الجمعة، 30 أكتوبر 2009

نشرة التحرك للثورة في سورية ليوم الجمعة 30/10/2009

حقّاً وعدلا، من يحكم سورية اليوم؟

هل هو بشار الأسد، أو أجهزة لا دينية إستبدادية

لماذا اعتُقُل الشيخ الكوكي البريء، ولم يُعتقل نضال نعيسة المجرم؟

بتاريخ 4/9/2009 استضاف برنامج الإتجاه المعاكس في قناة الجزيرة الذي يُديره الأستاذ فيصل القاسم كلً من الشيخ السوري عبد الرحمن كوكي، والسيد نضال نعيسة، وكان موضوع النقاش هو " المسلسلات ذات الطابع التاريخي" وكان النقاش خاصة عن مسلسل "باب الحارة"

لم أطلع على البرنامج في حينه، ولكني قرأت في وسائط الإعلام أن السلطات السورية قامت باعتقال الشيخ عبد الرحمن كوكي، عند عودته إلى سورية من قطر مؤخرا.

لجأت إلى موقع قناة الجزيرة لأطلع على النقاش كما هو مسجل، وأدخلت أسم نضال نعيسة في حقل "بحث" فظهرت لي شاشة تُبين جميع مشاركات السيد نضال نعيسة، وكان على رأسها " الفضائية – برامج القناة – الإتجاه.. ومن ثم نضال نعيسة، عبد الرحمن كوكي. بالنقرعليه لاختياره، ظهر موضوع "المسلسلات ذات الطابع التاريخي"، والذي كان السبب في اعتقال الشيخ كوكي (على الأغلب).

أستمعت إليه كاملا، بالصوت والصورة، وقرأت النص المنشور على ذات الشاشة، فلم أجد بالله، أي شيء يستوجب الإعتقال أو التحقيق على الإطلاق. وبالعكس فقد كان الشيخ كوكي يدافع عن القِيَم الأخلاقية والدينية التي كانت سائدة في المجتمع السوري، والتي ضاعت وانقلبت الى كثير من العادات غير الأخلاقية، ولم يكن في كلامه أي تعرض سياسي للنظام السوري، في حين كان مُعظم كلام السيد نضال نعيسة تهجما على الإسلام، وعلى قيمه وأخلاقياته، وانه سبب التخلف...

في ذات هذا اليوم وصلني email من السيد نضال نعيسة بعنوان "سايكس بيكو أمانة في أعناقكم" ولدى قراءته، وجدت أن الرجل يتكلم بعكس المفاهيم السائدة لدى الرأي العام السوري سياسيا ودينيا، وهو يتمادى إلى التهجم على الإسلام ورجالاته والفتوحات الإسلامية التي سمّاها بالغزو البربري المتعطش للدماء وقطع الرقاب، بل ويتمادى إستهزاء بقوله مستهزءا: "نشر دينٍ من عند الله"!

المقال مليء بالأكاذيب والإفتراءات على الحضارة العربية والإسلامية، ومليء بمزاعم سياسية معاصرة لا يُمكن تسميتها بأقل من الخيانة القومية والعربية والسورية،

أعتقد ان هذا المخلوق هو أقرب إلى الجنون منه إلى العقل، فكيف يريد أن تكون دولة عربية إسلامية قبل 1400 سنة مماثلة لتنظيم الدولة الحديثة؟ وأرد عليه: هل كان في جميع العالم شيءٌ مثل ما يتفاخر به بأنه من منجزات سايكس وبيكو قبل 1400 سنة؟ أم إنه حتى أوربا ذاتها كانت عنوانا للجهل والتخلف وتحكمها وتتحكم فيها إرادات رجال الكنيسة ومحاكم التفتيش، والإقطاعية السياسية الظالمة غير المنضبطة بأية قوانين أو نظم على الإطلاق، حتى إلى وقت قرب والذي لا يزيد عن قرون ثلاثة، حين تمكنت ثورة النهضة الحديثة من أخذ دورها وإنهاء الإقطاع وعزل تسلط الكنيسة، وما كان هذا في يوم واحد بل امتد في مخاضات زادت مدتها عن قرن كامل!

إنَّ من حقّ نضال نعيسة أن يكون مؤمنا أو كافرا، فهذا لا حق لأحد أن يتدخل فيه، وهو مسألة خاصة بالإنسان نفسه، ولكن أن يتمادى إنسان مدعوم بالقرابة لعائلة الرئيس، بالتمادي ومهاجمة الأديان، والإسلام خاصة، فهذا أمر يرفضه القانون والأخلاق والمبادىء، والمتدينين المسلمين والمسيحيين معا! ولا يمكن وصف ذلك إلا أنه تهجم سيء، يهدف إلى التفرقة بين أبناء الوطن الواحد وإثارة نعرات دينية يرفضها مجتمعنا العربي السوري إطلاقا.

أمّا الإعتزاز بسايكس بيكو وتقسيمه سورية إلى أربع دويلات، فما كان إلا جريمة تاريخية رفضها، ويرفضها كل سوري وعربي وطني شريف، وما كانت إلا تآمرا لمنع إنشاء دولة قوية عربية في شرق البحر المتوسط، وتمهيدا لإنشاء إسرائيل، فكان لهم ما أرادوا، وذلك من خلال المجرمان سايكس وبيكو لعنهما الله، ولعن كل من لا يلعنهما، ويلعن كلَّ من يوافقهما على جريمتها!

أعود إلى الموضوع الإساسي وهو أنه كان هناك مناظرة بين الشيخ كوكي، ونضال نعيسة الذي كان مُقرفا بحق في حديثه. والتساؤل لماذا يعتقل الشيخ كوكي، وهو لم يتحدث إلا عن المثل الأخلاقية التي كانت سائدة في بلادنا قبل عقود. وكيف لا يعتقل نعيسة رغم أنه استهزأ بكل القيم القومية والإسلامية والأخلاقية، وبما يخالف الدستور السوري النافذ؟

ومن جهة أُخرى فقد تحدثت صحف ومواقع سورية بأن سبب الإعتقال هو قيام الشيخ كوكي، بانتقاد – أو التهجم – على طنطاوي شيخ الأزهر. وإن كان هذا السبب صحيحا – وهو ليس صحيح بالتأكيد – فكيف كانت جميع الصحف والمواقع والشخصيات السورية والمعلقين من المواطنين يهاجمون الطنطاوي لتصرفات الفجّة وتصريحاته المستهجنه، وسلامه الحار بكلتا اليدين على رئيس دولة إسرائيل، بل ويهاجمون رئيس مصر حسني مبارك ذاته، وإبنه وحكومته، باتهامهم بالخيانة والفساد واللإنسانية في موقفهم من أهل غزة، ومُشاركتهم إسرائيل في حصارها وحرمانها أهل غزّة حاجتهم إلى الطعام والدواء؟ ولم يتعرض الأمن لأيٍّ من تلك الإنتقادات، وهي لا زالت مستمرة حتى الآن. وهذا معناه أن سبب اعتقال الشيخ كوكي الحقيقي ليس هجومه على طنطاوي، وإنما هو نوعية الصراع والكلام الذي أفحم به الشيخ كوكي خصمه نعيسة في حلقة الإتجاه المعاكس، مما جعله يخرج من النقاش مهزوما ذليلا ولدرجة انتقاده بشدة من قبل مدير البرنامج الأستاذ فيصل قاسم عدة مرات لشذوذ مواقفه وآرائه!

يسوقنا الأمر بشكل واضح، إلى أن من اعتقل الشيخ كوكي، هو بالذات نضال نعيسة أحد أقرباء الرئيس بشار الأسد لوالدته، وذلك عن طريق أحد ضباط الأمن الموالين قرابة أو استخذاء وعمالة.

وهل وصلت أمور سورية إلى أن يُعتقل مواطن مُحترم لأنه يعلن حاجة بلادنا ومجتعاتنا إلى القيم الأخلاقية والدينية؟

وهل يأمن مواطن على نفسه بعد اليوم أن يعتقله أي قريب للرئيس إذا خالفه الرأي؟ وهل هذه هي الحرية والأمن الذي تمكنت السلطة السورية من نشرها في سورية ويتبجح به الموالون والمدافعون عن السلطة السورية؟ ومثالهم إثنين ممن قرأت لهم في أحد المواقع العربية ARABWATA والذين وصفا سوريا بدولة القانون والأمن!!؟؟ إلى درجة أني ظننت أنهما يتكلمان عن سويسرة لا سورية، علما بأن كل مواطن يعلم ان السلطة السورية لا تُخالِف وتنتهك القوانين فحسب، بل هي قد إنتهكت الدستور ذاته في ثلاث وثلاثين (33) مادة منه، وهذا أمر لم يجري في تاريخ أي دولة في العالم إلا سورية "دولة القانون والأمن" التي يتمكن فيها إنسان فاسق من تسخير قوى الأمن لاعتقال مواطن محترم، كل ذنبه أنه افحمه في نقاش، يؤيده به أكثرية الشعب العربي السوري!

وهناك تساؤل هام، وهو كيف يسكت علماء ومشايخ المسلمين في سورية وغيرها – على إختلاف مذاهبهم – وهناك فاسق يتهجم علنا في الصحف والتلفزيون على الإسلام وعقيدته وتاريخه ورجالاته، بل ويتمادى بالإستهزاء على الله ودينه، وهم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) البقرة}؟ هل استولى عليهم الطمع برضاء ورواتب الحاكم، ودعوته لهم لإفطار رمضان، فدخلوا في قول الله تعالى {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82 ) الواقعة}؟ أو أنهم يخشونه فدخلوا في قول الله تعالى {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ - (13) التوبة}؟ أو أنهم نسوا مهمتهم اتي حددها الله لهم بقوله { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) آل عمران }؟ ألهذه الدرجة وصل الصمم والخرس والعمى عند بعض من يُفترض أنهم موجهون شرعيون لأحكام الله؟ { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف}!

مرفق بهذه النشرة، نص الإيميل الذي يتضمن مقالة نضال نعيسة "سايكي بيكو أمانة في أعناقكم" ويمكن الإطلاع عليه بالنقر على أحد المرفقين أعلاه.

إن الحادثة المذكورة لتُشكل صورة فاضحة عمّا وصلت إليه حالة البلاد والشعب من تسلط بغيض من بعض الأقرباء من رموز الفساد، الذي لم يعد يمنعهم أي مانع من حياء أو خلق، أو شرف أو التزام بقانون، أو اعتبار لحقوق المواطنين وكرامتهم!

وماذا على الشعب أن يفعل ؟

إننا اليوم ننتظر توجه الرئيس بشار الأسد في قبوله لخطوة الإصلاح المطروحة. وإن الجميع ليأمل موافقته عليها، لتجنيب البلاد هزات عنيفة، قد تكون خطيرة، ولكنها ستحقق بالتأكيد مصلحة الوطن والشعب، ذلك لأن أي حال مهما بلغت درجة شدّته، أصبح أفضل بالتأكيد من إستمرار الحال الحالي الموصوف بالتخريبي والفاشل والميئوس منه والمؤلم لدرجة عدم الإحتمال من مختلف فئات الشعب!

وفي كلِّ الأحوال، ليستمر كلٌّ مواطن بذاته بالمرحلة الأولى من العصيان المدني تحضيرا لاحتمال ردّ سلبي لا نرجو حصوله، وذلك بالإمتناع الكامل والشامل عن دفع جميع الضرائب والرسوم والتي تعني رفض أكثرية الشعب للحكومة وسياستها الإقتصادية التخريبية الإفقارية. ولنبدأ بهذا التحرك السلمي الذي لا مخاطرة فيه اليوم، ولنضغط، وليراقب العالم كيف أن الشعب السوري قادر على فرض مشيئته.

وبعدُ، هل تسمح لي أيها المواطن أن أتساءلك، فيما إذا كنت ستدفع بعد كلِّ ذلك أية ضرائب أو رسوم لحكومة الفساد والنهب والتخريب والخيانة؟ إن قلت نعم:

1. فأنت تخون نفسك ومصالحك، ومستقبل أولادك، وتخون شعبك ووطنك وعروبتك!

2. وأنت تخون ربّك ودينك بإستكانتك للظالم، وأي ظلم بعد ما تفعله العصابة بك وبالشعب

3. وأنت تخون القِيَم الأخلاقية التي نشأت عليها العرب وقام عليها الإسلام والمسيحية!

ولا أظن أن مواطنا شريفا مُخلصا مُلتزما يقبل بارتكاب عظيم الخيانات المذكورة!

إن حتمية الثورة أصبح ضرورة حياة أو موت بالنسبة لسورية، ولشعبها المُنتهكة كافة حقوقه ومصالحه، وتقضي الضرورة قيامها لإنهاء حكم الخيانة والتخريب والفساد، شاملة: الجيش والأمن، ونقابات العمال والفلاحين، والتجار والصناعيون والمزارعون وأعضاء النقابات جميعاً، والبعثيون وأعضاء الأحزاب الشرفاء، وأساتذة وطلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ورجال الدين المخلصين دينهم لله، وليس لأعداء الله وأعداء الوطن والشعب

فلنبدأ من الساعة ولنعاهد الله، ولتبدأ الثورة بمرحلة أوّلية تحذيرية فعّالة وسلمية، وهي إمتناع كلُّ مواطن عن دفع أيِّ من الضرائب إطلاقاً إلى الحكومة الحالية، فهذا مدخل أمين فعّال لإنهاء حكم الظلم والظلام، ذلك أن المال هو عصب الدولة في سلطتها، وأن هدف العصابة من الحكم هو نهب المال الذي يدفعه المواطنون، فإن افتقدوه إضطروا أيضاً إلى عدم دفع الرواتب للموظفين والجيش والأمن، فعندها سيتحرك الجميع للخلاص من الخونة وتقديمهم إلى القضاء لتنفيذ عدالة الله والقانون فيهم، واسترداد ما نهبوه.

أيها المواطن العربي السوري،

عهدَ الله، وعهدَ الإخلاص لوطنك وشعبك وأسرتك ونفسك:

الإمتناع الشامل الكامل عن دفع أيٍّ من الضرائب والرسوم إلى حكومة الفساد والتخريب والخيانة، فهو الطريق الحق الآمن السلمي والأكيد للخلاص نهائيا من عصابة التسلط والفساد والتخريب والخيانة.

هو عهدٌ مع الله، فالتزمه كرجل وكمؤمن، وحتى إنحسار حكم بشار الأسد وأقربائه وعصابته عن البلاد، وعن صدر الشعب نهائياً، وإلى الأبد.

ولنتساءل: هل نريدها ثورة سلمية بالعصيان المدني السلمي، والإمتناع عن دفع الضرائب، أو نترك الأمور حتى تتفاقم أكثر وأكثر، فلا ينفع معها يومئذ إلا ثورة دموية عنيفة تحرق الأخضر واليابس في سبيل الخلاص من العصابة؟

والله أكبر، وإلى نصر تُحقّق فيه الثورة: ديموقراطية الحكم وأخلاقيته وإخلاصه لخدمة الشعب، وتعمل على إعادة تنمية البلاد وإيجاد العمل لملايين العاطلين، واستعادة أموال الفساد من الفاسدين، فإما إعادة ما نهبوه، أو هو حكم الإعدام { إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }

وإلى مستقبل وحكم ديموقراطي نزيه، يُمثل جميع الشعب ومصالحه تمثيلا صحيحاً، ويوفر له حرياته الإنسانية والدستورية، ويعمل للبناء والتطوير وحقوق الشعب، ولتنتهي مرّة وإلى الأبد: مرحلة سوداء من الإستبداد الديكتاتوري والفساد وسرقة مال الشعب والدولة معاً، والتسلط والظلم والظلام، والبطالة والأزمات التي خلقوها خلقاً، وفاقموها ظلما وعدواناً.

بكلّ إحترام/ المهندس سعد الله جبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق