الجمعة، 26 فبراير 2010

الانتخابات العراقية والمخاض العسير


د. خالد المعيني*
-         صراع الإرادات بالنيابة
-         احتمالات الحقبة الإيرانية
-         سيناريو الانقلاب الأمريكي
-         سياسة  حافة  الهاوية
      عشية الانتخابات العراقية في آذار القادم لم تعد قراءة تضاريس الساحة السياسية أمرا مستعصيا ، فالعراق يقف مع تدشين هذه الانتخابات وما ستؤول إليه على المحك وفي أعتاب مرحلة شديدة الانعطاف، فهي تأتي في ظل ظروف يرتبط فيها الحراك السياسي الداخلي بشدة ودون مقدمات بالتنافس والصراع الإقليمي والدولي ، والذي بدوره يجعل من العراق وفي هذه الدورة من الانتخابات بالتحديد ليس أكثر من ساحة وخط مواجهة أمامي لتصفية الحسابات بالنيابة ، ففي الوقت الذي تعد فيه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها للانسحاب من العراق جراء خسائرها المادية والبشرية الباهظة التي تكبدتها في العراق وفي أفغانستان ، فإن إيران عازمة دون إبطاء على توظيف المأزق الأمريكي لصالحها، لتملأ الفراغ وتجعل من الحقبة القادمة في العراق حقبة إيرانية بامتياز، لاسيما بعد أن نجاحها فعليا من خلال المناورة داخل العملية السياسية وخارجها في التغلغل ومد نفوذها في جميع مفاصل الحكم السياسية والأمنية .
                                        صراع الإرادات بالنيابة
   وتتزامن هذه الانتخابات مع تفاقم الضغط الأمريكي والدولي على إيران وهي تعيش حالة من العزلة والحصار الاقتصادي الخانق على المستوى الخارجي الذي قد يتطور إلى مواجهة عسكرية ، وتشهد  على المستوى الداخلي حالة من التصدع الذي بدأ يتسع ليشمل عدة مستويات شعبية وسياسية ودينية . لذا تحاول بشدة من خلال ورقة العراق تصدير أزمتها الى الخارج وتحسين شروطها في التفاوض بخصوص ملفها النووي .
    في نفس الوقت فإن الولايات المتحدة الامريكية كإرادة ثانية متحكمة في العراق  ليست  في وضع أفضل من إيران سواء على المستوى الداخلي حيث لا تزال تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة تعصف بها في حين تحاول جاهدة على المستوى الخارجي تقليص كلفها الباهظة المادية والبشرية جراء حماقات الإدارة الجمهورية السابقة في العراق وأفغانستان .
وعلى مستوى قراءة دور اللاعبين الثانويين في الساحة العراقية ، نجد إن كتلة الأحزاب الكردية لاتزال تتخذ لغاية اليوم دور المراقب وذلك لارتباطها بأجندة خاصة بها ، تقوم على دعم الطرف الذي يقدم لها المزيد من التنازلات على طريق تكريس الانفصال في شمال العراق ، وعليه فإن السلطة والثروة في حكومة الاحتلال الخامسة القادمة التي ستشكل ملامح العراق ومستقبله السياسي ستكون من نصيب أحد المعسكرين اللذان يخوض كل منها الانتخابات بشراسة وكالة ونيابة إما عن إيران التي وضعت كل ثقلها خلف الائتلاف الطائفي الذي يقوده المجلس الاعلى  وأعادت بناء الاصطفاف فيه بالترغيب والترهيب بعد تفككه وأجبرت الخارجين عنه الى في العودة الى بيت الطاعة الايراني وفي مقدمتهم التيار الصدري وحزب الفضيلة وإحتواء المالكي ، أو الولايات المتحدة التي ترغب في تقليص نفوذ إيران في العراق وتقليم أظافر ميليشياتها وترك حكومة   موالية لها لتأمين انسحابها وضمان مصالحها في العراق والمنطقة لذا فهي تتبنى كتلة وتحالف أياد علاوي – صالح المطلك ، وكتلة  جواد البولاني وزير الداخلية الحالي الذي يحظى بتحالف ودعم تنظيم الصحوات في العراق .
                                     احتمالات الحقبة الإيرانية
     تمتد الأهداف الإيرانية للهيمنة على العراق من خلال هذه الانتخابات إلى أبعد من مجرد اعتباره ساحة وورقة ضغط على الولايات المتحدة للمساومة بشأن ملفها النووي .
   فقد شكل العراق على الدوام وعبر التاريخ عقبة سياسية وديموغرافية أمام الاندفاعات الإقليمية إلى عمق المنطقة العربية وأمنها القومي ، وجاء تدمير القدرات العراقية واحتلاله بمثابة فرصة تاريخية لإيران للاندفاع بقوة في مشروعها التوسعي نحو الشرق والذي سبق للعراق أن عطله ما يقارب ربع قرن ، عندما رفعت إيران شعار" تصدير الثورة " في ثمانينات القرن الماضي ، على مستوى الأهداف البعيدة والإستراتيجية فإن إيران تقدر جيدا الفرصة التاريخية التي سنحت لها من خلال إزالة العراق كقوة عربية وإقليمية مكافئة لها في المنطقة حيث يتفرد العراق على الدوام بكونه قوة متوازنة ماديا وبشريا بعكس كل من السعودية ومصر التي يفقتقر كل منهما إما الى القوة البشرية أو الى القوة المادية.
         إن الهدف الجيو- الاستراتيجي الذي تسعى اليه إيران في النهاية هو أن تجعل من العراق مجالها الحيوي والاقتصادي وقاعدة لمشروعها القومي التوسعي المغلف بالمظلومية والدعوات الطائفية ثم الانطلاق منه لقضم المنطقة تدريجيا وتثبيت ركائز تواجدها سواء مباشرة أو بالنيابة ، في ظل وضع عربي متردي ولاينطوي على أية مقومات للممانعة أو التصدي.
    وقد سبق لإيران بهذا الصدد أن بعثت برسالة مكتوبة للإدارة الأمريكية الجديدة تبدي فيها استعدادها للتعاون الكامل مع هذه الإدارة والمساعدة في تأمين انسحابا هادئا مع الحفاظ على ماء الوجه والمصالح وكذلك تقديم المساعدة في أفغانستان مقابل إقرار أمريكي وغربي بهيمنة ونفوذ إيراني في المنطقة يمتد من زاخو في شمال العراق حتى مضيق هرمز في أقصى الخليج العربي .
سيناريو الانقلاب الأمريكي
    ترغب الولايات المتحدة بخوض صراعها مع إيران في ساحة العراق عبر قواعد اللعبة السياسية وليس خارجها ، فعهد الانقلابات العسكرية الكلاسيكية على غرار أمريكا اللاتينية قد ولى ، وفي الوقت الذي سددت فيه إيران ضربة إستباقية للمعسكر الموالي لأميركا في سياق التنافس الانتخابي من خلال ما يسمى بهيئة المساءلة والعدالة التي توازي في  "مصلحة تشخيص النظام" ، وإقصائها المئات من رموز هذا المعسكر تحت ذريعة اجتثاث البعث ، لم يتوانى الجنرال دايفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الامريكية في الشرق الاوسط من وصف هذه الهيئة بأنها هيئة تدار من قبل فيلق القدس الإيراني ، كما  لم يتأخر الرد العملي الأمريكي فانبثقت "هيئة تمييزية" في البرلمان العراقي  عقب زيارة نائب الرئيس الأمريكي الى بغداد مباشرة وألغت هذه الهيئة قرار الاستبعاد .
    إن السيناريو الأمريكي المرتقب والذي يحظى بدعم بعض الدول العربية والذي يأتي في سياق ترتيب وتهيأة منضدة الرمل في المنطقة وإعتبار العراق ساحة من الساحات الاقليمية لتصفية الحسابات إستعدادا لأي تصعيد محتمل في المستقبل  ضد  إيران ، يسعى  باتجاه فوز كتلة من السياسيين غير الموالين لإيران ممن يرفعون شعارات وطنية وليس طائفية الامر الذي قد يتيح هامشا من الانفراج النسبي في الوضع السياسي والامني المحتقن ويبعد شبح السيطرة الايرانية المباشرة على مقدرات العراق ، ويقدم فرص أكثر لتحقيق المصالحة الوطنية إذا ما تأكدت توقيتات الانسحاب الامريكي الامر الذي قد يهيأ ظروفا ملائمة لعودة آلاف الكفاءات الوطنية العراقية المشردة في كافة الميادين لتصفية آثار الاحتلال السياسية والاجتماعية وإيقاف التأثير والمد الايراني المتنامي في العراق .
سياسة حافة الهاوية
    يبقى الوضع في العراق مفتوحا على كافة الاحتمالات وترتبط هذه الاحتمالات والخيارات إلى حد بعيد بصراع المحاور في المنطقة التي تشعر بالقلق والتهديد أزاء الطموحات الايرانية من جهة ،وتطورات الصراع بين الغرب وإيران بخصوص ملفها النووي من جهة أخرى ، ومن المتوقع أن يلجأ المتنافسين  الرئيسيين أو عبر وكلائهما المحليين  عشية الانتخابات الى كافة الوسائل لترجيح فرص فوزهم بما في ذلك الضرب تحت الحزام وفوقه ، ولعل ذلك ما يفسر العنف المزمن  والتفجيرات ذات الطابع الطائفي التي إستهدفت مواكب الزائرين الابرياء الى الاماكن المقدسة في محاولة لاستعادة الشحن الطائفي الى الشارع ، وكذلك مسلسل الاغتيالات وتدمير النصب التذكارية المتعلقة بالحرب العراقية الايرانية ، بل إن توقيتات إعدام بعض مسؤولي النظام السياسي السابق المتهمين بأحداث 1991 وحلبجة تأتي أيضا في سياق الدعاية الانتخابية .
 وليس من المستبعد نتيجة لاهمية هذه المعركة بالنسبة لايران على مستوى أمنها القومي وطموحاتها الاستراتيجية ومستقبل نظامها السياسي ، إن تشهر إيران أخطر أسلحتها في سياق المعركة الانتخابية بعد أن تستهلك جميع آليات القمع والتزوير والاقصاء ، وإذا ما أفلست جميع محاولاتها في إجهاض فرص فوز المعسكر الامريكي ،  وهو اللجوء الى سلاح المرجعيات في إصدار الفتاوي لانتخاب القوائم الطائفية ، ويدخل عندئذ المشهد الساسي العراق الى حيز سياسة حافة الهاوية .
 في المقابل فإن الولايات المتحدة الامريكية قد تلجأ بدورها الى "الكي" كآخر دواء ينهي آلامها المزمنة في العراق فتستخدم خياراتها القانونية عبر قرارات مجلس الامن الدولي ، الذي لايزال العراق يقبع تحت وصاية الفصل السابع من ميثاقه ، والذي يتيح للاحتلال الامريكي ألاشراف التام على مقدرات العراق الامنية والسياسية والاقتصادية طبقا لقرار مجلس الامن ساري المفعول المرقم 1546 في 8 / 6 / 2004 والتي تنص المادة عاشرا منه على أن  " يقرر أن تكون للقوات متعددة الجنسية سلطة إتخاذ جميع التدابير اللازمة لحفظ الامن والاستقرار في العراق "
 وعلى الرغم من جميع هذه الاحتمالات الواردة أعلاه ، فإنه في نفس الوقت على أي باحث موضوعي في الشأن العراقي الغير مستقر أن يضع في حسابات وأن لا يستبعد احتمالات حصول صفقات أقليمية للتسوية والتفاهم وتقاسم النفوذ ونوع من  " التسليم والاستلام " بين أكثر من طرف دولي وإقليمي  ولكن بصورة رئيسية بين  الولايات المتحدة الامريكية وإيران والذي من المتوقع أن تجري هذه الصفقات على حساب وحدة العراق وعروبته ومصالح شعبه ومستقبله ويضع العراق أمام حقبة جديدة من الاحتلال .
 ---------------------------------------------------------
·        دكتوراه فلسفة في العلوم السياسية / العلاقات الدولية – جامعة بغداد
·        رئيس مركز دراسات الاستقلال

القومية العربية ونظرية الرعب


بلا أدنى شك أن فكرة القومية العربية وطرحها في أي زمان تشكل جدار واقي من كل الأطروحات والتدخلات الهادفةالعبث في شؤون الأمة .
 بقلم ./ سميح خلف

 وبالرغم من أن فكرة القومية العربية وجدت من يهاجمها ومن ينسبها إلى منابع علمانية ، ووقفت فكرة القومية العربية أمام تحديات من المعسكر الغربي وبعد ظهور زعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمحاولة التطوير في فكرة القومية العربية المبنية على التاريخ المشترك واللغة والعادات والتقاليد ، فكان لجمال عبد الناصر الريادة في طرح الجانب الإقتصادي والجانب الوطني والجانب الأمني كبرنامج تطبيقي نحو تكامل الجغرافيا والفكر في الوطن العربي .
 فكرة القومية العربية بلا شك أنها ترعب أكثر من طرف ، وتعري أي نظريات أخرى أثبتت فشلها في معالجة القضايا التي تعاني منها الأمة .
 ولولا انهيار برنامج القومية العربية بفعل أكثر من مناخ وتداخل وتجاذبات على المستوى الداخلي ومستوى القوى الإمبريالية لما تعرضت الأمة العربية لعمليات التهميش وتعرضت لمواقف الإستهتار في قواها وأرصدتها الشعبية .
 عندما كانت ثورة يوليو كمعبر حقيقي عن إرادة المواطن العربي من المحيط إلى الخليج فإنها قد قطعت شوقا في إذابة مصدات كانت قائمة ومحاولات لإلغاء وحدتها وثقافتها .
 تمثل نظرية القومية العربية والوحدة العربية ثقل رئيسي في موازين الرعب إن صح تطبيقها فلا يمكن أن يغزو الموساد أراضيها إلا وقد حسب ألف حساب على ما سيترتب على هذا الغزو ، لقد شهد القرن أواخر القرن الماضي وهذا القرن إنتهاكات واضحة من العدو الصهيوني وذراعه الموساد بالأرض العربية ، فكان إختراق الأرض العربية في تونس في عمليتين متتاليتين ، عملية حمام الشط ، وعملية إغتيال قائد الثورة الفلسطينية خليل الوزير ، في 16- 4- 1988 ف ، وكان في منتصف الثمانينات تقريبا في القرن الماضي عملية إنزال صهيونية على شواطئ الجزائر بحجة ملاحقة رجال الثورة الفلسطينية ، وامتد هذا التدخل ليقوم الطيران الصهيوني بتدمير المفاعل النووي العراقي ، ومن ثم إختراق الأجواء السورية وقصف منشآت تكنولوجية سورية ، ومنذ شهور قام الطيران الصهيوني بتنفيذ بعض العمليات على البحر الأحمر وما يقرب من حدود السودان بحجة ضرب قوافل السلاح المتوجهة لحماس .
 في السابق قام العدو الصهيوني بأكثر من إجتياح للجنوب اللبناني وكان آخرها الإجتياح الأكبر الذي خسر فيه العدو الصهيوني إرادته العسكرية وحجته بأن جيشه الذي لا يقهر على أيدي رجال المقاومة اللبنانية ، وكما حدث بالقطع في قطاع غزة والهجوم البربري على القطاع الذي خلف تدميرا شبه شاملا للبنية التحتية في القطاع ، وكان ضحيته 1500 شهيد ، غالبيتهم من النساء والأطفال .
  ومازال العدو الصهيوني ينتهك كرامة الأمة العربية في غياب فكرة القومية العربية وفكرة الوحدة وبتواجد أنظمة متشرذمة لا نستطيع وصفها إلا بالتحاقها ككنتونات تتبع معسكر الغرب وبالتحديد أميركا .
 مازالت إسرائيل في غياب القومية العربية تسعى لتهويد المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم عليه ، ومنذ يومين صرح الصهيوني بنيامين ناتنياهو بالحاق الحرم الإبراهيمي للتراث الصهيوني ، بالإضاف إلى مئات المستوطنات التي يعلن عن إقامتها العدو الصهيوني في الضفة الغربية ، وبالتحديد في مدينة القدس .
 كان لا يمكن أن تطفو على السطح وعلى واقع الحقيقة نظرية الجدران والفواصل في وجود فكرة القومية العربية ، وما كان لإسرائيل أن تبني جدارها الذي يقطع الضفة الغربية ، وما كان لنظرية الأمن القومي في مصر أن تتجه نحو بناء جدار فولاذي على حدود غزة التي هي قطعة من الأرض العربية والأمة العربية وشعبها هو القريب من العادات والتقاليد واللغة والدين من اخوتهم في الشعب المصري .
 لا يمكن لهذه الأمة أن تنهض إلا بفكر القومية العربية وببرنامج قومي عربي تتجرد فيه الأنظمة من شرذمتها التي تجعلها في حاجة إلى الحماية من دول الغرب .
 القوميات هي سمة من سمات الدفاع عن النفس وإثبات الذات كما هو الحال واتجهت إليه عدة أمم وآخرها الأمة الإيرانية ، في مجهودات لتحقيق وجودها على أنقاض برنامج القومية العربية وغيابه عن واقع الحقيقة ، حيث سرت لغة التشرذم وثقافة التشرذم التي نقلتها الأنظمة إلى شعوبها .
 من الطبيعي أن حالة الضعف وحالة الإقليمية البغيضة هي وسيلة من وسائل الدفاع للأنظمة عن مصالحها ووجودها ، فإذا كان هناك تشرذم فإن حالة الضعف الفكري والثقافي ستطفو على المجتمع وبالتالي ستبقى الشعوب أسيرة قضايا التشرذم وأطروحاتها ، وكما حدث أخيرا في مباريات كرة القدم بين الشقيقتين مصر والجزائر .
 إن البرنامج القومي وبرنامج الوحدة العربية هو الذي يقي حدود الأمة ويحفظ كرامتها ويحقق أمانيها ، ولو كانت القومية العربية فكرا وتطبيقا موجودة الآن لما استهتر الموساد بأراضي الإمارات الشقيقة وجعل أراضيها مرتعا لأغراضه العدوانية على المناضلين الفلسطينيين ، ولو كانت فكرة القومية العربية موجودة فعلا وقولا لما استطاعت أميركا أن تحشد جحافلها العدوانية لمساعدة بعض الأنظمة الارتزاقية الفاشلة بمساعدة هذا العدوان لضرب احدى القلعات المهمة في حياة الأمة ، وهي العراق .
 كل هذه المصائب التي أتت على الأمة بالوبال ما كان لها أن تحدث إذا توفرت عوامل ناجحة تقود الأمة في مواجهة الإرهاب الصهيوني أولا والأميركي ثانيا والقوى المضادة ثالثا .
 فهل نعي ما هي قوة القومية العربية ؟ وما هي تأثيراتها على الوجود العربي ؟ ..
 وطابت أوقاتكم ..

يا شباب فلسطين... أنقذوا مقدساتكم وتاريخكم وتراثكم الوطني


من الطبيعي في ظل الخلافات العربية والإسلامية ,والانقسام في الساحة الفلسطينية, أن يتفرد العدو الصهيوني بالشعب الفلسطيني, وأن تتمادى حكومة اليمين المتطرف بزعامة النتن ياهو بإصدار القرارات المتتالية لمصادرة الأراضي الفلسطينية, وبناء المستوطنات, وتهويد القدس والمدن والقرى العربية, وهدم المنازل, وأخيرا  سرقة التاريخ والتراث الديني والحضاري للشعب الفلسطيني مستغلة حالة الضياع العربي والفلسطيني, وعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات حاسمة للوقوف في وجه العدو الصهيوني . لذلك كان قرار حكومة نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل, ومحيط مسجد بلال بن رباح  في مدينة بيت لحم الى الأماكن التراثية اليهودية, حيث  يشير هذا القرار الى  أن عوامل الصراع في المنطقة متصاعدة بوتيرة عالية, ولا يوجد ما يسمى بالاستقرار اوالسلام, وهذا نتيجة لغياب قوة الردع الفلسطينية والعربية والإسلامية, لوقف هذا العدو المتغطرس فى توسيع دائرة عدوانه على الشعب والاراضى والمقدسات الفلسطينية . لقد جاء قرار نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي, ومحيط مسجد بلال بن رياح للمواقع الأثرية اليهودية فى هذا الوقت, كهدية  يقدمها نتنياهو للمستوطنين والإرهابي باروخ غولد ستاين في الذكرى 16 لمجزرة الحرم الإبراهيمي والتي تصادف يوم 25/2 0 لقد بات واضحا بأن هناك مخططا لتدمير ونهب التراث الانسانى والحضاري الفلسطيني, وطمس الهوية العربية والإسلامية للأماكن المقدسة والتاريخية والأثرية والحضارية في فلسطين, واستبدالها بالطابع اليهودي بهدف تغيير الوجه الإسلامي والعربي للمدن الفلسطينية, بالاضافة الى حرمان أبناء الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الدينية والثقافية, مخالفا بذلك القانون الدولي واتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الدينية والثقافية والحضارية والتراثية أثناء الحروب والنزاعات المسلحة0 ان العدو الصهيوني يعمل على سرقة التاريخ الفلسطيني والهوية الثقافية والدينية وتزويرها, معتقدا بان يحولنا من شعب صاحب قضية وتاريخ الى شعب بلا هوية أو ثقافة . ان ما يحدث داخل فلسطين هو جريمة بكل معنى الكلمة, و لم يعد شعبنا قادرا على تحمل هذا الظلم, وتحمل سياسة الملوك والرؤساء العرب, سياسة المداهنة التي تسمى الدبلوماسية, بل يحتاج الى وقفة شجاعة وخطوات عملية تخلصه من ظلم هذا العدو وجبروته, لذلك لم تعد الإضرابات والاحتجاجات كافية, بل يجب اتخاذ قرارات حاسمة وملزمة ضد هذا العدو المتغطرس حتى نتمكن من إيقافه, ولكي نتمكن من ذلك يجب:
1-قطع العلاقات مع العدو الصهيوني ووقف التطبيع من قبل الدول العربية, وعدم العودة الى المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة .
2- الإسراع في تحقيق الوحدة الوطنية , والتوقيع على ورقة المصالحة المصرية تحت راية م.ت.ف .
3- تعزيز صمود شعبنا, وإحياء العمل الجماهيري المنظم لخوض معركة المقدسات الفلسطينية 0
4- تواجد المواطنين بشكل دائم في البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي وإقامة الصلاة لمنع الاستيلاء عليه .
5- التحرك الفوري لجامعة الدول العربية ,والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي, ولجنة القدس, والمؤسسات الدولية ذات الصلة لتحمل مسؤوليتها في حماية المقدسات الإسلامية و المسيحية في فلسطين ودعم صمود شعبنا .
6- التحرك على المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لالغاء قراراتها الباطلة.
7- على القمة العربية أن تتخذ قرارات فاعلة ضد اسرائيل,وحماية فلسطين والأماكن المقدسة للشعب العربي الفلسطيني .
8- يجب على منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم التدخل والضغط لالغاء هذه القرارات, و اتخاذ إجراءات تلزم اسرائيل بالتراجع والتوقف عن مصادرة المواقع الأثرية والدينية في المناطق المحتلة, وإلزامها بالاتفاقيات الدولية0
لقد آن الأوان لأن تكون هناك وقفة جادة من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي في اتجاه السلوك الإسرائيلي المجرم الرافض للسلام, والذي لا يرحم لا الحجر ولا البشر, وعليهم تحمل مسؤوليتهم التاريخية باتجاه ما يجري في فلسطين .
فهل ستكون هناك وقفة جادة من قبل الملوك والرؤساء العرب فى قمتهم المقبلة  ولو لمرة واحدة؟؟؟

واعجباه من ثلاث شرائح فلسطينية!

واعجباه من ثلاث شرائح فلسطينية!
ا.د. محمد اسحق الريفي

لا يعجب المرء من السياسات الأمريكية والأوروبية المعادية للشعب الفلسطيني، ولا من الممارسات العدوانية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، التي تستهدف النيل من عزيمته وإذلاله واستسلامه وإنهاء وجوده، فكل هذا مفهوم في سياق الهجمة الصهيوصليبية المتواصلة على الأمة العربية والإسلامية منذ عقود عديدة، ولم يتوقف هذا العداء لحظة واحدة خلال تلك العقود وإن أخذ صوراً متنوعة، وفقاً للظروف والمعطيات المحلية والدولية.

ولكن ما يثير العجب الشديد، تآمر شريحة ممن انتسبوا إلى الوطن والعروبة زوراً، فكانوا ألد أعدائه، وأخذوا على عاتقهم إحباط مسيرة الجهاد والمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني المحتل لأرضنا والمعتدي على شعبنا الفلسطيني. فأخذوا يعيثون في فلسطين فساداً، مدعين أنهم يعملون للمصلحة العامة ويوفرون لقمة العيش للشعب الفلسطيني، بينما هم في الحقيقة يسرقون قوته. ونصّبوا أنفسهم حماة للوطن، بينما هم الذين باعوه بثمن بخس، وزعموا أنهم يجهدون أنفسهم في طلب الحرية للشعب والأرض، بينما هم الذين كرسوا الاحتلال الصهيوني وجعلوه قدراً مقدوراً للشعب الفلسطيني. ولكن هيهات أن يصدقهم شعبنا أو أن يثق بهم، فشعبنا اليوم استوعب الدروس، وعرف طريقه جيداً، واستخلص العبر من تجاربه السابقة، التي جرّت عليه المصائب.

وهناك شريحة ثانية تستتر خلف مصالحها الخاصة، إنها فئة الصامتين أو الحياديين من المثقفين والمفكرين، أو بتعبير أدق "السلبيين"، الذين جعلوا مصالحهم فوق اعتبارات الوطن والدين، وجعلوا حلو حياتهم ومرها رهينة لربحهم وخسارتهم، ولا يقيسون الأمور إلا بالدينار واليورو والدولار، ولا يتذوقون معنى الصبر والتضحية من أجل الوطن والأمة. ربطت هذه الشريحة العمل من أجل فلسطين وأمتنا بما يحققونه من أرباح وما ينالونه من منصب وجاه. ولذلك لا يتحركون إلا عندما تضيق عليهم الظروف وتنضب مواردهم المالية، فتراهم يسارعون إلى الشكوى ويضجرون من الأوضاع القاسية، ولكنهم لا يلتفتون إلى معاناة غيرهم من أبناء الشعب والأمة، ولا يخيفهم إلا تراجع أرصدتهم في البنوك، وخواء بطونهم وجيوبهم.

جاء أحدهم يشكوا من قسوة الأوضاع الناجمة عن توقف المشاريع الممولة أمريكيا وأوروبيا، جاء يشكو وهو يعمل أستاذاً جامعياً ويكسب الكثير، ولم يعاني من تأخر الرواتب أو انقطاعها. قال لي إن مكتبه الاستشاري قد توقف عن العمل، بسبب الحصار الصهيوني المفروض على غزة، فلم تعد تتدفق عليه سيول الدولارات، ليشتري مزيدا من الأراضي والبيوت، ولم يعد قادراً على التوسع في مشاريعه، وقال إنه سيهاجر إلى دولة غربية، ويحصل على جنسية منها، ولكنه لم يتذكر يوماً العاطلين عن العمل من أبناء وطنه ودينه منذ نحو سنوات طويلة، ولم يشعر بمصيبة الذين فقدوا أبناءهم، وأزواجهم، وأحباءهم، وبيوتهم، ورواتبهم، وممتلكاتهم، وعاشوا على تبرعات المحسنين. لم يقدم ذلك الشاكي وغيره من الشاكين والباكين أي تضحية في سبيل الله، بل استفاد من أموال المانحين، وجمع الأموال بشراهة. لقد كان منوعاً، وعندما بدأ يشعر بالخوف صار جزوعاً.

وهناك شريحة ثالثة، تمكن العدو الصهيوني من إشغالها في تفاصيل الأحداث عن المساهمة في وضع إستراتيجية وطنية وقومية لمواجهة الممارسات والإجراءات الصهيونية في القدس والضفة المحتلتين، التي تتضمن عمليات التهويد، واغتصاب الأرض الفلسطينية، وطمس الهوية العربية والإسلامية. غرقت هذه الشريحة في المهاترات والمناكفة السياسية، وفقدت الرؤية والإستراتيجية، وبددت طاقاتها فيما لا فائدة من ورائه، وفيما يشتت الجهود ويشغل الرأي العام المحلي والعربي.

انحازت الشريحة الأولى إلى صف الأعداء، فنالت الخزي والعار، وينتظرها من الله الويل في الدنيا والآخرة. أما الشريحة الثانية، فنسأل الله لهم الهداية، وأقول لهم ألا تخافون على مستقبل أولادكم؟! ألا يهمكم غير حياتكم ومصالحكم الخاصة؟! وماذا عن مصلحة وطنكم وشعبكم وأمتكم؟! ألا يستحق الشعب الفلسطيني منكم غضباً وتحركاً يناسب الأحداث والمرحلة؟! أما الشريحة الثالثة، فأقول لهم إن تصعيد عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني هو الحل الأنجع للرد على ممارساته التهويدية والاغتصابية والعدوانية.

26/2/2010

سويسرا كافرة فاجرة يجب أن يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل


 وصف الزعيم الليبي معمر القذافي امس الخميس سويسرا بـ'الكافرة' وعدّ كل مسلم يتعامل معها كافرا وضد الإسلام والنبي محمد والقرآن، ودعا المسلمين إلى مقاطعتها ومقاطعة بضائعها وطائراتها وسفنها وسفاراتها.
ووصف القذافي في كلمة بمدينة بنغازي (1000 كم شرق طرابلس) نقلها التلفزيون الليبي مباشرة سويسرا بـ'الكافرة الفاجرة' التي تقوم 'بتدمير بيوت الله' هي التي يجب أن 'يعلن عليها الجهاد بكل الوسائل'.
وقال 'قاطعوا هذه الملّة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله'، مضيفا 'ان تجاهد ضد سويسرا والصهيونية والعدوان الأجنبي بمالك ما لم تستطع بنفسك هذا ليس إرهابا'.
وكان القذافي يخطب أمام عدد من الرؤساء والوفود الإسلامية التي تشاركه في الصلاة الجامعة بمدينة بنغازي وتظاهرة التحدي الإسلامي الكبرى الخامسة احتفالا بذكرى مولد الرسول محمد. وأضاف 'لن نتخلى عن الجهاد لأنه فريضة دفاع عن النفس وعن الدين أما الإرهاب فنرفضه'.
ورفض الخلط بين الإرهاب والجهاد، لكنه اعتبر الإرهاب الذي يمارسه تنظيم القاعدة 'نوعا من الإجرام ومرضا نفسيا وتغريرا بالشباب' مضيفا 'نحن نرفض إرهاب القاعدة والظواهري (أيمن) والشباب المغرر بهم الذين يقتلون أهلهم أما الجهاد فلن نتخلى عنه'.
ولفت إلى أن 'قتل المسلمين يعتبر كفرا' غير أنه اعتبر أن الكفاح الفلسطيني الذي وصفه بـ'المقدس يعد جهادا وليس إرهابا.. إن هذا أقدس أنواع الكفاح'. وأشار إلى أن 'بدعة الشيعة والسنة تعد هي الأخرى كفرا' و'خروجا عن الإسلام' وأن الرسول محمد 'لم يقل بالشيعة ولا بالسنة'.
وأعلن القذافي أنه سيطرح على قمة المؤتمر الإسلامي القادمة التي ستعقد بمصر تصورا جديدا للعالم الإسلامي يجعل منه إتحادا إسلاميا وقوة إسلامية إقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية وإجتماعية على غرار الديانات الأخرى مثل المسيحية في أوروبا والهندوسية في الهند والبوذية في الشرق .
ودعا 'الأمة المحمدية ' (المسلمون) إلى أن تنهض وتأخذ مكانها فوق الكرة الأرضية مثل الأمم المسيحية والهندوسية والبوذية واليهودية.
يشار إلى أن القذافي درج سنويا على إقامة صلاة جامعة بمناسبة ذكرى مولد الرسول في إحدى الدول، غير أنه قرر هذا العام إقامتها في مدينة بنغازي شرق البلاد .
وكان عدد من رؤساء الدول وصلوا إلى المدينة من بينهم الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قاديروف والموريتاني محمد عبدالعزيز والتشادي ادريس دبي وساوتومي وبرنسيب فردريك بانديراد وإفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي ورئيس وزراء ليسوتو باتويل باكاليتا رئيس وزراء الصومال عمر عبد الرشيد إلى جانب حشد كبير من الوفود التي جاءت من مختلف البلدان الإسلامية.

ظاهرة العنف الطلابي في جامعات قطاع غزة


غزة-ماهرابراهيم

اتفق مختصون وخبراء فلسطينيون  التقتهم البيان على ان العنف الطلابى فى الجامعات الفلسطينية  يمثل ظاهرة ,  لكنهم  اختلفوا فى اسبابها وبالتالى صور المعالجة ..
فقد اكد عماد ديب مدير عام أمن الجامعات فى قطاع غزة فى حديث خاص ل البيان على ان  ظاهرة العنف  في الجامعات الفلسطينية برزت كأحد مخلفات الاحتلال الإسرائيلي الذي تبنى سياسة التجهيل؛ لتخريج كوادر غير متعلمة يسهل على الاحتلال اختراقها، وذلك من خلال بث السموم، وتغلغل العملاء في الصف الطلابي، وبث روح الفرقة والنزاع، مما يؤدي إلى الخلافات والعنف بين الطلاب و المدرسين والإدارة ،
وحول اسباب ومسببات العنف  فى الجامعات الفلسطينية بين ديب ان من الأسباب الرئيسة في انتشار ظاهرة العنف في الجامعات في فلسطين : أولاً: سياسات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البنية التحتية للتعليم، وذلك من خلال قصف المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية وبخاصة في قطاع غزة وهذا ما حدث في الحرب الأخيرة على غزة، حيث تم قصف مبنى المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية، وهو المختبر الوحيد في القطاع الذي يمتلك أجهزة متطورة بإمكانها إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية، كما وتمثلت سياسة الاحتلال في وضع الحواجز والعراقيل أمام طلاب الجامعات في الضفة الغربية .ثانياً: زرع الاحتلال الإسرائيلي وجهازمخابراته المسمى ( الموساد)  عملاءه داخل الصف الطلابي؛ للنيل من التعليم وزعزعة الأمن والفوضى وإثارة المشاكل .ثالثاً: ظهر في جامعات القطاع منذ الأعوام السابقة النعرات الطلابية الحزبية لتأجيج العنف وخلق المشاكل والفوضى؛ حيث كان يغذي ويدعم هذا العنف شخصيات في السلطة السابقة وذلك لتمرير مصالح حزبية أو أهواء شخصية . وشدد مدير امن الجامعات بقطاع غزة على ان الحكومة بغزة تسلمت  في قطاع غزة إرثا فاسدا من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي، واتهم ديب السلطة السابقة بانتهاج سياسات سلبية سلهمت فى زعزعة الأمن والاستقرار في صفوف طلاب الجامعات، وخلق حالة  من العنف الطلابي ايضا ،مبينا ان الشرطة الفلسطينية في غزة عملت لاعادة الاعتبار لاحترام الحرم الجامعي وتفادي المشاكل واحتواء حالات العنف ، حيث عقدت  العديد من الندوات التثقيفية واصدرن النشرات التعليمية، ونشر اللوائح والقوانين التي يجب على الجميع الالتزام بها داخل حرم الجامعة؛ ويقول  ديب (( ان هذا  أثر إيجاباً على سلوك الطلاب خاصةً بعدما أيقنوا أن العدو الصهيوني بعد الحرب الأخيرة على غزة قد أراد النيل من إرادة شعبنا المتمسك بقضيتــه التعليمية كأحــد أســاليب المـواجهة تجاه الاحتلال الإسرائيلي.))  وذكر ديب انه قد استيعاب جميع الطلاب وحل مشاكلهم في حينها ،وخلص  مسئول امن الجامعات بقطاع غزة الى ان ظاهرة العنف في جامعات قطاع غزة تم القضاء عليها بشكل كامل، مؤكدا على انه الآن غزة بجامعاتها ومؤسساتها التعليمية تتمتع بالحرية الواسعة، وتسير نحو مسيرة تعليمية خالية من الفوضى والعنف .

مكافحة العنف الطلابى:

من جهته قال طارق معمر السكرتير العام لجبهة العمل الطلابي التقدمية  بجامعة الاقصي
 بغزة ل البيان (( العجب أن يمارس العنف بالمجتمع الفلسطيني وتنتقل ذروته إلي ساحات الجامعات والمرافق والصروح الأكاديمية  وتصبح عنوان للسجال والعنف بالجامعات الفلسطينية ))ومعمر ينظر للعنف داخل الجامعات  كسابقه خطيرة.  وتحدث  معمر عن نشأة العنف الطلابى الفلسطينى قائلا(( مع بدايات تشكيل الحركة الطلابية بالجامعات الفلسطينية مارس بعضها العنف  وتعرضت صروح تعليمية لبعض الاشكالات بسببها ولكن سرعان ما تم علاجها بروح المسئولية والوطنية العالية آنذاك)) وأوضح انه (( بالوقت الحالي فقد  شهدت الجامعات الفلسطينية بكافة جوانبها  عاصفة عنف وإجراءات عدائية لم يسبق لها مثيل حيث ارتفعت حدتها أثناء الاقتتال الداخلى  ومورست  حالات  القتل والتنكيل والتعذيب والاعتقال والملاحقة  للطلبة ولازالت تلك العاصفة مستمرة  وبوتيرة متصاعدة تكاد في احدي جولاتها أن تعصف بالحياة الأكاديمية وتدفع بها إلي مستنقع مرير  قائم علي العداء والكراهية والحقد والانتقام من الاخرين.))
وقال معمر - وهو يقود الاطار الطلابى للجبهة الشعبية فى جامعة الاقصى-  ((  ننظر للعنف الطلابي بالجامعات الفلسطينية كظاهرة تفتت طاقات وانجازات ونجاحات جامعاتنا وطلبتنا  ولا يجب السماح بالعمل عليها أو الترويج لممارستها وتجريم كل من يدعو لها مبيننا ان من صور العنف المشار اليه فى مؤسسات قطاع غزة التعليمية من جامعات ومدارس  :   1. العنف الجسدي : الضرب بأية وسيلة متاحة وخاصة الهجوم من قبل المجموعات.   2. العنف النفسي: التهديد والتجريح .    3. العنف الجنسي : استخدام الألفاظ والشتائم البذيئة واعتداء على حرمة الجسد     4. العنف اللفظي الكلامي : الشتائم واستخدام العبارات التحقيرية .   5. العنف المادي : تكسير ممتلكات الجامعات والأفراد.6. العنف الممارس بحق الطلبة من قبل الاجهزة الامنية(الاعتقال، التهديد، الاعتداء بالضرب، الاستدعاءات ...الخ)
ويرى معمر ان  اسباب ممارسة ظاهرة العنف الجامعى عديدة لكن يمكن اجمالها في بعض التالى : غياب الوعي لدي بعض الطلبة بالجامعات – غياب الر قابة على الجامعات والكليات والمعاهد التى باتت اليوم منابر للقدح والذم مع تراجع دور الحركات الطلابية وتدني سقف مطالبها في النضال النقابي المشروع مع إدارات الجامعات.- إهمال الجانب الثقافي والأدبي والتوعوى والإرشادى  للطلبة . - حالة الانقسام الداخلى وأثارها على الطلبة والجامعات.  - تدخل الأجهزة الأمنية في شئون الجامعات وتسييس عملها.-غياب المحاسبة بحق المتورطين بالعنف - غياب الحياة الديمقراطية بالجامعات لفترة طويلة - تدني مستويات التعليم وغياب دور المناهج التعليمية لتناول تلك الظاهرة وظواهر أخري اشد قسوة ومرارا علي قضيتنا الفلسطينية وواقعنا الطلابي - توقف وحظر الأنشطة الطلابية من قبل إدارات الجامعات أعطي دورا لممارسة العنف يصورة او باخرى .- التمييز فى المعاملة من قبل إدارات الجامعات والتفرقة بين الأطر الطلابية والتمييز بينهم .
ويرى معمر ان الحلول والمعالجات  لظاهرة العنف تتمثل فى التالى : الحفاظ على الجامعات الفلسطينية باعتبارها انجازات وطنية وصروح علمية وحضارية  في المجتمع الفلسطيني ومنابر للعلم والثقافة والمعرفة والإبداع.- مد جسور الثقة مابين طبقات المجتمع الفلسطيني والأحزاب والمؤسسات المجتمعية والسياسية .- منع تدخل الأجهزة الأمنية بشئون الجامعات.- عقد ورش ومؤتمرات ولقاءات شبابية وطلابية لحث الشباب على ثقافة الحوار والديمقراطية ونبذ ثقافة التطرف والتعصب بكل أشكاله وأنواعه - اجراء الانتخابات والمحافظة على دوريتها في الجامعات وفق نظام التمثيل النسبي الكامل لضمان مشاركة كافة الأطر الطلابية فى القرار- حرية العمل النقابي داخل حرم الجامعات وعدم المس بحرية التعبير عن الرأي واحترام التعددية الطلابية داخل الجامعات والعمل على وقف قرار تجميد الأنشطة بالجامعات - لابد من العمل للوصول إلى إنهاء الانقسام وليس تحقيق مصالحات شكلية هدفها الخروج من مأزق آني -إعادة الاعتبار للدور الريادي للحركة الطلابية الفلسطينية والابتعاد عن لغة المناكفات والتخوين ونفي الآخر إضافة إلى وقف الحملات التحريضية والإعلامية داخل أروقة الجامعات والتركيز على خطاب الوحدة ولم الشمل الفلسطيني - تنفيذ برامج تثقيفية للإداريين لغايات  تجذير مفاهيم " المساواة" والعدالة والقضاء على "شيوع الواسطة و قيم المحسوبية
وكان قد  مؤتمر للكتل الطلابية فى جامعات القطاع بحث  أثر الانقسام الداخلي على الحريات الأكاديمية في الجامعات الفلسطينية وتحدثوا عن اليات معالجة  الظاهرة حيث دعا  هاني مقبل مسؤول ملف الجامعات في الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس إلى وجود لجنة مشتركة من الأطر الطلابية تتواصل فيما بينها وتحل في إطارها الإشكاليات الطارئة من غير التعدي على صلاحيات مجالس الطلبة المنتخبة. كما  عبر عن رفضه لتأثير التجاذبات السياسية في الخارج على الأطر الطلابية في المواقع الجامعية. اما عرفات أبو زايد ممثل الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي فقد أكد على حرية العمل النقابي داخل حرم الجامعات وعدم المس بحرية التعبير عن الرأي واحترام التعددية الطلابية داخل الجامعات والعمل على فك قرار تجميد الأنشطة بالجامعات. وأوضح أن الانتخابات الطلابية بالجامعات هي المخرج من حالة الفراغ القانوني لبعض مجالس الطلبة مع تاكيده على ضرورة تطبيق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وإقرار نسبة الحسم 1% حتى يتسنى للجميع المشاركة . اما  موسى أبو زايد ممثل كتلة الاستقلال الطلابية "شبيبة حزب فدا  فى جامعات غزة فطالب بعقد ورش ومؤتمرات ولقاءات شبابية وطلابية لحث الشباب على ثقافة الحوار والديمقراطية ونبذ ثقافة التطرف والتعصب بكل أشكاله وأنواعه. وشدد على ضرورة تحديد الأولويات والاحتياجات والمساهمة في آليات الضغط والتأثير باتجاه تحقيق تلك الأولويات والاحتياجات كالحق في التعليم والصحة والسكن والتعبير والتنظيم الاجتماعي والنقابي.  وطالب القوى السياسية النافذة بالالتزام بالقانون الأساسي وسلسلة التشريعات والقوانين ورفض مبدأ الاعتقال السياسي.

كلام احمدي نجاد ياتي من غباء او من ذكاء


بعض الدول المارقة تحاول و من خلال سياسات خاصة تمرر ما تنوي اليه و قد رأينا الكثير على مدى التاريخ و اخرها تواجد الغرب و الامريكان في المنطقة بحجة محاربة الارهاب و التي من خلال هذا الشعار اسقطوا النظامين في افغانستان و العراق لتعيد الدول الغربية ادراجها الى المنطقة و خاصة الخليج بعد ما خرجت في النصف الثاني من القرن الماضي و اصبحت الدول تستقل الواحدة تلو الاخرى ولكن نرى اليوم الدول الغربية و على رأسها امريكا تتجول في الدول و ذلك بحجة متابعة الارهابيين و القضاء عليهم ؟!!!!
في تاريخ المعاصر لما تتسمى ايران و الانظمة التي توالت للحكم فيها خاصة في القرن الماضي حتى هذه اللحظة راينا تصريحات من رجال المتواجدين على راس الهرم و من خلال استغلالهم للدين محاولين من خلالها كسب المزيد من المكاسب السياسية في الساحة الداخلية و في المنطقة عامة خاصة العربية منها و التي تعاني الكثير من الضعف و ذلك بسبب السياسات الضعيفة للحكام العرب و دورهم في المنطقة التي تجعل من دولهم فريسة لاطماع الفرس و غيرهم .
اذا اردنا ان نذكر دليلا عن الامر الداخلي لا الحصر نستذكر تصريح الخميني الى الشعوب في هذه الجغرافية التي تتسمى ايران حيث سلم لكل من يستشهد في الحرب الايرانية العراقية مفتاح الجنة و بذلك اوهم البسطاء من الناس بالدخول الى الجنة و على هذا لقد حمل الكثير من الشبان الذين لا يتعدى عمرهم الخامسة عشر للذهاب الى جبهات الحرب ظنن منهم بان الخميني لقد فتح عليهم ابواب الجنة .
و منذ ان وصل احمدي نجاد الى سدة الحكم حتى يوم الاربعاء 24 من شهر فبراير سمعنا الكثير من هذا النوع من الاكاذيب و البدع و التي بدأت منذ اليوم الذي تحدث احمدي نجاد في مجلس الامن و صرح بان في تلك اللحظة كانت تحيطه هالة من النور و لن يستطيع احدا رؤيتها غير الذين كانوا ضمن وفده . و كان قد رفض هذا التبجح الكثير من علماء الدين خاصة من المذهب الشيعي و من داخل ايران و قد عبروا عن الموضوع بان هذه الاحاديث ستجعل من ايران حكومة غير لائقة في المنطقة . اليوم و بعد مرور كل هذه الاحداث يخرج الينا احمدي نجاد مرة اخرى ببدعة جديدة حيث يذكر بان امريكا اكبر حاجز لعدم ظهور الامام المهدي . في البداية لنسترجع الى ما كتب علماء الشيعة بانفسهم عن ظهور الامام المهدي (( الامام الغائب من 14 قرن حسب ما يؤمن به ابناء المذهب الشيعي )) بان الامام سيظهر عندما الفساد سيعم العالم و لذلك يظهر و عندها ستتوقف كل الالات العسكرية و كل صناعات البشرية في العالم و سيهزم الكفار و عندها ستكون نهاية العالم قد حانت . اذا نظرنا الى امريكا من وجهة نظر النظام الايراني فانها الدولة التي زرعت الفساد في جميع انحاء العالم لذا هذا الموضوع يجب ان يسرع في ظهور الامام الغائب ولكن نستغرب عندما نسمع تصريح احمدي نجاد بان امريكا هي من تمنع ظهور الامام المهدي . من هنا كيف نحاول فهم هذا الخطاب الايراني القديم الجديد و الذي حاولوا و في كل الفترات استغلاله للوصول الى غايات محسوبة و ذلك للضحك على الشعوب المغلوبة على امرها و التي يضطهدها حكامها اما قوميا و اما مذهبيا و اما تعاني من حالة الضعف المادي لذا تستطيع ايران الدخول في ما بينها و زرع الفتن تحت هذه الذرائع التي لا تخرج من وعي بل انما تخرج من حالة خداع و خلق المشاكل و التي استطاعت ايران حتى هذه اللحظة الاستفادة منها . لذا كلام احمدي نجاد لن ياتي من غباء بل انما كلام يتذاكى به للوصول الى غايات مدروسة و هو التاثير على الشعوب المغلوبة على امرها من الناس البسيطة التي لا تعرف غير الحياة البسيطة و في النهاية تتاثر بالكلام الفقهي الذي يهدد كيانها الديني .  في نفس الوقت ايران و من خلال تمريرها هذه السياسة خدمت امريكا في المنطقة و ذلك ما تبحث عنه هذه الاخرى من عدو وهمي للتواجد و اشعال الحروب و النيران فيها و ايران خدمتها في ذلك حيث لعدة مرات اصروا على ذكرها و على راسهم احمدي نجاد و ذلك عن اسقاط  كابل و بغداد و تعاونهم المباشر مع الامريكان في هذا الامر .
 

على بساط الثلاثاء


64

بقلم : حبيب عيسى

ليس باسمنا ...

يا سيادة اللواء ...!!

( 1 )

لم يكن الشعب العربي ينتظر شهادة اللواء عبد الكريم النحلاوي كي يحدد موقفاً مما حدث صبيحة يوم 28 أيلول – سبتمبر – 1961 ، كما أن الشعب العربي ليس بحاجة لمن ينكأ جراحه ، ويذكرّه بما جرى ، ذلك أن تلك الجراح لا تنسى ، فهي مازالت نازفة بغزارة منذ ذلك التاريخ بين المحيط ، والخليج...

وإذا كان من حق الحالمين بأمة عربية موحدة ( ذات سيادة ، واستقلال ، متحررة من الهيمنة ، والاحتلال ، والاستيطان ، والاستغلال ، والاستبداد ) ، اعتبار ذلك الحدث الانفصالي ، جريمة ، وأن الذين صنعوه مجرمين .. وأن جريمتهم مستمرة ، يستولدونها جرائم جديدة في كل يوم ، منذ ذلك التاريخ ، باعتبارها أم الجرائم ، وأبوها ... فإن من حق الذين خططوا ، ودبروا ، ونفذوا انفصال الإقليم الشمالي عن الجمهورية العربية المتحدة أن ينفشوا ريشهم ، ذلك أنهم غيرّوا مسار الأحداث في الوطن العربي ، بحق ، بالاتجاه المعاكس ، وكان لذلك اليوم الإنفصالي الطويل .. ما بعده .. ولهم أن يفخروا ، بأن كل هذا المشهد السائد في الوطن العربي ، هذه الأيام .. هو من صنع أيديهم ... لقد حرروا الشعب العربي في سورية من الاحتلال المصري ، ومن الديكتاتورية ، والاستبداد ، والقمع ، والفساد ...كما أن النتائج التي تمخضت عن فعلتهم في ذلك اليوم المفصلي ، واضحة للعيان .. تكفي نظرة عجلى على الواقع العربي الراهن هذه الأيام ، حيث الحرية ، وحقوق الإنسان العربي مصانة ، وحيث العدالة ، وسيادة القانون ، والمساواة ، والمواطنة ، وحرية الرأي ، والديمقراطية ، والمؤسسات المنتخبة ، وفصل السلطات ، والتنمية ، والتقدم ، ووضع الثروات العربية بتصرف الشعب العربي ، وحيث الوطن العربي يأخذ دوره اللائق في هذا العالم ، لا يعتدي ، ولا يعتدى عليه ، وحيث الحكم للشعب ، وبالشعب لا تسلط عليه ، ولا تعسف ، ولا انتهاك لحقوقه الأساسية ، وحيث تحترم حدود الأمة ، وسيادتها على كامل أرضها لا مستوطنات للصهاينة في قلبها ، ولا احتلال لأجزاء من وطنها من دول الجوار ، ولا هيمنة على ثرواتها ، ومقدراتها من قوى الهيمنة والتسلط الدولية ، وحيث المواطنة هي سيدة الموقف في الوطن العربي فلا تكفير ، ولا إقصاء ، ولا تفرد ، ولا استئصال ، ولا فتن ، ولا اقتتال ، ولا نعرات طائفية ، ولا عنصرية ، لا مذهبية ، ولا إقليمية ، ولا قبلية ، ولا عائلية ... وإنما مجتمع متكامل متضامن يصيغ التقدم ، والنهضة ... فشكراً للانفصال ، وللانفصاليين ، الذين صنعوا لنا هذا النعيم .

( 2 )

من حق الانفصاليين إذن أن يفخروا بما صنعت أيديهم ، فقد خلصّوا الأمة العربية ، وحرروها من تسّلط الجمهورية العربية المتحدة ، وقمعها ، ومن ديكتاتورية جمال عد الناصر التي كانت تعيق تقدم الأمة ، وتطورها ، وحريتها ..ووصلوا بها ، ومعها إلى ما هي عليه الآن ، فكيف كان لهذه الأمة أن تنعم بما تنعم فيه هذه الأيام لولا نجاحهم في فصل عرى الجمهوريةة العربية المتحدة ...؟! من أين كان للأمة الغربية كل هذا النعيم الذي تغرق فيه هذه الأيام ؟؟ ، فالحكام اليوم ، يختارهم الشعب ، ويحكمون بإرادة الشعب ، ويتداولون السلطة دورياً ، بإرادة الشعب ، وحقوق المواطنين العرب بين المحيط والخليج ، مصانة والمؤسسات ديموقراطية ، وتكافؤ الفرص بين الجميع ، وقيم العدالة ، والمساواة هي السائدة ، لا مخبرين ، ولا زنازين ، ولا تعسف ، بعد التخلص من ديكتاتورية جمال عبد الناصر ....

( 3 )

هكذا ، فإن المشهد الراهن في الوطن العربي ، تختلط فيه مشاعر المآسي ، بمشاعر السخرية ، فمنذ نصف قرن ن تقريباً ، اختفى أولئك المنفذين ليوم 28 أيلول ، سبتمبر ، 1961 بعد أن قبضوا أجورهم ، وتركوا الساحة ، لمن يستثمر ما فعلوه .. وبما أنني استند دائماً إلى حسن النية ، فقد راودني الظن ، بأن جنرالات الانفصال ، قد تواروا عن الأنظار خجلاً من فعلتهم ، بعد كل هذا الذي ترتب عليها في الوطن ، والأمة .. لكن ظني ، على ما يبدو ، كان من بعض الظن الأثم ..

وحتى بعد الإعلان عن أن سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، سيطل علينا شاهداً على العصر ، فإنني لم أبرح موقفي ، وتوقعّت أن سيادته ، وبعد نصف قرن على الحدث ، وبعد أن دخل سيادته المرحلة الأخيرة من أرزل العمر ، سيقف وقفة رجل موضوعي ، يقيمّ ما جرى ، في ضوء ما يجري ، أو على الأقل يعتذر لأنه ، ربما لم يكن يتوقع أن تكون نتيجة الانفصال ..هي النتيجة التي آلت إليها الأمور .. لقد كنت أتوقع أن يبّرر التآمر على الجمهورية العربية المتحدة ، بالأخطاء التي رافقت ولادتها ، وقيامها ، لكن لم أتوقع كل هذا التضخيم ، أو الانتقاء ، أو الاستغراق في التفاصيل ، المنتقاة ، لم أتوقع أن يغفل الخطايا التي ترتبت على فصم عراها ، لم أتوقع أن تحجب عنه جزمة جمال عبد الناصر التي أشهرها في وجه اعداء الأمة ، والمتآمرين عليها ، كل تلك الجزم ، والزنازين ، وسياط الطغاة ، وقذائف الغزاة ، وفساد المفسدين ، وقمع المستبدين التي تقرع رؤوس العرب صباح ، مساء من جراء تداعيات الانفصال .. لم أتوقع أن كل تلك الخرائب ، والفتن ، والهزائم ، والاستلاب ، والتخلف ، والفساد ، والطغيان الذي أعقب الانفصال ، لم يحجب عن ذاكرة سيادة اللواء التفاصيل الصغيرة عن سيطرة الضباط المصريين ، على المؤسسة العسكرية السورية ....، كما أنه لم يرف له جفن ، وهو يفخر بأنه نجح في وقف زحف " الغوغاء " من العرب الذين التفوّا حول مشروع جمال عبد الناصر التحرري التوحيّدي العربي التقدمي مغادرين خنادق الانفصاليين التي يتراكم فيها تراث طويل من الطائفية ، والعنصرية ، والمذهبية ، والإقليمية ، والقبلية ، فها هي الأمة العربية ، تعود بعد الانفصال ، وبفضله ، لتتمسك بذلك التراث العظيم من البطولات فتخوض بالدماء حتى الركب وفاء لداحس والغبراء ، والجمل ، وصفين ، فلا صوت يعلو على الصوت بالثأر ، فكل عربي هذه الأيام قاتل ، وقتيل ، شاء هذا أم أبى ، لكن من منّ هذا الثأر ، ولمن ..؟ ، هذا الثأر أياً كان مصدره ، ومهما كان لبوسه ، يستهدف أمراً واحداً ، هو أن يبقى حال الأمة على ما هو عليه ..توليّ وجهها شطر الماضي تطحن بعضها بعضاً ، وتدير ظهرها للحاضر ، وللمستقبل ، وتنغمس في معارك الماضي ، فتقتل نفسها بأيدي أبناءها ، وتترك الحاضر ، والمستقبل ، للطغاة ، والغزاة ، والمفسدين في الأرض ...

( 4 )

لقد كنت ، قد آليت على نفسي ، ومنذ عقود أن أنأى عن أي حديث شخصي يتعلق بولادة ، وانقضاء الجمهورية العربية المتحدة ، لأن الأبطال الذين صنعوا الانفصال ، والأبطال اللاحقين الذين استثمروه فيما بعد ، حوّلوا تلك التجربة الواعدة ، والمريرة ، في الوقت ذاته ، إلى فخ ينصبونه للقوميين العرب التقدميين ، التوحيديين ، النهضويين ، لينشغلوا بما جرى عن ما يجري ، أو عن ما سيجري عن طريق الخلط بين مفهوم السلطة ، ومفهوم الأمة ، واعتبار أخطاء السلطة في الجمهورية العربية المتحدة دليل على فشل المشروع الوحدوي العربي برمته ، فما حدث برأيهم ليس فشل تجربة ، وإنما دليلاً لنقض الأهداف ، والاستراتيجيات ، والمبادئ القومية العربية من أساسها .. تحدثهمّ عن حق الأمة العربية في الوحدة ، فيحدثونك عن مخابرات دولة الجمهورية العربية المتحدة ، تحدثهمّ عن حق الأمة العربية في السيادة ، والاستقلال ، والتحرر ، ورفض الهيمنة ، فيحدثونك عن الديكتاتورية ، والاستبداد ، وسيطرة المصريين على دولة الوحدة .. المهم ، بالنسبة إليهم ، هو إشغال المشروع النهضوي القومي العربي التقدمي ، عن التقدم ، وإلصاق كافة لأخطاء ، والخطايا ، بالتجربة ، وبالتالي إلزام القوميين التقدميين بالدفاع حتى عن الأخطاء ، والخطايا ..، رغم أنهم هم الوحيدين المتضررين من تلك الأخطاء ، والخطايا ، وأن الانفصاليين هم المستفبدين منها ، لهذا كله ، كان لابد من الخروج من هذا المأزق بفرز القوى ، والأفكار ، والقضايا ، والتخلص من هذ الخلط المريب ، فالمشروع القومي العربي التقدمي هو المتضرر أولاً ، وأخيراً من جميع مظاهر الأخطاء ، والخطايا ، والقوميون العرب التقدميون النهضويون هم الأولى بمواجهة الأخطاء ، والخطايا ، حتى لو كانت من إنتاج أفعالهم ، فهم يتمسكوّن بالفضيلة المتمثلة بالتراجع عن الخطأ ، لهذا فقد كان عليهم الصدق مع النفس ، والتصادق مع الآخرين ، فلا يحيدون عن الطريق الذي ارتضوه ، والكف عن إلقاء اللوم على الرجعية ، وعملاء الاستعمار ، والانفصاليين ، والرجعيين ، والإمبرياليين ، والصهاينة ... والبحث عن العلة في أنفسهم ، وسد الثغرات في صفوفهم ، وسد الذرائع ، بشكل عام ، وعليهم الاعتراف بحقوق الآخر ، فإذا كان من حقهم السعي لتغيّير الواقع باتجاه مصير عربي مختلف ، فإن من حق القوى التي تستثمر هذا الواقع الدفاع عن مصالحها ، وبناء عليه :

- للانفصاليين حق اللجوء إلى كافة الوسائل حفاظاً على التجزئة ، وبالتالي ، فإن سعيهم ، لفصم عرى الجمهورية العربية المتحدة ، ولو عن طريق التآمر له ما يبرره من وجهة نظرهم ، ولا يلامون في السعي لمقاومة قيام أية جمهورية عربية متحدة قادمة ..

- ومن الطبيعي أن تسعى قوى التخلف ، والفتن لمقاومة مشاريع النهوض ، والتنوير .

- ومن الأولويات التي يعتمدها الطغاة ، والمستبدين التضييق على الحريات العامة للمواطنين ، وقمع حرية الرأي ، وانتهاك الحقوق الأساسية ، والتسلط على البلاد ، والعباد ...

- ومن الأساليب المستخدمة من قبل الفاسدين ، والمفسدين انتهاك حرمة القوانين ، والأنظمة ، وتخريب المؤسسات العامة ، وإشاعة قيم اللصوصية والرشوة ، والنفاق ، وتشريع العلاقات المافاوية في المجتمع .

- ومن حق قوى الاحتلال ، والسيطرة ، والهيمنة الدولية في الواقع العربي ، من أول الصهاينة ، إلى المستبدين ، وإلى آخر الإمبرياليين في هذا العالم ، مقاومة كافة مشاريع التحرّر ، والتغيّير ، ودفع المجتمع العربي إلى الاستكانة ، والاستلاب ، والتسليم ، بالأمر الواقع .

وليس للذين يحملون المشروع النهضوي القومي العربي التحرري التقدمي أن يحتجّوا ، للحظة واحدة على فشلهم بتحميل المسؤولية لهؤلاء ، أو أولئك .. لهذا ، فإن المشروع النهضوي التحرري في الوطن العربي وقع في الخطأ الجسيم عندما أغفل مواجهة السلبيات في تكوينه ، وبنيته واتجه لتبرير هزائمه ، وانتكاساته بتوجيه الشتائم للإمبريالية ، والصهيونية ، والرجعية ...

( 5 )

وإذا كنا قد اعتدنا أن نحتفل كل عام بيوم 22 شباط – فبراير - 1958 ذلك اليوم الذي شهد ولادة الجمهورية العربية المتحدة ، رغم الأحزان ، والمآسي لنتنفسّ ذلك الحلم ، الذي كان ، ومازال جميلاً ، نستذكر فيه الشموخ ، والتحدي وطلة جمال عبد الناصر ، فإننا لن نسمح للذين صنعوا الانفصال أن يفسدوا علينا عيدنا ....

ورغم أنني لن أغادر موقفي بعدم الدخول في سجال حول طريقة إدارة السلطة في الجمهورية العربية المتحدة ، لأن هذه القضية تتعلق بالسلطة ، أية سلطة ، مهما كانت طبيعتها ، تكوينها ، تركيبتها ، لكن ذلك لا علاقة له على الإطلاق بمشروع النضال القومي التحرري النهضوي العربي .. إلا من حيث الغائية النهائية ، بمعنى أن ذلك المشروع يهدف إلى إقامة دولة الوحدة العربية الديمقراطية العادلة التي تتطابق حدودها مع حدود وطن الأمة ، ويتساوى في مواطنيتها كامل شعب الأمة ، وبالتالي لابد من إزالة هذا الخلط المشبوه بين شرعية السلطة ، ومشروعية الأمة ، فالفقه القانوني متواتر حول أركان الدولة ، وهي الشعب ، الوطن ، السلطة ، فالسلطة هنا قد تكون مشروعة ، أو غير مشروعة ، ويعتمد ذلك على مدى تمثيلها لإرادة الشعب من جهة ، وعلى مدى بسط سيادة الدولة على أرض الوطن ، لكن عدم مشروعية السلطة ، لا يغيّر من مشروعية الشعب ، والوطن ، لإنها الركن الثالث الذي يعتمد على الركنين الأول ، والثاني ، لهذا قد نجد أنفسنا بمواجهة سلطة غير مشروعة ، إلا أن هذا لا يبرر المس بمشروعية وحدة الشعب ، والوطن ، على العكس من ذلك ، فإن على قوى الشعب الحية أن تناضل للتغييّر ، وتقويم المسار لإقامة سلطة مشروعة تمثل إرادة الشعب ، لكن ، وتحت كل الظروف تندرج جميع الأفعال ، والممارسات للمس بوحدة الوطن ، والشعب ، أعمالاً إجرامية تعاقب عليها كافة القوانين الوضعية ، على اختلافها ...

( 6 )

دعونا نحاول أن نطبق هذه القواعد القانونية الثابتة على الجمهورية العربية المتحدة ..، وبدون الدخول في أية تفاصيل ، سنعتبر كل ما قاله ، ويقوله ، وسيقوله سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، صحيحاً ، وانه لا يكذب ، فنحن أمام دولة تدعى الجمهورية العربية المتحدة يدعيّ السيد اللواء أن السلطة كانت ديكتاتورية فيها لا تمثل إرادة الشعب ، ليكن .. هنا نسأل : كيف تتم معالجة ذلك ..؟ هل يتم ذلك بفصل عرى الدولة ؟ ، وتقسيمّ الوطن ، والشعب ، أم بمعالجة الأخطاء ..؟ ، وإقامة سلطة تمثل إرادة الناس ، كل الناس ..؟ ، هل هذا ما سعى إليه سيادته ..؟ ، هل هذا ما فعله ؟ ، أم ، أنه ، ومن معه انقضّوا على الوطن ، والشعب ، وفصلوا إقليماً من وطن العربية المتحدة ، ليقيموا عليه سلطة انفصالية ، لن نتحدث عن الديموقراطية التي آلت إليها .. ولن نقول فيها شيئاً ، الآن ..؟ ولن نلاحق تداعياتها ، وإلى أي درك انحطتّ بالوطن ، والشعب ...

( 7 )

القضية ، هنا ، في الوطن العربي ، أكثر تعقيداً ، والجريمة التي ارتكبت صبيحة يوم 28 أيلول –سبتمبر 1961 أبعد أثراً .. ذلك أننا في القرن العشرين ، قد دخلنا عصر الأمم .. والهيئة الدولية ، رغم كل تحفظاتنا على دورها ، وممارساتها ، والقوى النافذة فيها ، هي "هيئة الأمم المتحدة" ، وليس هيئة الدول المتحدة .. يترتب على ذلك أن ، شخص القانون الدولي المشروع ، هو الدولة التي تمثل أمة ..ونحن أمة عربية ، هناك من يجادل بحقها في الوجود ، ليكن حرية الرأي حق للجميع ، ونحن من هذا الجمع ، فمن حقنا أن نسعى لوحدتها ، ورغم الاختلاف فإن هناك شبه توافق ، حيث لا ينكر أحد في الوطن العربي ، أو في العالم أن الأمة العربية معتدى عليها من الخارج هيمنة ، ومعاهدات قسمّتها ، وطناً ، وشعباً ، ومعتدى عليها من الداخل سلطات استبدادية تدمر حتى النسيج الوطني في الأجزاء ، هنا نعود إلى صلب الموضوع الذي نعالجه ، حيث بدأ شق الطريق إلى الجمهورية العربية المتحدة ... في خمسينات القرن المنصرم ، عندما بلغ التمرد العربي أوجه ، بعد ما عرف ، بنكبة فلسطين ، انقلابات ، ثورات شعبية ، مقاومات في الأجزاء المحتلة ، حراك جماهيري واسع ، أجهزة قمع إقليمية ضعيفة ، لم تكن قد تغوّلت بعد ، كاريزما بطل شعبي تجاوز حدود التجزئة هو جمال عبد الناصر ، هذا كله أثمر في إقامة دولة نواة للوحدة العربية هي الجمهورية العربية المتحدة ، على جزء من أرض الأمة العربية في سورية ومصر ، وبغض النظر عن طريقة نظام الحكم ، والسلطة فإن الأفعال ، والممارسات لاستكمال إقامة دولة الأمة المتطابقة مع أرض الوطن ، وشعب الأمة هي أفعال ، وممارسات مشروعة ، وعلى العكس من ذلك ، فإن جميع المحاولات بالاتجاه المعاكس هي اعتداء ، وجرائم يطالها القانون .. ولا يمكن تبريرها بطبيعة السلطة ، وتركيبة نظام الحكم ، وسلوك الحاكمين ... وشواهد التاريخ البشري لا تحصى في هذا المجال ...

هذا من حيث المبدأ ، لكن ، وحتى لا نخرج عن موضوع البحث ، هل أن ما دار ، ويدور بين سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، والأستاذ أحمد منصور ، يتعلق بالبحث عن الحقيقة ..في طبيعة نظام الحكم ، والسلطة في دولة الجمهورية العربية المتحدة ..؟

لو كان الأمر كذلك ، فإن علينا أن نرحب ، ونوّثق ، ونضمّ كل ما يقال في تلك "الشهادة" إلى ملف الجهورية العربية المتحدة ، لنتفادى الأخطاء ، والثغرات ، والهنات التي دفعت سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، ورفاقه إلى فصم عرى الجمهورية العربية ، لا أكثرمن ذلك ولا أقل .. ؟ ، وذلك لتلافي الخلل في المستقبل ، وبالتالي تقديم شكر لهما يستحقانه ..

لكن ، وللأسف الشديد ، ليس هذا ما جرى في تلك الحلقات ، حتى الآن ، ومن الواضح ، أنه ليس هذا هو المنهج المتبع ....

( 8 )

الأستاذ أحمد منصور إعلامي متمّيز ، وكون له موقفاً معادياً من القومية العربية ، وبالتالي من الجمهورية العربية المتحدة ، ومن جمال عبد الناصر ، لا ينال من موهبته ، وهذا رأيه على أية حال علينا أن نحترمه ، ونحاوره ، وكونه صحفي ، فإن هذا لا يعني أن يتخلى عن موقفه ، ذلك أن الطبيعة البشرية لا تعرف الحياد المطلق ، أو الموضوعية الكاملة ، وبالتالي علينا أن نحترم رأيه ، وموقفه بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف ، فقبل أن نعطي أنفسنا الحق في الرأي ، والموقف علينا أن نحترمه من الآخر المختلف ، لكنني ، وبكل التصادق اقول للأستاذ أحمد منصور ، ولسيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، أن المثل العربي يقول : أن العربي يأخذ بالثأر ، ولو بعد أربعين عاماً ، والجمهورية العربية المتحدة قد مضى على فصم عراها نصف قرن ، وجمال عبد الناصر مضى على غيابه ، أو تغييبه أربعين عاماً ، والظروف الموضوعية الراهنة في الأمة العربية تقتضي وقفة مع الذات ، ومع الضمير ، الأمر جلل أيها السادة ، نحن ، في الأمة العربية ، في خطر ، وأنت يا سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي في سورية ، في خطر ، وأنت يا أستاذ أحمد منصور في أمتك الإسلامية ، في خطر ، وبالتالي ، آن لنا ، ولكما أن نتعامل مع تقييمّ الجمهورية العربية المتحدة ، وناصرها بقليل من الموضوعية ، الإنصاف ، وأن لا يغيب الواقع الراهن الخطير علينا جميعاً ، والذي هو من تداعيات الانفصال عن تقييمنا ، بعيداً عن منطق الثأر ، والتبرير ، وتصفية الحسابات ، فهذا أجدى لنا ، ولكم ، وللمستقبل الذي ننشده نحن ، ولا نشك أنكم لا تنشدون لهذه الأمة إلا الخير ، فدعونا ندقق من أين يأتي هذا الخير ؟ ، قبل أن نكتشف ، بعد فوات الأوان ، أننا جلبنا لها الشر من حيث لا ندري ، دعونا نتحاور بموضوعية مهما كان التباين .

وهنا لابد أن نقف مع مفهوم "الشهادة" التي يدلي بها ضيوف الأشتاذ أحمد منصور ، وأن نضع شهادة اللواء عبد الكريم النحلاوي في إطارها فقد سمعنا بهذا الشأن شهادة المرحوم حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية ، وسمعنا شهادة الفريق سعد الدين الشاذلي ، وسمعنا شهادة اللواء جمال حماد ، وأرصفة الشوارع في المدن العربية تتزاحم عليها المذكرات والشهادات من كل حدب ، وصوب ، ونحن نستمع اليوم لشهادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، ونستمع عبر نافذة أخرى ، من الفضائية ذاتها ، إلى شهادة مستمرة من الأستاذ محمد حسنين هيكل ...

هل يملك أحد أن يجيب على السؤال :

أي تلك الشهادات نصّدق ...؟

لن أبحث عن جواب ، فلنستمع إلى الجميع ، لكن هل كانت السلطة في الجمهورية العربية المتحدة شراً مطلق ..؟ وهل كان جمال عبد الناصر ديكتاتوراً ، وحسب .؟!

إنني لا أسعى إلى التوسع في هذا الموضوع ، فهو مفتوح لحوار دائم ، لكنني سأعود إلى شهادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ، باختصار شديد ، لأنني أرغب فعلاً أن أخرج منها بأسرع ما يمكن ، فأنا أتفهم هواجس اللواء النحلاوي باعتباره ينتمي إلى المؤسسة العسكرية في سورية ، تلك المؤسسة التي تم تأسيس مكوناتها في ظل الاستعمار الفرنسي ، وفي ظل ظروف معقدة ، واستكمل ذلك البناء بعد تنفيذ خريطة سايكس بيكو ، وتحديد حدود دولة الجمهوية السورية بحدودها الحالية ، وقد تأثرت المؤسسة العسكرية في سورية ، كغيرها في الوطن العربي بالأحداث الكارثية في فلسطين التي أدت إلى قيام دولة المستوطنات الصهيونية فانعكس ذلك عليها خاصة ، قلقاً ، وتمرداً ، وتمثل ذلك في انقلابات عسكرية متلاحقة شهدتها سورية في واقع موضوعي قلق ، ومتفجر ، في وسط من الغضب الشعبي العارم أدى من حيث النتيجة إلى قيام الجمهورية العربية المتحدة وكان من طبيعة الأشياء أن جميع القوى المتضررة بين المحيط والخليج ، وفي سائر أنحاء العالم ، وفي الإقليميين الشمالي ، والجنوبي للعربية المتحدة أن تحاول استرداد أنفاسها ، ومن ثم الانقضاض لفصل إقليمي دولة الوحدة ، لأن التعايش مستحيل ، فإما أن تتصاعد مسيرة الوحدة باتجاه حدود الأمة ، وإما أن يتم القضاء على دولة الجمهورية العربية المتحدة ، هذا هو جوهر الموضوع بغض النظر عن التفاصيل ...

( 9 )

ونحن هنا ، كما أكدنا ، لن ندخل في سجال مع اللواء النحلاوي ، ولن نلاحق التناقضات ، فتارة يقول ان الضباط المصريين كانوا يحكمون سورية ، وتارة أخرى يقول أن عبد الحميد السراج كان الحاكم المطلق ، وأن المشير عبد الحكيم عامر كان مشغولاً بتعاطي " الحشيش " ... هذا كله لم يستفذني ...الذي استفذني قول سيادته أن الشعب السوري بات ناقماً على الوحدة ، ليبرر بعد ذلك أن الانفصال كان مجرد تنفيذ للإرادة الشعبية ..وأن سيادته ، ومن معه كانوا مجرد منفذين لتلك الإرادة الشعبية ، ونحن سنتناول هذه المسألة حصرياً ، وباختصار شديد وللأسباب التالية :

أولاً : إذا كان سيادة للواء يبحث عن مبررات لإنفصال العربية المتحدة ، فإننا لن نقابل ذلك بتبرير التوجه الوحدوي ، أو تبرير الأخطاء ، والخطايا التي ارتكبت ، ولن ، نحمّله المسؤولية ، ولن نحملهّا للظروف الموضوعية ، أو للتآمر الداخلي ، أو الخارجي ، فمسؤولية الوحدة تقع أولاً ، وأخيراً على عاتق الوحدويين ، ومسؤولية صيانتها على كاهلهم حصراً ...

ثانياً : إن بنية السلطات في الوطن العربي ، ومن بينها ، بنية المؤسسات العسكرية ، والأمنية تحديداً ، ليس متعلقاً بقضية الوحدة العربية ، فمؤسسات دولة الجمهورية العربية المتحدة ، لم تكن استثناء ، وهي في السياق العام قبل الوحدة ، وأثناءها ، وبعدها تعاني من خلل شديد ، في بنيتها ، ولم يكن من الممكن معالجة هذا الخلل في فترة الوحدة المحدودة ، ولكن هذا لا يعني ، أننا نبرّر ، لذلك نعترف أن الفشل في وضع خطة استراتيجية للمعالجة الجذرية في ظل دولة الوحدة هو الذي أدى في الأساس لنجاح مخطط الانفصاليين ...

وإذا كان الأستاذ أحمد منصور ، قد عقبّ مستنكراً على استفاضة سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي في الحديث عن فساد المؤسسة العسكرية في العربية المتحدة ، قائلاّ : كيف يمكن لهذا الجيش أن يحارب إسرائيل ..؟ ..وإذا كان قد قفز من مقعده استنكاراً كيف يعين ضابط ، مراقب أفران ، فإننا لن نحرجه بالسؤال بعد نصف قرن على فصل العربية المتحدة عن حال جيوش الأنظمة العربية في محاربة إسرائيل ..؟ ، وإن كانت تدق أبواب القدس هذه الأيام ...؟

ثالثاً : لقد استفاض سيادة اللواء باعتبار قرارات يوليو الاشتراكية 1961 اعتداء على السوريين ، يبرر الانفصال ، وتلك المسألة ، على أية حال قد تكون المسألة الجوهرية ، في الانفصال ، فالوحدة العربية ليست مشروعاً فوقياً ، وإنما تتعلق بتحرير الإنسان العربي من سائر وسائل القهر ، والقمع ، والاستغلال ، وإقامة الدولة العادالة ، والمساواة ، والتكافل الاجتماعي ، وكسر هذا التفاوت الحاد في توزيع الثروة بين شرائح المجتمع ...

لكن إلى أي حد نجحت العربية المتحدة في ذلك ..؟ فهذه مسألة خاضعة للحوار ، والتصويب ، لكن من عير الممكن الحكم على التجربة ، ذلك أن الانفصال وقع بعد ثلاثة أشهر فقط من تلك القرارات ..

رابعاً : لن نقف عند الشهادة الثابتة تاريخياً ، والتي أدلى بها المرحوم الملك سعود عندما كان منفياً من أسرته في الاسكندرية ، والتي اعترف فيها للرئيس جمال عبد الناصر ، بالملايين التي دفعتها المملكة للذين نفذوّا الانفصال ، وبالوكالة عن من تم ذلك ... ذلك أننا ، وكما قلنا من حق الذين يخشون الوحدة العربية الدفاع عن أنفسهم .

خامساً : من الثابت في علم القانون أيها الأستاذ العزيز أحمد منصور ، أن الذي يقوم بفعل ، أو يصنع حدثاً ، ما ، سواء كان جرماً ، أو يفترض ذلك ، لا تقبل شهادته عليه ، وإنما يحتاج إلى من يشهد عليه سلباً ، أو إيجاباً ، لكن يمكن في علم الإجراءات استجوابه ، أو سماع إفادته ، وفي الإقليم الشمالي ، وبعد استفحال دور الأجهزة الأمنية ساد مصطلح " استنطاقه " ، وقد أطلقوا على الذي يقوم بذلك مصطلح " المستنطق " ، وسيادة اللواء قام بفعل محتلف عليه ، البعض يعتبره جرماً ، والبعض يعتبره ثورة تحررية ، وبالتالي فإن ما نشهده هو " استنطاق " ، وليس شهادة ، لكنني أشهد أننا أمام " استنطاق " ممتاز .

سادساً : دعنا نصدق كل ما قلته ، وتقوله يا سيادة اللواء عن " الاحتلال المصري " لسورية وعن القمع الذي مارسته الأجهزة البوليسية ، وعن قرارات التأميم الاشتراكي ، والإصلاح الزراعي .. لكن هل أدى هذا كله إلى أن الشعب العربي في سورية ، كان ضد الوحدة ؟، أو ضدّ الجمهورية العربية المتحدة ؟ ، وأن سيادتك ومن معك قمتم بفعيلة الانفصال ، باسمنا ..؟!

الجواب يا سيادة اللواء ليس رأياً ندلي به ، يستند إلى موقف معاد للانفصال ، وإنما هو شهادة حقيقية أدلى فيها الشعب العربي في سورية برأيه الصريح ، ودفع ثمنها دماء غالية ، وبالتالي فهي شهادة لا تنقض ... ذلك أنه في صبيحة يوم 28 أيلول " سبتمبر " 1961 نجحتم ياسيادة اللواء في احتلال هيئة أركان الجيش الأول ، والإذاعة في دمشق ، وأعلنتم الانفصال ، ونقلتم المشير عامر إلى المطار ليغادر إلى القاهرة ، وأسرتم الضباط المصريين ، ورحلتموهم إلى الإقليم الجنوبي ، وانتهى بذلك دور سلطات القمع التي كانت أجهزة عبد الحميد السراج تمارسه على الشعب في الأقليم الشمالي ، والذي أودع السجن ، وانتهت جميع مظاهر الاحتلال المصري لسورية ، وانزاحت جزمة جمال عبد الناصر عن رقاب الشعب السوري ، فماذاحصل ..؟ ، صحيح أن الشعب العربي في الإقليم الشمالي أصيب بالذهول ، لم يصدّق في البداية ما يحدث ، ولم يكن مستعداً لمواجهة الإنفصاليين لأسباب تنظيمية تتعلق بقصور بنيان دولة الوحدة ، وليس بسبب بطولات الإنفصاليين ، لكن في الأحوال كلها واجه الشعب العربي في سورية الانفصال ، بالرفض ، منذ اللحظة الأولى ، ولم يجد الانفصاليون من يحتفي بهم ، على العكس من ذلك .. بدأ العصيان المدني : إضرابات مستمرة ، مظاهرات يومية ، مواحهات مع الإنفصاليين ، توتر دائم داخل المؤسسة العسكرية ، انقلابات ، وصراعات .. كان في الإقليم الشمالي جامعة واحدة في دمشق ، وفي كل مدينة ثانوية ، او عدة ثانويات ... كان التظاهر شبه يومي ، وكان الشعب يرفع الصوت في جميع ربوع ، وجبال ، وصحاري ، ووديان الإقليم الشمالي " بدنا الوحدة باكر باكر مع هالأسمر عبد الناصر " ألا يكفي ذلك كله جواباً حاسماً ، لايمكن نقضه ، على ما يدعيه سيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي هذه الأيام ..؟!

سابعاً : بعد الانفصال ، وليس قبله ، في ظل الانفصال ، وليس في ظل الوحدة ، ولدت في الإقليم الشمالي ، الحركة الناصرية ، باكورة الأحزاب ، والحركات الناصرية في الوطن العربي ، حركات ، وأحزاب ، وتجمعات تنادي بالوحدة ، والرد على الانفصال ، وترفع صور عبد الناصر تحدياً للانفصاليين ، فإذا كان الإقليم الشمالي ، وبعد الانفصال ، بات مهد الناصرية في الوطن العربي ، فإنه بذلك ، قد أثبت بما لايدع مجالاً للشك ، أن الانفصال لم يتم باسم الشعب العربي في سورية ، وإنما باسم أعدائه ، ويكون هذا الشعب قد حدّد موقفه من الانفصال ، والانفصاليين الذين نفذوا الانفصال ...

( 10 )

أيها الشباب العربي .......

إنني إذ أعتذر لكم عن مضمون هذا الحديث ، فإنني لاأجد من أتوجه إليه في هذه الأيام الحالكة ، سواكم ، لاتنشغلوا بما يدور بين آبائكم من مناكفات ، عن الحاضر الذي يجب أن تعيدوا بنائه ، أو عن المستقبل الذي يليق بكم ، وبإمتكم ، تمردوّا علينا ، غادروا خنادق الحقد التي حفرناها ، لاتنشغلوا بصراعات جيلنا ، فقد باتت من الماضي ، إعذرونا فنحن جيل عانى الويلات ، نحن جيل معطوب ، مقعد ، لاتلتفتوا إلينا ، إنهضوا أنتم ، قلعّوا شوككم بإيديكم ، لاتقتدوا بنا ، تمردوّا على مختلف الصعد ، أنتم لستم أمام معركة سياسية ، وحسب ، أنتم أمام معركة وجود ، ولهذا فأنتم الأولى بالحديث في هذا اليوم ، لإن هذا اليوم يومكم ، سرق منكم في غفلة من الزمن ، وعليكم أن تستعيدوا روحيته ، وجوهره ، فهذا اليوم ، هو يوم الوحدة ، يوم للذين صنعوا الوحدة ، وللذين يبحثون عن الطريق القويم إليها ، وليس يوماً للإنفصاليين ، ليس لأقوالهم ، وليس للرد عليهم ...وليس للذين فشلوا في إعادة بناء جمهورية عربية متحدةعصية على الانفصاليين ، لذلك فإن هذا اليوم هو للجيل العربي الجديد الذي يواجه الأسئلة الصعبة ، ولايتّهرب منها .....

أيها الشباب العربي ....

الوحدة العربية كانت حلماً مشروعاً ، وستبقى ، والجمهورية العربية المتحدة فرضها الشعب العربي في لحظة نهوض ، وشموخ ، والتجربة بالغة الثراء ، والدرس كان بليغاً ، الصفحة الأولى فيه تقول : أن مشروع الوحدة ، ليس بالبساطة ، واليسر الذي توهمناه ، نحن ، في حينه ، دونه عقبات ، وأهوال ، لكن عليكم أن تستدركوا كل الأخطاء التي حصلت ، وأن تسدوا بوعيكم ، وعملكم ، وتصميمكم ، كافة الثغرات ، وأن تتبينوا كيف تبدأون الخطوة الأولى ، وكيف تتمسكون بالبوصلة ، فلا تضلون الطريق مرة أخرى ..

أيها الشباب العربي ...

إن عمّكم جمال عبد الناصر كان أبناً باراً لأمته ، كان نموذجاً ، يجب أن يحتذى ، أن يقتدى به ، لا أن يصّنم ، بأي شكل من الأشكال ، وضع هدفاً منذ أن حاصره الصهاينة في فالوجة فلسطين ، وانطلق من فك الحصار هناك إلى فك الحصار عن الشعب العربي في مصر تحريراً ، ودفاعاً ، ومقاومة ، وبناء ، وبات رمزاً للمقاومة ، واستنهاض الأمة العربية ، فبات رمزاً لتحررها ، وتوّج ذلك بميلاد الجمهورية العربية المتحدة ، ومقاومة الانفصال ، بعد ذلك ، وحّول القاهرة إلى قاعدة لحركات التحرر ، ليس في الوطن العربي ، وحسب ، وإنما في مختلف أرجاء العالم ....

أيها الشباب العربي ....

لقد كان عمّكم جمال عبد الناصر نموذجاً للتمسك بالمبادئ ، والأهداف النبيلة ، كان عصّياً على الاحتواء من قوى الداخل العربي ، ومن خارجه ... في البداية حاول "الأخوان المسلمون" في مصر احتوائه ، وعندما استعصى عليهم حاولوا قتله .... كرر الشيوعيون المحاولة بعد ذلك ، وعندما فشلوا حاولوا احتواءه فكرياً ، وفشلوا أيضاً ... على الصعيد الدولي تعرّض للمحاولات ذاتها ، حاول قطبي الحرب الباردة ، بالتناوب ، إحتواء عمّكم جمال عبد الناصر ، دون جدوى ، الاتحاد السوفيتي حاول احتواءه ، وكررت الولايات المتحدة ذلك .. لكنه كان دائماً جمال عبد الناصر الوفيّ لأمته ، فاتهمه الأمريكان بالسفوته ، واتهمه السوفييت بالأمركة ، كان عمّكم جمال عبد الناصر منفتح على الإنسانية ، والتجارب الإنسانية ، لكنه لا يقبل التبعية ، يقاوم العدوان ، والاحتواء ، والهيمنة ، وعلى من يريد أن يتعامل معه ، عليه أن يحترم قضايا الأمة العربية .

أيها الشباب العربي .........

إن عمّكم جمال عبد الناصر دخل معركة الأمة ، من أجل الحرية ، ولم يغادر ساحة المعركة لحظة واحدة ، وبالتالي ، فإن الحكم عليه خارج مقتضيات ساحة المعركة ، هو حكم ظالم ، وفي غير مكانه ، لقد أصاب وأخطأ ، انتصر وانهزم ، تقدم وتراجع ، هادن وقاتل ، لكن على الطريق الذي ينشده لأمته ، لم يحد عنه بوصة واحدة ، ويصدق فيه قول أحد أجدادكم العظام " ليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن سعى إلى الباطل فأدركه " ، وعمّكم جمال عبد الناصر ، أيها الأبناء ، كان على طول الخط قاصداً الحق العربي ، أصابه أحياناً ، وأخطأه أحياناً أخرى ، لكنه لم يحد عنه أبداً ، بعكس أولئك الذين سعوا ، ويسعون إلى الباطل ، فأدركوه ، ويدركونه ، حتى الآن ... هذا هو جوهر الموضوع ، وما عدا ذلك مجرد تفاصيل .

أيها الشباب العربي ...........

ليكن هذا اليوم ، يوم ميلاد الجمهورية العربية المتحدة ، يوماً للإنطلاق إلى المستقبل المنشود ، وليس مجرد يوم للذكرى ، يريدونكم أن تبقوا غارقين في الماضي ، وفي التفاصيل ، وفي ما حدث ..لاتستكينوا ، ولوّ وجوهكم شطر المستقبل ، فساحة النضال ، والفعل ، والممارسة هي الحاضر ، الواقع المعاش ، كقاعدة للانطلاق إلى المستقبل المنشود ، غادروا ساحات داحس والغبراء ، وساحات صفين ، والجمل ، وكربلاء ....

أيها الشباب العربي .............

المسألة الآن ، كيف تتعاملون مع الواقع الراهن ؟ ، ومن أين تبدأون الإنطلاق باتجاه جمهورية عربية متحدة جديدة حدودها حدود الأمة بين المحيط والخليج ... تشمل أبناء الأمة جميعاً مواطنين أسوياء ، متساوين في الحقوق ، والواجبات ، يتمتعون بكامل الحقوق الأساسية ، وبالعدالة ، والمساواة ....

أيها الشباب العربي .............

كنت قد حزمت أمري أنني في هذا العام سأفرش لكم بساط الثلاثاء بالورود ، والرياحين ، وسأكتفي بعبارة واحدة تلون هذا البساط تقول :

"أيها الشباب العربي استنفروا كل طاقاتكم كي تكونوا بخير في الأعوام القادمة "

ثم سأغني لكم رغم حشرجة صوتي :

وحدة مايغلبها غلاب .....

أنا واقف فوق الأهرام وقدامي بساتين الشام ....

عرف الشعب طريقه وحّد الشعب بلاده ...........

يابلادي لاتنامي وادفعي الصف الأمامي ..........

وبعض الغناء بكاء................

دمشق : 22 شباط – فبراير - 2010

حبيب عيسى