرية مع أمريكا والأمريكيين بالذات ومع مبادئكم الإنسانية والوطنية؟؟

وطبعا، يكون الموقف أعجب وأعجب، عندما يكون مثل هؤلاء، مرتكبين باستمرار الحروب العدوانية باستعمال أفظع الأسلحة في الإعتداء على الشعوب العربية والإسلامية دون أي مبرر منطقي، أو مصلحي للولايات المتحدة الأمريكية وشعبها على الإطلاق، وهذا مثاله في موقف الرئيس السابق بوش ونائبه ومؤيديه جميعا! ومثاله أيضا في بعض مسؤولي نظامك الحالي الذين تورط بعضهم بالقول بأنه تمنى لو كان صهيونيا – يعني غير مسيحي – مؤكدا بأن جهوده منصبّة على دعم إسرائيل واستمرارها، وما كان ينقصهم إلا القسم بذلك علنا على الكتاب المقدس! أو ليس هذا الإنحياز غير الأخلاقي وغير المُتوازن لدولة إسرائيل العدوانية التافهة عالمياُ،  يتناقض مع المبادىء والقِيّم والمصالح الأمريكية العُليا؟

وأسمح لي يا سيادة الرئيس أوباما أن أقول: لعله من واجبك الإنساني والوطني وتمشيا مع المبادىء النبيلة التي طرحتها وقبلها الشعب الأمريكي بأكثرية واضحة أنجحتك في تولي رآستك لأعظم دولة في العالم، العمل على إصلاح هذا الموقف الذي بثته في عقول وفكر الأمريكيين، قوى صهيونية يتناقض ولائها لوطنها ومصالحه أساساً: فأمريكا دولة عظيمة، وإسرائيل دولة عدوانٍ أجنبية تافهة، دولة تقوم على التقتيل وظلم ونهب لأراضي الآخرين استمر لأكثر من 62 عاماً!   

وأنت تعلم ولا شك، بإن هناك يهودا كثيرين في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي نيويورك بالذات ذاتها يرفضون مبدأ دولة إسرائيل، وبالتالي سياسة قادتها العنصرية الإستعمارية! لماذا؟ لأنهم يهودٌ حقيقيون مخلصين لدينهم وربّهم!

فهل ستقود أنت يا سيادة الرئيس أوباما سياسة بلادك إلى العدل الإنساني التي يقبله حتى كثير من اليهود المتدينين الرافضين للكيان الإسرائيلي، فضلا عن المسيحيين والمسلمين في أمريكا، والعالم أجمع والملتزمين تعاليم الله بحقّ وإيمان؟

أو أن السياسة الأمريكية الخارجية ستستمر، بالتناقض مع المبادىء والمصالح الأمريكية، في موالاتها لإسرائيل نتيجة ضغوط الجمعيات اليهودية الداعمة لإسرائيل وحلفائها من بعض رؤوس الأموال الذين يتلاعبون بالإقتصاد الأمريكي والعالمي على حساب وطنهم أمريكا، ومبادئها التي قامت عليها، وعلاقاتها الدولية، ومصالحها وإقتصادها ومعيشة شعبها؟

إن توجّه المخلصين لوطنهم من الأمريكيين، وجميع شعوب العرب والمسلمين، هو في العودة إلى سياسة المبادىء والعدل المتوازن، التي تفرضها قيادة الدولة الأعظم في التاريخ الحديث!

2. التعامل الأمريكي الرسمي مع القيادات والشعوب العربية!

أما في هذه، فعقلي، وعقول 300 مليون عربي، عاجز عن الفهم، كيف يمكن أن تكون أمريكا دولة المبادىء والديموقراطية السياسية، تقوم بدعم والتحالف مع قيادات تسلطية استبدادية فاسدة غير ديموقراطية في مُعظم البلاد العربية؟
هل هذا من تأثير الجمعيات الصهيونية الأمريكية المزعوم نفوذها؟ ربّما!!
ولكن، ألا يتناقض ذلك كليةً مع مبادىء العدالة والديموقراطية التي تتغنى بها أمريكا، وتدعو إلى انتشارها عبر العالم؟ نعم بالتأكيد!
تجنّبا لتمييع الموضوع في اتساعه، سأحصر حواري حول العلاقة مع نظام الحكم السائد حاليا في سورية بالذات: وطني الأول والأساس والدائم إلى الأبد! والذي يحكمه رئيسٌ جرى تعديل الدستور لتمكين ترشيحه للرآسه بسبب صغر سنه أربع سنوات عما يفرضه الدستور السوري! ومعظم دساتير العالم الحديث!! ربما كانت هذه الأعجوبة الثامنة من أعاجيب العالم!

