الجمعة، 30 أكتوبر 2009

الحكومة الفلسطينية عن احتلال اسرائيل المنطقة العازلة بقطاع غزة

غزة- ماهرابراهيم

حذرت دراسة حديثة ننفرد بنشرها من أثاراستمرار احتلال الجيش الاسرائيلى للشريط الحدودى على طول قطاع غزة والذى سمى ب (المنطقة العازلة) تبلغ مساحتها (55 ) كيلومتر متر طولي يبدأ من شمال غرب بيت لاهيا حتى جنوب شرق مدينة رفح . ويتراوح عرضها من جهة الشرق من 500مترالى 1500 ومن جهة الشمال تمتد لحوالي 2000 متر داخل القطاع .

ووصفت الدراسة - وهى الاولى من نوعها اعدها الباحث احمد الصورانى مدير لجان الاغاثة الزراعية بغزة - الاثار الناجمة عن استمرار احتلال هذه المنطقة بالكارثية والتدميرية على الانسان والامن والزراعة والبيئة الفلسطينية..

واستهجنت الدراسة عدم ايلاء المستوى الرسمى الفلسطينى سواء فى رام الله أو قطاع غزة هذا الموضوع الاهتمام المطلوب وحذرت من ان استمرار الحال الراهن سيؤدى الى نتائج تدميرية على الفلسطينيين, وقالت الدراسة " إذا ما تم التعامل مع هذه المنطقة كأمر واقع فان ذلك يشكل تهديداً وخطراً استراتيجيا يمس المستقبل الديموغرافي والإقتصادي لقطاع غزة ويحمل تهديدا ًمباشراً للأمن الغذائي للفلسطينيين ..

واوصت الدراسة "الجميع الفلسطينى رسميا واهليا القيام بالدراسات الأزمة ووضع التدخلات المطلوبة ضمن برامجها ومشاريعها من أجل دعم وتعزيز صمود المزارع على أرضه وحماية ما تبقى من مواردنا الطبيعية المحدودة وتشكيل فرق ومجموعات الضغط والمناصرة في هذا الاتجاه خصوصا الضغط على الجهات المعنية بالوضع في القطاع و اعتبار هذا الأمر ضمن أولوياتها , كما اوصت بتشكيل ” اللجنة الوطنية لمواجهة المنطقة الأمنية العازلة في قطاع غزة“ بمشاركة جميع الجهات المعنية رسمية واهلية ...

وبين الصورانى فى دراستة مخاطر المنطقة العازلة حاليا فقال " استمرار وجود هذه المنطقة يعني أن حوالي 25% من الأراضي الزراعية الخصبة في قطاع غزة عملياً لا يتم استغلالها مما يشكل تهديداً إضافياً لمسالة الأمن الغذائي الزراعي, وايضا حرمان أكثر من 15% من مزارعي القطاع من فرص العمل في أراضيهم الخاصة وبالتالي انضمامهم إلى جيش العاطلين عن العمل واعتمادهم على المساعدات الغذائية بدلاً من مساهمتهم في إنتاجها . واشار الى ان وجود المنطقة العازلة ادى الى تعطل أو تضرر أو تدمير حوالي 50% من منشئات الإنتاج الحيواني والمخازن الزراعية والتي تتواجد تاريخياً في المناطق الشرقية لقطاع غزة لأسباب اقتصادية وبيئية معروفه,,, وعددت الدراسة اهم الاثار التدميرية للمنطقة العازلة كما يلى (اولا) تدمير العشرات من آبار المياه المستخدمة لأغراض الري والشرب في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في إقامة المصائد المائية شرق قطاع غزة وتحويل مياهها لري المستوطنات الزراعية شمال النقب . (ثانيا) انكشاف وتلويث خطير للتربة بمخلفات عمليات الهدم والتدمير للمنشئات الزراعية وشبكات الري الرئيسية والفرعية والدفيئات البلاستيكية وغيرها.) ثالثا) تدمير وتجريف حوالي 40000 دونم زراعي في سنوات ما قبل حرب غزة يضاف اليها حوالي 15000 دونم خلال الحرب (رابعا) تدمير عشرات الكيلومترات الطولية من الطرق الزراعية والتي تشكل جزءا هاما من البنية التحتية الزراعية . (خامسا) بسبب التدمير والأضرار التي أصابت بيوت المزارعين اضطر العديد منهم للنزوح والعيش في المناطق والتجمعات السكانية الداخلية وما ترتب عن ذلك من مشكلات ونزاعات اجتماعية ونفسية وتكاليف اقتصادية اضافية . (سادسا) تعطيل العديد من البرامج والمشاريع الإغاثية والتنموية الزراعية اضافة الى الخدمات الطبية والإنسانية والحقوقية بسبب صعوبة الحركة والتنقل ووجود المخلفات الحربية وفقدان الأمن عموما في المنطقة . (سابعا) حرمان المزارعين وأصحاب المنشئات من ممارسة ابسط حقوقهم ابرزها حق الوصول الي الممتلكات الخاصة واستخدامها (ثامنا) الحد من التمدد السكاني والاقتصادي الطبيعي باتجاه الأراضي الشرقية والشمالية لقطاع غزة

وسردت الدراسة تاريخ نشوء المنطقة العازلة فـ ( بعيد اتفاق اوسلو و انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة في العام 1994 وتقسيم القطاع لمناطق ABC ، بدا التعامل مع هذه المنطقة ضمن الترتيبات الأمنية بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وكان عرضها في ذلك الوقت حوالي 50متر . ومع بدايات الإنتفاضة الثانية عام 2000 تعرضت جميع الأراضي الفلسطينية الحدودية لإجتياحات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. و منذ ذلك الحين بدأ جيش الاحتلال بتوسيع المنطقة العازلة على حساب الأراضي والممتلكات والمنشآت الزراعية والصناعية ليصل عرضها إلى أكثر من 150متر داخل أراضي القطاع حيث أعلن جيش الاحتلال عن ذلك بشكل رسمي وأعاد انتشار قواته على طول الحدود الشمالية الشرقية للقطاع . وشهد القطاع اجتياحات متكررة كان لها آثارا كارثية وتدميرية على هذا الشريط إلى جانب تدمير بيوت المزارعين واضطرار معظم عائلاتهم للعيش داخل التجمعات السكانية في عمق القطاع طلبا للأمن والأمان . وفى السنتين الأخيرتين تزايدت الاجتياحات والقصف الإسرائيلي و نقاط المراقبة العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود ,وأخذت مساحة هذا الشريط بالاتساع والتمدد مما شكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين وأدت إلى منعهم وحرمان المئات من المزارعين من الوصول الى أراضيهم اواستغلالها .

وتابعت الدراسة انه في أوائل شهر أغسطس 2008، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع المنطقة الأمنية العازلة باتجاه الغرب ليصبح بعرض 300متر، ولكن المساحة الفعلية على أرض الواقع تختلف وتتعدى ذلك بكثير لتصل إلى حوالي 600متر، وصولاً إلى فترة الحرب على غزة حيث تفاقمت الأمور وأصبحت مساحة تلك المنطقة تتراوح من 500 الى 2000 متر باتجاه الأراضي الداخلية للقطاع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق