الجمعة، 30 أكتوبر 2009

نحو خطة إستراتيجية لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى (2/2)


أ.د. محمد اسحق الريفي

لا يمكن لأمتنا توظيف إمكاناتها العظيمة وطاقاتها الهائلة لإنقاذ القدس المحتلة والمسجد الأقصى دون وضع خطة إستراتيجية، تكون بمثابة العهد الذي يفي به الجميع، والبيعة التي تلتزم بها القوى السياسية العربية والإسلامية، والخطة الهادفة إلى ملء الفراغ القيادي الذي تعاني منه أمتنا، والوسيلة الناجعة لإحياء إرادات الشعوب العربية والإسلامية.

دأب اليهود والصهاينة على تدنيس المسجد الأقصى المبارك، بهدف استفزاز المسلمين، وتهيئتهم نفسياً لتقبل تقسم المسجد الأقصى بينهم وبين اليهود. ودأب المسلمون على التصدي لليهود والصهاينة بشجاعة عند كل محاولة يقومون بها لاقتحام المسجد الأقصى، بالحجارة والأحذية وما يتيسر بين أياديهم من أشياء، لصد المعتدين ومنعهم من تدنيس المسجد الأقصى. أصبحت هذه العملية تتكرر أسبوعياً، وهي مرشحة للتكرار يومياً، وهي عملية مرهقة للمرابطين في المسجد الأقصى، الذين يأتي الكثيرون منهم من الداخل الفلسطيني لنصرة إخوانهم المقدسيين. يوفر جيش الاحتلال الصهيوني الحماية للمقتحمين المجرمين، ويعتدي على المرابطين، ويطلق الرصاص عليهم، ويخطف الكثيرين منهم ويشوه أجسادهم.

يقف أشقاؤنا العرب والمسلمون مع الشعب الفلسطيني في محنته، ويعربون عن تضامنهم معه، ويستجيبون أحياناً لصرخات الفلسطينيين، فيقومون بهبات شعبية وتجمعات محدودة في أماكن مغلقة. وهذه الاستجابة جيدة رغم أنها محدودة ولا تتناسب مع جسامة العدوان. ولكن الهبات الشعبية سرعان ما تنتهي دون نتيجة، ويواصل الصهاينة محاولات اقتحام المسجد الأقصى، ويسقط المصابون والجرحى والشهداء الفلسطينيون. يعبر العرب والمسلمون بهباتهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولكننا لا نريد فقط التعبير عن التضامن، بل نريد التضامن الفعلي وفق خطة واضحة. وربما يهب العرب والمسلمون لتحذير العدو الصهيوني وتهديده، ولكن هذا العدو لا يأبه كثيراً بالتحذير والتهديد العربي، لأنه يدرك تماماً أن الهبات الشعبية لا أهداف لها سوى التنفيس عن العواطف والانفعالات، وأنها تنتهي في كل مرة بسرعة، ولأنه يثق في قدرة الحكومات على قمعها.

ومهما تكن أهداف الهبات الشعبية، فإنه العقل والمنطق والدين يفرض على العرب والمسلمين وضع خطة إستراتيجية لمواجهة العدوان الصهيوني، بحيث تتضمن فعاليات شعبية تهدف إلى الضغط على الأنظمة العربية التي تلتزم الصمت والقعود إزاء ما يجري في القدس المحتلة، وتحمي الكيان الصهيوني. ويجب أن تهدف الفعاليات إلى إلحاق أشد الأضرار بالمصالح الأمريكية والغربية وإلى ضعضعة النفوذ الأمريكي في منطقتنا، وإرسال مجموعات فدائية لشن عمليات جهادية مسلحة ضد العدو الصهيوني على طول الحدود العربية–الفلسطينية. وهذا هو الحد الأدنى للمطلوب من العرب والمسلمين، ويتحمل قادة الحركات العربية والإسلامية والعلماء المسلمون وكافة القوى السياسية المسؤولية. فهل يستطيع العرب والمسلمون وضع خطة إستراتيجية أم أنهم لا يملكون الإرادة والشجاعة والعقول والإمكانات لمواجهة المشروع الصهيوني في أخطر مرحلة تمر بها قضية فلسطين؟

ولتحقيق ذلك، لا بد من عقد مؤتمر شعبي خاص بهذا الموضوع، بحيث يخرج المؤتمر بجملة من التوصيات التي يجب على جميع القوى السياسية والحركات العربية والإسلامية الالتزام بها، كون هذه القوى والحركات تتحمل مسؤولية ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من أخطار، وهي مسؤولية قومية ودينية وإنسانية. ويمكن عقد المؤتمر في تركيا مثلاً والاستعانة بتكنولوجيا الاتصالات لإتاحة المشاركة لجميع العلماء المسلمين وقادة القوى السياسية والمفكرين...

هذا المؤتمر مهم لأنه من المتوقع أن يمكن المسلمين من تحديد حجم الأخطار التي تهدد الوجود العربي والإسلامي في القدس، ويوفر فرصة لالتقاء العلماء والمفكرين وقادة القوى السياسية الحية في بلادنا، بهدف وضع خطة إستراتيجية لمواجهة الأخطار الصهيونية، ويمكن أن تنبثق عن هذا المؤتمر هيئة شعبية خاصة بالقدس والمسجد الأقصى، تتحمل مسؤولية توجيه برامج الأنشطة والفعاليات الشعبية، وتطوير الهبات الشعبية وتصعيدها، وتقييمها ومتابعة تطوراتها وتداعياتها، حتى تتصاعد وتحقق الأهداف المنشود منها، وتشكل تهديداً حقيقياً للنفوذ الأمريكي في منطقتنا العربية والإسلامية.

30/10/2009

نحو مؤتمر بال فلسطيني (13)


APRAXIE

د. أفنان القاسم / باريس

أبراكسي مفردة تعني العمه الحركي، والعمه الحركي يعني فقدان القدرة على الحركة المتسقة، وهذا ما يصاب به اليوم الإنسان العربي، يريد أن يتحرك، فيتحرك دون اتساق، ولا يعرف إلى أين يذهب، ولا كيف يذهب، ومن لا يتحرك دون اتساق يتعرض للسقوط في أية لحظة، فهو إذن في وضع غير طبيعي، كل عالمه غير طبيعي، البيت والعمل والمؤسسة، وكل عمره غير طبيعي، الطفل والمراهق والبالغ، والأخطر من كل شيء الوعي غير الطبيعي كجزء من التمثل، وكانعكاس للواقع، لأن العمه الحركي في مثل هذه الشروط يمكن له أن يصبح عمها حركيا للرؤية وللحكم على الأشياء وللتعامل مع الغير، ويمكن له أن يؤثر في الوقت، وفي التاريخ، وفي الحضارة، فيفقد الزمان حركته المتسقة، ويغدو المكان كتلة صماء أو مساحة من المساحات وقد انسلخت عنه صفاته المرتبطة باللغة والهوية والقيم التي هي وعود دوما لا تتحقق. هذا الوضع الكارثي كما أصفه لأنه من وراء ما يدعى بالتخلف عندنا وبالدكتاتورية وبالاحتلال تحت كل أشكاله ليس جوهريا وإنما ثانويا وإن اتخذ أو عُمل على أن يتخذ صفة الجوهر لتأبيد دعس الشعوب العربية، هذا الوضع الكارثي هو وضع مؤقت على الرغم من شراسة مظاهره ثقافيا وسياسيا وإعلاميا، وفيما يخص مشروعي مؤتمر بال للعقل الفلسطيني من أجل تأسيس الدولة الفلسطينية كما نريدها نحن قد عبر عن تخلخل ركائزه، لأن من يتهجم على وطنيتي أو على طاقاتي أو شهاداتي (آخر المتهجمين عليّ الثري صاحب البنك التجاري الأردني ورجل الأعمال المعروف ميشيل الصايغ)، من يهزأ من تحرير فلسطين في مؤتمر، من يشيع استحالة عقده، وإن عقد استحالة تحقيقه لما يرمي إليه، من يقاطع الحملة من أجله، ومن الذين يعانون من عباس أو يعانون من الإخوان المسلمين، من يهاجمه من الذين يهاجمون في الوقت ذاته عباس أو الإخوان المسلمين، من ينظر إليه وكأنه أمر يهم أهل القمر أو المريخ، ومن لا ينظر إليه على الإطلاق لأنه في ظنه جزء من الساخر العام أو من غث الكلام والشطارة في الكلام دون عمل... كل هذا تأكيد للعمه الحركي العام الذي يجرف الإنسان العربي والعالم العربي، ليحمل هذا المؤتمر على عاتقه فجأة مهمة أخرى إضافة إلى مهمته الأساسية ألا وهي تمكين الناس وخاصة ناس البنى الفوقية من التحرك باتساق ووضع حد للعمه الحركي الحالي.

كل بداية صعبة دوما، وعلى كل بداية لمشروع يرمي إلى التغيير الجذري والشامل ألا تبقى بانتظار رد فعل الدول العظمى عليها لا ولا الدول الصغرى، لهذا على الأقلام أن تسير في عكس حركتها الآن، أن تسير في حركتها الطبيعية، وأن تأخذ بالكتابة عن مشروع بال وعن خطتي للسلام، فكل ما يكتب اليوم لا طعم له ولا فائدة منه، كل ما يكتب عبارة عن تعبير للعمه الفكري، وكل ما يكتب عبارة عن تأكيد للسائد الرسمي، الصائح مما يكتب أو المنافق، كل ما يكتب يسارا –ما أجمل هذه الكلمة في وضع صحي- هو يمين وتثبيت للصولجانات العربية تثبيت للقائم، تأبيد لوضع مصطنع يراد له أن يكون على أكتافنا صخرة سيزيف وضفة تعبيد وقطاع تركيع وقاهرة كل الشعوب العربية.

www.parisjerusalem.net

ramus105@yahoo.fr

في ذكرى مجزرة كفر قاسم .. مسلسل ارهاب الدولة المنظم تتصاعد وتيرته


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

· تقرير غولد ستون، وتقرير ريتشارد فولك وعشرات المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها " هيومان رايتس ووتش" الامريكية وتقريرها "امطار النار"؛ قاسمها المشترك جرائم ضد الانسانية وارهاب الدولة المنظم

· التقارير وفقاً لقرارات الأمم المتحدة باعتبار أراضي الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 هي اراضٍ محتلة، بما فيها قطاع غزة المحاصر

· تذكر التقارير المجتمع الدولي والحقوقي الانساني بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379 تشرين 2/نوفمبر 1975 باعتبار "الصهيونية تساوي العنصرية وشكلاً من اشكالها"

صرح مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بما يلي:

في 29/10/1956 وقعت مجزرة كفر قاسم الرهيبة على يد الجيش الصهيوني، بعد حظر التجول الصادر عن قيادة هذا الجيش للقرى الفلسطينية المتاخمة لحدود عام 1967، على أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي، وبالتوقيت الذي يعود به عمال القرية إلى منازلهم.

حصدت المجزرة الإبادية 49 شهيداً، فقائد الكتيبة الصهيونية في منطقة كفر قاسم اعطى الأوامر الإبادية كما يفسرها معجم المصطلحات الصهيوني بفصله الخاص: حول دماء الأبرياء؛ عبر الأمر النصي: "من الأفضل ان يكون القتل على تعقيدات الاعتقال.. لا أُريد عواطف"، والهدف الصهيوني العنصري متصاعد في فنون الإجرام حتى اليوم، في ارهاب الدولة المنظم
"كيان قومي يهودي، خالص ونقي" في فلسطين، بتنفيذ المجازر الجماعية بالفلسطينيين وعلى ارضهم في فلسطين.

في مسلسل الجرائم العنصرية الصهيونية على امتداد قرن، والذي تتصاعد وتيرة ارهابه راهناً، عبر معجمها الخاص بدماء الأبرياء، ما يؤكد أن الصهيونية لا تتنفس في الهواء الطلق، فهي تتنفس من خلف هواء الجدران العازلة والغيتوات، بما يشير إلى علاقتها بالعالم الذي تعيش فيه عبر جدرانها، فهي تمتد من فلسطين إلى العالم كله، ثم تلك الجدران في العقلية والذهنية الصهيونية العنصرية.

اليوم يبلغ التجلي الدموي العنصري الصهيوني ذروته في تقرير غولد ستون، وتقرير مراقب حقوق الإنسان لهيئة الأمم المتحدة في فلسطين ريتشارد فولك، وفي عشرات المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها "هيومان رايتس ووتش" الاميركية في تقريرها تحت عنوان "امطار النار"؛ جميعها تؤكد المجازر الجماعية الممنهجة لارهاب الدولة، وقاسم فكرتها الأساسي راهناً هو الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، التي هي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة اراضٍ تحت الاحتلال بما فيها قطاع غزة المحاصر.

نذكر المنظمات الحقوقية الدولية بقرار الجمعية العام للأمم المتحدة رقم 3379 تاريخ تشرين2/نوفمبر 1975 والقاضي باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية".

الإعلام المركزي

مؤشرات الوضع الحقوقي المأزوم بطنجة


تعذيب مواطن بمقاطعة السواني ورميه في الخلاء

على طريقة "فرقة الموت".

أفادت شكايات بعض المواطنين بالإعتداء الجماعي عليهم من طرف أعوان السلطة بمقاطعة السواني الخامسة عشر الكائنة بشارع هارون الرشيد، و اثبتوا حجم التعذيب الذي اتعرضوا له بصورة تحيلنا مباشرة على أساليب فرق الموت بوزارة داخلية الحكومة العراقية ،بواسطة الاختطاف من الشارع العمومي، وممارسة جميع أشكال التعذيب بمقرات السلطة، بمختلف الأساليب بما فيها الأسلحة البيضاء، بعلم وتوجيه المسؤول الأول عن المقاطعة ،والإلقاء بهم في الخلاء لكي يواجهون مصيرهم المحتوم بين الموت والحياة بدم بارد وباحترافية مفيوزية عالية وسيكولوجية مريضة بالإنفصام، تفضح جميع الشعارات الرسمية حول العهد الجديد للسلطة على أعلى المستويات وتكذبها، وجاءت هذه التجاوزات لتفضح الواقع الحقيقي لوضعية حقوق الإنسان بطنجة من خلال تواتر ضحاياها واستفحال ممارساتها على المواطنين ،وقد حضيت الإنتهاكات بمواكبة بعض وسائل الإعلام المحلية مرفوقة بصور وشهادات وإحالات مسطرية.

وهؤلاء الأعوان المشتكى بهم هم مجرد مقدمين تقدم ضدهم الضحايا بشكايات في الموضوع موجهة إلى كل من والي جهة طنجة – تطوان بتاريخ 30 شتنبر 2009 ووكيل جلالة الملك لدى المحكمة الإبتدائية بطنجة بتاريخ 24 غشت الماضي عدد ( 1864/09 ) و( 6د/1529) و( م ب م /12766) و ( أو /25856) تقدم بها الضحية الأولى السيد عبد الناصر العزوان المزداد بتاريخ 1/4/1987 والحامل للبطاقة الوطنية رقم :LA106297 مهنته عامل تتعلق باستعمال العنف والإعتداء مع التهديد ضد مقدم مقاطعة السواني وضد مقدم آخر وأعوانه (هش) و(عز) .

فقد تعرض هذا المواطن لإعتداء عنيف من طرف أعوان السلطة السابقين الذكر بدون مبرر مشروع حسب إفادته بتاريخ 22/8/2009 حوالي الساعة الخامسة مساء ،لأنه يشتغل مستخدما في محل تجاري كائن بشارع أبو القاسم الشريف السبتي بطنجة،وينفي عرض السلع في الشارع ،ويشهد على ذلك صاحب المحل وشهود آخرون ،وقد أدى هذا الاعتداء الخطير والشطط في استعمال السلطة إلى أضرار جسدية ونفسية بليغة وصلت مدة العجز فيها إلى21 يومًا حسب الشهادة الطبية المسلمة له من طرف المصالح الصحية العمومية بالمدينة ،ويطالب الضحية بإعمال القانون وضمان حقوقه ومطالبه المدنية ضد هذا الخرق الفاضح الذي تعرض له في سلامته الجسدية والنفسية.

و تمثل حالة الضحية الثانية انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان تعرض له الشاب عبد الحميد بنعمر البالغ من العمر 18 سنة إذ يعتبر قاصرًا من الناحية القانونية، وتفيد حالته من خلال شكايته وبلاغ صادر بتاريخ 14 أكتوبر عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة، ومن خلال مجموع الصور التي عزز بها ملف شكايته أنه تعرض يوم 27 من شتنبر المنصرم للإختطاف بالقوة على الساعة الرابعة والنصف مساءاً بينما كان يبيع كعادته الأدوات المدرسية بالشارع الرئيسي لمدخل سوق( كاسَّبراطا )حيث توجه نحوه ثلاثة من أعوان السلطة (عز. ومح .وابن الق) فأمروه بجمع أغراضه، وبعد ذلك اقتادوه بالقوة داخل سيارة (فارنيط) مسجلة في ملك الجماعة الحضرية تحمل رقم 154872 وشرعوا في الإعتداء عليه بالضرب والرفس ،وذلك عندما احتج على انتزاع المبلغ المالي الذي كان بحوزته و قدره 1300 درهم ، وتم اقتياده إلى مقرالمقاطعة 15 الكائنة بشارع هارون الرشيد بحي السواني حيث تلقى الأعوان المشتكى بهم أوامر من قائدهم بالمقاطعة بتعذيبه ،فعمدوا إلى وضع كيس على رأسه لكي لا يعرف ما يجري له ومن يعتدي عليه في جميع مناطق جسمه وأطرافه السفلى والعليا بالسلاح الأبيض بطريقة مرضية تحمل بصمات الإجرام الإحترافي ومرض شيزوفريني.

وقد تمت هذه العملية تحت أنظار شهود عاينوا هذا التعذيب داخل مقر المقاطعة إلى أن أغمي عليه وفقد وعيه وأصبح قاب قوسين من الموت المحقق، وبعد أن أشبع المعتدين على الشاب عبد الحميد غرائزهم الوحشية وفقا للتعليمات التي تلقوها، تخلصوا منه بنقله على متن نفس سيارة المصلحة الجماعية لرميه بخلاء قرب منطقة محادية للسجن المدني ، وظلت جروحه تنزف تحت جنحة الظلام إلى أن عثر عليه أحد المواطنين بالصدفة وتعرف عليه و أبلغ عائلته التي تكلفت بنقله إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية،وتسلم شهادة طبية بلغت فيها مدة العجز 30 يوما، وتولت عائلته تسجيل شكاية مباشرة في الموضوع لدى الضابطة القضائية بالدائرة الثانية يوم 2أكتوبرالجاري تحت رقم 1601/CD/2A تطالب فيها بفتح تحقيق في ملابسات هذا الإعتداء الجسيم .

وأفاد بلاغ فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة بإجراء تحرياته حول حادثة الإنتهاك المسجلة لديه بالشكاية وكشف عن حالات عديد أخرى من الشكايات المرتبطة بتجاوزات قائد المقاطعة 15، والتزم بمواكبة هذه التجاوزات وفضحها ومؤازة ضحاياها من المواطنين والمواطنات ،ويعلن عن تضامنه معهم ضد كل هذه المسلكيات الصادرة عن بعض المسؤولين الماسة بسلامة حقوق الإنسان ،ويعلن استنكاره للتصرفات اللاأخلاقية والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها المواطنون و المواطنات في مخافر الشرطة وبعض المقاطعات، و يطالب الجهات المسؤولة بفتح تحقيق نزيه ومسؤول حول هذه الخروقات لحقوق الإنسان بمدينة طنجة.

وفي هذا السياق جاءت وفاة المواطن المختار الحشايشي الذي لقي حتفه بمستشفى محمد الخامس عن سن يناهز 38 سنة نتيجة التعذيب الذي تعرض له بمخفر شرطة بطنجة بعد اعتقاله يوم السبت 28 يونيو 2008 بناء على مذكرة بحث صدرت في حقه. وكان أخ الضحية قد صرح لإحدى المنابر المحلية أن شقيقه تعرض للاعتداء من طرف رجال شرطة الدائرة الأمنية الرابعة أمام الملأ بساحة (راس ماروك) ­ ، حيث اقتادوه بطريقة مهينة إلى مركز الشرطة ليتم نقل الضحية إلى الدائرة الأمنية الثالثة وبعدها إلى مستشفى محمد الخامس ليلفظ أنفاسه الأخيرة.ومازال ملف وفاته معلقا منذ أزيد من سنة و نصف بدون نتيجة، و يلفه الغموض في انتظار ما سوف يؤول إليه التحقيق في الموضوع.

وكان المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان­ بطنجة قد راسل الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة قصد التذكير بالشكاية عدد 08.282 ش.ع والمتعلقة بمؤازرة الجمعية لذوي حقوق الهالك المختار الحشايشي الذي قد يكون توفي جراء التعذيب الذي تعرض له من طرف بعض رجال الأمن.

إن هذا الوضع الصارخ لإنتهاكات حقوق الإنسان بطنجة يقتضي تضافر جهود نضالات الهيئات الحقوقية وشبكات المجتمع المدني والإطارات النشيطة الفاعلة في مجال الشأن المحلي و الدفاع عن كرامة المواطن لكبح جماح أنياب وحوش المخزن الجانحة، فهل ستكون القوى المحلية بطنجة رافعة حقيقية لقيم حقوق الإنسان الكونية وسدا منيعا لكل أشكال الإستبداد والقهر والقمع من أجل إقرار دولة الحق و القانون المنشودة والانتصار لمبدإ العدل والأمان والمساواة.

عثمان حلحول:

نشيط حقوقي




صورة المرحوم المختارالحشايشي






صورآثارتعذيب عبد الحميد بنعمر