الاثنين، 8 فبراير 2010

نقابة الصحافيين: انتخابات بالنيابة


مصطفى إبراهيم

8/2/2010

خيبت حركة "حماس" آمال أولئك الذين توقعوا ان تقوم الحركة بحملة من الإجراءات التعسفية بحق الصحافيين المحسوبين على حركة "فتح" حتى الآن، ومع ذلك اتهمت حركة حماس أنها عطلت انتخابات الصحافيين في قطاع غزة من خلال توجه بعض الصحافيين للمحكمة في غزة للطعن بالإجراءات السرية وغير القانونية التي قام بها مجلس النقابة السابق.
لكن الخيبة الكبرى والخطيئة التي ارتكبتها الجبهة الشعبية بحق الصحافيين والعملية الديموقراطية اكبر بكثير من خيبة أولئك الذين عززوا الانقسام تحت شعار الوحدة الوطنية الزائف، وكانت الصدمة وخيبة آمال عدد كبير من الصحافيين أكثر وقعاً في نفوسهم من الموقف غير المبرر من مشاركة الجبهة الشعبية في عملية التزوير والتزييف التي جرت تحت ما يسمى العملية الانتخابية في نقابة الصحافيين في رام الله.
في تبرير أحد المسؤولين في الجبهة الشعبية للمشاركة في قائمة الوحدة الوطنية لانتخابات مجلس نقابة الصحافيين قال: ان الجبهة وافقت على المشاركة بناء على اتفاق مع حركة فتح، وأنها حققت إنجازين، الأول: أن يكون المجلس المنتخب لمدة عام، وان تقام الانتخابات في العام القادم على قاعدة التمثيل النسبي، والثاني: أن تتم غربلة العضوية من خلال لجنة مهنيةّ!
تبرير المسؤول لم يقنع حتى أولئك المبتدئين في العمل السياسي والنقابي، وان تجربة إصلاح منظمة التحرير التي تنادي بها الجبهة وفصائل اليسار منذ عدة سنوات لم تتم ولن تتم، فما بالك بنقابة الصحافيين التي سعت بعض الأطراف في حركة فتح لإجراء الانتخابات فيها بأي ثمن، وأرادت من الجبهة الشعبية أن تشكل الغطاء لعملية التزوير والانتخاب بالنيابة.
كيف سمحت الجبهة الشعبية وفصائل اليسار لأنفسهم المشاركة في تعزيز الفساد، وعدم تفعيل قيم الديموقراطية و مبدأ المحاسبة والمساءلة؟ ألم يقوم أحد المحسوبين عليها وآخرين في مجلس النقابة السابق بالتوجه بشكوى إلى النائب العام للتحقيق في قضايا فساد ضد نقيب الصحافيين السابق؟ وكيف تسمح الجبهة الشعبية لنفسها في التستر على قضايا الفساد والتزوير والتدليس، وحرمان الصحافيين في قطاع غزة من حقهم في المشاركة في العملية الانتخابية بحرية ونزاهة؟
أين هو الشعار الذي رفعته الجبهة الشعبية للتصدي للاعتداء على الحريات العامة وحقوق الإنسان و الديموقراطية؟ ولماذا شاركت في الصمت عن فضح الفساد وتعريته؟
 صدمة وخيبة لدى الصحافيين الذين ظنوا ان الجبهة سوف تستمر في الوقوف إلى جانبهم  ومساندتهم في معركتهم السلمية والنضال من أجل بناء نقابة صحافيين مهنية عن طريق إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
أحد الصحافيين الذين راهنوا على موقف الجبهة في الاستمرار في التصدي لمحاولة خطف النقابة، وكان يكرر مقولة احد القياديين في الجبهة، " لن نشارك في عملية تزوير الانتخابات من أجل الحصول على قطعة من الكعكة الفاسدة، وسنناضل من أجل تثبيت مبدأ التمثيل النسبي، ولن نكون جزء من تعزيز الانقسام".
الصحافي المصدوم من موقف الجبهة قال: "مشاركة الجبهة في اتفاق رام الله حول نقابة الصحافيين تراجع وطعنة في الظهر، وليست هذه الجبهة التي عرفناها وكانت مثالا للطهر والنقاء الثوري، والتمسك بالمبادئ مهما كلف الثمن".
ما جرى من عملية سطو على نقابة الصحافيين وتزوير إرادتهم، وما يسمى بعملية الانتخابات التي تمت بالنيابة في رام الله ولم يشارك بها صحافيو غزة، هي عملية غير قانونية وغير أخلاقية، وتعتبر مشاركة الجبهة وفصائل اليسار في عملية السطو واختطاف لنقابة الصحافيين، و إهانة لكل الصحافيين الذين نادوا وما يزالوا بنقابة صحافيين مهنية، وتعزيز للانقسام ومبدأ المحاصصة والكوتا وتغيب لمبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان.
وما الشعار الذي رفعته الجبهة الشعبية على إثر الانقسام وخلال الحشد الجماهيري الكبير الذي شارك الجبهة في انطلاقتها الأخيرة في مدينة، ما هو إلا شعار مزيف وتعزيز للانقسام والمشاركة في إقصاء الآخرين، وتغييب مبدأ المساءلة والمحاسبة.
ولا يزال هناك متسع من الوقت لان تقوم الجبهة الشعبية بالتراجع عن موقفها في المشاركة في اختطاف النقابة، والانتصار لغزة والصحافيين وقيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان وشعاراتها ومبادئها الوطنية الثابتة، وان تكون سباقة في تسجيل موقف وطني ديمقراطي كما سجله الراحل الحكيم الدكتور جورج حبش عندما رفض ترشيح نفسه لانتخابه أمينا عاما للجبهة!
ملاحظة/ أحد أعضاء مجلس نقابة الصحافيين الجدد والذي ما يزال يتعلم أبجديات اللغة العربية، والمعين على قائمة حركة فتح لمجلس النقابة، سأل أحد أصدقاؤه "ماذا تعني نقابة صحافيين؟ وأضاف ان احد الصحافيين من أعضاء حركة فتح أبلغه أنه فاز بالانتخابات وقال له" يلا يا عم هينا فوزناك في نقابة الصحافيين"!!!

أنباء مؤكدة عن : تنفيذ أحكام الإعدام الوشيكة بحق 39 مواطن أحوازي


 جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية والسياسية مدعوة للعمل
على منع وقوع الجريمة القديمة / الجديدة
والحدِّ من تكرارها
وكالة المحمّرة للأنباء (مونا) ـ العاصمة الأحواز

حملت أخبار الوطن الأحوازي المحتل أنباء يشير مضمونها إلى درجة الرعب والعصبية التي تنتاب السلطات السياسية الرسمية والأمنية القمعية من حركة الرفض العامة لأبناء شعبنا العربي الأحوازي،وليس أدل على ذلك الرعب وتلك العصبية المنفلتة من عقال أية خطوات قانونية ومحاذير سياسية ما جاء على لسان المجرم فرهادي راد،وهو ما يُسمى بنائب المدعي العام لمحافظة الأحواز،بأنهم سيقدمون على تنفيذ جريمة الإعدام بحق 39 مواطنا أحوازياً، وفقاً لما نشرته صحيفة نور خوزستان الفارسية التي تصدر في مدينة الاحواز العاصمة باللغة الفارسية  .
لقد جاء تصريحه ذاك والمنوه عنه أعلاه في أعقاب زيارة رئيس السلطة السياسية المجرم أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران المحتلة للأرض الأحوازية،وذلك قبل حوالي الأسبوعين التي دنست فيه أيديه الوالغة بالدم الأحوازي ودم أبناء القوميات التي تخضع للإرهاب الفارسي الصفوي المجرم والكريه، دنست المدينة الأحواز العاصمة...دنست المدينة الأحواز العاصمة يوم الأربعاء المؤرخ 14/01/2010.
ومن المعلوم فإنَّ تلك الزيارة للقطر قد تأجلت لاكثر من أربع مرات بسبب مخاوف السلطة الرسمية من عمليات محتملة تتسم بالمباغتة قد تقوم فيها قوى لمقاومة الوطنية الأحوازية باِستهدافه، وحتى بعد وصوله الى مدينة الأحواز، لم يستطع الرئيس الإيراني التي يدّعِي على أنه حاز على أكثر الأصوات الإنتخابية وتحرسه القوى الغيبية أو غير الغيبية . . . لم يستطع التجوال في المدينة بالطريقة "المعتادة" التي يتجول بها في بقية المدن والمحافظات الفارسية أو غير الفارسية كالأذرية أو الكردية، على سبيل المثال ، إذ أنَّ قوى المقاومة الوطنية الأحوازية كانت قد لقنته درساً جهادياً في العام 2006، اي بعد عام من استلامه السلطة في طهران، وكانت الصحف ووسائل الإعلام الايرانية قد صرحت عن انه: اي احمدي نجاد سيزور الأحواز الاسبوع القادم أي بتاريخ 25/1/2006 وفي يوم الاربعاء على وجه التحديد، قامت كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر باستهداف مقرين مهمّين قبل يوم من ذلك الإعلان عن نيته بزيارة الأحواز، الأمر الذي جعلته أو فرضت عليه تأجيل زيارة القطر تماماً، لذا كانت الزيارات المتعاقبة لقطرنا الأحوازي التي تمت فيما بعد كان يقدم عليها بشكل سري وخفي ومباغت ويقيم فيها بشكل سريع ...
اما في هذه المرة التي شكلت فيها "زيارته" لوطننا الأحواز المحتل فقد أجلـّها لاربع مرات متتالية منذ أواسط شهر يناير من العام الحالي: 2010، إذ قـدِم إليها خلسة ولم يتمكن من الظهور امام جماهير شعبنا بشكل علني ، إضافة إلى أنَّ الأجهزة الأمنية وقوات القمع من حرس وبسيج كانت تتوزع بالآلاف في مدينة الأحواز مدججة بالسلاح والعتاد والكاميرات تراقب الشاردة والواردة ، في دلالة واضحة على تطير ورعب النظام من المفاجاءات غير المحسوبة والحذر من الأفعال التي قد يجترحها أبناء شعبنا، ومع ذلك ،وفي ظل كل تلك الأعمال القمعية فقد تم إعتقال اكثر من 100 شخصاً أحوازيا بهدف بث الرعب في نفوس المواطنين وايصال رسائل إرهابية وواضحة للمجاهدين من قوى المقاومة الوطنية الأحوازية التي كانت تتحين الفرص لإصطياده ...
إنَّ كل تلك الظروف الأمنية قد جعلت الرئيس والمحيطين به يعيد الحسابات ويطلب من المسؤولين الأمنيين في القطر لاعداد العدة بغية تصفية بعض الأسرى والمناضلين والمواطنين المعتقلين في سجون الاِحتلال الفارسي...وما تصريحات ما يسمى بنائب المدعي العام للمحافظة فرهادي راد نائب بعد عودة رئيسه احمدي نجاد الى طهران سوى مؤشر على التخبط الذي يأخذ برقاب المسؤولين السياسيين والأمنيين على حدٍ سواء، وكالعادة فإن الاتهامات الموجهة لهؤلاء المواطنين الأحوازيين الـ 39 هي تهم تهريب الإحتفاظ بالاسلحة وحيازتها بالإضافة الى تهمة الاتجار بالمخدرات والإلتزام بالرؤى الوهابية ومحاربة الإمام المهدي والإفساد في الأرض وهي تهم تعجز محاكم التفتيش عن الضمائر والقناعات السياسية عن الإتيان بها وتزوير البهتان عنها .. لعل ذات التهم المزورة قد جرى فيها والإعتماد عليها لتنفيذ عمليات الإعدام بحق ثلة من المناضلين الأحوازيين سابقا،وما تزال التهم ذاتها تكرر رغم فضائحيتها وكشفها من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، التي يتم عبرها تصفية مواطنينا جسدياً والحكم على مناضلينا بها ...
لقد أوضح هذا "النائب" بأن المدة التي سيتم تنفيذ هذا الحكم الجائر والمجرم بحقهم سيكون خلال الشهرين القادمين، الأمر الذي يفرض على كل المهتمين بشؤون حقوق الإنسان والمنظمات العربية والدولية والإنسانية لرفع صوتها : صوت الحق والضمير، إحتجاجاً على هذه الجريمة المتوقعة والعمل على منعها، علماً بأن هذا "النائب" قد ذكر على ضوء المعلومات التي جرى فبركتها، بأن هؤلاء المواطنين هم من سكنة المناطق الأحوازية التالية : حي مشعلي ـ حي رمضان ـ حي سيد خلف ـ حي الزوية ـ كاوميش آباد ـ حي الزركان ـ وحي محلاتي .
مثلما قد اشار الى أنَّ تلك أحكام الإعدام التي غابت عنها أية هيئات حقوقية محلية أو دولية قد جرى تثبتها بحقهم، من جهة، وتم رفض حق الإستئناف على تلك الأحكام، من جهة أخرى، الأمر الذي سيجعل من أمر تنفيذ هذه الأحكام أمراً إعتيادياً وستكون جاهزة من أجل تنفيذها من دون أي وازع أو رقيب، وذلك في غضون الشهرين القادمين، اي تصفية تلك الثلة البريئة من المواطنين الأحوازيين .
9 – 2 – 2010


أنصار القذافي في لبنان


بيـــــــان
عقد المجلس السياسي لأنصار القذافي في لبنان اجتماعه الدوري في مقره في بيروت الإثنين تاريخ  8 / 2 / 2010 حيث تم التداول في الشؤون المحلية ولا سيما مشاركة لبنان  في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في الجماهيرية الليبية  وايضا ما يتعرض له لبنان من تهديدات  من العدو الإسرائيلي , وأكد المجتمعون على ما يلي :
إن ليبيا الثورة و ليبيا عمر المختار  لا تحتاج ولن تحتاج أبدا الى براءة ذمة من أحد , فتاريخها النضالي ضد الإستعمار  وتاريخها الحديث المشرق و المشرف أكبر من كل الكلمات  ولا سيما لما قدمته من حضن دافىء لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن دعم للقوى الوطنية على الساحة اللبنانية ومساهمتها الأساس في انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية .
أما مواقف ليبيا حيال دعم و تسليح دول الطوق ضد العدوالإسرائيلي الغاصب مشهودا له  والتاريخ طويل في هذا المجال وما قدمته و تقدمه في سبيل الحرب  الإعلامي  و التعبوي ضد المصالح الأميركية والإمبريالية و الصهيونية .
لذلك نطلب من إخواننا في الوطن أن نفتش و نعمل جميعا على النقاط الجامعة وخاصة في هذا الوقت بالذات و نتنبه أكثر للخطر المحدق والآتي على لبناننا من قبل العدو الإسرائيلي عدو الشعب و الدين  , و ندعو الحكومتين الليبية واللبنانية بالعمل على إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين للمحافظة على مصالح الشعبين الشقيقين.
اخيرا نؤكد على دور ليبيا العربي و الوحدوي  والقومي مطالبين الحكومة اللبنانية المشاركة في القمة العربية القادمة التي ستعقد في الجماهيرية الليبية خاصة وان لبنان من الدول المؤسسة للجامعة العربية و هو بحاجة لمساعدة كل القوى العربية الشقيقة للصمود في وجه اعتى قوة عسكرية في المنطقة.
                                               بيروت 08 / 02 /2010

      أنصار القذافي في لبنان

محمود عباس يصر على اهانة الشعب الفلسطيني .


قيمة الرؤساء والملوك من قيمة شعوبهم ، ولكن الوضع يختلف مع محمود عباس ،الشعب الفلسطيني العملاق والتي روت دماء شهدائه الارض الفلسطينية حبا ووفا للارض والتاريخ والاجداد ، لا يمكن ان يكون هذا من نسيج هذا الشعب وتضحياته
 ها هو محمود عباس لايكل ولا يمل في اهانة الشعب الفلسطيني وفي كل مكان تطأ فيها قدماه
انه ينقل صورة الذل والمهانة والاستجداء لرؤساء وملوك العالم وبعكس حقيقة هذا الشعب الذي تغلب على كل محاولات التذويب والانصهار التي مارستها الدول المعادية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اسرائيل وامريكا واوروبا
ومنذ متى السيد محمود عباس حريص على الشعب الفلسطيني وابناءه ، هذا الشعب المنتشر في اصقاع الارض بدون رعاية ولا تمثيل ، وان كانت منظمة التحرير وممثلياتها موجودة كعنوان  فهي لاتخدم الا السماسرة والتجار سواء تجار الدم او المال وكلاهما يمثلان زعامة منظمة التخرير المخطوفة من بعد الطاهر الطهور احمد الشقيري
اخر صرعات محمود عباس ( ان الشعب الفلسطيني لايقاوم) الم يستحي هذا الرجل وفقد ماء الحياة ، ولكن من باع نفسه لايهمه تلك المعايير
نقول لمحمود عباس ومن تحدث لهم ان وجود الشعب الفلسطيني وفي أي مكان هو حالة مقاومة تتطور كلما اقترب هذا الشعب من ارضه او على ارضه
ونسال السيد المريض عباس اذا لم توجد مقاومة ، لماذا تلاحقون انت واسيادك من ليفني لاولمرت لباراك ونتنياهو رجالات المقاومة في الضفة ؟ وماذا تفسر اغتيال محمود المبحوح مؤخرا في الامارات ؟ ولماذا اجتاحت اسرائيل بعض مدن الضفة اليوم واعتقلت 24 فلسطينيا؟؟؟

يقول عباس لا احد في فلسطين يقاوم....؟؟؟ّّّّّ!!! هل اخبر الشعب الفلسطيني عباس باعلان استسلامه للبرنامج الفياضي وبرنامج التيار المتصهين في فتح

هل يعي محمود عباس بخطورة التفوه بهذه الكلمات بالكلمات  التي لامكان لها امام عزم وارادة هذا الشعب الصابر المضحي ، يعني ذلك ان الشعب الفلسطيني قد تنازل طوعا عن حقوقه وعن ارضه وعن دماء شهداءه التي ذهبت ارواحهم الى خالقها على مدار الصراع
يقول السيد المريض (الفلسطينيين جرّبوا الكفاح المسلح في الضفة الغربية وغزة، والانتفاضة دمّرت حياتنا بالكامل) ونرد عليه ماذا لدى الشعب الفلسطيني ان يخسره؟؟؟؟ ومن الذي دمرت حياته ؟؟؟ هل دمرت نشاطات وشركات ياسر عباس ابنكم المصون  التي لم تتاثر لا بانتفاضة ولا غيره او ارصدة رجال مركزيتكم ونذكر هنا بالامس القريب عندما استهنتم بدماء اطفال غزة ونسائها واعطيتم اوامركم بتاجيل تقرير غولدستون مقابل شركة النقالات التي يستثمرها ولدكم المصون

وهنا اريد ان اوضح لماذا عباس ضد الانتفاضة وضد الكفاح المسلح؟

اولا: لان عباس اجبن من ان يقود انتفاضة

ثانيا: ولان العملاء لا يمكن ان يتمتعوا بعرق من الوطنية

ثالثا: الذي يقود الرجال والفرسان لابد ان يكون فارس....

رابعا: في حال الانتفاضة والكفاح المسلح لاوجود للعملاء والمتصهينيين في قيادة

هذا الشعب وبذلك ستختفي كل الاحصنة الخشبية التي تمولها اسرائيل وعواصم اقليمية

السيد عباس الذي يساهم في حصار غزة معلنا بان الجدار لايحاصر غزة؟؟؟؟  كلام لا يخرج الا من الذين انضموا لسلطان عكا

اما انه يوافق على الكفاح المسلح اذا وافق العرب!

نسأل السيد عباس: هل استاذنت فتح في عام 1965 من الانظمة العربية؟؟؟
ولماذا قامت فتح؟؟ اليس من اهم العوامل هو التخلص من متاجرة الانظمة بالقضية التي تحاول اليوم ان تضع الشعب الفلسطيني فيها بين فكي الرحا اسرائيل وبعض  الانظمة المتصهينة

عباس يهين الشعب الفلسطيني وما زال مصرا على ارسال رسائل الطمأ نة
 بانه قادر على لجم هذا الشعب، واليوم يوافق على المفاوضات الغير مباشرة التي لم تنقطع اصلا بلجانها الامنية ولجنة الحدود
ونقول في النهاية ماذا بعد يا عباس؟؟؟!!!

سميح خلف

التطبيع لتطويع الوعي


لا أتذكّر متى آخر عهد لي بقراءة أو سماع مصطلح "مناهضة التطبيع" حتى وقعت عيني على مقال بعنوان: "الخشية من جمود مناهضة التطبيع"، استفزّني .. فقلت في نفسي: أمازال هناك ما يسمى بمناهضة التطبيع لكي نخشى من جموده؟ فإنّ ما نشهده من تطوّر في العلاقات الرسمية بين الكيان الصهيوني الغاصب والأنظمة العربية اخترق سقف كل أنواع التطبيع، فتنوّع بين التجاري والدبلوماسي والسياسي والأمني والإعلامي والتكنولوجي والثقافي حتى اقترب في بعض مفاصله من التحالف والتنسيق والتعاون المشترك (العلني أو السرّي)، وأخشى أن يأتي اليوم الذي نُمنع من تسمية إسرائيل بالعدو، ونضطر لاستخدام الغمز واللمز لذكر جرائمها والتنديد بها، أو أنّ أنظمتنا العربية الحكيمة اعتمدت سياسة "دع الكلاب تنبح وقافلة (التطبيع) تسير".

سواء اعتمدت تلك السياسة أم لا، فمترو التطبيع (السريع) قد انطلق منذ أمد بعيد بينما حركة "مناهضة التطبيع" في سبات عميق منذ أربعة عقود وأكثر بحسب بعض العاملين في هذا الحقل الذين يبدو أنهم قرّروا الخروج من بياتهم الطويل ولا أدري أيّ الآليات والأدوات سيستخدمون ليلحقوا بركب المطبّعين الذي تغلغل في كل المجالات وله أنصار من كل الشرائح؛ مثقّفين، فنّانين، نُخب، رجال دين، شباب، شيوخ، منظّمات حقوقية، ومنظمات مجتمع مدني، هذا عدا عن انبطاح الدول والحكومات واستماتتها لتحقيق (السلام) الموعود، فأخطبوط التطبيع أمسك بخناق الأمة ابتداء من استهداف أبناء فلسطين المحتلّة بتوفير فرص للعمل أو مشاريع ومحلاّت تجارية صغيرة مموّلة من مؤسسات تطبيعية تديرها أيدٍ خفية لبعض الشباب أو صغار التجّار وانتهاء بتوظيف فضائيات عربية وإسلامية لخدمة العدو وخططه.

الفرق بين عمل المطبّعين ومناهضي التطبيع كالفرق بين الشيطان في سعيه الدؤوب لإضلال الناس، وبين النسّاك المتعبّدين الذين يطلبون السلامة لأنفسهم من احتناك الشيطان لهم بالاكتفاء بأداء واجباتهم الشعائرية فقط، فالمطبّعون يعملون مخلصين لقضيّتهم باستخدام أحدث الأساليب وأطورها وأكثرها تأثيراً في أهم شريحة في المجتمع (الشباب)، ومناهضو التطبيع يلوكون الكلام في اجتماعات تضمّ مجموعة من كبار السنّ المؤدلجين لينظّروا لمناهضة التطبيع ويعيدوا تعريف معنى التطبيع وأنواعه وأضراره وطرق مناهضته رغم أنّ آثار التطبيع انعكست على كل ما حولهم، ولا يبعد أن يكون بعض المجتمعين معهم من (المطبّعين الجدد)، ليخرجوا بشعور أفضل ممّا دخلوا به لأنهم أرضوا ضمائرهم بأنهم سعوا لبعث الحياة في "مناهضة التطبيع".

منظمة "بذور السلام" أحد أخطر وأنشط المنظمات التطبيعية التي تستهدف فئة الشباب بإقامة معسكرات طلاّبية تجمع بين الشباب الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم من بلدان العالم العربي كالأردن ومصر، مع العلم أنّ الوفد الإسرائيلي يتم اختيار المشاركين فيه بدقة متناهية وبعد المرور بأربع مراحل تصفية للتأكد من إلمامهم بتاريخ الكيان الغاصب وحروبه ومعاهداته، وإيمانهم بمظلوميته، والكوارث التي ألمّت به كالهولوكوست ليكونوا محصّنين ضدّ أيّ ثقافة مناهضة ولكي يؤثّروا على نظرائهم العرب ويثبتوا حقهم في هذه الأرض ليعود الشباب العربي كرسول لثقافة التطبيع والتدجين ومحو الذاكرة والانسلاخ من الهوية، وتعقد لهم عدّة دورات سنوياً يطبّقون فيها مبادئ العيش المشترك، وقبول الآخر لإقناعهم (عملياً) بفكرة السلام المزيّف وإن كان مع العدو المحتل الذي شرّد أهله وقتّل آباءه، ويُعطى كل مشارك في هذه المعسكرات لقب (بذرة seed) ليوحى لهم بأنهم هم (بذور) السلام العالمي، كما تصدر المنظمة مجلة تدعى "غصن الزيتون" – لاحظ دلالة التسمية وإيحاءاتها على نفسية المساهمين فيها - وقد نجحت هذه المنظمة بالفعل في أهدافها وفتحت لها مكاتب في القاهرة وعمّان إلى جانب طبعاً حيفا ورام الله وتل أبيب، وقد وصلت بذورهم إلينا وبُثّت أفكارهم بين شبابنا لو فتّشنا فيها لما خفيت عنّا.

جمعيات مناهضة التطبيع منتشرة في أكثر الدول العربية ولكن لا نسمع لها حسيساً سوى بيان هنا أو تنديد هناك – وقد كنّا نعيب على الحكومات اقتصارها على التنديد - أو عقد مؤتمرات لرفع العتب، فأكثر الظنّ أنها تطبّعت مع التطبيع عوضاً عن مناهضته، فلم يعد شيئاً من فنون التطبيع وقضاياه تستثيرها مع أنني سمعت يوماً من أحد كبار قياداتهم في بداية عهد الانفتاح هنا أنهم سيحاربون التطبيع في كل بيت وزقاق، ويتصدّون له في كل فكر وسلوك، ولكن انشغل الجميع في قضاياهم المحلية، فمنا من يركض بحثاً عن لقمة العيش، ومنّا من تبلّدت مشاعره لقلة وعي وضياع هوية.

ولن نستعيد وعينا ولا هويّتنا بمناهضة التطبيع التي نختلف حتى على تعريفه، بل بمناهضة عمليات التخدير والتنويم الإيحائي وغسيل المخ الذي يمارس علينا في تربيتنا، وإعلامنا، ومناهجنا التعليمية، وثقافتنا وتاريخنا، ومناهضة (التطبع) بأطباع العدو وطريقة تفكيره، فالتطبيع اليوم اتّسعت مظلّته ليشمل كل مناحي الحياة من طريقة الاستهلاك ونمط التفكير واستيراد المفاهيم الفاسدة وتطبيقها، ولم يعد يقتصر على فتح سفارة أو بناء علاقة أو شراء بضاعة أو تبادل خبرات وثقافات أو تعاون إعلامي وفني، هو كل هذا وأكثر، ليصبح التطبيع عبث بالوعي لتطويعه ليقبل (طوعاً) كل ما كان يرفض قبوله (كرهاً).


اعتقالات بتارودانت


على إثر المسيرة التي كانت مقررة اليوم 2010/02/07 بتارودانت تضامنا مع المضربين عن الطعام من فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب تدخلت قوات القمع بكثافة لقمع المسيرة ومطاردة المعطلات والمعطلين والمتضامنين والمتضامنات وأيضا المواطنات والمواطنين. وقد أسفر التدخل الوحشي لقوات القمع على اعتقال العديد من المحتجين والمحتجات، وهذه لائحة أولية بأسماء المعتقلين والمعتقلات:
-         علي الدحماني (رئيس فرع الجمعية بتارودانت)
-         خالد بورقية (عضو اللجنة الوطنية للإعلام والتواصل)
-         عبد الخالق الداودي
-         محمد أيت مسعود (عضو فرع الجمعية بتارودانت)
-         هشام (الاتحاد المغربي للشغل بتارودانت)
-         عائشة (مواطنة)
-         الذهبي لوشاشحا
-         فاطمة (زوجة أحد المضربين)
-         محمد النبو
-         الصادقي
-         أمال الحسين

الموساد و الجدار ورجال الأعمال


الكاتب الإعلامي
أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله
الناصرة

قدمت حكومة الرئيس مبارك أسبابها ودوافعها  الداعية لبناء الجدار الفولاذي مع غزة علما أن مصر هي التي أضاعت غزة وخسرتها عام 1967 وعليها تبعية تاريخية وواجب أخلاقي وقومي وديني وإنساني  اتجاهها على وجه الخصوص إضافة للمبررات إلي قدمتها حكومة مبارك وزمرته وأبواق دعايته كانت سبة على الفلسطينيين واتهامهم بالتهريب والإرهاب والفساد وتجارة المخدرات  وإثارة الشغب لكن الادعاءات الكاذبة والضرائب الكلامية لم تقنع حتى الأطفال , ناهيك عن الساسة والمفكرين والعقلاء الذين يعلمون حقا وصدقا أنها مؤامرة جديدة على هذا الشعب الأبي  .
ولكنه القدر في تصريفه إذ  أن الأمور سرعان ما بدأت تتكشف وكما قيل رب رمية من غير رام .
 الموساد في ميدان المعارك
 لا يزال جهاز الاستخبارات  الإسرائيلي "الموساد" يرسل عيونه ويمد اذرعه في كل مكان من دول العالم حتى الصديقة منها قبل العدو,  ينفق الأموال بسخاء على من يقدم له الخدمات من تجسس ومعلومات استخباراتية أو تنفيذ أعمال من شانها تقدم خدمات  لهذا الموساد في عقر دار الأعداء أو كما يسميها الموساد بلاد الأهداف .
وللموساد أساليب عدة في اصطياد العملاء منها المال والنساء والتجارة والمناصب والإعلام والدبلوماسية واشكالا وألوانا من المصائد تفصل على مقياس الشخص الذي وقع علية الاختيار .
ولا زلنا نسمع ونرى في  كل يوم عن فضائح وأعمال ومهمات ومشاريع وصفقات كان الموساد يقف من ورائها يدبر ويخطط ويمون, كل ذلك في سبيل أن تبقى إسرائيل سيدة الموقف والمتحكم بزمام الأمور , وعندما فشلت إسرائيل عسكريا وسياسيا وإعلاميا في حربها الأخيرة على غزة ومن قبلها لبنان وانكشاف شبكات التجسس فيها , كان على الموساد أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد خصوصا وان إسرائيل كما يصرح قادتها يعدون العدة لحرب جديدة على لبنان وغزة وقد حصلت على أسلحة جديدة متطورة من الأمريكيين لهذا الغرض وفي الوقت ذاته تهدد أمريكا بحرب ضروس على إيران وبرنامجها النووي  .
 أصل الحكاية
 استشاط الوزير فاروق حسني غضبا عندما قدم احمد عز مشروع قانون لمجلس الشعب , حيث أن مشروع القانون يجيز تداول وتجارة الآثار داخل مصر الأمر الذي يعرض هذا المخزون الحضاري للسرقة والتهريب خارج مصر وعندها أعلن الوزير موقفه الرافض لهذا المشروع مهددا بالاستقالة ومهاجما احمد عز وثروته وعلاقاته .   
المهندس احمد عز (1959) : هو أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات في الحزب الحاكم وعضو مجلس الشعب وهو رئيس مجموعات شركات العز الصناعية التي تضم : شركة العز الدخيلة للصلب بالإسكندرية وشركة العز لصناعة حديد التسليح بمدينة السادات والعز لمسطحات الصلب في السويس ومصنع البركة في العاشر من رمضان وشركة سيراميك الجوهرة وشركة العز للتجارة الخارجية.
وتعد شركته اكبر منتج للحديد في العالم العربي وتقدر ثروته ب 10 مليارات دولار أمريكي  جمعها في 10 سنوات وكذلك وصوله لاماكن قيادية وسياسية بشكل سريع ودون تدرج مما أثار  حوله ألاف علامات الاستفهام في ظل عدم إجابته على التساؤلات والشكوك المثارة حوله ولا تسأله الدولة من أين لك هذا .
ويذكر الوزير فاروق حسني حسب ما نقلته وسائل الإعلام المختلفة على لسانه وجود علاقة صداقة بينه وبين السفارة الإسرائيلية في القاهرة وهذا الأمر يمكن أن يفسر موضوع الغناء السريع والوصول السياسي والإعلامي للمهندس احمد عز , إذا ما عرفنا أن الموساد يقوم في الكثير من الأحيان , إنشاء شركات وصفقات تجارية تمكن عميلها من العمل بحرية اكبر ونطاق أوسع وتفتح أمامه الأفاق والأبواب خصوصا إن الأعمال والأموال توأم السياسة ورجالها وهنا كانت الضربة الكبيرة للمهندس احمد عز الذي أصبح من المقربين للرئيس حسني مبارك من خلال صداقته لابنه جمال وتمويله الكامل لحملة الرئيس مبارك الانتخابية عام 2005 الأمر الذي أعطاه هذا البريق والتأثير على الرئيس وابنه فجاءت  ساعة الحسم  في اليوم الذي  دخل احمد عز على الرئيس مبارك وبيده خرائط لمنشات هندسية ببناء جدار فولاذي على حدود مصر مع غزة .
وهنا جاء تقاطع المصالح فاحمد عز يريد بناء الجدار لكي يبيع الحديد ويرفع أسعاره في مصر ويرضى عنه أسياده ويمدوه بالأموال والتسهيلات والصفقات وبمهام جديدة أخرى خصوصا  وأن العالم العربي تحديدا أصبح مرتعا وحمى مستباح للموساد .
 ويريد الإسرائيليون تضييق الخناق على غزة استعدادا للحرب القادمة وطرد حماس وفصائل المقاومة منها وتسليمها لمحمود عباس إضافة لنيتهم استعمال قنابل  ارتجاجية  جديدة - أمريكية الصنع - تصيب بالضرر ارض غزة وشعبها في حين ي يحمي الجدار الجانب المصري وتحمي معه  الرئيس مبارك من انتقادات الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي والعالمي ,  كذلك يريد نظام مبارك التخلص من حماس والقضاء على المد المقاوم بكل إشكاله وإضعافه محليا وعالميا وإعادة محمود عباس وزمرته وإرضاء السادة الأمريكان والإسرائيليين ومن سار في فلكهم وليتسنى له .
ولم كانت مصر مبارك ترحب بالمستثمرين ورجال الأعمال فقد وجد الموساد مبتغاه حاضرا جاهزا دون جهد أو عناء علما أن  مصر تستطيع  أن تستثمر في غزة وتربح الأموال الطائلة من خلال عملية اعمارها وأسواقها الاستهلاكية الضخمة  ولكن أبجديات الرئيس مبارك وابنه جمال وزمرة المنتفعين من حوله تقتضي غير ذلك .
 عائدون يا ثرى الأنبياء

المفاعلات النووية الإيرانية والتحركات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي ... الى أين؟!!!


دجلة وحيد
شهدت منطقة الخليج العربي في الأونة الأخيرة نشاطات سياسية متشابكة وتحركات عسكرية وإعلامية أمريكية لم يسبق لها مثيل منذ أن أحتل العراق حيث أعلن عن أن الولايات المتحدة تعجل بنصب أنظمة دفاع صاروخية في أربعة دول عربية خليجية (قطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة) وتعمل على تعزيز قواتها البحرية الضاربة في مياه الخليج، وقد قامت حديثا أيضا بعمليات عسكرية داخل اليمن ضد تنظيم القاعدة، واعلنت عن إستعداد وزارة دفاعها إرسال قوات خاصة الى اليمن لتدريب قوات الأمن اليمنية لمكافحة ما يسمى بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هذا إضافة الى أنها ستزيد من معوناتها المالية الى الحكومة اليمنية. في خضم هذا التصعيد، هاجم علي لاريجاني (الرئيس الحالي للبرلمان الإيراني) الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي عقد في الكويت مؤخرا وذكر أنها تسعى لبث الرعب في دول الخليج العربي بسبب تصاعد النفوذ السياسي والقوة العسكرية الإيرانية في المنطقة، وحذر بصورة غير مباشرة دول الخليج العربية التي تمتلك قواعد عسكرية أمريكية في أراضيها من مغبة السماح لإستعمال تلك القواعد لضرب إيران، وفي نفس الوقت ذكر أن إيران لا تود إلحاق الأذى بدول مجلس التعاون الخليجي. كل هذه التحركات والإنفعالات المضادة سببها وحسب الإعلام المنشور هي الأنشطة والطموحات الإيرانية للحصول على السلاح النووي وزعزعة الإستقرار في منطقة الخليج العربي وتهديد السيل المتواصل من وسائل الطاقة البيترولية من منطقة الخليج عبر مضيق هرمز، إضافة وكما يقال الى حماية مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة.
 
ما هي الغاية الحقيقية من هذه التحركات والأنشطة العسكرية الأمريكية وما هي أهدافها؟!!!
وهل صحيح أنها عملية تحضيرية لضرب إيران عسكريا وتقليم أظافرها بسبب عنجهيتها وإصرارها على الإستمرار في تخصيب اليورانيوم والذي في النهاية قد يؤدي الى إمتلاك إيران القنبلة الذرية التي ستساعدها أن تصبح قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم خلال العقد والنصف القادمين - كما صرح به أحمدي نجاد رئيس دولة ملالي قم وطهران في خطابه أمام البرلمان الإيراني في 11  يناير/كانون ثاني 2010 - وتزعزع الإستقرار في منطقة الخليج وتهدد الإمدادات البترولية الى دول العالم وخصوصا الدول الصناعية الكبرى؟!!!
أم أنها حماية للكيان الصهيوني الذي أخذ يهدد دعائيا إيران بضربة إستباقية؟!!!  
 
هل ستضرب إيران حقا؟!!! أم أن هذه النشاطات لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان وسحابة مطر صيفية تبغي الى التمهيد الى هيمنة عسكرية وإقتصادية أمريكو- صهيونية كاملة على المشرق العربي كواقع حال يجب الإعتراف به؟!!!
 
قبل الإجابة على هذه الأسئلة نود وبإختصار التحدث عن تاريخ ومشاكل النشاط النووي الإيراني وكما يلي:
 
يرجع تاريخ الدعم الغربي لأول نشاط نووي إيراني الى عام 1958  حينما تعاقدت إيران مع الولايات المتحدة لبناء محطة نووية في طهران وكانت كل من فرنسا والمانيا من الدول المتعاونة في بناء هذا المشروع، إضافة الى تعاون "إسرائيل" في المشروع فيما بعد في العقد السابع من القرن الماضي.
 
أنشأ شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1960 وبمساعدة أمريكية منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية الذي الحق بجامعة طهران عام 1967 ووضع هذا المركز بعد ذلك تحت إشراف منظمة الطاقة النووية الإيرانية، وقد أهدت الولايات المتحدة لهذا المركز مفاعلا نوويا صغيرا بقدرة 5 ميغاواط لأغراض التدريب والبحوث النووية، وكانت قدرته الإنتاجية السنوية لعنصر البلوتونيوم من الوقود النووي المستهلك هي 600 غرام.
 
بعد توقيع إيران على معاهدة الحد من إنتاج وإنتشار الأسلحة النووية عام 1968 التي أصبحت نافذة المفعول في عام 1970 أصبح لها "الحق في تطوير وإنتاج وإستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر وإمتلاك المواد والإجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية". وبناءاَ على ذلك تمكنت إيران من عقد إتفاقيات خصوصا مع الولايات المتحدة لبناء وتطوير مفاعلات نووية من أجل سد إحتياجاتها من الطاقة الكهربائية، وساعد على ذلك موقفها المعادي للعرب اثناء حرب أوكتوبر/تشرين ثاني عام 1973 حيث أنها لم تشارك في إستعمال النفط كسلاح ضد الدول المساندة للكيان الصهيوني في الحرب وأنها واصلت ضخ النفط وبكميات كبيرة في أسواق النفط العالمية لإفشال المجهود العربي آنذاك. في عام 1975 بنت شركات أمريكية خمسة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في أماكن متفرقة من إيران. طموحات شاه إيران لتوسيع إستخدام الطاقة النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية دفعته الى التخطيط لبناء أكثر من عشرين مفاعلا نوويا وبفترة زمنية قياسية قصيرة ولهذا أبرمت حكومته عقودا مع شركات المانية وفرنسية وهندية وصينية إضافة الى الشركات الأمريكية للوصول الى ذلك الهدف. بناء مفاعل بوشهر الثلاثي المثير للجدل في الوقت الحاضر كان من نصيب شركة كرافت فيرك الألمانية التي أوكلت شركة سيمنز لتنفيذ بنائه. شركة سيمنز أكملت حوالي 90% من بناء مفاعل (بوشهر-1) وحوالي 50% من مفاعل (بوشهر-2)  قبل سقوط الشاه. كلا المفاعلين دمرا تدميرا كاملا من قبل القوة الجوية العراقية أثناء حرب الثمان سنوات مع إيران حيث أن مفاعل (بوشهر-1) سوي بالأرض تماما. معظم العقود التي ابرمتها حكومة الشاه مع الشركات الغربية والصينية والهندية لبناء المفاعلات النووية ومعاهد تدريب المهندسين والكوادر الفنية الإيرانية لإدارة المفاعلات خصوصا مفاعل بوشهر قد أخفق إكمالها بسبب الضغوط الأمريكية التي سلطتها على نظام الشاه الذي حاول التخفيف من الإعتماد على الخبرات الأمريكية وقد إنتهت تلك العقود بعد سقوط الشاه وصعود خميني الى دفة الحكم في إيران.
 
لقد حاولت إيران منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1990 إعادة إحياء بناء مشروع مفاعل بوشهر النووي - الذي دمرته القوة الجوية العراقية أثناء حرب قادسية صدام المجيدة - من خلال إتصالها بشركات ألمانية وإسبانية وإيطالية وبولونية وروسية إلا أنها أخفقت بسبب الضغوط الأمريكية على حكومات تلك الدول لأن الولايات المتحدة كانت تشك بأن إيران من خلال إعادة تفعيل هذا المشروع الضخم - الذي يمكن أن ينتج حوالي 23 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا - تستطيع أن تستخدمه عسكريا في أي وقت كان لصناعة قنابل نووية. لكن مع هذا إستطاعت إيران عام 1991 إستغلال الخلافات في العلاقات السياسية والمصالح المتضاربة بين الولايات المتحدة والصين الشعبية - وكذلك ظروف حرب الخليج الثانية وتواطئها مع أمريكا ضد العراق، إضافة الى إنشغال الولايات المتحدة بجمع أكثر عدد ممكن من الدول الى جانبها ومن ضمنها الصين من أجل ضرب العراق وإخراجه من الكويت - من عقد إتفاقية مع الإخيرة بموجبها تزود الصين إيران بالوقود النووي الغازي المسمى بالـ "يورانيوم هيكساكلورايد" الذي يستعمل في تخصيب اليورانيوم الخام. إستلمت إيران من الصين ودون إعلام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يعادل طن من اليورانيوم الغازي، 400 كيلوغرام من فلوريد اليورانيوم الرباعي، 400 كيلوغرام من اليورانيوم المتأكسد (يورانيوم أوكسايد) و 120 كيلوغرام من اليورانيوم المكثف الخام.
 
نجحت إيران عام 1995 في إبرام عقد مع روسيا للشروع في بناء مشروع بوشهر تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية على الرغم من الضغوط والجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لإفشال ذلك العقد وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية الحادة التي كانت تعصف بالإقتصاد الروسي آنذاك وإحتياج روسيا الى العملة الصعبة. تضمن ذلك العقد بناء عدة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية التي لها القابيلة على إنتاج ما يقارب 180 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا، بناء وحدة إنتاج الوقود النووي الغازي "يورانيوم هيكساكلورايد" الذي يستعمل في تخصيب اليورانيوم الخام، إضافة الى تدريب خبراء نوويون إيرانيون.
 
إيران نجحت كذلك عام 1998 - على الرغم من ضغوط إدارة بيل كلينتون على إدارة الرئيس الروسي السابق فلادمير بوتين - في إقناع الجانب الروسي من التخلي عن طلب نقل نفايات البلوتونيوم النووية من مفاعلات بوشهر الإيرانية الى روسيا لخزنها في سيبيريا مقابل تعويضات مالية. أعتبر هذا النجاح الإيراني الأخير من قبل الولايات المتحدة على أنه محاولة إيرانية لتطوير أسلحة نووية والتي مستقبلا ستهدد سلامة وجود الكيان الصهيوني.
 
 
هل تستحق إيران التمتع بحرية تخصيب اليورانيوم والحصول على كميات كبيرة من البلوتونيوم وحسب بروتوكولات وكالة الطاقة الذرية؟!!! وهل يمكن الوثوق بها حينما تدعي بأن تلك المواد النووية ستستعمل للأغراض السلمية؟!!!
 
صحيح أن للدول المسالمة والتي تتبع وتحترم القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها  "لها الحق في تطوير وإنتاج وإستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر وإمتلاك المواد والإجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية". لكن جوابنا الأني للسؤالين المذكورين هو كلا لأن النظام العنصري والطائفي الحاكم في إيران هو نظام فاشي وقومي شوفيني مماطل يبغى التوسع والهيمنة على الأقطار العربية بإسم الدين، ولا يمكن الوثوق به وخير دليل على ذلك هو عدم إفصاحه عن المواد النووية التي حصل عليها من الصين في بداية العقد التاسع من القرن الماضي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنه قد تأمر على العراق وإشترك في عملية إحتلاله وتدميره كما شارك سابقا في عملية إحتلال أفغانستان، وكذلك أنه مستمر في تدخله في الشؤون الداخلية للعراق وباقي الأقطار العربية حيث أنه مازال يحتل أراضي عربية منها الأحواز العربية وثلاث جزر في الخليج العربي إضافة الى أراضي وحقول نفطية عراقية وأخرها حقل الفكة، وله خلايا تأمرية وإرهابية مجرمة نائمة منتشرة في عدة دول عربية وأفريقية. لذا وعليه نعتبر التضييق على هذا النظام ومحاصرته وإسقاطه مطلب إنساني يخلص المنطقة العربية من شروره ويخلص الشعوب الإيرانية بالدرجة الأولى من أساليبه القمعية. جوابنا هذا لا يعني أن للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الحق في إمتلاك أسلحة نووية وتهديد الدول العربية ومحاولته السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية بكاملها وقضم اراضيها ولا يعني مساندة الولايات المتحدة المحتلة للعراق تهديد إيران من أجل حماية الكيان الصهيوني فقط.  
 
قبل الدخول في تفسير الغاية الحقيقية للتحركات والأنشطة الأمريكية في الخليج العربي نود التطرق الى الأسئلة الذي  طرحناها في بداية هذا المقال حول جدية التهديدات الأمريكية والصهيونية لإيران بسبب طموحاتها النووية وعنجهيتها ومراوغتها في المحادثات مع ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مع لجان الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي وغيرها من البلدان المعنية.  
 
هل ستؤدي التحركات والتحضيرات العسكرية الأمريكية في الخليج العربي الى ضرب إيران عسكريا بسبب طموحاتها النووية وسلوكيتها العدوانية في المنطقة؟!!!
 
جوابنا بكل صراحة وبدون عاطفة أو تطبيل إعلامي هو كلا وللأسباب التالية:
 
1- أن إيران حليف إستراتيجي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة حيث أنها إعترفت بذلك، وحسب تصريحات كبار المسؤولين فيها أن "لولا إيران لما إستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من إحتلال كل من أفغانستان والعراق". كذلك إن أرادت فلها القابلية على زعزعة الإستقرار في الدول العربية والإسلامية خدمة لمصالحها وللمصالح الصهيوأمريكية في المنطقة من خلال خلاياها الطائفية والإرهابية النائمة والمستيقضة وخير دليل على ذلك هو ماحصل ويحصل الأن في العراق وافغانستان (قبائل الهزارة الشيعية) ولبنان ومصر وفلسطين واليمن والسعودية والمغرب العربي وفي أفريقيا السوداء. ولولا هذا التحالف الإستراتيجي مع الولايات المتحدة لما كان بمقدور إيران وعملائها السيطرة على مقدرات العراق ولم تكن هناك إمكانيات لزيارات كبار المسؤولين الإيرانيين الى المنطقة الخضراء والتباحث مع الأمريكان حول مستقبل العراق.  
 
2- على الرغم من إتهامها لإيران بتزويد المنظمات والمليشيات الإرهابية الشيعية الموالية لنظام ملالي قم وطهران، وتنظيم القاعدة في العراق بالسلاح وإختطاف وقتل الجنود الأمريكان والموظفين الغربيين العاملين مع حكومة العمالة في المنطقة الخضراء إلا أن الولايات المتحدة لم تطلق إطلاقة واحدة على إيران ومنذ عام 1979 حينما إستولى الحاخام خميني على دفة الحكم فيها وحجز موظفي السفارة الأمريكية في طهران من قبل الحرس الثوري الإيراني وفشل المحاولة الأمريكية لإنقاذ محتجزيها هناك. على عكس ذلك فإن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني زودتا إيران بالأسلحة والذخائر أثناء حرب الخليج الأولى. إضافة الى ذلك أن القوات الأمريكية المحتلة للعراق والتي تتحمل مسؤولية الدفاع عنه وعن سلامة أراضيه وحسب الإتفاقية الأمنية الموقعة بين حكومة المالكي العميلة وإدارة المجرم جورج بوش الصغير في نهاية عام 2008 فإنها لم تحرك ساكنا حينما إحتلت القوات الإيرانية حقول الفكة النفطية أو حينما إحتلت جزيرة أم الرصاص العراقية وغيرها من الأراضي العراقية أو حينما يتعرض شمال العراق الى القصف الإيراني المتواصل للقرى الحدودية.
 
3- أن إيران مسلحة الى حد أسنانها بأسلحة حديثة ومتطورة ولها القابلية على تصنيع الكثير من تلك الأسلحة ولا تعتمد بصورة متكاملة على إستيرادها من مصادر خارجية، حتى ولو فرضنا أنها كانت محتاجة الى إستيراد السلاح فلها علاقات معروفة مع السوق السوداء وتجار الأسلحة ولها المال لشراء ما تحتاجهة. كذلك أنها ليست محاصرة كما كان العراق ولها علاقات عادية مع دول جوارها من الذين لا يوافقون على توجيه أي ضرية عسكرية لها.  
 
4- أن لإيران جيش مليوني كبير وقوة جوية وقوة بحرية متكون معظمها من الحرس الثوري الفاشي والقمعي والمتطرف دينيا والذي يعمل المستحيل من أجل الدفاع عن نفسه وعن مصالحه ومصالح نظام ولاية الفقيه. إضافة أن إيران قد إستفادت من تجربة إحتلال العراق وتدميره ولايمكن لها أن تجلس ساكنة دون تحضير لأي عمل طارئ أو مدروس يزعزع نظامها حتى لو إفترضنا أن الولايات المتحدة مصممة على ضرب وغزو إيران من أجل إسقاط وتغيير النظام كما حصل في العراق. هناك شواهد عن كيفية قمع مظاهرات المعارضة الإيرانية التي حصلت في طهران وفي مدن إيرانية أخرى في نهاية عام 2009. إضافة الى ذلك أن إيران مستعدة لضرب القوات الأمريكية المتواجدة في العراق إذا تعرضت الى حملة عسكرية أمريكية من خلال تحريك المليشيات الشيعية المسلحة العراقية الموالية لها وكذلك بإمكانها تعريض القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المتواجدة في أفغانستان الى المخاطر.
 
5- على عكس الطبيعة الجغرافية للعراق، أن الأراضي الإيرانية اراضي واسعة ومختلفة التضاريس لا يمكن للولايات المتحدة - حتى لو حصلت على تخويل لغزو إيران - السيطرة عليها بصورة كاملة دون مقاومة طويلة وخسائر فادحة وإستعمال أسلحة محرمة دوليا ومنها القنابل الحرارية والقنابل الذرية والقنابل النيوترونية التكتيكية.
 
6- على عكس عملاء الإحتلال من العراقيين والمستعرقين، فإن المعارضة الإيرانية لا توافق على ضرب إيران عسكريا وإحتلالها من أجل إسقاط النظام.  
 
7- لإيران تأثير مباشر على اقتصاديات العالم من خلال إمكانياتها وقدرتها على قطع إمدادات النفط من منطقة الخليج العربي عن طريق مضيق هرمز الى دول العالم وخصوصا الهند والصين الشعبية التي تعتمد أعتمادا كبيرا في صناعاتها على الطاقة المستوردة من الخليج العربي وخصوصا من إيران. هذه الدول المهمة لا تسمح للولايات المتحدة بقيام أي عمل عسكري ضد إيران على الرغم من محاولات الإبتزاز الأمريكية لتحييد الصين من خلال الضغط عليها بواسطة بيع أسلحة متقدمة لتايوان. ولقد إنتقدت الصين اليوم القوى الغربية التي تريد فرض عقوبات قاسية على إيران بسبب برنامجها النووي. كذلك أن روسيا لا توافق على القيام بأي عمل عسكري ضد إيران لأنها ترتبط معها بعلاقات ديبلوماسية طيبة وعلاقات إقتصادية مهمة وأن الإقتصاد الروسي يحتاج الى العملة الصعبة. إضافة الى ذلك، ليس من مصلحة دول وإمارات الخليج العربي قبول ضرب إيران عسكريا لأنها ستتعرض الى هجوم صاروخي إيراني كبير على الرغم من نصب صواريخ الباتريوت المضادة في البعض من هذه الدول. التجربة الأمريكية الأخيرة للصواريخ المضادة قد اظهرت عورات هذا النظام الدفاعي مثلما فشل سابقا في إعاقة وصول الصواريخ العراقية الى أهدافها في حرب عام 1991.  
 
8- بإمكان الإسلوب الديبلوماسي الإيراني المتقلب والمعتمد على إسلوب التقية الديالكتيكية في التعامل إمتصاص اي ضغط قد يؤدي الى عواقب وخيمة على النظام، حيث أنه بالرغم من عنجهية الإسلوب الإعلامي الفض والمتشدد للمسؤولين الإيرانيين الكبار حول حقهم في الإستمرار في تخصيب اليورانيوم في إيران نرى أن هناك تراجع متنوع في هذا المسار كلما شعروا بأنهم سيحاصرون في زاوية ضيقة ليبدءوا بمرحلة جديدة من المحادثات والنفاق السياسي. بينما رفضت إيران سابقا وحسب ديبلوماسيوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإقتراح المقدم لها من قبل الغرب بنقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب لإعادة تخصيبه في الخارج (في روسيا) ولوحت بأنها ستقوم بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنفسها - إذا لم تقبل الدول المعنية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بالشروط الإيرانية- شدد هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران في 31/1/2010 على رفض إيران التراجع عن موقفها من الإستمرار في تخصيب اليورانيوم وذكر أن على الغرب أن يعلم "بأن إيران جادة في الموضوع النووي، سواء أكان تخصيب اليورانيوم أو تبادل اليورانيوم، وإنها لم ولن تتراجع عن موقفها هذا". ولكن بعد ثلاث أيام فقط من هذا التصريح خرج علينا محمود أحمدي نجاد رئيس جمهوري دولة ملالي قم وطهران في 3/2/2010 بتصريح مفاده أن إيران مستعدة لإتمام صفقة تبادل اليورانيوم مع الدول الغربية وأنه لا توجد مشاكل في مبادلة اليورانيوم الغير مخصب الإيراني بوقود ننوي منخفض التخصيب وأن إيران على إستعداد توقيع عقد لضمان إتمام الصفقة بشكل صحيح وتنفيذها بشكل كامل.
 
إذن ما هي الغاية الحقيقية وراء التحركات والأنشطة العسكرية الأمريكية في الخليج العربي وما هي أهدافها إن لم تستطع أمريكا ضرب إيران عسكريا وتغيير نظامها في الوقت الحاضر؟!!!
 
هل أن هذه النشاطات لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان وسحابة مطر صيفية تبغي التمهيد الى هيمنة عسكرية وإقتصادية أمريكو- صهيونية كاملة على المشرق العربي كواقع حال يجب الإعتراف به؟!!! أم أنها مؤامرة لإبتزاز المال العربي من خلال خلق أزمة وحالة سباق تسلح في منطقة الخليج من أجل بيع الأسلحة للدول المستهدفة؟!!!
 
كما هو معروف أن الولايات المتحدة وبريطانية تمتلكا حوالي 280 ألف جندي مرابطون في قواعد بحرية وجوية ومعسكرات داخلية كبيرة في دول وإمارات الخليج العربي والعراق هذا ما عدا مئات الألاف من مرتزقة الشركات الأمنية الأمريكية وغيرها في العراق والكويت. الإنفاق العسكري الكبير للولايات المتحدة في منطقة الخليج والعراق وافغانستان قد فاق الـ 800 مليار دولار سنويا وأن إدارة أوباما الصهيونية قد طلبت المزيد من الأموال من الكونجرس لتمويل إستمرار حربها في العراق وافغانستان وباكستان على الرغم من المصاعب التي يمر بها الإقتصاد الأمريكي وعملية التقشف في المصروفات الفيدرالية التي أعلن عنها أوباما في خطابه الأخير. معظم الأموال التي تستخدم لإسناد الإقتصاد الأمريكي وتمويل الحرب في العراق وافغانستان تأتي من الضرائب وبيع السندات الحكومية التي تشتري معظمها الصين الشعبية. الصناعات الحربية الأمريكية والبريطانية تحتاج الى تصدير منتجاتها في سبيل جلب موارد مالية لبقائها ودفع الضرائب المحلية والإستمرار في البحوث من أجل تطوير تلك المنتجات. أهم عامل لتصدير الأسلحة هو خلق مناطق ساخنة حول العالم، وأهم منطقة ساخنة في الوقت الحاضر هي منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط حيث أن حجة رفض إيران لإرسال اليورانيوم المخصب الى الخارج ومناوراتها العسكرية الإستفزازية في الخليج العربية وإسنادها للتمرد الحوثي في اليمن كان أهم دافع للتعجيل في نصب بطاريات الباتريوت الأمريكية في أربعة دول عربية خليجة وكذلك أنه سيدفع الى المزيد من بيع الأسلحة الى هذه الدول الخليجية. إن نصب هذه البطاريات في هذه الدول لم يكن مجانا أو حبا لسواد عيون العرب لأن هذه الدول ستدفع فاتورة هذا العمل عاجلا أم أجلا ماديا وعن طريق تنازلات سياسية وإقتصادية لحساب الولايات المتحدة إضافة الى دفعها الى شراء المزيد من الأسلحة من المصانع الأمريكية والبريطانية والفرنسية. وبالفعل وعلى اساس مشاكل إيران مع الغرب وتدخلاتها في عدة دول عربية وحسب المعلومات المنشورة أن دول وإمارات الخليج العربي قد زادت من شرائها للأسلحة والمعدات العسكرية والطائرات الحربية من المصانع الأمريكية والبريطانية حيث أن السعودية إستلمت طائرات مقاتلة من نوع تايفون إيروفايتر من شركة بي آي أي البريطانية. كذلك أن دولة الإمارات العربية التي اصبحت - حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام - في المرتبة الثالثة كأكبر دولة مستوردة للسلاح في العالم بعد الهند والصين قد وافقت على شراء طائرتين إستطلاع من شركة ساب السويدية و25 طائرة تدريب من سويسرا، وكذلك عقدت صفقة مع فرنسا لإستبدال 63 طائرة من نوع ميراج بمقاتلات داسول رافائيل، كما أنها تقدمت بعرض لشراء نظام مضاد للصواريخ من الولايات المتحدة بتكلفة 7 مليارات دولار.
 
من وجهة نظرنا أن الأزمة الحالية التي تدور رحاها حاليا في منطقة الخليج العربي بين إيران من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى هي زوبعة في فنجان سوف تختفي عاجلا أم أجلا بعد تحقيق كل من أمريكا وإيران والكيان الصهيوني أهداف أجنداتهم الخاصة على حساب العرب وخصوصا القضية الفلسطينية.