الجمعة، 30 أكتوبر 2009

التحديات التي تواجه الاحتلال الأمريكي في العراق

الصقر العراقي

وضعت الإدارة الأمريكية السابقة إدارة اوباما في حال لا تحسد علية مطلقا في العراق ومنطقه الشرق الأوسط نتيجة لسياسة هوجاء منفعلة استندت الى أكاذيب وأحقاد شخصية بعيدة عن المنطق كانت نتائجها مؤشر لبداية انهيار مرتقب لأقوى دولة في العالم المعاصر.

ان مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق المتبنى في الإدارة الأمريكية السابقة والذي ورثته الإدارة الحالية جاهدة للخروج من مأزقه وتداعياته بشكل يناسب مكانتها الدولية وهيبتها بأقل الخسائر يواجه تحديات حقيقية ملموسة ألقت بظلالها على الولايات المتحدة الأمريكية منها:-

المقاومة العراقية والتي يشتد ساعدها يوما بعد يوم ويقوى برغم من مامارسته دوله الاحتلال وأجهزتها الاستخبارية من محاولات تشويه لسمعتها ومكانتها لدى العراقين، حيث أخذت قواعد المقاومة العراقية بكافة فصائلها تتسع وتتقوى مما يؤكد ان المستقبل سيكون لها إضافة الى زيادة في القدرات التنظيمية والعسكرية والتدريبية والتكنولوجية.لقد ترك نشاط المقاومة أثار بليغة وواضحة على دول الاحتلال عسكريا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا ولم يكن عملاء الاحتلال في منأى عن بعض هذه الآثار، كذالك استمرارية نشاط المقاومة المكثف ضد الاحتلال والصبر والمطاولة جعلها تكسب شعبية لدى الشارع العراقي وأوجدت قناعة لدى الشارع بأن لاحياة حرة كريمة تحت ظل الاحتلال وعملاء له من سياسين سراق فاسدين جاء بهم الاحتلال عاجزين عن تحقيق ابسط متطلبات الحياة للمواطن العراقي.

الإنفاق المالي الضخم على النشاط العسكري الأمريكي في العراق تجاوز حدوده المقررة وأنهك الميزانية الأمريكية بل تعداه الى دول كثيرة من دول الاحتلال واخذ يهدد الاقتصاد العالمي المرتبط اغلبه بالاقتصاد الأمريكي وهذا مما دعا الى الإدارة الأمريكية في البحث عن زيادة في التمويل وإيجاد مصادر تمويل أخرى من الأصدقاء.

ان مايواجه الاقتصاد الأمريكي مستقبل مظلم ومخاطر بسبب الحرب هذه فلا وجود للضوء في أخر النفق المظلم الذي دخلوه سيما وان الحصان الذي راهنوا عليه من أصدقائهم عملاء المنطقة الخضراء لم يكونوا كما يتوقعون بل كانوا علة عليهم في كثير من الأحيان وهم ألان عاجزون عن إدارة دفه الامور في العراق.

من الطبيعي ان لعامل الوقت في العمليات العسكرية دور كبير في تحديد النصر الذي اصبح دون سقف في الاحتلال هذا مما ضاعف من الإنفاق المالي والذي لم يخطط له هكذا فالاحتلال يسعى جاهدا لإنهاء العمليات العسكرية والخروج من المدن والسكن في القواعد للتقليل من الخسائر وفي ذهن قادته سؤال ما الذي يضمن لهم سكن أمن في قواعد ليست بعيدة من مطرقة المقاومة؟ وما الذي يضمن لهم ان يكون العراقيون لهم أصدقاء بعدما فعلوه بهم من ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية ان باب الاتفاق مفتوح على مصراعيه يهدد الاقتصاد الأمريكي والسؤال ماهو الإجراء الأمثل الذي يجب ان تتخذه الادراة الأمريكية من هذا المأزق وهذا التحدي الذي حملهم إياه من سبقهم؟

قتلى الجيش الأمريكي وعوائلهم الذي يزداد يوما بعد يوم يشكل تحدي داخلي حقيقي وقوي للإدارة الأمريكية برغم من الإعلان الأمريكي المضلل وان إدراك الشعب الأمريكي انه لم يكن العراق يوما من الأيام يمثل تهديدا للولايات المتحدة الأمريكية ولا يمثل الإرهاب بل كانت أسبابها باطله أخسر الادراة الأمريكية المصداقية والقاعدة الشعبية للاحتلال والاستمرار به وكان عامل مؤثر وقوي في إسقاط الإدارة السابقة وحزبها الحاكم كما ان قتلى المرتزقة سبب مآسي لعوائلهم المعبرين عنها بشكل او بأخر حيث يساندون عوائل قتلى الجيش الأمريكي داخل امريكا برغم من قبضهم المستحقات المالية فهم الأقرب والأكثر تعاطفا مع عوائل قتلى الجيش الأمريكي.

يطالب دافع الضرائب الأمريكي إدارته الحاكمة ويسئلها عن مجال إنفاق أمواله المستحصله منه والتي أهدرتها في حرب لاطائل فيها ولانتيجة ويشكل هذا تحدي داخلي قوي للإدارتين لاسيما وان الأزمة الاقتصادية لازالت ضرباتها متلاحقة ومستمره.

ان وضع الخطط والمشاريع الاحتلاليه للعراق وعدم القدرة على تنفيذها وتقديم الخسائر الكبيرة والغير متوقعه الى جانب استنادها على معلومات كاذبة يضع الإدارتين السابقة واللاحقة إمام تحدي كبير ومسائله قانونية داخلية وخارجية وعراقية عاجلا أم أجلا.

فشل وعدم فعالية عملاء الاحتلال من العراقين وعدم قدرتهم على أدارة الدولة وقصر نظرهم في كثير من الامور بل وغباء البعض منهم وانشغالهم بالسرقة والكسب الشخصي شكل تحدي كبير لإدارة الاحتلال فوجدوا انفسهم في بحر متلاطم لايعرفون كيف يخرجون منه وان شريكهم لايمتلك أدنى مستوى للقيادة والسيطرة حيث آلت امور الدولة الى وضع مزري جدا لا يرقى الى مستوى دولة كما وعد بها الاحتلال العراقين فعم الفساد الإداري والسياسي وانعدم الأمن والخدمات وأصبح البلد تحت مستوى الفقر.

مما ورد نجد ان الاحتلال في مأزق حقيقي اسمه العراق يتمثل بمقاومه مسلحه وسياسيه متنامية بفصائل متعددة تستنزف موارده المالية تحت ضغط أمريكي داخلي دون وجود سقف زمني لنهاية مشرفة الى جانب حلفاء عراقيين يمتازون بعدم القدرة والخبرة لإدارة الدولة، كذابين، سراق مستعدين في أي لحظه للهروب وترك الساحة إمام شعب حاقد عليهم وعلى من أتى بهم لما أذاقوه من ويلات.

أخيرا يبرز سؤال لكل من المقاومة والإدارة الأمريكية :-

هل على المقاومة العراقية ان تستمر بالطرق على الحديد وهو ساخن أم تتركه يبرد؟

هل تستطيع الإدارة الأمريكية الحالية ان تخرج بماء وجهها من العراق وتتخذ قرارا صائبا يترك العراق لأهله قبل فوات الأوان؟

حررت بتاريخ 29/10/2009

الموافق 10 ذي القعدة لسنة 1430

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق