الجمعة، 29 يناير 2010

مصر والأردن في الصحافة الإسرائيلية


كتب : عريب الرنتاوي

رسمت الصحف الإسرائيلية خلال العشرة أيام الفائتة، صورتين مختلفتين، حد التناقض، واحدة للأردن، والعلاقات الأردنية الإسرائيلية استتباعا، والثانية لمصر وطبيعة العلاقة المصرية الإسرائيلية في لحظتها الراهن، ومن المثير حقا، تصفح الصورتين، ووضعها في مقابلة إحداهما الأخرى، أقله لأن كلتا الدولتين، الأردن ومصر، تنتميان لما يعرف بـ"معسكر الاعتدال" العربي، وهما إلى جانب ذلك، الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتان وقّعتا معاهدتي سلام مع إسرائيل، طبعا مع فارق الحجم والوزن الذي لا يخفى على أحد.
صحف تل أبيب ضجت بالمقالات والتصريحات والتعليقات التي تصف العلاقة الأردنية – الإسرائيلية بالفاترة والباردة، والتي تتحدث عن "قطيعة" بين بينيامين نتنياهو والملك عبد الله الثاني، و"توقف شبه تام" في الاتصالات بين الجانبين، وتراجع في وتيرة الاتصالات رفيعة المستوى، وحتى عندما رد مكتب نتنياهو نافيا هذه التقارير، مستشهدا بزيارة عوزي آراد مستشار الأمني القومي الإسرائيلي لعمان، جاء التوضيح الأردني ليقول أن الرجل زار عمان فعلا، مرتين وليس مرة واحدة، ولكن في تاريخ سابق للتاريخ الذي أوردته "التسريبات"، ولم يلتق الملك، ولم يترتب على زيارتيه شيئا.
في المقابل، تحدثت الصحف ذاتها، بالمقال والتصريح والتعليق، عن العلاقات المصرية – الإسرائيلية بكثير من الارتياح البالغ حد الإشادة والثناء والرضى، فالدولتان شريكتان في فرض الحصار على غزة، والتضييق على حماس، وملاحقة الأنفاق وتدميرها كل بوسائله الخاصة، إسرائيل بقنابل الطائرات وصواريخها، ومصر بخراطيم المياه وأنابيب الغاز والتفجيرات الارتدادية الكفيلة بدفن العاملين في الأنفاق أحياء تحت ركام رمالها وترابها.
في معرض تفسيرها لأسباب "الفتور والقطيعة" بين عمان وتل أبيب، تسرد صحف تل أبيب قائمة لا منتهية من العناوين، من "الرصاص المصهور" على غزة، وانتهاء بلفائف البحر الميت، مرورا بعرقلة عملية السلام والتوسع في الاستيطان والتهويد الزاحف على القدس والمقدسات، عطفا على الحفريات المهددة لسلامة الأقصى والقيامة، إلى غير ما هنالك من عنواين يعد كل واحد منها لوحده، جريمة حرب، أو جريمة ضد الإنسانية.
أما في معرض تفسيرها للحرارة غير المسبوقة التي تدب في عروق العلاقات المصرية الإسرائيلية، فإن هذه الصحف تتحدث عن مروحة واسعة من الأسباب، تبدأ بالعداء المشترك لإيران، القوى الإقليمية الطامعة والتدخلية، ومصلحة الطرفين في عدم تمكينها من امتلاك أنياب نووية، مرورا بالرغبة في عزل حماس وإضعافها وإسقاطها، عطفا على "حربهما المشتركة ضد التهريب والأنفاق والإرهاب" وانتهاء بالجدار الفولاذي الذي ينهض كشاهد على "الخدمات التي تقدمها مصر للأمن الإسرائيلي" وفقا للبروفيسور الإسرائيلي إياه.
إسرائيل سربت، والأردن نفى أن يكون تلقى عن طريق عوزي آراد "منحة" من نتنياهو بتوسيع دوره الأمني في الضفة الغربية، إسرائيل لم تتقدم والأردن لم يقبل، بل أن إسرائيل لم تتقدم بالعرض لإدراكها المسبق بالرفض الأردني الحاسم له، خصوصا بعد أن وضع الملك النقاط على الحروف ذات لقاء مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى البلاط الهاشمي، حين شدد التزام الأردن بعدم استبدال الدبابة الأردنية بالدبابة الإسرائيلية.
في المقابل، إسرائيل سرّبت، ومصر لم تنف، والسلطة اشتكت، من ضغوط مصرية – إسرائيلية مزدوجة على الرئيس عباس للإلتحاق بمائدة المفاوضات من دون الحصول على تعهد إسرائيلي بتجميد الاستيطان بصورة شاملة، وفي معرض تغطيتها لزيارتي نتنياهو ولاحقا باراك لمصر، ورد الحديث بلغة "الشركاء في المساعي لجلب عباس إلى مائدة المفاوضات"، وهي المعلومة التي أكدتها مصادر أخرى، وصدرت على لسان محمود عباس على شكل بوح وشكوى و"شد شعر الرأس".
صورتان مختلفتان، لم نتدخل في رسم أي منهما، نعرض لهما من دون تعليق، و"فهمكم كفاية"

سويديون في بيروت لدعم المقاومة


د.محمد رحال.السويد     29/01/2010
المؤتمر الحاشد والذي عقد في بيروت في الخامس عشر من الشهر الجاري والذي حضره الكثير من النخب العربية بكافة أشكالها وألوانها وأطيافها ، هذا المؤتمر لم يكن يخص في دعوته مقاومة معينة باسمها أو لونها ، وانما كان مؤتمرا جمع أشكالا وأصنافا من المقاومة العربية والاسلامية وأنصارها ، فقد كان في هذا المؤتمر الناجح من يؤيد المقاومة بكافة أشكالها باعتبارها حلا وحيدا للوقوف سدا أمام الانهيار العربي المتهاوي تحت سيول أمواج المد الصهيوني والذي تغلغل الى امتنا عبر أسماء وعناوين وأشخاص وأقلام وبرامج شتى ومتنوعة ، فهناك من كان مع المقاومة الفلسطينية ، وهناك من كان مع بعض فصائلها دون الاخرى ، وهناك من كان مع المقاومة العراقية الباسلة مع تحفظه على مواقف المقاومات العربية الاخرى والتي تخلت عن اهم مقاومة في تاريخ امتنا العربية ، وكان ابناء هذه المقاومة كالايتام ، ولاينال ابطالها الا معسول الكلام وسيل الخطب ، كما كان بين الموجودين من يدعم المقاومة في جنوب لبنان ولا يرى العالم الا من خلال ماتراه تلك المقاومة التي كسرت رمزية الصهيونية وجبروتها ، وهناك من رأى في هذا المؤتمر حضورا جيدا للجانب الايراني ورأى فيه دعما كبيرا للخط العربي والاسلامي المقاوم ، وهناك من رأى في هذا التواجد تطفلا ايرانيا وحشرا لها في مشاكلنا العديدة واقحام لعدو فرض نفسه كداعم كبير للقضية الفلسطينية في طرف ومتآمر عليها في العراق من طرف آخر ، وهو موقف لم يستطع غالبية الاطراف الاجابة عليه ، وعلى كل حال فقد كان من حضر ضيفا على المقاومة ونصيرا لها او لبعضها .
ضيوفي وضيوف المؤتمر من الجانب السويدي وكانوا ثلاثة من النخب السويدية البارزة ومن اعلام السويد ، وابرزهم الشاعر والكاتب  السويدي محمد عمر والذي يعتبر نقطة هامة وعلامة مضيئة وبارزة ومتميزة في عالم الادب السويدي ، والذي سبب اسلامه صدمة كبيرة لدى اللوبي الاعلامي الصهيوني الحاكم في السويد ، فتناوله الاعلام السويدي على انه راديكالي متطرف معاد للسامية ، ومورست عليه ضغوطا شديدة ، ومع هذا الشاعر كان في الوفد السويدي الناشط السياسي المخضرم لاسي ويلمسون والذي كان من مفكري اليسار السويدي ومفكري الصهيونية ، وكان يهوديا ، والذي شهد حربا ضارية بعد انقلابه على اليهودية والصهيونية باعتبارها حركة عنصرية لاعلاقة للدين اليهودي بها ، وفي نفس الوقت لاعلاقة للدين اليهودي نفسه باليهود الاوروبيين والذين لاينتسبوا الى اليهودية دما ، كما وكان في الوفد مخرج افلام سويدي متميز ومخرج مسرحي .
هؤلاء الضيوف الذين سعوا الى المؤتمر وبالرغم من الرحلة الطويلة والمنهكة فانهم سعوا الى الاستفادة من عامل الوقت وفرصة وجود عدد من الشخصيات الهامة والتي تمكنوا من لقائها ، وصوروا جوانب كثيرة من هذه اللقاآت وكانت عواطفهم مع كلمات المحاضرين جياشة وتعبر عن تاثر كبير ، وحمل الاعضاء الضيوف علم فلسطين على الحدود في الجنوب اللبناني وكانوا مزهوين بحمله ، وكان لقائهم مع الشيخ الضاري في جناحه مؤثرا حيث انتهى ذلك الاجتماع بوداع حزين هم فيه الصهيوني السابق ابن السبعين عاما بتقبيل يد الشيخ حارث الضاري ، ومعه خرج ضيوفي وضيوف المؤتمر بانطباع حزين جدا عن تخلي العرب والمسلمين عن المقاومة العراقية بكل اصنافها واشكالها.
لم ينته المؤتمر بالنسبة لهؤلاء المجموعة النشطة ، وانما كان حديث العودة معهم هو السؤال الملح : ماذا سنعمل لدعم المقاومة ، وماذا نستطيع ان نقدم من عون ، وفور وصولهم الى السويد وخلال ايام قلائل كان الشاعر محمد عمر قد فرّغ ماجمعه في كاميراته ورأسه من افكار وصبها في مدونته التي يعرفها مثقفوا السويد ويمر عليها الآلاف يوميا وعلى هذا الرابط:
ولم يكن لاسي ويلمسن باقل نشاطا ، حيث افرغ ايضا ماجمعه في مدونته الشهيرة وعلى هذا الرابط:
وكان لمخرج الافلام السويدي شأن اخر والذي انصرف لاتمام فيلم يتضمن عملا لدعم المقاومة ، وتوج نشاط المجموعة بالدعوة الى محاضرة في مدينة ابسالا السويدية حضرها عدد من المختصين والباحثين في المجال العربي والمعادين للصهيونية ، والقى فيها السيد لاسي ويلمسن محاضرة صرف مقدمتها كاملة عن رحلته الى بيروت والاهتمام الذي حظي به الاعضاء الضيوف والاثر الكبير الذي تركته تلك الرحلة في نفوسهم ، وبرز في هذه المحاضرة الاثر الكبير الذي تركه الناشط المغربي في السويد السيد احمد رامي وصاحب فكرة راديو اسلام والذي كان اول من تمدد في السويد اعلاميا عن طريق راديو اسلام فكانت كالحجر الثقيل الذي حرك امواج البحيرة السويدية والمسيطر عليها صهيونيا ، حيث كان غالبية الحضور في القاعة من انصاره والمدافعين عته في المحاكم السويدية ، في اوقات ابتعدت عنه وعن نصرته ابناء الجالية العربية ومدّعوا نصرة الاسلام والمسلمين.
لقد قدم الوفد السويدي صورة عن نوعية النشاط الذي يقدمه الشرفاء في الغرب من حملة الفكر الانساني الواعي والمتقدم ، وهي صورة المفكر الناشط والذي استفاد من هذه الضيافة ليس من اجل التهام الطعام وزيادة الوزن ، وانما من اجل التفكير المستمر في الكيفية التي سيساعدون بها المقاومة ونصرتها.
       د.محمد رحال


د.محمد رحال.السويد     
المؤتمر الحاشد والذي عقد في بيروت في الخامس عشر من الشهر الجاري والذي حضره الكثير من النخب العربية بكافة أشكالها وألوانها وأطيافها ، هذا المؤتمر لم يكن يخص في دعوته مقاومة معينة باسمها أو لونها ، وانما كان مؤتمرا جمع أشكالا وأصنافا من المقاومة العربية والاسلامية وأنصارها ، فقد كان في هذا المؤتمر الناجح من يؤيد المقاومة بكافة أشكالها باعتبارها حلا وحيدا للوقوف سدا أمام الانهيار العربي المتهاوي تحت سيول أمواج المد الصهيوني والذي تغلغل الى امتنا عبر أسماء وعناوين وأشخاص وأقلام وبرامج شتى ومتنوعة ، فهناك من كان مع المقاومة الفلسطينية ، وهناك من كان مع بعض فصائلها دون الاخرى ، وهناك من كان مع المقاومة العراقية الباسلة مع تحفظه على مواقف المقاومات العربية الاخرى والتي تخلت عن اهم مقاومة في تاريخ امتنا العربية ، وكان ابناء هذه المقاومة كالايتام ، ولاينال ابطالها الا معسول الكلام وسيل الخطب ، كما كان بين الموجودين من يدعم المقاومة في جنوب لبنان ولا يرى العالم الا من خلال ماتراه تلك المقاومة التي كسرت رمزية الصهيونية وجبروتها ، وهناك من رأى في هذا المؤتمر حضورا جيدا للجانب الايراني ورأى فيه دعما كبيرا للخط العربي والاسلامي المقاوم ، وهناك من رأى في هذا التواجد تطفلا ايرانيا وحشرا لها في مشاكلنا العديدة واقحام لعدو فرض نفسه كداعم كبير للقضية الفلسطينية في طرف ومتآمر عليها في العراق من طرف آخر ، وهو موقف لم يستطع غالبية الاطراف الاجابة عليه ، وعلى كل حال فقد كان من حضر ضيفا على المقاومة ونصيرا لها او لبعضها .
ضيوفي وضيوف المؤتمر من الجانب السويدي وكانوا ثلاثة من النخب السويدية البارزة ومن اعلام السويد ، وابرزهم الشاعر والكاتب  السويدي محمد عمر والذي يعتبر نقطة هامة وعلامة مضيئة وبارزة ومتميزة في عالم الادب السويدي ، والذي سبب اسلامه صدمة كبيرة لدى اللوبي الاعلامي الصهيوني الحاكم في السويد ، فتناوله الاعلام السويدي على انه راديكالي متطرف معاد للسامية ، ومورست عليه ضغوطا شديدة ، ومع هذا الشاعر كان في الوفد السويدي الناشط السياسي المخضرم لاسي ويلمسون والذي كان من مفكري اليسار السويدي ومفكري الصهيونية ، وكان يهوديا ، والذي شهد حربا ضارية بعد انقلابه على اليهودية والصهيونية باعتبارها حركة عنصرية لاعلاقة للدين اليهودي بها ، وفي نفس الوقت لاعلاقة للدين اليهودي نفسه باليهود الاوروبيين والذين لاينتسبوا الى اليهودية دما ، كما وكان في الوفد مخرج افلام سويدي متميز ومخرج مسرحي .
هؤلاء الضيوف الذين سعوا الى المؤتمر وبالرغم من الرحلة الطويلة والمنهكة فانهم سعوا الى الاستفادة من عامل الوقت وفرصة وجود عدد من الشخصيات الهامة والتي تمكنوا من لقائها ، وصوروا جوانب كثيرة من هذه اللقاآت وكانت عواطفهم مع كلمات المحاضرين جياشة وتعبر عن تاثر كبير ، وحمل الاعضاء الضيوف علم فلسطين على الحدود في الجنوب اللبناني وكانوا مزهوين بحمله ، وكان لقائهم مع الشيخ الضاري في جناحه مؤثرا حيث انتهى ذلك الاجتماع بوداع حزين هم فيه الصهيوني السابق ابن السبعين عاما بتقبيل يد الشيخ حارث الضاري ، ومعه خرج ضيوفي وضيوف المؤتمر بانطباع حزين جدا عن تخلي العرب والمسلمين عن المقاومة العراقية بكل اصنافها واشكالها.
لم ينته المؤتمر بالنسبة لهؤلاء المجموعة النشطة ، وانما كان حديث العودة معهم هو السؤال الملح : ماذا سنعمل لدعم المقاومة ، وماذا نستطيع ان نقدم من عون ، وفور وصولهم الى السويد وخلال ايام قلائل كان الشاعر محمد عمر قد فرّغ ماجمعه في كاميراته ورأسه من افكار وصبها في مدونته التي يعرفها مثقفوا السويد ويمر عليها الآلاف يوميا وعلى هذا الرابط:
ولم يكن لاسي ويلمسن باقل نشاطا ، حيث افرغ ايضا ماجمعه في مدونته الشهيرة وعلى هذا الرابط:
وكان لمخرج الافلام السويدي شأن اخر والذي انصرف لاتمام فيلم يتضمن عملا لدعم المقاومة ، وتوج نشاط المجموعة بالدعوة الى محاضرة في مدينة ابسالا السويدية حضرها عدد من المختصين والباحثين في المجال العربي والمعادين للصهيونية ، والقى فيها السيد لاسي ويلمسن محاضرة صرف مقدمتها كاملة عن رحلته الى بيروت والاهتمام الذي حظي به الاعضاء الضيوف والاثر الكبير الذي تركته تلك الرحلة في نفوسهم ، وبرز في هذه المحاضرة الاثر الكبير الذي تركه الناشط المغربي في السويد السيد احمد رامي وصاحب فكرة راديو اسلام والذي كان اول من تمدد في السويد اعلاميا عن طريق راديو اسلام فكانت كالحجر الثقيل الذي حرك امواج البحيرة السويدية والمسيطر عليها صهيونيا ، حيث كان غالبية الحضور في القاعة من انصاره والمدافعين عته في المحاكم السويدية ، في اوقات ابتعدت عنه وعن نصرته ابناء الجالية العربية ومدّعوا نصرة الاسلام والمسلمين.
لقد قدم الوفد السويدي صورة عن نوعية النشاط الذي يقدمه الشرفاء في الغرب من حملة الفكر الانساني الواعي والمتقدم ، وهي صورة المفكر الناشط والذي استفاد من هذه الضيافة ليس من اجل التهام الطعام وزيادة الوزن ، وانما من اجل التفكير المستمر في الكيفية التي سيساعدون بها المقاومة ونصرتها.
       د.محمد رحال

غيبوبة النظام الرسمي العربي


عبدالله الصباحين

 عندما يرتهن النظام أو الفرد لبرنامج ومخطط غيره يصبح عديم الفائدة ومسلوب الإرادة وبينه وبين الواقع خصومه يرى الأمور بمنظار أسياده وينفذ توجيهاتهم حتى أن رغباتهم تصبح لديه دستورا وهذا حال أنظمتنا الرسمية تخطط وتتحرك بتابعية واضحة مخجلة، تشد عزمها أنصاف الحلول وتثيرها صغائر الأشياء، وتبقى بعيدة عن تشخيص الواقع وغير قادرة على فهم حراك الشارع.
ومن العراق الذي يواجه وحيدا مصيره تتنكر له الأنظمة الرسمية لتصبح المقاومة العراقية بدون غطاء إعلامي ودون إسناد عربي رسمي، وفي اليمن وفلسطين تقود الأنظمة حرب الإنابة عن أمريكا وحلفائها ليكون الشعب العربي الخاسر الوحيد في معارك النفوذ بين إيران وأمريكا.
غيبوبة النظام الرسمي دامت طويلا، وإيقاظها يحتاج حراك شعبي يهز تيجانها وعروشها فإما أن تسقط أو أن تصحو رغما عنها.
وعليهم دراسة التاريخ جيدا ففيه من العبر ما يضمن أن تهتز له أبدانهم.
للوطن العربي أوراق رابحة سياسية وجغرافية واقتصادية لكن هذه الأوراق تغيب عن أجندات المؤتمرات الرسمية والسبب أن جدول الأعمال يكون جاهزا من مدراء مسرح الدمى.
العراق والاحواز واليمن أوراق ضغط ضد إيران وحليفتها أمريكا، ولا يوجد شيء يتحمله واقصد الأنظمة بل ليرفعوا وصايتهم عن الشعب ويتركوا الأمة تعبر عما تريد فهي قادرة على زلزلة الأرض من تحت أقدام الغزاة.
موقف واحد للأنظمة العربية بأنها ستوقف التعاون الأمني مع أوروبا وأمريكا قادر على تغير خارطة الكون.
لا بديل لمصادر الطاقة (النفط) لا نريده سلاحا بالمنع بل بتخصيص حصة ثابتة لكل دولة، عودة مقاطعة الكيان الصهيوني، وعزل إيران دبلوماسيا ستتغير الكثير من الحقائق.
على الأنظمة الرسمية المراهنة على المقاومة وعلى الشعب وإرادته الحرة.
المقاومة العراقية بقيادتها الرسمية والشرعية لم تغلق الباب ولا زالت تحافظ على أمن الدولة القطرية ونظامها الرسمي فلتتفكر الأنظمة الرسمية من حجم المقاومة في قلوب العرب.
فلتكون ساعات العودة للشعب وخياراته التي أعلنت أكثر من مرة، وعلى الأنظمة أن تدرك أن الماء ماء مهما كانت درجة غليانه سيبقى عدو النار نار المجوس والامبريالية والرجعية.
ما نحتاجه وقفه مع الذات لتحديد الأولويات والأهداف

الزبونية في الحركة الانتقالية المحلية تؤدي إلى الإضراب عن الطعام


م. السباعي

لم تجد الأستاذة (نعيمة. س) العاملة بمجموعة مدارس علال بن عبد الله بارغيوة، من وسيلة أو طريقة للرد على الحيف الذي لحقها نتيجة رفض طلبها للانتقال إلى مدرسة الشريف الإدريسي أو مدرسة المغرب العربي الموجودتين بالمجال الحضري لمدينة تاونات، سوى الاحتجاج بالدخول في اعتصام لمدة أسبوع داخل نيابة تاونات ابتداء من يوم الخميس الأخير 21 يناير الجاري. ومن المقرر أن تتبعه بإضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم الأربعاء المقبل 27 ينايرالجاري.
هذا الحيف كشف بالملموس عن سياسة العشوائية والزبونية التي يتم من خلالها تسيير الشأن التعليمي وتدبير الموارد البشرية بهذه النيابة. فقد شاركت هذه الأستاذة في الحركة الانتقالية المحلية، وتم رفض طلبها بدعوى عدم وجود منصب شاغر بهاتين المؤسستين. غير أنها تفاجأت بتعيين أستاذة أخرى بإحدى هاتين المؤسستين( المغرب العربي)- حسب مصادر نقابية من عين المكان.
لعله من البؤس التدبيري لقطاع اجتماعي مثل قطاع التعليم المدرسي؛ الأولوية الوطنية الثانية بالمغرب؛ أن تمارس مثل هذه الممارسات ضد رجاله ونسائه. الأمر الذي يجعل السؤال محرجا حول الجدوى من القيم المواطنة التي تسعى المدرسة المغربية ترسيخها في نفوس الناشئة؟. وهو تدبير يتنافى وخطابات الحكامة الجيدة والتدبير الجيد، ويناقض مبدأ الاهتمام بالعنصر البشري. ومن جانب آخر يضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص المتضمن في القوانين المنظمة للحركة الانتقالية. ما يعني ضرب القانون عرض الحائط.
ورغم الجهود التي قام بها المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم من خلال مراسلة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تازة الحسيمة تاونات من أجل التدخل لحل هذا المشكل بعد رفض النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتاونات التدخل من أجل إحقاق حق الأستاذة. فإنها باءت بالفشل مادام الأمر قد وصل إلى الاعتصام فالإضراب عن الطعام. ترى هل يستحق إقرار مثل هذا الحق كل هذه الجهود، وكل هذا الاحتجاج؟. وهل من الضروري دائما أن يلجأ ذو حق إلى الاحتجاج لنيل حقه على حساب حقوق آخرين؟.
 لقد حمل المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم كل من النيابة الإقليمية والأكاديمية الجهوية مسؤولية ما قد يؤول إليه وضع الأستاذة المعنية. وأشار إلى أن عملية الحركة الانتقالية و"إعادة الانتشار" تعرف فوضى عارمة، تخلف استياء كبيرا في صفوف رجال التعليم بالنيابة، موضحا أن هذه العملية تنطلق مع بداية الموسم الدراسي ولا تنتهي مع نهايته، وتتميز بالعشوائية والزبونية والمحسوبية في غالب الأحيان. وقد حذرت الجامعة الوطنية للتعليم مرارا الجهات المسؤولة من تداعيات هذه الوضعية المرضية التي يتميز بها هذا الإقليم- حسبها.
لماذا ترهقون الناشئة بكل تلك الدروس النظرية عن المواطنة والمسؤولية والشفافية والنزاهة وتكافؤ الفرص... وهلم جرا من الروض إلى آخر مستوى تعليمي، وأنتم تعطون دروسا بليغة وعملية بممارساتكم وسلوكاتكم وإجراءاتكم وقراراتكم...؟

لا للسخرية والعبث بكرامة الصحافيين التونسيين


تتابع حملات التشهير والتشويه ضد الصحافة الحرة في تونس وتتشابه. فيختلط العزم على تحقير الشرفاء وامتهانهم والنيّة المبيّتة في إيغار الصدوروالعقول عبر نسيج من الأوهام والأكاذيب

لم يحدث أن انتـُهكت أخلاقيات الصحافة بهذا الشكل. داستها أقلام فزعة. لم يحدث أن انحدر المستوى بالصحافة التونسية، في وسائطها المختلفة، إلى هذا الحد الوضيع
إن هذه الأوقات لتبدو صعبة على أصحاب الضمائر الحية في هذه المهنة ، والوضع خطير على الجميع

هذا الهجوم العنيف والقاسي على الصحافيين التونسيين لم ينحصر عند صحافة المجاري، كما جرت العادة، بل نافستها بعض من الصحافة الوطنية وحتى عدد من الصحفيين المحسوبين على المعارضة، دون احتساب ذوي الهويات المجهولة والأسماء المستعارة ، ممن يعمدون إلى التعبير المنحرف عن
آرائهم بما يزيد من تعفين المناخ العام و يدفع نحو المزيد من الانحدار بالممارسة الإعلامية

لو كانت هذه الإخلالات محصورة ومعزولة لما أحدثت أثرا ولا حضيت بأدنى إهتمام، بل لعوملت بكامل الإحتقار الذي تستحقه. لكن من المؤسف أن نلحظ أن الأمر كان أشد وآلم... فيوميات من الصحف الجدية، ومواقع لناشطين، وبوابات للمجتمع المدني انخرطت في هذه الحملة بأن فتحت أعمدتها لنشر أشنع الافتراءات، بل وأضافت لها شيئا من بهاراتها. في حين سقطت مواقع ووسائط أخرى في الممارسة الانتقائية لحرية التعبير، فمقابل القدسية التي توليها لحرية الرأي والتعبير تجاهلت قدسية الحق في الرد. واختار بعضها الآخر المنع الواضح والرقابة الصارمة والتمييز ضد كل رأي معارض أومختلف.

نحن الصحافيين التونسيين ،
نعرب عن استنكارنا ورفضنا لكل هذه الممارسات المريبة
نعبر عن قلقنا إزاء انتشار هذه الظاهرة وتناميها الغريب
ندعوا سائر زملائنا إلى الذود بالشدة المطلوبة ضد هذه الأشكال من المصايقة والعسف المتواصل والمتصاعد ضد المهنة
نناشد كل الصحف والمواقع الإلكترونية والبوابات التونسية أن تحظر نشركل ما فيه مسّ وتعدّ على الحياة الخاصة للزملاء أو عائلاتهم أو كرامتهم
نذكر الجميع بأن قانون الصحافة يمنع كل تشهير أودعاية
ترسل التوقيعات إلى البريد الإلكتروني :
dignitejournaliste@gmail.com


Néji Bgjhouri, Assahafa
Maher Khlil, Aljazeera
Amel Bjaoui, Agence Tunis Afrique Presse TAP
Nedra Boukesra, Agence Tunis Afrique Presse TAP
Jamel Arfaoui, Magharibiya,
Najla BEN Salah, Magazine Réalités
Tawfik Ayachi, Attariq Al Jadid
Moes Jemaï, Radio et magazine Kalima
Mouldi Zouabi, Radio et magazine Kalima
Moez el Bey, Radio et magazine Kalima
Salma Jlassi, Journal Achâab
Zied Héni, Assahafa
Adel Thabti, Mouatinoun
Samira Kchaou Khiari, Ach-Ckourouk
Abdesslam Kekli, Al Mawqef
Faten Ghanmi, Aljazeera Children
Mohamed Hamrouni, Al mawqef Alarab (Qatari)
Walid Ferchichi, Business news, Al wihda
Ali Bouraoui, EWL, Paris
Naîma Charmiti, Réalités
Jamel Heni, Dar Medi@, Paris
Asma Sahboun, Ach-Chourouk
Zouhir Latif, Journaliste Reporter d'image, Producteur, Londres
Ayman Rezgui, TV Al Hiwar Attounsi
Néjiba Hamrouni, Kawthariat
Mohamed Bououd,
Habib Amari, Alfajrnews

لماذا لا تُثمر الجهود السلمية للرئيس الفلسطيني؟

د/إبراهيم أبراش

يبدو أن وقف الفلسطينين للمفاوضات مع إسرائيل طوال الشهور الماضية دون أن يتم ملء الفراغ ببديل وطني، أصبح أسوء من وجود المفاوضات،أيضا عندما تستمر الأمور على حالها بل وتزداد سوءا،سواء كانت مفاوضات مع إسرائيل أو توقفت، فهذا معناه أن المشكلة لا تكمن بالمفاوضات بحد ذاتها ولا بمشروع السلام الفلسطيني بل في رغبة القوى النافذة في المنطقة بالحفاظ على حالة ألا حرب وألا سلم ،وهي حالة يعززها رفض إسرائيل لمبدأ السلام العادل و غياب التوافق الوطني الفلسطيني حول مشروع السلام الفلسطيني وغياب البدائل الواقعية لهذا المشروع.

لم يعد مجالا للشك أن الرئيس أبو مازن ونهجه الواقعي العقلاني في مأزق كما أن حل الصراع في الشرق الأوسط على اسس واقعية وعقلانية يزداد استعصاء،ليس لخطأ في رؤية الرئيس أبو مازن بل لأن أطراف الصراع، وخصوصا إسرائيل المدججة بأيديولوجيا الدين والتاريخ الأسطوري و بقوتها العسكرية وتحالفاتها الدولية،لا تؤمن بالسلام وغير مهيئة لدفع استحقاقاته والأيديلوجيا عندها أهم من العقل والمنطق ومن الشرعية الدولية واستحقاقاتها.الدول والاحزاب المؤدلجة وخصوصا إن كانت ايديولوجيا دينية ،تستمد مبرر وجودها من استمرار الصراع وليس في حله سلميا ،فالحل السلمي للصراع الذي يقوم على اساس الاعتراف المتبادل وسياسة الإلتقاء وسط الطريق يتعارض مع منطق وجودها،ومن هنا فالواقعيون والعقلانيون في منطقة الشرق الأوسط يعيشون مأزقا لا يحسدون عليه.

نهج الرئيس أبو مازن السلمي واكب مسيرته السياسية كأحد قيادات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية فهو أول من طالب بفتح قنوات اتصال مع اليهود غير الصهاينة في بداية السبعينيات وكان وراء الاتصال مع إسرائيليين تحت عنوان (يهودية غير صهيونية) من خلال مندوبين عنه كعصام السرطاوي الذي تم اغياله بأياد فلسطينية،والرئيس أبو مازن كان وراء التغيير في هدف واستراتيجية النضال الفلسطيني،فبصماته كانت واضحة في رفع شعار أو هدف الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وتثبيته في مقررات المجلس الوطني الفلسطيني عام 1971 ،وكانت بصماته واضحة من التحول في الاستراتيجية من ( الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير فلسطين) إلى المزج ما بين الكفاح المسلح والعمل السياسي – وهو ما قال به قبل أيام السيد خالد مشعل - .هذا النهج السلمي تكرس وتجسد رسميا وواقعيا في اتفاقات أوسلو 1993 حيث يعتبر أبو مازن مهندس هذا الاتفاق .

كل ما صدر عن الرئيس أبو مازن بعد أوسلو من مواقف وتصريحات وخصوصا عندما كان رئيس وزراء ثم رئيسا للسلطة والمنظمة ،كان تعبيرا عن استمرار نهجه ،وحديثه عن الصواريخ العبثية – وهو ما اعترفت به حركة حماس لاحقا بل ووسمت مطلقي الصواريخ بما هو أسوء من العبثية- وسعيه لإدماج حركة حماس في النظام السياسي عن طريق الانتخابات بل واستعداده بعد توليه الرئاسة عام 2005 لمواجهة أطراف من حركة فتح لصالح استمالة حركة حماس واستقطابها ضمن نهج السلام ... كل ذلك كان تعبيرا عن قوة إيمانه بالسلام والتسوية السلمية،إلا أن هذه الواقعية والعقلانية جاءت في زمن شرق أوسطي وعربي تحكمه الايديولوجيات المقادة بأساطير التاريخ ودوغما الأيديولوجيا،مما جعل نهج أبو مازن إما غير مفهوم من البعض أو متهم بالسذاجة من آخرين،بل ويذهب البعض لإتهامه بالتواطؤ.

يبدو أن هذه المسيرة الطويلة من المراهنة على التسوية السلمية وعلى المفاوضات كآلية لتحقيقها وحتى بعد ثمان عشرة سنة من المفاوضات التي لم تثمر سوى مزيد من إهدار الأرض والحق لم تغير من رؤية الرئيس أبو مازن ،صحيح إنه أوقف المفاوضات عندما اكتشف أنها مضيعة للوقت وتسير بدون مرجعية وتستغلها إسرائيل لمزيد من الاستيطان ولكنه لم يتراجع عن نهج التسوية السلمية .عندما كانت مفاوضات كانت الانتقادات توجه للرئيس أبو مازن وتسم المفاوضات بالعبثية وأنها مضرة بالمصلحة الوطنية .لم تكن الانتقادات والاتهامات من طرف حركة حماس والجهاد الإسلامي فقط بل من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي يُفترض أن ابو مازن رئيسها،بل أن السلطة الفلسطينية التي يترأسها أبو مازن أصبحت محكومة ومسيرة لنهج الدول المانحة وهو نهج يتوافق مع سياسة ألا حرب وألا سلم.وكانت الانتقادات من خارج البيت الفلسطيني حتى من دول عربية قالت بالسلام كخيار استراتيجي وطرحت مبادرة عربية للسلام.

اليوم وبالرغم وقف المفاوضات لا يبدو أن الوضع الفلسطيني أصبح افضل حالا كما أن المفاوضات لم تغير من موقف القوى المنتقدة للرئيس بالرغم أن القوى الفلسطينية المنتقدة للرئيس ونهجه أوقفت المقاومة التي يُفترض أن تكون البديل عن نهج المفاوضات وتملأ فراغ وقفها، بل وتسير الامور نحو تحويل الحدود ما بين قطاع غزة وإسرائيل كالحدود العربية مع إسرائيل ،والدول والقوى العربية المنتقدة أو المتحفظه على نهج الرئيس لم تتخل عن المبادرة العربية للسلام ولم تستنفر جيوشها أو توظف إمكاناتها لدعم بدائل غير المفاوضات والتسوية السلمية. هذه الحالة جعلت وقف المفاوضات مع إسرائيل يشكل مأزقا ليس فقط للرئيس أبو مازن ولخيار السلام بل وللقضية الفلسطينية برمتها.

بعد أن أوقف الرئيس أبو مازن المفاوضات مصرا على الموقف الفلسطيني بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية للمفاوضات وبالاعتراف بحدود الدولة الفلسطيني على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، قام بتحرك سياسي عربي وإسلامي ودولي واسع،مستكشفا ومتطلعا لمواقف تُقدِر خطوته وتدعمها وتنيره لبدائل غير العودة لطاولة المفاوضات حسب الشروط الإسرائيلية.يبدو أن الرئيس لم يجد إلا الصد أو كلمات مجامله والأسوء من ذلك أن دولا نافذه طالبته بالعودة لطاولة المفاوضات بدون شروط- مع أن ما يطالب به الرئيس ليس شروطا بل تنفيذ التزامات سابقة- منذرة بعواقب وقف المفاوضات،ولم يكن الحراك الرسمي العربي الأخير دعما للرئيس أبو مازن كما توهم البعض وروج آخرون ،بل كان تمهيدا للطريق لمبادرة أمريكية جديدة تلتف على المطالب الفلسطينية المشروعة.

لا يمكننا الدفاع عن الفريق الفلسطيني المفاوض فقد أدار المفاوضات بشكل سيء،ولسنا في وارد رفض أية بدائل أخرى للتسوية السلمية إن كانت بدائل واقعية بما فيها كل أشكال المقاومة،ولكن السؤال لماذا هذا الرفض المطلق لنهج السلام وللمفاوضات دون وجود بديل واقعي وعقلاني؟

نعتقد ان المعارضين لنهج التسوية وللمفاوضات لا يعارضون اعتمادا على وجود بدائل لهذا النهج بل لإعتقادهم بان الواقع الدولي والإقليمي والعربي وموازين القوى بالإضافة للوضع الفلسطيني الداخلي لا يسمحوا بأي حل أو إنهاء للصراع في المنطقة سواء بالتسوية السلمية أو من خلال العمل العسكري ،وبالتالي يعتقدون أن سياسة ألا حرب وألا سلم هي الإستراتيجية الأفضل في هذه المرحلة،والامر ينطبق على الدول العربية كما ينطبق على حركة حماس .

الدول العربية تقول بانها تريد الحل السلمي وقد تبنت السلام كاستراتيجية من خلال المبادرة العربية ولكنها لم تفعل أي شيء للتأثير في مجريات الأحداث لفرض رؤيتها للسلام ،ولا تملك البديل للحل السلمي – الحرب – أوتهدد به ولو كخيار مستقبلي وبالتالي تجد في حالة ألا حرب وألا سلم مخرجا مريحا لها.نفس الامر ينطبق على حركة حماس ،حيث لا تريد سلاما يقوم على حل الدولتين لأن هذا السلام يعني الاعتراف بإسرائيل وأيديولوجية حماس ومشروعها الإسلامي لا يسمح الها بأن تكون طرفا بهذا الحل ولن تستفيد منه إن تحقق،وهي في نفس الوقت تعلم بأن المقاومة المسلحة لن تهزم إسرائيل أو تفرض عليها حلا مشرفا للفلسطينيين ،ومن هنا فحركة حماس أيضا مع سياسة ألا حرب وألا سلم .

ألا حرب وألا سلم نهج متبع في السياسة الدولية ،ولكن هذا النجاح مرتهن بتحقيق مصلحة مشتركة لطرفي المعادلة حيث يوظف كل طرف هذه الحالة لحشد قواه لكسرها في الوقت المناسب له إما بالحرب أو بالسلم،ولكن تطبيق هذا النهج في حالة الصراع مع إسرائيل سيكون مضرا للشعب الفلسطيني ،لأن إسرائيل توظف حالة ألا حرب وألا سلم لتعزيز قوتها والتوسع بالإستيطان وتدمير البنية التحتية للفلسطينيين وكل مقومات صمودهم،يقابل ذلك مزيدا من الإنقسام والضعف الفلسطيني والعربي .سياسة ألا حرب والا سلم تخدم إسرائيل والدول العربية ومحاور إقليمية،ولكنها لا تخدم القضية الوطنية الفلسطينية .ومن هنا فإن كسر هذه الحالة بإستراتيجية سلام فلسطيني محل إجماع وطني معضدة بكل أشكال المقاومة هو النهج الذي على الفلسطينيين إتباعه،وهذا ما يتط\لب تنازلات من طرفي المعادلة الفلسطينية بما في ذلك الرئيس أبو مازن ،ففي السياسة، وخصوصا لمن يقود شعبا، لا يجوز التمترس حول موقف والقول بأنني على صواب والعالم كله على خطأ ،لا يعني هذا التنازل عن المبادئ بل إعادة النظر بالمواقف والتحالفات والسياسات المتبعة .‏

غزة:‏29‏/01‏/2010

Ibrahem_ibrach@hotmail.com

www.palnation.org

نعي المناضل الكبير صبحي عبد الحميد الامين العام لحركة التيارالقومي العربي في العراق


 الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية

نعي المناضل الكبير صبحي عبد الحميد الامين العام لحركة التيارالقومي العربي في العراق

الاخوة الاكارم الاعزاء في الامانة العامة لحركة التيار القومي العربي المحترمون .

بمزيد من الحزن والاسى تلقينا نبأ وفاة المناضل الكبير الامين العام صبحي عبد الحميد , وبهذة المناسبة التي فقدنا فيها مناضلاً مقداماً كرس حياته في النضال الدؤوب والصبور من ان حرية ووحدة واستقلال العراق . لقد كان الفقيد المرحوم من القادة الشرفاء الذين امتازوا باخلاصهم وثباتهم وتفانيهم وتضحياتهم وايمانهم العميق بحب الوطن والشعب, حيث دافع عن المبادئ والافكار الوطنية والقومية التي آمن بها وقاد من خلالها حركة التيار القومي العربي نحو الاهداف الوطنية والقومية مدافعاً عنيدا ضد الاحتلال وشراذم القوى المتعاونة معه ممن اغراهم العدو بفتات بقايا موائده وقبلوا عفونة الاحتلال وتنكروا للحركة القومية العربية هذا الفصيل السياسي ذو الدور الكبير في مسيرة نضال امتنا العربية . ان حزبنا الشيوعي يتقدم باحر التعازي القلبية الى ابناء شعبنا العراقي والى التيار القومي العربي وعائلة المرحوم  ويشاطركم الاحزان والمواساة, داعين من الله ان يلهمكم الصبر والسلوان ويتغمد فقيدنا بواسع رحمته ورضوانه .

انا لله وانا اليه راجعون

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والاعلام
بغـــــــداد
‏28‏ كانون الثاني‏، 2010


أمُّ الفوضى الخلاقة


أ.د. محمد اسحق الريفي
انتهى عصر الحروب التقليدية بين الجيوش، ولم يعد احتلال الدول ممكناً، وحل مكان الحروب التقليدية ما يسمى "الفوضى الخلاقة"، وهي فوضى تخلق الفتن والصراعات والموت والدمار، وتُستخدم فيها الأقليات العرقية والدينية والجماعات المسلحة، بذرائع تتعلق بالاضطهاد الديني، والحكم الذاتي، والديمقراطية، وتقرير المصير، وذرائع أخرى كثيرة، كما يحدث الآن في اليمن والباكستان والصومال وفلسطين ولبنان.
 والدول العربية والإسلامية مرشحة لموجات جديدة من الفوضى الخلاقة المدمرة، لإنهاك الأمة العربية والإسلامية، وانتهاك كرامة الشعوب العربية والإسلامية، وإبقائها في حالة نزف مستمر، حتى تُهدر أموالها وتظل أمتنا في حالة غيبوبة وشلل سياسي تام، خاصة أن الغرب يسعى لمنع وحدة البلاد العربية ونهضة أمتنا الإسلامية، وهذا هو الهدف الأساس لزرع الكيان الصهيوني في فلسطين والوطن العربي.
 والولايات المتحدة الأمريكية هي أم الفوضى في هذا العالم، فقد باتت وظيفتها خلق الفوضى الخلاقة في منطقتنا العربية والإسلامية، وإدارتها، وتوظيف ثمارها الخبيثة المدمرة في إنجاز المشروع الأمريكي الخاص بمنطقتنا، والذي يسمى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد.  كل هذا جاء بعد فشل الولايات المتحدة في تحقيق النصر في العراق وأفغانستان والصومال، فما عجزت عن تحقيقه الولايات المتحدة بالقوة العسكرية المعززة بالتكنولوجيا المتطورة والقنابل والصواريخ الذكية، تسعى الآن إلى تحقيقه عبر الفوضى الخلاقة، والتي من المتوقع أن تغمر منطقتنا وتغرقنا في دمائنا، التي مع الأسف الشديد نسفكها بأيدينا، بسبب جهلنا وتعصبنا وقابليتنا للاقتتال والاحتراب، في منطقة تعاني من فراغ سياسي وثقافي، وانقسامات عميقة، وغياب قيادات حرة وشريفة وقوية، وضعف إرادات شعبية.
 وشعوبنا تمقت الصراعات والاقتتال الداخلي، ولكنها أصبحت لا تستطيع منعها، بسبب سوء أنظمة الحكم واستبدادها وارتهانها للولايات المتحدة، التي أصبح شغلها الشاغل بعد فشلها العسكري الذريع، اللعب بالأنظمة العربية، وإدارتها، فتدعم هذا، وتسقط ذاك، وتخلق القلاقل والفتن لآخر، وتبتز رابع، وتروض خامس... وهكذا، خاصة في عهد "باراك أوباما"، حيث غرقت الولايات المتحدة في هزائمها العسكرية وشرورها، في العراق وأفغانستان والصومال، وانهار اقتصادها ونظامها المالي، وتحولت كل من العراق وأفغانستان من قصعة شهية تداعى إليها الأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون والصهاينة، إلى مستنقعات أغرقتهم جميعاً، وسفكت دماءهم ومياه وجوههم، وأذلتهم أيما إذلال.
 وفي فلسطين على سبيل المثال، لا أحد يؤيد ما يسمى الانقسام الداخلي، والجميع يقول إن المصالحة الوطنية مسألة إستراتيجية، ولا مفر لأحد من تحقيقها، ولكننا نحن الفلسطينيين منقسمون فعلياً، ولا نستطيع إنهاء الانقسام، رغم ما يحلقه بالشعب الفلسطيني من ضرر ومعاناة قاسية، وذلك بسبب تدخل الولايات المتحدة، التي تعد الانقسام جزءاً حيوياً من الفوضى الخلاقة الخاصة بقضية فلسطين.  وزوال الانقسام يعني بالنسبة للأمريكيين فقدان قدرتهم على إحداث أي حراك سياسي أو دبلوماسي في المنطقة، وانكشاف عدوانهم على الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة.
 أجندة "اوباما" في منطقتنا هي الفوضى الخلاقة، والغريب أن كثيراً من المثقفين يزعمون أن "أوباما" طيب في أعماقه، وكأن المسألة شخصية، وأن المشكلة تكمن فينا نحن العرب، لأننا غير قادرين على الوصول إلى أعماق "أوباما"، فهل بعد هذا الغباء غباء! إنه الغباء الذي يجعلنا نصدق أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال يتواصل معنا ومع العالم، عبر كلمات له مسجلة، تنشرها فضائيات "معروفة"، تقول إن تلك التسجيلات "منسوبة" للشيخ بن لادن، حتى لا يحاسبها التاريخ على نشرها الأكاذيب الأمريكية والصهيونية.
 ولكن كيف نتعامل مع هذه الفوضى الخلاقة؟
 لا أجد بهذا الصدد أفضل من كلمة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ الدكتور محمد بديع، التي وردت في رسالته الثانية:
 "واعلموا أن بوابة التحرر للعرب والمسلمين هي قضية فلسطين، فلن يعود لنا الوجه المشرق أو نسترد سابق نهضتنا، إلا حينما نوقف هيمنة المشروع الصهيوني الأمريكي، والممثل في هذا السرطان الصهيوني، حتى تتحرر مقدساتنا، ونستعيد المسجد الأقصى رغم عمليات التخريب والهدم والتهويد."
 29/1/2010