أقول: إن نظامٌ الحكم هو في حقيقته نظام تسلط عصابة فسادٍ ولصوصية شامل، وليس حكم الدولة بتعريفها المُعاصر على الإطلاق! فإرادة الزعيم – زعيم العصابة - هي البديل للدستور، وهي القانون، وهي البلاء الأعظم على رأس كل من يُطالب بحقِّ من حقوق الحرية بما فيها حرية التعبير والكتابة – وعلى سبيل المثال، فقد جرى مؤخراُ اعتقال فتاة لم تتجاوز 17 سنة من عمرها – طفلة - لأنها كتبت في إحدى المدونات مطالبة بالحقوق التي ينص عليها ذات الدستور السوري النافذ حاليا! وهي لا زالت معتقلة منذ شهرين في مكان غير معروف، ولا يُسمح لأهلها بزيارتها والتحقق من ظروف حياتها!!

وكسياسة ثابتة للنظام السوري الحالي فإن رئيس الجمهورية "بشار الأسد" وعصابته يحكمان سورية بتجاوزات دستورية تجاوزت مخالفة أكثر من 33 للدستور النافذ، دون أن يُسمح لأحد بالإعتراض، وإلا فالسجن والقبر جزاءه ومثواه السريع! هل تفعل هذا أيّة دولة دستورية في العالم، أو هي مجرّد عصابات الفساد والإستبداد التي تفعل ذلك بحق شعبها؟

وأؤكد أن النظام المذكور، لم، ولا يحكم ولا يقوم على خدمة شعبه على الإطلاق، بل هو قد تسبب فعلاً بتراجع هائل: إقتصاديا ومعيشيا وتنمويا وحضاريا وقضائيا.... وإنما يحكم لغرض أساسي هو تمكين رموزه لنهب شامل لخزينة الدولة وحتى الأموال الخاصة للشعب السوري. وإن رموزه بدءاً من بشار الأسد وأقربائه ومواليه وشركاهم، ليعتبرهم الشعب السوري بأنهم مجرد عصابة من اللصوص الخونة، تمكنت من الإستيلاء على السلطة والبقاء فيها بالقوة والخداع! هذا واقع الحال منذ استلام عصابة بشارالأسد الحكم عام 2000 وحتى اليوم، وهو في تزايدٍ مستمر لا تقبله مبادىء الإلتزام الوطني، ولا العدالة الإنسانية من حيث المبدأ!

أنا لا أذكر كلّ ذلك، بقصد طلب معونتكم لتغيير النظام في سوريا! لا، قطعا وأكيداً لا، ثم لا! فهذا من مسؤولية الشعب العربي السوري وحده، وليس لأحد غيره إطلاقا! وإن طلب أي إنسان لمعونة دولة أجنبية لتغيير نظام الحكم في بلاده لهو بذاته خيانة وطنية بالتأكيد (على الأقل من المنظور العربي، ومثاله هم حكام العراق الحاليين)!! وإنما أذكر ذلك لكي تعتمد السياسة الأمريكية التفريق في التعامل بين الشعب السوري، والقيادة الإستبدادية القائمة حالياً فوق رأسه، والمعادية له في حقيقتها وواقعها، والناهبه لثرواته جميعاً! تستغرب؟ طبعا! فكل لصٍّ هو عدوٌّ لمن يسرق منه! وكل أستبدادي هو عدوٌّ بالضرورة، لمن يمارس عليه إرهابه واستبداده وظلمه، ذلك لأنه يعيش متخوفا في كلِّ لحظه من ثورة الشعب وانتفاضه للخلاص منه، وللإنتقام ممن ظلمه، ويظلمونه ويسرقونه ويخربون بلاده ومعيشته!

وهنا أصل إلى أن الدعم والعون والتعامل الأمريكي الأخلاقي والتنموي والرسمي في إدارتكم - المختلفة عن الإدارة السابقة بتأييد شعبكم لها - إنما يجب أن يكون للشعب العربي السوري، وليس  للحكم القائم حالياً، ذلك بأن أي تعاون مع النظام السوري الديكتاتوري الحالي، سيكون في تحليله ونتيجته عدوانا عملياُ على شعبه، وتمكينا لاستمرار فساده وإرهابه الديكتاتوري وللتمادي في زيادة الظلم والإبتزاز والنهب، وبالتالي التخلف الشامل للشعب العربي السوري! ودون أيّة مصلحة من أي نوع كانت للدولة والشعب الأمريكي، اللهم إلا إسرائيل!

وأختم بأن الشعب العربي السوري، ما زال يأمل من قيادتكم، موقفا سياسا أخلاقيا ينسجم مع المصالح الأمريكية الحقيقية في تحديد تعامله مع النظام السوري الحالي، وأمثاله من الديكتاتوريات الظالمة والفاسدة التي تتحكم في دول عربية أخرى، وذلك تمكينا لانتفاضة الشعب! وهذا ما ينسجم مع المبادىء والمُثل التي قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، والمصالح الحقيقية للشعب الأمريكي التي يجب أن تكون فوق مواقف التبعية الذليلة غير المسؤولة من بعض المسؤولين الأمريكيين لإسرائيل دولة الظلم والعدوان القائمة عليه طيلة 62 عاماُ. واستجداءاً إنتخابيا مستقبلياً قصير النظر ثبُت فشله، وثبت قِصَر نظر أصحابه!
بكل احترام ومحبة لشخصكم الكريم /
المهندس سعد الله جبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق