الخميس، 1 أبريل 2010

كفى احتقارا للعرب يا جامعة عمرو موسى


محمد زيدان - الجزائر
دعني يا أخي من جامعة عمرو موسى، فإنها تمادت في غيها واحتقارها لنا نحن العرب. إنها ليست جامعتنا وإنما جامعة أناس آخرين لا علاقة لهم بنا ولا بتاريخنا ولا بقيمنا العربية الإسلامية، وأعجب من مبرر وجود مؤسسة بحجمها تتناقض في قممها وما أكثرها مع ميثاقها والمبادئ التي وجدت من أجلها.
دعني يا أخي أتألم مع معاناة الأسير العراقي المعذب في سجون الاحتلال وعملاء الاحتلال. دعني يا أخي أموت يوميا مع قومي وأعزائي على أرض قبلتنا الحضارية.
اذهب أنت يا عمرو موسى حيث تشاء، فأنا أفضل أن أخلد في الدرك الأسفل من الجحيم على مقعدك ومقر جامعتك الذي حولتموه إلى وكر لإعطاء الضوء الأخضر لأعدائنا لإذلالنا وتقتيلنا أطفالا و شيبا وشبابا، واغتصاب رجالنا ونسائنا.
أبعد سبع سنوات من الإبادة الجماعية لشعبنا العراقي؛ يبقى عمرو موسى هو عمرو موسى....ولم يتغير فيه شيء؟
أبعد سبع سنوات وقد تغير العالم وتطورت أمم وضعفت أمم ودار عمرو موسى على حالها؟
أبعد...ثم أبعد كل ما حدث ويحدث يحاصر العربي الطفل العربي في غزة ويجوعه ويحرمه من الدواء.... ثم يزعم بأنه يعقد قمة- وما هي بقمة ولا قاعدة -من أجل القدس الشريف؟
دعني يا أخي أعاني مع اليتيم والأرملة العراقية.. فها هنا أفضل القعود، ولن أتزحزح قيد أنملة من مكاني و لن تجبرني على التحرك حتى القنابل النيوترونية التي استعملها العدو الصهيوأمريكي في مطار صدام ولا الأسلحة الكيميائية التي استخدمها في فلوجتنا المجاهدة.
إن القمة التي يظهر فيها قتلة الأمة وعملاء العدو في مقعد العراق ليست قمة وإنما استهتار واحتقار لكل عربي من المحيط إلى الحدود الشرقية لأحوازنا العربية المغتصبة. وصدقوني فأنا لم أشاهد في قمة سيرت إلا زيباري على إحدى الفضائيات بابسامته الساخرة كالعادة ؛ وكأني به يقول لنا: أنا السيد الأوحد والأقوى في قمتكم هذه، وأنا أمثل الصهاينة والأمريكان والإيرانيين... وأنتم أيها العرب " اضربوا رؤوسكم على الحائطّ"، فنحن نغتصبكم إعلاميا وسياسيا فردا...فردا، كما مثل بكم واغتصبوكم سادتنا في سجن " أبو غريب"، وإذا كان فيكم رجل واحد... فليعبئ بندقيته بعشر طلقات و" يقرص" كما يقال في الجزائر.(يطلق النار). ومهزلة المهازل أن يترأس القتلة والمجرمون من عملاء الاحتلال في العراق كما هو مبرمج قمة عمرو موسى، إذا لم ينفخ في الصور وتقوم الساعة... وما أدراك ما الساعة؟
إن بيانات القمم العربية هي اعتداء سافر على الأمة ومقدساتها واغتصاب سياسي لكل عربي وتغييب لحق الأمة والشعب العربي في الوجود، وإذا وجد فيها كلام فلا أمل منه...لأنه مجرد لغو سياسي لا فائدة ترجى منه.
لقد أحسن الزعيم الليبي معمر القذافي عندما استقبل شخصيات عراقية مناوئة للاحتلال وقال كلاما طيبا في المقاومة الوطنية العراقية. ثم أحسن عندما دعا "إلى تحاشي القرارات التي لا ترضى عنها "الجماهير العربية"، مضيفا أنه "يجب أن نحاول أن نقرر ما تنتظره منا الجماهير. إذا قررنا أي شيء لا ترضى عنه الجماهير لن يكتب له النجاح، والجماهير ماضية في تحدي النظام الرسمي". واعتبر الزعيم الليبي أن الحكام العرب "في وضع لا يحسدون عليه.. لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة".وأضاف" المواطن العربي ينتظر الأفعال، والشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاما كثيرا، والمواطنون العرب ينتظرون منا نحن قادة العرب الأفعال وليس الخطب".
 
فهل وجدت هذه الدعوة صدى لدى النظام العربي الرسمي الأصم الأبكم الأعمى والفاقد لكل إحساس؟
والجواب: أن مجرد احتلال عصابة المنطقة الخضراء في بغداد مقعد العراق في سرت فعل مشين واحتقار للعرب فردا...فردا، لأنه يتناقض مع مبادئ وميثاق الجامعة العربية وقيمنا العربية الإسلامية؛ فمكان هؤلاء هو المثول أمام المحاكم والقصاص منهم لمشاركتهم في جرائم بشعة ضد العراقيين والعرب والمسلمين والإنسانية...
وإذا كنتم في شك مما نقول فليراجع كل حاكم عربي قانون العقوبات في بلاده والقانون العراقي، وليقرأ ما ينص عليه حول من يخون الوطن ويتجسس عليه لصالح جهات أجنبية ويتسبب في دماره. القانون الجزائري مثلا واضح وصريح وغير قابل للتأويل.... جزاء سكان المنطقة الخضراء في بغداد ليس أقل من الإعدام. ولا أظن أن قانونا عربيا واحدا يرحم الخونة. وإذن لماذا يحتل الخائن والعميل مقعد العراق، وما أدراك من العراق، في الجامعة العربية التي أريد لها أن تكون مثالا ورمزا لوحدة الأمة؟
هل الخونة والعملاء في العراق استثناء لأن أمريكا صنعتهم وتحركهم؟ لماذا لا يقول لنا الحكام العرب صراحة هذا القول وبكل شجاعة؟
لا يا سادة..يا كرام، إن بيانات جامعة عمرو موسى وأفعالها إهانة لنا واحتقار لشأننا واستصغار لنا. أليس هناك ما هو أقسى وأمر من الإذلال والشتم لنا ولتاريخنا وأصلنا وفصلنا من هذا القول الذي جاء عن العملية الشيطانية المخابراتية في العراق؟ إنه"
الترحيب بإجراء الانتخابات البرلمانية في العراق وبما أظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية الديمقراطية وبمسيرة تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وبما يضمن تحقيق المشاركة الفعالة لجميع مكونات الشعب العراقي في تقرير مستقبله السياسي وتحركه لاستعادة سيادته الكاملة على جميع أراضيه وصيانة وحدته واستقلاله وهويته العربية والإسلامية. " فعن أي عملية سياسية ديمقراطية تتكلم جامعة عمرو موسى في ظل الاحتلالين الصهيوأمريكي والصفوي؟ وهل هناك انتخابات نزيهة وديمقراطية يتنافس فيها الخونة والقتلة والعملاء؟ وهل الخونة والعملاء يصونون وحدة واستقلال وهوية العراق العربية الإسلامية وهم ما وجدوا إلا لتفكيكه؟ ثم ما هذه المكونات التي يتكلمون؟ لماذا لا يؤكدون على وحدة الشعب العراقي الواحد الموحد؟ هل الحكام العرب يريدون أيضا تقسيم العراقيين إلى مناطق وطوائف وأعراق وعشائر وعوائل؟ لقد قسم الاحتلال وعملاؤه وشركاؤه الكثيرون ما يزيد عن المليون ونصف المليون عراقي إلى أشلاء، وشردوا الملايين فماذا تريد منهم أيضا جامعة عمرو موسى؟
ويتجرأ البيان على الاستهتار بوعي العرب إلى أقصى مداه عندما يقول بصريح العبارة: " دعوة القيادات العراقية كافة بمختلف انتماءاتها الطائفية والعرقية والحزبية إلى تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار، والإسراع في تشكيل حكومة عراقية وطنية تحفظ وحدة العراق شعبا وأرضا فور مصادقة المحكمة الدستورية على النتائج النهائية للانتخابات وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في العراق".
ولنسأل جامعة عمرو موسى عن القيادات العراقية بمختلف انتماءاتها الطائفية والعرقية والحزبية التي يتكلم عنها، فإذا كانت تقصد الخونة وعملاء الاحتلال فمصيرهم الإعدام كما تنص عليه قوانين العقوبات في الدول العربية، وإذا كنا نريد للعراق الذي نحبه الخير ونتمنى الاستشهاد من أجله فيجب أن نتكلم عن الشعب العراقي بدون أي إشارة إلى الطوائف والأعراق. هذا يا جامعة موسى إمعان في التمزيق والتشتيت على نحو سافر. ولربما تعلمت جماعة عمرو موسى فن التمزيق والتشتيت من الاحتلال الصهيوأمريكي الذي قسم الشعب العراقي إلى عرب وأكراد وتركمان، ثم قسم العرب إلى طوائف وأديان ونحل، وجعل من المسيحيين منهم قوميات أخرى معزولة لا تمت إلى العرب بصلة، وشردوهم مثل باقي إخوانهم.
أما العراقيون الأسرى وعشرات الماجدات المحكوم عليهن بالإعدام والمطاردون والأرامل والأيتام والهائمون على وجوههم في دول الجوار و خارجها فلا محل لهم من الإعراب في جامعة الفتنة والشقاق، وليس لهم الحق في الأموال الطائلة التي يبذرها النظام العربي الرسمي بلا حساب في السخافات والتفاهات. أليس من حق الطفل العراقي المشرد في سوريا والأردن مثلا الدراسة كأقرانه... أم تريد يا عمرو موسى تجهيل العراقيين حتى لا تقوم لهم قائمة؟ أليس للطفل العراقي المهجر الحق في العلاج؟ إنه واجب قومي وإسلامي وإنساني ودين علينا – نحن العرب- إذا كان فينا من يحترم نفسه -وليس تكرما من أحد.
انظر يا عمرو موسى؛ إذا كنت تعيش فعلا في عصرك وليس إنسانا آليا تحركه أمريكا والصهيونية وحتى إيران بالأزرار إلى ما تنجزه الأمم والشعوب من قفزات نوعية في التطور العلمي والتكنولوجي. لقد دخلنا في بداية القرن الواحد والعشرين فيما يشبه القطيعة مع الأساليب التكنولوجية البالية إلى عالم أقرب إلى الخيال العلمي والمعجزات. (اقرأ كتاب دركسلرDrexler محرك التخليقengine of creation القديم حول علوم وتقانات النانو)
هل سألت يوما ابن الإسكندرية والعالم العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء الدكتور أحمد زويل عن علوم وتقانات الفمتو وما تحت الفمتو وعن الثورة العلمية الرهيبة التي ننتظرها في هذا القرن؟ هل سألته عن المجاهر الإلكترونية والنفقية والذرية بأنواعها وأصنافها وعن المجاهر الأخرى الأحدث التي تصور الذرات والجزيئات وهي تتحرك وتسبح بحمد ربها، رب العزة والجلال؟ ثم هل سألته عن ألياف وأنابيب الكربون النانوية بأنواعها وأشكالها ومقاساتها ووظائفها وأشكال البوليمرات الجديدة المصنعة بتقنية النانو وتطبيقاتها الخارقة، وعن الآلات النانوية المجهرية الذكية التي تصنع مثيلاتها(المجمعات assemblers) وعن الاندماج النووي باستخدام تقنية الليزر، وعن الانتقال اللحظي وتطبيقاته المأمولة والناقلية الكهربائية الفائقة والميوعة الفائقة؟
وهل سألت علماء الأعصاب عن الاختراقات الرهيبة لأسرار المخ وأسرار الخلايا العصبية وعن التقانات الرهيبة في تصوير الدارات العصبية في المخ البشري وهي تفكر وتنفعل... وحتى وهي تخون أو تتناول الكوكاكولا أو تعبد ربها أو تقطر دما مما فعلتم بنا كما هو حالنا نحن العرب؟
وهل يدخل في مخكم أن بعض خلايا المخ تتجدد هي الأخرى Adult Neurogenesis؟ هل منكم من يصدق بأن الجانب التطبيقي لمثل هذه المعلومات قد يؤدي إلى أن يعيش الإنسان شبابه في صحة وأمان لآلاف السنين، وإلى تغيير جذري في طبيعته وقدراته العقلية؟ ألا تعلم يا سيد جامعة الشقاق والفتنة أننا- نحن العرب- قد نصبح أمام الآخرين أقرب إلى الحشرات بقدراتنا العقلية المحدودة جدا؟
اسأل العالم عن الهندسة الوراثية والاختراعات المتزايدة في البيولوجيا، والاستنساخ وعلوم الحاسوب والفضاء والبيئة. لكن أنتم ماذا فعلتم؟ هل صدر عنكم مجرد احتجاج عن تقتيل علمائنا في العراق؟ هل طالبتم بإطلاق سراح الوزير العراقي والعبقري الفذ الدكتورعامر رشيد وإخوانه العلماء - فك الله أسرهم- من سجون الاحتلال وعملائهم. لا... أبدا...لم يحدث هذا ولن تفعلوا.... العالم يجري إلى المستقبل ونحن في الشقاوة ننعم. وزيباري المنطقة الخضراء في بغداد يبتسم ساخرا منا على فضائياتنا التي ملأها القذى وشوهها الحول كالعربية والجزيرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فرخوا الفضائيات العامة والخاصة وزودوها بالخناجر لتطعن رجولة رجالنا وأنوثة نسائنا ولتخدرنا حتى...لا نستيقظ أبد الدهر من سباتنا العميق؛ وإذا حدث وأن استحدثنا فضائية واحدة أو اثنتين فلتطاردها أمريكا والصهاينة والغرب على أنها تروج للإرهاب... مع أننا نحن ضحايا الإرهاب الصهيوأمريكي الغربي الصفوي.
لقد استقدمت أمريكا العدو اللدود لألمانيا بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية العلماء الألمان ووظفتهم في تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية والعسكرية. وأنت وجامعتك ماذا فعلتم مع عباقرتنا في العراق؟ هل استقبلتهم جامعاتكم البائسة اليائسة ووظفتهم في خدمة العلم والتكنولوجيا العربية وهم الأشقاء الأعزاء..أم تركتهم يموتون جوعا وفقرا في شوارع سوريا والأردن، وتذبحهم المخابرات الأجنبية والمليشيات العميلة ذبحا في العراق المحتل؟
لقد امتلأ القلب ديدانا وأتت حتى على أعماق مخي المنهك وتعرض الدم للصدإ وأصبح رميما من هول ما قالته وفعلته جامعتكم يا عمرو موسى. هذا حالنا- نحن العرب المساكين- فإما نطارد خارج العراق وفي وطننا العربي بزعم أننا دبرنا عملية جهادية ضد قادة الاحتلال في العراق الجريح، أو نقتل أو نموت من الجوع والقهر والغضب وأمراض القلب والسكر بسبب سكوتكم يا عمرو موسى وسكوت جامعتكم عما يقترف من جرائم وآثام لا يقبلها الأسوياء من البشر وحتى المجانين في حقنا وحق الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا.
تسوق يا عمرو موسى في شوارع مدننا العربية فسوف تجد الجيوش من الشباب الذكور يبيعون ملابس النساء الداخلية وعطورا ومساحيق مزيفة مستوردة من الخارج تحرق وجوه بناتنا الجميلة، أو قد يبيعون الأعشاب الطبية لأن الشعب لا يجد الدواء للعلاج أو لأنه يئس من الأدوية المغشوشة المستوردة من الخارج. وآخرون يبيعون العصافير والخردة والبعض يترنحون هنا وهناك كالمجانين على غير هدى، وفيهم من يحمل الشهادات الجامعية، والكثير منهم رغم ذكائه الخارق أضرب عن الدراسة وفضل بيع أي شيء، أو التسكع في الطرقات لأن الأمة بلا مشاريع بحث ولا أمل. الجوامع هي الأخرى لم تعد تهتم بمستقبل الأمة... وربما نسيت حتى الآخرة؛ ولو كانت تعطي كلمة "إقرأ" حق قدرها لغزونا الكواكب قبل غيرنا وسبقناهم إلى علوم النانو والهندسة الوراثية، ودليلي أني لم أسمع يوما أنها جمعت المال لتوفير نفقات الدراسة لأطفال العراق المشتتين في سوريا والعراق، ولم أسمع أنها جمعت شيئا لدعم مشاريع البحث العلمي في وطننا العربي. ألا ما أشقانا في أمة يمثلها عمرو موسى وفي جامعة عربية يحتل فيها الخونة والعملاء مقعد العراق... قبلة حضاراتنا الخالدة!!!
ومما يبكينا ما ذكره لي أستاذ جامعي جزائري من الذين ذهبوا إلى إحدى دول الخليج العربي ليدبر أمره ويضمن لنفسه شيخوخة مريحة أنه عندما يؤذن المؤذن يستأذن الطلبة للخروج لأداء فريضة الصلاة ثم لا يعودون أبدا للمحاضرة.
فهل هذه هي أمة "إقرأ" يا عمرو موسى؟ علماء يذبحون وآخرون يموتون جوعا، وأساتذة يرتزقون، وطلبة يفرون من الأقسام بحجة أداء فريضة الصلاة، وفيهم من فضل بيع ملابس النساء الداخلية... هذا يكفر ذاك والآخر يصف قومه وعشيرته الأقربين بأنهم"روافض" أو" نواصب". ألم يخطر ببالكم في جامعة الفتن والشقاق أنكم مسؤولون بتخاذلكم أمام الله والناس والتاريخ عما آل إليه وضع الأمة من تخلف وانحطاط.
نعم أقولها وبملء فمي وأكررها أن علماءنا يقتلون في شوارع بغداد ويعذبون في سجون الاحتلال... أو يفرون إلى أرض الله الواسعة لأن جامعتكم "الموقرة" غائبة أو تعيش في إحدى العوالم الموازية.. لعالمنا عالم علوم وتقانات النانو والأعصاب والحواسيب العملاقة والانتقال اللحظيteleportation والهندسة الوراثية.
إيه...عباقرتنا يبيعون ملابس النساء الداخلية، والكلاب ترفل في الحرير. وكنا بلغنا ما بلغته إيران الصفوية وتجاوزناه منذ أكثر من عشرين عاما في بغداد الحضارة رغم العدوان الإيراني الصفوي الطويل والموت والمؤامرات الكثيرة؛ وكدنا ننتقل إلى مصاف الدول المتقدمة ونسترجع مكانتنا الحضارية، وأسألك وأسأل جامعتك أين هم مهندسو هذه النهضة المباركة؟ أين هو الدكتور عامر رشيد وإخوته؟ لقد نبت الحشيش على قبور الكثير من علمائنا منذ سبع سنوات أو يزيد. وإنما الأمم تموت بموت علمائها.
لقد قتلوا علماءنا وأبادوا العراقيين على الهوية... واغتصبوا...حتى شيوخ الجوامع على أرض الرافدين المجاهدة واليوم يحتلون مقعد العراق في جامعتكم!! هل تنتظرون منا أن نصفق لكم ونزغرد ونترحم عليكم؟
هل تذكركم الأمة بخير؟
لقد قتلوا علماءنا والدكتور عامر رشيد مكبل بالقيود في سجن أهون منه عذاب القبر... وآخرون غادرونا إلى الأبد... فماذا نحن فاعلون؟
دعني أنوح – وأنا العصي الدمع- على محنة الأسرى وملايين الأرامل واليتامى والمشردين والتائهين والمعطوبين في قبلتنا الحضارية. دعني أنوح على محنة علمائنا ومهندسينا وعباقرتنا في العراق...
دعني أنوح وحدي.... وإليك يا عمرو موسى وجامعتك هذا الخبر لتتسلى به؛ فلقد أجري مسح في الكيان الصهيوني حول تقانة النانو عام 2008 م وتبين أن عدد الباحثين في النانو بالتكنيون Technion وحده بلغ 119 باحثا، متبوعا بجامعة تل أبيب ب55 باحثا، ثم ب47 في جامعة الإرهابي بن غوريون بالنقب Negev، و43 في معهد الإرهابي وايزمان للعلوم و39 باحثا في الجامعة العبرية بالقدس الشريف و 30 في جامعة (بار إيلان) كما يقول الصهاينة. ولقد تضاعف عدد الباحثين في النانو بالكيان الصهيوني منذ عام 2002. وتأتي بالدرجة الأولى الكيمياء والفيزياء: الكيمياء ب(25.6%) تليها الفيزياء ب (19.5%). ويركز 33% من الباحثين الصهاينة على كيمياء وفيزياء المواد، و (22%) على الإلكتريونيات والفوتونيكز photonics وفي الأخير يركز (17%). منهم على تكنلوجويا الأحياء biotechnology. ودل استعراض لمدى تقدم هذه البحوث فتبين أن 55% منها في طورها الأولي preliminary stages و 23% في طورها النمذجي التجريبي prototype stage على أهبة الاستعداد للنزول إلى السوق، و 7%منها نزل بالفعل إلى السوق. وأشار المسح إلى أن عشرات شركات النانوتكنلوجي تحط الرحال في الكيان الصهيوني المسخ رغم الأزمة الإقتصادية العالمية التي يمر بها الكيان. 
هذا هو الحال في الكيان الصهيوني، أما نحن فالجيش الصهيوأمريكي وجيش القدس الإيراني وعشرات شركات المرتزقة وفرق الموت والمليشيات العميلة تحط الرحال ببلاد الرافدين لتطارد العلماء والعراقيين الشرفاء وتقتلهم وتزج بهم في غياهب السجون، وممثلهم يقف بينكم في مقعد العراق في قمم الفتنة والشقاق غانما مكرما وضاحكا مستبشرا، ألا فزلزلي يا أرض زلزالك وأخرجي أثقالك وارعدي يا سماء، وانفجري يا مادة بما فيك وما عليك وتلاشي يا مجرات وسدم وثقوب سوداء وأكوان، وقومي يا ساعة!!!
مع كل ذلك، استغفر الله العزيز الحكيم، فأنا لست متشائما لأن مقاومتنا الوطنية العراقية أقوى بكثير وتزداد اتساعا وتجذرا يوما بعد يوم وتحقق الانتصارات، متوكلة على الله العزيز الحكيم وعلى إمكانياتها الذاتية. أما زبد قمم جامعة عمرو موسى فذاهب وإلى زوال؛ وإذا كان لبعض الزعماء العرب شيء من النخوة والرجولة وهم موجودون فليوظفوها خارج هذه البلية المسماة جامعة عربية لخدمة الأمة من خلال دعم المقاومة الوطنية العربية وبخاصة في العراق.
إن النقاط التي ركز عليها شيخ المجاهدين السيد عزة الدوري نصره الله في رسالته التاريخية إلى مؤتمر القمة في سرت هي النقاط التي يرضى عليها الشارع العربي ولا شيء غيرها.
والتي يمكن تلخيصها في الاعتراف العربي رسميا بالمقاومة الوطنية العراقية ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا العراقي
وطرد ممثلي عملاء الاحتلال من الأرض العربية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع أدوات الاحتلال في المنطقة الخضراء في بغداد ثم تفعيل ميثاق وقوانين الجامعة العربية الحقيقية وخاصة اتفاقية الدفاع المشترك وتقديم الدعم الفوري للشعب العراقي المهدد بالفناء وأخيرا وليس آخرا الضغط على أمريكا للتخلي عن إيران ومشروعها التدميري في بلاد الرافدين والانسحاب العاجل والفوري وتسليم العراق لأهله. هذا أقل ما نريده إضافة إلى المطالبة بالتعويضات للضحايا العراقيين الكثيرين ومعاقبة المتسببين في الغزو وتقديمهم إلى محاكمات دولية وغيرها الكثير.
وأما ما جاء في بيان سرت الختامي لقمة عمرو موسى فهو احتقار لنا نحن العرب واستخفاف بنا وضحك على ذقوننا وشواربنا ولحانا، ونكاد نجزم أن الفقرة الخاصة بالعراق كتبها أحد ممثلي عملاء الاحتلال ممن احتلوا مقعد العراق في القمة وشبعوا في قلوبهم وعلنا ضحكا على طيبة أمة العرب وبساطتها.
ألا فاطردوا الذباب عن وجوهكم يا عرب ولا تستكينوا وقوموا مع إخوانكم في العراق وفلسطين وشاطروهم مآسيهم وقدموا لهم ما استطعتم؛ واستيقظوا من سباتكم العميق؛ فإنكم أقوياء بمقاومتكم الوطنية العراقية... أملكم الوحيد في الخروج من محنتكم الحضارية. لقد قدم العراقيون الكثير لأمتهم وللعالم أجمع وظلوا متمسكين بانتمائهم لأمتهم العربية رغم ما تلقوه من طعنات قاتلة في الظهر منا نحن العرب فلا تخذلوهم وإننا وإنهم منتصرون بإذنه تعالى طال الزمن أو قصر. وتحياتنا وسلامنا الحار إلى أبطالنا المجاهدين العراقيين وإلى إخواننا الأسرى في سجون الاحتلال وعملاء الاحتلال، وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا العراقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق