الخميس، 1 أبريل 2010

حرية الرأي والتعبير ..


بقلم ختام الفرا
غزه فلسطين /1/4/2010م
الحالة السليمة السوية أن يعبر الإنسان عن آرائه وأن يظهر مشاعره وأحاسيسه، حرية الرأي والتعبير يمكن تعريفها بالحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية.. و من أهم العناصر المؤثرة على الرأي المحيط الاجتماعي فلا يمكن للإنسان أن يكوّن رأي لنفسه وهو يعيش ضمن مجتمع يستهين برأيه و مهما كان الرأي سطحيا أو تافها يجب الاستماع و أخذه بعين الاعتبار لأنه غالبا ما يمثل رأي لفئة لا يستهان بها .....
أعود إلى النقاش كونه يغني الطرفين وهنا يجدر بي الذكر أن أسلوب النقاش وفن الحوار يحددان إذا ما كان الرأي مقنع بالإضافة إلى البقاء ضمن نطاق الموضوع و دون الإخلال بالمضمون و احترام الآخر مهما كان رأيه و الحفاظ على الود بين الطرفين المتناقشين
أخيرا برأيي الشخصي أن التعبير عن الرأي يجب أن يكون قابل للتغيير والتطوير كما يحتاج مهارة و إدراك لفن الحوار والنقاش و يحتاج أن يكون دائماً مبني علي احترام آراء الطرف الآخر حيث أن الاختلاف لا يفسد الرأي أو الرأي الآخر..
الإنسان ككائن مفكر منحه الله عقلاً ومنحه قدرة على التفكير وككائن له مشاعر وأحاسيس، تجيش في نفسه المشاعر والأحاسيس والتصورات كما تنبثق في ذهنه الآراء والأفكار، تارة يعبر عما لديه وعما في داخله الفكري من آراء أو داخله النفسي من أحاسيس ومشاعر، وتارة أخرى يكتم مشاعره ويخفي آراءه وأفكاره ولا يجهر بها لا يتحدث عنها.
، انه قلمي يكتب ما يريد (يعبر عن رائي)وضعت له خطوط ,ليتجاوزها  ليس لأي كان سلطه عليه ..ليس المهم أن يرضي الناس الأهم أن يرضي ضميري..

الـــــجمعية الـــوطنية لـــحملة الشهادات المعطلين بالمغرب: بـــيان تضامني وتنديدي


الـــــجمعية الـــوطنية لـــحملة
 الشهادات المعطلين بالمغرب                                                                                             بتاريخ:01 أبريل 2010  
     فرعي ميضار وقاسيطة
بـــيان تضامني وتنديدي

يتدهور الوضع الإجتماعي لأغلب الفئات الشعبية الكادحة بالمغرب يوما بعد يوم نتيجة استمرار النظام السياسي القائم بالبلاد في التطبيق الحرفي لإملاءات الإمبريالية العالمية، من خلال سن قوانين تتلائم مع شروط تكثيف الاستغلال ونهج سياسة الخوصصة وتصفية  ما تبقى من المؤسسات المالية والانتاجية الوطنية وضرب ما تبقى من الخدمات الإجتماعية كالتعليم والصحة وغيرها، وفتح المجال أمام الشركات المتعددة الاستيطان لتكثف من إستغلالها لثروات البلاد وإمتصاصها لقوة عمل العمال بأجور متدنية. ومحاصرة كل أشكال الإحتجاج والرفض  الذي تعبر عنه أغلب الفئات الشعبية الكادحة ، بل والزج بالمناضلين في السجون ومتابعة آخرين وذلك كله لتثبيت وترسيخ طبيعته اللاوطنية اللاديموقراطية اللاشعبية.
 وتنعكس هذه السياسات على المستوى المحلي بالريف لتكرس واقع التهميش والإقصاء والنشر الممنهج للبطالة والتفقير والتجويع والإدمان والتهجير بالرغم من المحاولات اليائسة من طرف النظام لإيهام الجماهير الشعبية بالشعارات الزائفة حول التنمية البشرية والمصالحة والمقاربة التشاركية والوضع المتقدم وغير ذلك من الشعارات التي تساهم في الدعاية لها بعض الأبواق الغير الرسمية والممولة من طرف  الدولة.
وفي معادلة هذا الصراع يصطف المعطلين بشكل مباشر ضمن صف المضطهَدين والمقموعين والمحاصرين، وأمام المعارك البطولية التي تخوضها فروع الجمعية دفاعا عن مطالبها، وبحكم الدور الطلائعي الذي تقوم به في فضح وتعرية تجلي أساسي من تجليات التهميش والإقصاء الذي هو البطالة، لم تجد أجهزة النظام حلا آخر غير  القمع والتضييق واستعراض العضلات على المعطلين الذين لا يملكون شيئا آخر غير إيمانهم الثابت بعدالة قضيتهم ومشروعية نضالاتهم،  وهذا ما تجلى في التنكيل المتتالي بأجساد  رفاقنا ورفيقاتنا في فروع التنسيق الاقليمي للحسيمة وصل إلى حد إجهاض معطلة... وقمع مناضلي ومناضلات  فرع الناظور بشكل همجي يوم 31 مارس أثناء تنفيذهم لشكلهم النضالي السلمي.
ومن هذا المنطلق، وإذ نشد على أيادي الرفاق والرفيقات في فروع التنسيق الاقليمي للحسيمة وفرع الناظور ونحييهم على صمودهم أمام القمع الهمجي الموجه ضد معاركهم ونقف معهم في نفس جبهة النضال والتحدي ، فإننا نعلن للرأي العام المحلي والوطني  ما يلي:

ü     .تضامننا المطلق مع نضالات  معطلي ومعطلات فروع التنسيق الاقليمي للحسيمة وفرع الناظور وتنديدنا الصارخ بالقمع الوحشي الذي تعرضوا له أثناء تنفيذهم لأشكالهم النضالية .
ü     استعدادنا لخوض أشكال نضالية مشتركة  إلى جانب هذه الفروع للتصدي بشكل موحد لكل أساليب الترهيب والقمع الذي تتعرض له.
ü     دعوتنا كل الإطارات المناضلة وكل الأصوات الحرة بالمنطقة إلى تشكيل جبهة موحدة للنضال ضد القمع والبطالة والتضييق والتهميش.
ü     إدانتنا لكل المؤامرات التي تحاك ضد إطارنا وكل أشكال التضييق والحصار الذي تتعرض له نضالاته.
ü     تحميلنا المسؤولية لأجهزة الدولة ومؤسساتها لما سيترتب عن استمرارها في الرد على الاحتجاجات السلمية للمعطلين بالقمع والترهيب  وعدم استجابتها لمطالبهم.

المجد والخلود لشهيدي الجمعية
مصطفى الحمزاوي ونجية أدايا
فرع ميضار                                                                                               فرع قاسيطة 

نعم يا سيادة الرئيس علي عبد الله صالح.. ولكن..


عبد الكريم بن حميدة
 ليس عندي شكّ في أنّ المبادرة التي أعلن عنها الرئيس اليمنيّ علي عبد الله صالح تستحقّ كثيرا من الدرس، وكثيرا من التواضع في قراءتها والتفاعل معها. والتواضع في مثل هذه الحالات ضروريّ لا سيما من أولئك الذين ظلّوا يؤمنون أنّ المبادرات الكبرى لا تنبع إلاّ من الدول العربيّة "الكبرى"، وأنّ قدر الأقطار العربيّة الصغيرة أن ترفع أصابعها بالموافقة على ما يتقدّم به "كبار" وطننا العربيّ. والحقّ أنّ في هذا التصنيف وما يستتبعه من استعلاء حيفا وإجحافا لا يخفيان على كلّ ذي بصيرة. وهو ما من شأنه أن يعمّق الفجوات ويوسّع من دائرة الخلافات بين أقطار
 
عديدة.
والحقّ أنّني لست أتّفق مع بعض وسائل الإعلام العربيّ التي حاولت التقليل من شأن المبادرة اليمنيّة دون أن تلتزم بموضوعيّة الطرح وجدّيّة النقد ووضوح الرؤية. لكنّ المتابعين لنسيج العلاقات العربيّة وما يتحكّم فيها يدركون يقينا أنّ بعض السهام الحاقدة بل والساخرة أحيانا من مبادرة الرئيس علي عبد الله صالح لا تملك الجرأة ولا العمق اللذين يخوّلان لها تقديم بديل مقنع. مثلما أنّ تلك الأقلام الضالّة يسوءها أن تصدر مثل هذه المبادرات عن اليمن أو غيرها من الأقطار العربيّة التي تصنَّف عادة بأنّها صغيرة. ولا تسعى غالبا إلا لترويج الأفكار
 
والتصوّرات التي يكون منشؤها "كبار"العرب، بل إنّها تعمد إلى تضخيمها والتهليل لها وتمجيد عبقريّة أصحابها وحكمتهم وبعد نظرهم.
وبقدر ما توقّفت عند المبادرة التي عرضها الرئيس اليمنيّ صالح، والتي نالت الاستحسان من قبل الوفود العربيّة وقوبلت بالتصفيق مرّتين، فإنّ التشخيص الذي تعلّق بالأزمة اليمنيّة بدا لي مسطّحا أو مرتجلا حتّى لا أقول إنّه كان مجافيا للواقع وللحقائق الماثلة على الأرض.
علينا أن نعترف بدءا بأنّ اليمن يمرّ بأزمة، أو بعبارة أقلّ تشاؤما، لنقل إنّ سفينة الوحدة اليمنيّة تتعرّض لرياح عاتية قد تتحوّل إلى إعصار لا يتيح للسفينة إمكانيّة للعبور. صحيح أنّ حدّة الرياح قد خفتت الآن لا سيما بعد توقيع هدنة مع متمرّدي صعدة مع الحوثيّين. لكنّ الواجب يدعو إلى مزيد الحذر واليقظة حتّى لا تنتكس هذه الهدنة وتنشأ جولة جديدة من الصراع لا يعرف أحد مداها خصوصا بالنظر إلى أنّ بعض الأسباب التي أدّت إلى نشوب الحرب السادسة في شمال اليمن ما زالت قائمة.
أمّا الوضع في الجنوب فلا نرى الرئيس اليمنيّ موفّقا في حديثه عن تضخيم الإعلام لما يجري هناك. كما لا نراه موفّقا في وصف الوضع القائم في محافظات الجنوب بأنّه طبيعيّ.
هل يمكن أن نعدّ تتالي الإضرابات والاعتصامات والمسيرات والمظاهرات وضعا طبيعيّا؟
وهل نعدّ مهاجمة المحلاّت والبيوت المملوكة لمواطنين من شمال اليمن وإضرام النيران فيها وضعا طبيعيّا؟
وهل يجوز أن نعتبر سقوط القتلى والجرحى أثناء أغلب المسيرات والمظاهرات مسألة عاديّة؟
ولماذا تتدخّل قوّات الأمن والجيش لتفريق المظاهرات وتستخدم الذخيرة الحيّة إذا كان الوضع طبيعيّا؟
وما الذي يدعو السلطة في صنعاء إلى إغلاق بعض الصحف وإغلاق بعض مكاتب الفضائيّات واحتجاز أجهزة التصوير و... إذا كان الوضع طبيعيّا مثلما يقول الرئيس اليمنيّ صالح؟
إنّ معالجة الوضع في اليمن لا يتطلّب - في تقديري- سوى شجاعة مواجهته والوقوف عند أسبابه العميقة، والعمل لقطعها وتفويت الفرصة على الإقليميّين الذين يريدون إفشال تجربة الوحدة اليمنيّة ويتربّصون بها السوء وينتظرون عند كلّ منعطف للإجهاز عليها والعودة إلى زمن التشطير الذي دفعت الجماهير اليمنيّة ثمنا باهظا لإنهائه.
إنّنا نبارك أيّ جهد وحدويّ في أيّ مكان على امتداد خريطة الوطن العربيّ. غير أنّنا ندعو إلى تعزيزه بكلّ العناصر التي تسهم في ترسيخ دعائم الوحدة وتثبيت بنيانها تمهيدا للوحدة العربيّة الشاملة، وأوّل شروط نجاح أيّ عمل وحدويّ هو العدل، العدل في توزيع الثروة وفي الجباية وفي تولّي المسؤوليّات، وتحريم استخدام السلاح في مواجهة الخصوم الداخليّين، بل اعتبار الحوار الصادق والمخلص والمسؤول هو السبيل الأوحد لفضّ الخلافات. وهو ما نرجو صادقين أن يعمل الرئيس اليمنيّ على الالتزام به حفاظا على اليمن ووحدته.

كلمة الممثل الرسمي للبعث في العراق... الدكتور خضير ألمرشدي،في الاجتماع التحضيري للحملة الدولية لتجريم الحرب على العراق وملاحقة دول العدوان ومجرمي الحرب قضائيا


 
الأخوات والأخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم وأتمنى لكم دوام العز والتوفيق لما تقومون به من عمل إنساني كبير من خلال هذا المركز الواعد مركز التواصل العربي – الدولي للتواصل برئاسة الأخ العزيز المناضل معن بشور وبقية الإخوة الأعزاء أعضاء المركز... تحيات البعث وقيادة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية لهم ولكم جميعا وشكرا على هذا التوجه لمناقشة موضوع يعتبر من أهم المواضيع التي سببها الاحتلال وحكوماته العميلة المتعاقبة في العراق وعمليته السياسية المخابراتية الفاشلة.
أيها الحضور الكريم من الأشقاء والأصدقاء الأحرار
بودي أن أركز في حديثي على ثلاثة أمور اعتقد إنها مهمة وأساسية وهي :
أولا - بعد أن قررت الإدارة الأمريكية وقوات الاحتلال والدول المتحالفة معها جدولة الانسحاب من العراق وفق ما هو معلن، نتيجة خسائرها البشرية والمادية والاقتصادية والأخلاقية الكبيرة بسبب ضربات المقاومة العراقية الباسلة حيث تم حسب آخر الإحصائيات الأمريكية نفسها إخراج أكثر من ثلث الجيش الأمريكي في العراق من الخدمة وبأرقام بلغت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين رغم عدم الكشف عن الخسائر الحقيقية، وتريليونات من الدولارات كانت احد أهم أسباب أزمتهم الاقتصادية، إضافة إلى فضائحهم اللاخلاقية وجرائمهم اليومية بحق العراق ودولته وشعبه وقيادته الوطنية. لم يبق أمامهم إلا العمل الحثيث مع عملاءهم وحلفاءهم في المنطقة من اجل إنجاح العملية السياسية الفاسدة والباطلة والتي وضعوها وفق عقل وتفكير وبرنامج صهيوني لمصادرة وتدمير العراق وأقطار الأمة عقيدة وفكرا ومشروعا وهوية وانتماء، حتى إن إجراء مايسمى الانتخابات العراقية إنما جرت بطريقة مشابهة لذات الآليات المتبعة في نظام الانتخابات الصهيونية في فلسطين المحتلة... إنهم يحاولون إنجاح هذه العملية من خلال :

دفع قوى المقاومة للاشتراك فيها وقد فشلوا.
دفع الدول العربية ودول العالم للاعتراف بها ولم يستجب لهم إلا العدد القليل من دول العالم.
دفع دول المنطقة لوضع ترتيبات لسياسة ما يسمى ملء الفراغ المزعوم بعد رحيل القوات الأمريكية المقرر، وان موقف المقاومة وشعب العراق هو أن من اسقط الاحتلال ومشروعه البغيض لقادر على ملء الفراغ وقيادة الدولة العراقية بعد التحرير.
دفع الشعب للاشتراك في الانتخابات التي جرت في السابع من آذار الماضي.. وهنا لابد من التأكيد على ما أفرزته هذه الانتخابات من حقائق تخدم مشروع التحرير والاستقلال وفعل المقاومة الأسطوري :

أ‌- الحقيقة الأولى هي، إن نسبة من اشترك فيها هي اقل من خمسين بالمائة رغم المبالغة في ذلك ورغم التزوير والتلاعب الذي يتكلم به جميع من اشترك فيها من مايسمى بالكتل والتجمعات، وهذا دليل على أن شعب العراق لم يعطي شرعية شعبية لها، إضافة إلى بطلانها قانونيا وشرعيا كما هو بطلان الاحتلال وعمليته السياسية

ب‌- الحقيقة الثانية، إن شعب العراق وحتى بمن اشترك وبهذه النسبة قد اسقط الطائفية وأحزابها ومروجيها وعناوينها وشخوصها وداسهم بأقدامه الشريفة والى الأبد .
ت‌- الحقيقة الثالثة، هي إن شعب العراق رفض التدخل الإيراني في شؤون العراق ورفض الأحزاب والأشخاص اللذين يروجون لهذا المشروع التوسعي الذي يتمدد في العراق تحت المظلة الأمريكية وبسببها وبتنسيق كامل مع عملاءه وعملاءها المزدوجين.
ث‌- الحقيقة الرابعة والمهمة والتي تؤشر لمستقبل مطمئن للعراق هي انه بعد رحيل الاحتلال وفي ظل نظام وطني بعد التحرير والاستقلال الكامل، وفيما لو توفرت فسحة حقيقية لممارسة الحرية وبيئة وظروف صحية لممارسة التعبير عن إرادة شعب العراق في اختيار ديمقراطي حر ونزيه وبعيد عن الاحتلال وعن التدخل الإيراني الذي أصبح مكشوفا للقاصي والداني، الصديق والعدو ، فان هذا الشعب العريق سيختار التيار الوطني القومي الإنساني المؤمن المعبر عن فكره والحامل لعقيدته ومبادئه واهدافة الكاملة والتامة في الوحدة والتوحد والحرية والتحرير والعدالة والتقدم.
ج‌- جميع هذه الحقائق أيها الأخوة الكرام... قد أجبرت عملاء الاحتلال وحلفاءه الإقليميين لان ينقلبوا على ادعاءاتهم ومشروعهم الذي روجوا وطبلوا وزمروا له (( لإقامة عراق ديمقراطي ))!!!! على الطريقة الأمريكية وبحماية الدبابات والطائرات، وعلى أساس الإقصاء والاجتثاث والاغتيالات والتهجير والحرمان، وذهبوا بذلك بكل ثقل الطائفية والعنصرية والاجتثاث، ليجتمعوا في إيران ويعلنوا هذا الانقلاب خوفا وتطيرا ورعبا من مشروع الأمة الحضاري التقدمي الثوري الإنساني الذي ترفع لواءه المقاومة العراقية الباسلة، وباسم البعث وقيادة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، نقول إن مشروعهم سيفشل وسيرحل مع رحيل أسيادهم يجرون أذيال الخيبة والخسران.
ثانيا - الأمر الثاني هو إن المقاومة العراقية وبغض النظر عن ما ستؤول اليه نتيجة تحالفات عملاء الاحتلال بعد الانتخابات الباطلة والمزورة، وبغض النظر عن من الذي سيكون رئيسا او مرؤوسا، فأنها أصبحت حقيقة ساطعة وجزءا من حياة شعب العراق ومنهجا له بل ويرى فيه مستقبله وطريقه للتحرير والخلاص، مؤيدا وساندا لها بأغلبيته الساحقة ومحتضنا لرجالها، وكيف لا ؟ وهم أبناءه البررة من علية القوم وبيوتاته الشريفة. ان هذه المقاومة مستمرة ومتصاعدة بعون الله العلي القدير في ملاحقة قوات الاحتلال في قواعدهم ومعسكراتهم وسفارتهم ومناطق تواجدهم وتلحق بهم الخسائر في اكبر وأعظم عملية استنزاف شهدها التاريخ لجيش محتل مهان ومتهاوي ومهزوم، وان المقاومة متمسكة بحقوق العراق كاملة ومواصلة جهادها مهما طال الزمن وغلت التضحيات حتى خروج آخر جندي محتل وغازي مهما كانت جنسيته وعنوانه ودولته بعيدة أو مجاورة... وان المقاومة سوف تتعامل من حكومة الاحتلال وبغض النظر عن عناوينها، بدرجة انحيازهم لمشروع المقاومة واسراتيجيتها في التحرير والاستقلال التامين ومن إنها الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه العظيم.
ثالثا إن هذا الاجتماع التحضيري لإطلاق حملة عالمية دائمة ومستمرة لتجريم الحرب على العراق وتثبيت جرائم الاحتلال قانونيا أمام جميع الهيئات والمنظمات العربية والدولية الرسمية والشعبية إنما هو يصب في ذات الاتجاه المساند والداعم لشعب العراق ومقاومته الباسلة كحركة تحرر وطنية وعربية وإنسانية في جهادها ونضالها وتأطيره قانونيا وقضائيا لملاحقة المجرمين ودولهم ومن عاونهم في تدمير العراق دولة ومجتمعا، وان حضور هذا الجمع الخير من أشقاءنا وأصدقاءنا الأحرار متجشمين عناء السفر والجهد والمال، إنما هو محط تقدير واعتزاز وتثمين قيادة البعث والمقاومة، ولكن عذرنا إن العراق وشعبه الكريم يستحقون وقفتكم هذه واندفاعكم هذا ومبادرتكم، أليس هو البلد والشعب الذي لم يبخل يوما في عطاءه وفي تضحياته وفي كرمه من اجل الأمة والإنسانية وأينما دعاه الواجب والموقف لذلك ؟ إن احتلاله وما يتعرض له من كارثة ومحنة وقتل وتشريد إنما كانت بسبب مواقفه الوطنية والعربية والإنسانية في التصدي لجميع أنواع العدوان الذي استهدف الأمة من الشرق او الغرب، وبسبب من مواقفه الإنسانية في دعم ومساندة جميع الأحرار في العالم حيث أكدت الأحداث التي مر بها العراق منذ احتلاله وبالقوة المفرطة دون مسوغات قانونية او مبررات شرعية على إن دول العدوان والغزو والاحتلال قد ألحقت أضرارا فادحة في هذا البلد أرضا وشعبا وقيما وتراثا وثقافة وثروات بل ودمرت حضارته المشرقة وعطلت نهضته للمستقبل وتسببت بالشكل المباشر بقتل ما لا يقل عن مليون ونصف المليون مواطن كما عرضت الكثير من أبنائه إلى العوق الجسدي والنفسي وهجرت في الداخل والخارج أربعة ملايين إنسان )مازالوا يرزحون تحت وطأة هذا الإبعاد ألقسري في اكبر عملية انتهاك لحقوق الإنسان عبر التاريخ.وقد اعترف مسئولي وقادة هذه الدول المعتدية والغازية بكذب ادعاءاتهم ومبررات عدوانهم، فان ذلك يرتب على اعترافهم هذا ان يتحملوا مسؤوليته القانونية والأخلاقية أمام القانون الدولي وشعوب العالم ومنها على وجه الخصوص شعب العراق، مما يضع هؤلاء القادة تحت طائلة المحاكمة القانونية لجريمة الاحتلال والإبادة الجماعية كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية المتخصصة بجرائم الحرب ذلك إن الجرائم التي ارتكبوها لاتسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وقد آن الأوان لفتح ملفات جرائم الحرب التي ارتكبوها أمام القضاء الدولي وان العراقيين يحتفظون بأدلة كافية ووافية وبالملموس تدين أفعال هؤلاء الإجرامية ضد الإنسانية وانتهاكهم حرمة وسيادة العراق واستقلاله الوطني.وعلية فأن قيادة البعث والمقاومة وحكومة العراق بعد التحرير عازمون ومصرون على ملاحقة دول الغزو والاحتلال وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما ممن تحالف معهم في جريمة احتلال العراق وتدمير دولته وقتل شعبه ونهب ثرواته وانتهاك حرماته في المحاكم الدولية ومطالبتهما بتعويض العراق عما ألحقت به هذه الحروب التدميرية وبرعاياه من أضرار جسيمة جراء قيامهما بهذه الجريمة الإنسانية خلافا للقانون الدولي وفي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وبكل المواثيق والعهود الدولية والتأكيد على اعتزام حكومة العراق الوطنية بعد التحرير ملاحقة قادة هذه الدول المدنيين والعسكريين بوصفهم مجرمي حرب...ان العراقيين أيها الإخوة... بحاجة إلى وقفتكم الشريفة والإنسانية هذه لمعاونته في استمرار حملتكم دوليا وتشكيل أطار تنظيمي لذلك، ونقترح أن يتم من خلال الملتقى العربي والعالمي الذي سيعقد لهذا الغرض في الأشهر القليلة القادمة... مايلي :
1-
تشكيل هيئة قضائية عربية ودولية ويشترك في عضويتها عدد من المختصين العراقيين لإعداد ملفات الجرائم والانتهاكات والشهادات ولوائح الاتهام لدول العدوان ومجرمي الحرب من قادة هذه الدول مدنيين وعسكريين وعملاءهم، ودفعها إلى المحاكم الدولية والإقليمية والمحلية.
2-
العمل على وضع آلية قانونية لإصدار مذكرات اعتقال قضائية بحق المجرمين من قادة دول الاحتلال المدنيين والعسكريين وعملاءهم ومن عاونهم وتواطأ معهم في احتلال العراق وارتكاب هذه الجرائم، ومن خلال الاتنربول الدولي أو أي جهة مختصة أخرى تمهيدا لإحالتهم للمحاكم المختصة.
3-
تشكيل حملة شعبية في جميع دول العالم، تكون نواتها من حضراتكم ومن جميع الأحرار في امتنا والعالم والذين يؤمنون بالحق والعدل والإنصاف ويساندون الشعوب في نيل حريتها واستقلالها ويدعمون مشروع المقاومة كحق شرعي وقانوني مكفول... وذلك للقيام بفعاليات مستمرة ودائمة ومتواصلة وداعمة للعراق وشعبه سياسية وإعلامية وقانونية وتعبوية لما لها من تأثير ايجابي كبير في نفوس رجال المقاومة وقادتها .
4-
العمل من خلال تلك الحملة بالضغط على الدول والحكومات في مختلف دول العالم وكلما كان ذلك ممكنا، للاعتراف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق، ومن إنها هي المعبرة عن إرادته في التحرير والاستقلال والبناء الوطني ألتعددي الديمقراطي بعد التحرير، وطرد ممثلي سلطة الاحتلال وحكومته العميلة ومقاطعتهم وعدم استقبالهم ومناهضتهم بفعاليات شعبية واسعة أثناء تحركاتهم المشبوهة بين الدول والمطالبة باعتقالهم كمجرمي حرب من خلال مساهمتهم في تدمير بلد وشعب يدعون الانتماء إليه.
5-
إن حكومات دول العدوان والاحتلال وفي المقدمة منها أمريكا وبريطانيا يجب أن تعرف إنها ستدفع ثمنا باهظا جدا ان امتنعت عن الاعتراف بحقوق العراق واستعدادها لتنفيذها كما جاءت في برنامج المقاومة، برنامج التحرير والاستقلال ورفضها الرضوخ لعقد اتفاق ترتيبات الانسحاب الكامل والشامل غير المشروط مع قيادة المقاومة العراقية وذلك من اجل تنظيم العلاقة المستقبلية بما يكفل استرداد السيادة والاستقلال استردادا كاملا وقيام دول الاحتلال بتحمل تبعات جريمتها بحق العراق وشعبه وعلى دول العدوان أن تعلم بان طريق استقرار العراق واستقلاله وبنائه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واستقرار المنطقة وضمان المصالح الدولية فيها إنما يمر عبر الحوار مع المقاومة وقيادتها ومشروعها الوطني وليس من خلال العملاء والعملية السياسية الاستخبارية الفاشلة والفاسدة.
الدكتور خضير ألمرشدي
الممثل الرسمي للبعث في العراق
1 / 4 / 2010

عائلات المعتقلين السياسيين بالمغرب


بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي

على إثر الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه المعتقلون السياسيون فيما يعرف  بقضية بليرج احتجاجا على انتهاك حقوقهم وحقوق دفاعهم وعلى انعدام أدنى شروط المحاكمة العادلة، نعلن نحن عائلات المعتقلين السياسيين:
ـ تضامننا المطلق مع ذوينا في معركتهم من أجل استرداد حريتهم وحقوقهم؛
ـ تأييدنا لموقف هيئة الدفاع ولطريقتها في إدارة هذه المعركة القضائية ورفضها الاستمرار في العبث والإساءة لقيم العدالة والاستخفاف بالأمن القضائي؛
ـ  استنكارنا للطريقة التي تعاملت بها السلطات مع هذا الملف، فهذه المحاكمة عرفت كل أشكال الخروقات القانونية والمسطرية وتفتقد إلى أدلة الإثبات، وتكرس عدم استقلالية القضاء مما يتعذر معها انصاف ذوينا؛
ـ تأكيدنا إيماننا ببراءة ذوينا المعروفين بانخراطهم في العمل السياسي المشروع وقناعتهم بثقافة الحوار والديمقراطية ونبذهم لكل أشكال العنف، معتبرين أن ذوينا هم ضحية حسابات سياسية وترتيبات ضيقة، ومطالبين لهم بالحرية الفورية؛
ـ مناشدتنا كافة الهيئات الحقوقية ولجان التضامن وهيئة الدفاع وجميع الشرفاء  العمل
  من أجل تعزيز وحماية قيم الإنصاف والمساواة أمام القانون واحترام كرامة وحقوق الإنسان والحق في المواطنة،  ودعوتنا لهم إلى مؤزرتنا وذوينا في هذه المعركة؛
ـ دعوتنا كافة القوى والأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية  لتفادي تكرار انتهاكات الماضي الأليم؛
ـ تحميلنا السلطات المعنية والمسؤولين كامل المسؤولية عن جميع التداعيات والمضاعفات الصحية والإنسانية التي ستنتج عن الاضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه ذوونا؛
ـ خوضنا إضرابا إنذاريا عن الطعام واعتصاما بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وذلك يوم الاثنين 29 مارس 2010  تضامنا مع ذوينا واحتجاجا على انعدام شروط المحاكمة العادلة .
                       
                                         عائلات المعتقلين السياسيين


يوم الأرض التحول التاريخي..وتاريخية الحدث



يوم الأرض
التحول التاريخي..وتاريخية الحدث
  منارات / هاني نواس 
منطلق "منارات" في احتفاله بالمناسبة من واقع رؤيته الفكرية (وثيقة الاتجاهات والمهام العامة لنشاطات المركز)
·        دراسة وتقييم واقع الأمة العربية والإسلامية بين ما كان وما هو كائن من خلال:
-       الهوية القومية العربية بين ما هو قطري وما هو قومي.
-       الصراع العربي الإسرائيلي من هزيمة السياسة إلى انتصار المقاومة.
-       الإرهاب العالمي بين حقيقته الإمبريالية والصهيونية العالمية وأكذوبة ربطه بالأمة العربية والإسلامية.
إحياء يوم الأرض..لماذا؟
·        للتأكيد على هوية الأرض الفلسطينية التي تهود صباح مساء ولإعادة أهلها الشرعيين الذين هجروا منها قسرا.
·   ولكون هذه المناسبة تشكل إدانة صارخة للمستوطنين الذين ذبحوا على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة ملايين أشجار الزيتون في السنوات القليلة الماضية لحرمان الفلاح الفلسطيني من مصدر رزقه، باعتبار شجرة الزيتون رمزا من رموز فلسطين.
·   يشكل "يوم الأرض" معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب العربي الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم، رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل، التي كانت وما زالت تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب العربي الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.
·   باعتباره مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
·   وبالتالي فإن يوم الأرض في الثلاثين من مارس هو يوم فلسطين، يوم الشعب الفلسطيني، يوم الرفض للمشروع الصهيوني،  يوم الإعلان عن حق الشعب الفلسطيني في بقائه على أرضه،  يوم الإعلان عن إصرار الشعب الفلسطيني على ممارسة حقوقه كاملة، يوم تفجرت الأرض تحت أقدام الصهاينة في الضفة الغربية، وقطاع غزة والجليل والمثلث وحيفا والناصرة وعكا، وسائر المدن والقرى في كامل فلسطين المحتلة، لتقول أن الشعب الفلسطيني صاحب الحق في هذه الأرض المقدسة، وهو يدافع عن أمانة الدين والتاريخ  والعقيدة، التي تهون في سبيلها الشدائد والآلام.
·   وتأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام والاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته الإرهابية ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، واستفحال الاستيطان وتسارع وتيرة البناء في الجدار، وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل، لفرض هجرة قسرية على أبناء شعبنا الفلسطيني في المدينة، و ظلت الأرض الفلسطينية المباركة على مدى الأعوام الماضية تتعرض كل يوم لعدوان صهيوني غادر، ولهجمة صهيونية شرسة، وكان قدر الشعب الفلسطيني المرابط أن يواجه إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولا يزال شعبنا العربي الفلسطيني يدافع عن أرضه ومقدساته، ولا زالت أرض فلسطين المباركة منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تتعرض المرة تلو الأخرى للتهويد ومحاولة اجتثاث الوجود العربي والإسلامي منها من جذوره.
الشعب الفلسطيني الاحتلال الصهيوني
 وما بينهما الأرض
تعتبر الأرض الفلسطينية الركيزة الأولى لإنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الأدبيات الصهيونية، وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897م، ومنذ نشوئه دأب الكيان العنصري الصهيوني على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا فيها منذ أن وجدت الأرض العربية، وذلك عبر ارتكاب المجازر المروّعة بحق الفلسطينيين، ولم تكتف سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعاً على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أرضهم.
وقد بدأ العدو الصهيوني منذ عام 1948 بسرقة الأراضي الفلسطينية وأخذ يُصدر القوانين المتعددة الأسماء والأشكال لتكون سرقتها "مبررة وشرعية" (!!) فمن قانون الأراضي البور إلى المناطق المغلقة، إلى قانون أملاك الغائبين إلى مناطق الأمن، إلى استملاك الأراضي. إلى إرغام الفلسطينيين على رهن أراضيهم، حتى تمكنت من تجريد الفلسطينيين من حوالي مليون دونم من أخصب وأطيب أراضيهم. ولم يتوقف الكيان الصهيوني عن استصدار "قوانينه"، وممارسة سياساته، التي تتمشى وفقا لنظريته القائلة: "ما أصبح في يدنا هو لنا، وما يزال في يد العرب هو المطلوب".
من هنا فقد كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
ومضى هذا فأن فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي كان وما يزال يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني الغاصب.
وثائق وممارسات الاحتلال الصهيوني .. داله على عنصريته
في الأول من مارس عام 1976 أعد "متصرف لواء المنطقة الشمالية الإسرائيلي" (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها. وقدمت الوثيقة كتوصيات إلى الحكومة الإسرائيلية، وتم اختيار عنوان للوثيقة وهو: "مشروع مذكرة معاملة عرب إسرائيل". وقد حذر فيها من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي، والذي أصبح مساو تقريبا لعدد اليهود في حينه، وأنه خلال سنوات قليلة سوف يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني.
وفي كل الأحوال فقد قدم كيننغ وثيقته العنصرية هذه وهي تضم عشرات الصفحات، ودعا فيها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب.
أهم بنود الوثيقة
1.    تكثيف الاستيطان اليهودي في الشمال (الجليل)
2.    إقامة حزب عربي يعتبر "أخا" لحزب العمل ويركز على المساواة والسلام.
3.    رفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية
4.    إيجاد إجماع قومي يهودي داخل الأحزاب الصهيونية حول موضوع العرب في إسرائيل
5.  التضييق الاقتصادي على العائلة العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ.
6.    تسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.
وما شهدنه الأعوام التالية للعام الذي أُعدت فيه هذه الوثيقة الفضيحة يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك إن سلطات الاحتلال الصهيوني قد أخذت بالأهداف التي تضمنتها وثيقة كينغ بل وذهبت إلى حدود أبعد في تجاوز ما جاء فيها وتجسيده واقعاً يوميا يعايشة الفلسطينيون ويستبسلون في عدم الإذعان والاستسلام لهكذا واقع لإيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم والثقة من أن الاحتلال مآله الزوال لأنه صار وهم الباقون (في طريق الفجر) و(فجر الشعوب دائم بلا نهاية).
سوابق الحدث
كان آخر القوانين التي شرعت لنهب وسرقة الأراضي الفلسطينية, القانون الذي صدر عن مجلس وزراء الكيان الصهيوني بشأن مصادرة الأراضي بحجة تطوير الجليل، وبعد أن زادت نسبة سكان الفلسطينيين فيه عن 50 بالمائة.
الدفاع عن الأرض
تحرك فلسطينيو الجليل، بعد أن أدركوا هدف القرار ففي 29/7/1975 عُقد اجتماع للتشاور في حيفا، حضره عدد من المبادرين لحملة الاحتجاج على مصادرة الأراضي، وقد ضم هذا الاجتماع عدداً من رؤساء المجالس المحلية، ومحامين، وأطباء، ومثقفين وصحفيين، وأصحاب أرضي وتقرر في هذا الاجتماع، تأليف لجنة للدفاع عن الأرض سُميت باللجنة القُطرية للدفاع عن الأراضي.
بعد تشكيل هذه اللجنة، دعت إلى اجتماع في الناصرة يوم 15/08/1975، واتخذت عدداً من المقررات، كان من أبرزها: الدعوة لعقد مؤتمر شعبي للمطالبة بوقف المصادرة، وإصدار نداء إلى الرأي العام لحثه على مقاومة المصادرة.
إلى هذا دعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي لاجتماع آخر في الناصرة يوم 06/03/1976 دعت إليه حوالي عشرين رئيساً من رؤساء المجالس المحلية، واتخذ المجتمعون قراراً بإعلان الإضراب العام يوم 30/03/1976 استنكاراً لمصادرة الأراضي.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى كبير من التنظيم، فقبل ذلك ومنذ النكبة كانت مقاومة عرب 48 قاصرة على الدفاع "السلبي" بالتمسك بالأرض، والبقاء عليها، والتكافل فيما بينهم،  ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من أبنائهم لتلك اللحظات.
.. وكان يوم الأرض
البداية
بدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها شهيد واحد وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.
تقع هذه الأرض ضمن مساحات القرى، سخنين وعرابة ودير حنا، وتبلغ مساحتها 60 إلف دونم. استخدمت هذه المنطقة بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض.
السبت 30 مارس 1976م
في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
يوم الأرض وعودة اللاجئين
تكتسب الذكرى الرابعة والثلاثون لـ "يوم الأرض" بعداً مختلفاً عند (اللاجئين) الفلسطينيين في مخيمات الوطن والشتات، بما تجسده من معاني النضال والتشبث بالأرض وحق العودة، وبما تمثله من ذكريات الحب والحنين بين الأرض وأصحابها، تلك الأرض التي طالما اشتاقت لحبات العرق من جبين من حرثوها وغرسوها طوال سنين عمرهم .
ويربط (اللاجئون) بين سنوات لجوئهم الممتدة عبر اثنين وستين عاماً كنتاج للتهجير القسري من ديارهم وأراضيهم عام 1948، وبين هبّة الثلاثين من آذار (مارس) عام 1976 التي تصادف ذكراها هذا اليوم كامتداد للعدوان الممنهج وكعنوان بارز لنضال الشعب الفلسطيني وتمسكه بوطنه وأرضه.
لقد جرت العديد من المحاولات الإسرائيلية لتوطين المهجرين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم، حيث بدأت دولة الاحتلال بعد حرب 1967، في طرح مشاريع توطين (اللاجئين) المهجرين من أراضيهم وذلك لأنها تعتبر أن عودة (اللاجئين) المهجرين إلى أراضيهم التي اغتصبت سنة 1948 يهدد كينونتها وأمنها، واعتبرت مشاريع التوطين حلاً لمشكلة أمنها المزعوم.
من جهة ثانية أنكرت ما قامت به من مجازر و تهجير للسكان قسرياً، واعتبرت الأنظمة العربية المسئولة عن مآسي هؤلاء (اللاجئين) المهجرين، وذلك لاعتقاد الكيان الصهيوني أن الفرصة سانحة أمامه لفرض حلول لقضية (اللاجئين) المهجرين، بسبب الضعف العربي والانحياز والدعم الأمريكي والدولي إلى جانب هذا الكيان الغاصب.
وقد جاء على لسان موشية ديان في حزيران 1973 لصحيفة"جيروساليم بوست": أن أهم أهداف مشاريع التوطين إفقاد الأطفال إذا خرجوا من المخيم الأمل في العودة إلى يافا وحيفا وربطهم بأرضهم الجديدة.
خلاصة ودعوة
في الـ 30 من مارس 1976م توحّد الشعب الفلسطيني البطل في كافة أماكن تواجده وعبر عن عزمه على مواصلة كفاحه حتى نيل حقوقه العادلة وواصل ذلك في كافّة المحطات النضالية المتعاقبة ضد جوهر المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض وتهويدها والتنكّر لحقوق شعبنا وعدالة قضيتنا وواصل كفاحه وما يزال رغم كل الصعوبات من اجل حشد أكبر تأييد لقضيته العادلة على كافة الصعد والميادين للتضامن مع حقه المشروع في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف نحيي ذكرى يوم الأرض والشعب الصامد الصابر مازال صامدا على أرضه، متمسكًا بأهدافه وحقوقه الوطنية، ومصّممًا على مواصلة الكفاح والتصدي لكافة عمليات مصادره الأراضي وبناء وتوسيع والمستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد للقدس، وفي مواجهة الحصار الظالم والعدوان والمجازر الوحشية المتمثلة بارتكاب عمليات القتل والاغتيال وهدم البيوت وتشريد سكانها، ورغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها يقف شامخًا في وجه كافة المشاريع التصفوية التي تهدف إلى تكريس الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالقضاء على تطلعات شعبنا وطموحاته المشروعة في التحرر والعودة الاستقلال تأتي ذكري يوم الأرض هذه الأيام وقضيتنا الوطنية تتعرض لخطر شديد يتجلى باستمرار الحصار و العدوان والاستيطان التوسعي ورفض حكومة الاحتلال تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ويحظى ذلك بدعم ومباركة من الولايات المتحدة الامريكيه في مسعى واضح لفرض الرؤي الامريكية . وأمام هذه السياسة العدوانية هذه الأخطار تتزايد بشكل كبير على المشروع  الوطني الفلسطيني خاصة في ظل استمرار حالة الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وبما يوفر خلاله الفرصة للاحتلال لتنفيذ مآربه في الاستيلاء على المزيد من الأراضي وقطع الطريق نهائيا على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي هذه المناسبة الغالية حري بالفلسطينيين تكثيف جهودهم ومطالبهم بإنهاء الوضع القائم علي الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسام، وبناء مجتمع متماسك يستطيعون من خلاله تحقيق الحلم الذي تركه لهم أسلافهم من الشهداء و إلا تستحق هذه الذكري الخالدة في أن توحد صفوفهم و جهودهم وحدة الصف الوطني الفلسطيني، بلي تستحق أكثر من ذلك أن نلبي نداء الأرض والشهداء والأسري والجرحى من خلال الوحدة.
م.عبدالرحمن محمد العلفي
المدير التنفيذي- مركز (منارات)

والله الموفق،،