الاثنين، 8 مارس 2010

المعقول واللامعقول في ديمقراطية البغال والصخول


بقلم: علي الصراف
قال لصاحبه: أليس من المعقول لبعض الوطنيين ان ينخرطوا في "العملية السياسية" لعلهم يتمكنون من التسلل الى النظام، فيساعدون المقاومة على قلبه من الداخل؟ ثم أليس من المعقول ان تجد الخبرات والأيدي الوطنية سبيلا للعودة الى مؤسسة الدولة، بعد سنوات من الحرمان، لعلهم يخدمون، من مواقعهم، مشروعا وطنيا يطرد عملاء طهران وواشنطن؟ ثم أليس من المعقول أن تنحني للعاصفة حتى تمر، وانت ترى ان هؤلاء يملون إرادتهم بالقتل والاعتقالات وأعمال القهر والتعذيب؟ ثم ألا يبدو الموقف المناهض للانتخابات متطرفا و.. "انعزاليا" عندما ترى ربما ملايين الناخبين يذهبون الى صناديق الاقتراع ليقترعوا بالفعل، كائنا من كان الذي ينتخبون؟ ألا يبدو الأمر وكأنه تصويت ضد المعارضين؟ ثم أليس من المعقول أن نبحث عن سبيل لتشكيل قوة سياسية وطنية تُوقف المشاريع والسياسات اللاوطنية التي ينتهجها العملاء والمأجورون لصالح الإحتلالين؟ ثم ألا ترى إن من المعقول أن يحاول بعض المرشحين تقديم بعض الخدمات لمناطقهم التي تواجه الفقر والحرمان؟ وإذا كنت لا تشك بوطنيتي، فما الذي سيتغير بي إذا قررت الترشيح، مدعوما من طرف أو أكثر من أطراف المقاومة؟ أليس من المعقول أن ننظر الى الأمور و"نحسبها" بالعقل؟
قال: معقول لو كان "المعقول" هو أصل العلاقة بين الاحتلال والديمقراطية. ومعقول لو كان "العقل" هو القاعدة التي يقيم عليها المتورطون بعملية النصب (الديمقراطي) نظامهم السياسي. ومعقول لو كان المعقول هو أساس المنافسة بين المتنافسين، ولكن أما وانها ديمقراطية لصوص وقتلة وعملاء ومأجورين فالأمر مختلف. ثم، وأما وانها ديمقراطية بغال وصخول، فاللامعقول هو وحده المعقول.
أولا، انت ترى على الفور ان "الاحتلال والديمقراطية" مفهومان لا يجلس أحدهما على الآخر. للإحتلال (أيا كان، إيرانيا او أميركيا) اجندته ومصالحه وهذه لا تتوافق مع المصالح الوطنية التي يمكن للديمقراطية ان تطلب الدفاع عنها. الاحتلال يسخر من السيادة ويهينها، والديمقراطية لا تقبل بسيادة مُهانة. والاحتلال يريد ان ينهب. فكم يبقى من الديمقراطية مع النهب؟ والاحتلال يريد ان يحول البلاد الى قاعدة لشركاته، والديمقراطية تتطلب الدفاع عن المصالح الوطنية. وقس على ذلك ما شاء لك القياس. فهل من المعقول ان يقبل الاحتلال بأن تأتي الديمقراطية بما لا يخدم مصالحه؟ وإذا تعارضت المصالح الوطنية مع مصالح الإحتلال، فهل سيتصرف الاحتلال (دفاعا عن نفسه ومصالحه) بـ"المعقول"؟!
الأدلة المادية، المتاحة امامك من أعمال الاحتلال، ماذا تقول؟ هل كان قتل اكثر من مليون ونصف المليون إنسان عملا من أعمال "المعقول"؟
ثانيا، تعال نحسبها بالأرقام والحقائق التي تشكل أساس الفرق بين المعقول واللامعقول: لقد قامت هذه "الديمقراطية" على أساس تهجير 5 ملايين انسان. لكي يضمن عملاء الاحتلال نصيبهم من القسمة، فانهم عمدوا الى إحداث خلل سكاني هائل. هذا الخلل هو بحد ذاته جريمة تسمى (وفقا للتوصفات القانونية الدولية) "تطهيرا عرقيا". وانت تعرف انه على شيء أقل بكثير مما حصل في العراق تجري اليوم محاكمة رادوفان كراديتش زعيم صرب البوسنة. وعلى عدد اقل من الضحايا حوكم سلوبودان ميلوفيتش رئيس صربيا السابق.
فما هو المعقول في التعامل مع جريمة أدت الى أعمال "تطهير عرقي" وانشاء معازل بالكونكريت المسلح بين الأحياء والمدن؟
هل ننخرط في "عمليتها السياسية" لنزكيها ونزكي نتائجها؟ أم نقول لعنة الله على كل ما أتى بها، ولعنة الله على كل متورط فيها يريد ان يتخذ من مزعم "الوطنية" غطاءً  لكي يغمس يده في "الكعكة"؟
والقسمة إذا كانت من الأساس ضيزى، فما هو "المكسب" الذي تنتظره منها؟
هل سيعطونك لكي تبني مدرسة، في وطن يتهدم؟
إذا كان المحلي لا يعلو على الوطني، فهل من المعقول ان تبيع العراق لكي تبني مدرسة في بلد صار برمته دارا للمحرومين والضحايا والأيتام.
ثم، لقد قامت هذه الديمقراطية على أساس "محاصصات" طائفية. النتيجة الأولى من هذه المحاصصة هي انه لم يعد هناك "شعب عراقي". هذا المفهوم اختفى (أو يراد له أن يختفي) لصالح مفهوم جديد: سنة وشيعة وأكراد. وهكذا فإذا كنت تدخل في اللعبة، من الأساس، على هذا اللامعقول، فكيف تريد ان تخرج منها بنتيجة وطنية؟
وعندما تكون المقدمات قذرة، فماذا ستكون النتائج؟
ثم، لقد اتيح للأحزاب الطائفية (ونحن نعرفها ونعرف قيادتها بالتفاصيل) ان تستولي على مليارات الدولارات من أموال العراق لكي تذهب لتشتري ضمائر من لا ضمائر لهم. فألفت لنفسها مليشيات من الرعاع الذين يتسابقون (من اجل القليل) على القتل وارتكاب أبشع الانتهاكات، تحميهم آلة الإحتلال، وجهاز دولة يقوم برمته على مراعاة المصالح والامتيازات الطائفية. فكيف لي ولك ان نخرج من بيئة الفساد هذه بأي فرصة لمنافسة نزيهة وعلى قواعد متساوية؟
يقول تقرير نشرته صحيفة "النهار" (07/10/2009) بناء على احصاءات رسمية: ان هناك مليون ارملة (وزارة المرأة العراقية 2008) وأربعة ملايين طفل يتيم (اذا كان معدل العائلة العراقية من 4 الى 6 اطفال بحسب تقديرات وزارة التخطيط) ومليونين وخمسمائة الف شهيد (حسب احصاءات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي حتى شهر كانون الاول-ديسمبر 2008)، وثمانمائة ألف مغيَّب (حسب إحصاءات الدعاوى المسجلة لدى وزارة الداخلية العراقية حتى كانون الاول-ديسمير 2008) وأربعة وثلاثين ألف سجين في معتقلات قوات الاحتلال وسجون الدولة وإقليم كردستان، وذلك وفقاً لإحصاءات مراصد حقوق الانسان. وتعترف القوات الاميركية رسمياً بوجود اثني عشر الف سجين لديها. اضافة الى أربعة ملايين وخمسمائة الف مهجر الى خارج العراق (حسب احصاءات المتقدمين الى جوازات فئة ج لدى مديرية الجوازات العراقية حتى نهاية كانون الاول-ديسمبر 2008) ومليونين وخمسمائة الف مهجر في الداخل (حسب احصاءات وزارة الهجرة والمهاجرين والمهجرين العراقية).
هذه هي نتائج "العملية السياسية" التي اقامها الاحتلال، فأيهما معقول: ان ننخرط فيها لنزكيها، ام نرفضها ونلعن كل الذين يتسترون على جرائمها؟
ولكي أزيدك من البركة حبة،  فقد تناولت الاحصاءات الرسمية جوانب أخرى، فسجلت الآتي (اقتباسا من التقرير نفسه):
"ـ 76000  حالة ايدز، بعدما كان العدد الاجمالي للمصابين بهذا المرض قبل الاحتلال 114 وفقاً للاحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة العراقية.
ـ ثلاث حالات طلاق من أصل اربع حالات زواج بعد الاحتلال، بحسب احصاءات وزارة العدل.
ـ 40% من الشعب العراقي هو تحت خط الفقر (وزارة حقوق الانسان العراقية).
أما على مستوى التربية والتعليم والأحزاب وهيئات المجتمع المدني والميليشيات والشركات الأمنية ووسائل الاعلام في قطاعات الصحافة والتلفزيون والاذاعة، وشبكات الاتصالات والهيكليات الادارية والمالية للدولة، فيشير التقرير الى:
ـ انحدار التعليم الجامعي والأساسي (منظمة الأونيسكو).
ـ عشرات آلاف الشهادات المزورة لمسؤولين وضباط ومديرين عامين وكادرات حزبية تشغل مناصب قيادية في الدولة. (احصاءات موثقة في هيئة النزاهة العراقية).
ـ سيطرة التخلف على المجتمع العراقي بعدما كان العراق الدولة الأولى في العالم التي محت الأمية بالكامل (1977) بحسب منظمة الاونيسكو.
ـ 550  كياناً سياسياً (احصاءات مفوضية الانتخابات العراقية).
ـ 11400 هيئة مجتمع مدني (وزارتا الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية) (جلها تم تشكليه للفوز بحصة من أموال الفساد، ليصبح "المجتمع المدني" شريكا للاحتلال، وجزءا من عملية النصب وتحويله الى ظاهرة عامة).
ـ 126  شركة امنية تديرها أجهزة المخابرات الاجنبية (مسجلة في وزارة الداخلية العراقية).
ـ 43 ميليشيا مسلحة تابعة للاحزاب (مسجلة في وزارتي الدفاع والداخلية – لجنة دمج الميليشيات).
ـ 220 صحيفة ومجلة تمولها اجهزة المخابرات الاجنبية (نقابة الصحافيين العراقيين).
ـ 45 قناة تلفزيونية تمولها اجهزة المخابرات الاجنبية (ادارة القمر الصناعي نايلسات وعربسات).
ـ 67 محطة راديو تمولها اجهزة المخابرات العراقية (هيئة الاعلام والترددات العراقية).
ـ 4 شبكات للاتصالات اللاسلكية قيمة كل شبكة 12 مليار دولار يملكها مسؤولون وقادة احزاب وهي شركات (كورك)، و(آسيا) و(زين) و(أثير).
ـ أكثر من 11400 مقر لاحزاب السلطة بشكل رسمي او غير رسمي، ويتمثل الشكل غير الرسمي في شركات وهمية او جمعيات خيرية تستخدم للتغطية والتمويه. وهذه المقار هي في الغالب ابنية للدولة، او اخرى تم الاستيلاء عليها من اصحابها الشرعيين بعد تهجيرهم او تصفيتهم، او مؤجرة ببدلات تدفع من ميزانية الدولة. (انتهى الاقتباس).
فأين تريد ان تضع رأسك بين هذه "الرؤوس"؟ وما هو "المعقول الذي يمكن ان يُسفر عنه مسرح اللامعقول الذي يلعب فيه عملاء الاحتلالين وأتباعهم من المأجورين أدوار البطولة بلا منازع؟
هل ارتكب النازيون في أي بلد اجتاحوه فظائع وانتهاكات وقذارات أكثر من هذه؟
فهل كان من المعقول التصالح مع النازيين وقبول عمليتهم السياسية؟ هل كان يجب على الفرنسيين ان يقبلوا حكومة الجنرال فيشي التي اقامها الاحتلال؟

وهل تتغير الفظائع عندما تسميها "ديمقراطية"؟
وهل يتغير اللصوص، إذا لبسوا ربطة عنق وبدلة (ومحبس)؟
وهل يصبح القاتل شيئا آخر في عين المقتول؟
ثالثا، لقد تبنى بعض الوطنيين، او أشباه الوطنيين بالأحرى، نظرية "الدخول في العملية" فما حصدوا؟ خذ نموذج محمد الحبوبي (الشخصية المستقلة الذي فازت قائمته بالانتخابات المحلية في محافظة كربلاء) فالى أين انتهى؟ والى أين انتهى صالح المطلك، هذا الصنيعة المبتذل الذي صادق على كل مطالب الإحتلال واتفاقياته؟
حتى هؤلاء لم يبق لهم مكان، رغم انهم عملاء (بالأعمال) على حد سواء. ورغم انهم شركاء في الجريمة على حد سواء أيضا. سوى انهم (بالأقوال) يظهرون بمظهر الوطنيين. وهو ما لا يروق لأبطال مسلسل الديمقراطية الطائفيين، فلفظوهم لفظ النواة خارج اللعبة.
اللعبة لعبة بغال يركبها المحتلون. وقد تسمح لبعض الصخول بان يؤدّوا دور الكومبارس، إلا ان مسرح الطائفية لن يسمح لهم بانتاج مسرحية "وطنية" حتى ولو كانوا من أشد المتواطئين.
ورابعا، والله ما عندي مانع أن نرشحك لتكون نائبا. ولكن أليس مطلوبا منا أن ندفع لدعايتك الانتخابية؟ ألن تحتاج الى "بوسترات" نضع عليها صورك؟ وهل تعتقد انهم يغفلون عمن يقف وراءك؟ وهم لا يغفلون، لكنهم سوف يسمحون لك بالمضي قدما، مؤقتا على الأقل (قبل ان تلحق بالحبوبي والملطك). ولكن هل تعرف لماذا؟ أولا، لانك تلعب في ملعبهم (وها انت خاسر سلفا). وثانيا، لكي يقولوا لك: شوف، حصلنا على أصوات أكثر منك. وهو ما يعني ان الصوت الوطني الذي تمثله غير ذي قيمة في الواقع!، وثالثا، عندما يرون انك لا تلعب كما يريدون، فما الذي سيكلفهم أن يطردوك؟ وما الذي سيمنعهم من اتهامك بالإرهاب؟ بل وما الذي سيحول بينهم وبين قتلك؟
ثم، دع عنك التزوير. فهذا أهون الشرور. ففي لعبة يُقتل ويُهجّر ويُجوّع فيها الملايين، يُصبح التزوير نعمة من الله! ومن هذه "النعمة" يخرج "الملايين" (كما ستبيع وكالات وأبواق الاحتلال المعلنة والمستترة بضاعتها على الأغبياء وعلى الراغبين بأن يكونوا أغبياء) رافعين أصابعهم الملطخة بالحبر البنفسجي ليقولوا انهم انتخبوا... ديمقراطية لصوص ونصابين ومجرمين.
هل تريد ان تعرف كم "بطانية" يساوي الصوت؟
الجياع، هل تعرف ماذا يقولون؟
إذا كان اللصوص سيفوزون بها ومن دونها، فالبطّانية خيرٌ من سواها، والله عالم بالمتقين.
التقية وممارسة الظاهر هي التي تجبر الكثيرين على الذهاب الى صناديق الاقتراع، إتقاء لشر الظهور بمظهر غير المحتاج الى بطانية!
فأنت أمام رعاع وجلاوزة، إذا رفضت بطانيتهم، فماذا تريد أن تقول؟!
على الفور، سيعرفونك. وعلى الفور ستقول لهم من أنت. وعلى الفور ستقول لهم انك، إذ ترفض بطانيتهم، فلأنك ترفض عمائمهم وبطانتهم.
فخذها، وإذهب للتصويت!
الانتخاب، اتقاءً للشرور، هو بالأحرى أبو التزوير. فالملايين ذهبوا بأنفسهم بالفعل، إنما ليدلوا بأصوات مزورة، في صناديق مزورة، في مسرحية تزوير شاملة للإرادة والهوية، في وطن كله منهوب وممزق ومشلول.
في مسرح جريمة كهذا، قل لي: ما هو المعقول أكثر، الالتحاق بالعملية السياسية أم الالتحاق بالمقاومة؟
جاوب، وأرجوك، خليّك معقول!

بيان مكتب شباب فوسانة للحزب الديمقراطي التقدمي


بيــــــان
تعرض فرع فوسانة للديمقر اطي التقدمي للمضايقات الأمنية في شخص عضو الفرع الرفيق عبيد خضري حيث تم
استدعائه من قبل البوليس السياسي شفاهيا دون وثيقة رسمية للغرض و لكنه اعتذر منهم لالتزاماته العملية و لأنهم لم يعلموه عن سبب استدعائه فقاموا بحجز بطاقته الوطنية و قد أفاد الرفيق عبيد أن البوليسي أخبره أن بطاقة التعريف الوطنية سلمتها له الداخلية و من حقهم حجزها هذا و يذكر أنه حتى الآن لم يسترجع رفيقنا بطاقته و مطالب بالمثول لديهم دون سبب واضح أو أي تهمة سوى أنه منخرط في الحزب الديمقراطي التقدمي وذلك يوم الثلاثاء 8
مارس 2010
إن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بفوسانة يعبر عن:

- استنكاره الشديد لهذا الحجز الغير قانوني لبطاقة تعريف الرفيق عبيد خضري
- يطالب السلطات الجهوية بالتعامل قانونيا مع كل المواطنين والكف عن استهداف النشطاء السياسيين، ويدعو لإعادة بطاقة تعريف الرفيق الخضري باعتبارها وثيقة شخصية
-يعبر عن تمسكه بخياره النضالي في الحزب الديمقراطي التقدمي مهما كلفنا ذلك من تضييق وحصار
مكتب شباب فوسانة
المنسق
عيسى خضري

وفد نقابي استرالي يزور مقر الاتحاد العام لعمال فلسطين برام الله





رام الله : الامانة العامة : 8/3/2010:


زار وفد نقابي استرالي من اتحاد AfEEdaـ وكالة المساعدة الانسانية في استراليا ـ يتألف من عدد من النقابات الاسترالية التي تمثل عمال البناء والاعمال العمرانية والكهرباء والعاملين بالصحة والتعليم والطباعة والخدمات العامة والمؤسسات يتألف من ثلاثة عشر عضوا حيث استقبلهم عدد ما أعضاء الامانة العامة ورؤسـاء بعـض النقابات الوطنية في الاتحاد . ورحب محمد عرقاوي الامين المساعد للاتحاد بالـوفد النقابي الضيف وقدم لهم نبذة عن الاتـحاد العام ونشأته والمراحل التاريخية التي مر بها منذ عام 1923. كما استعرض أهم نشاطات الاتحاد من خلال النقابات الوطنية والدوائر المركزية في الاتحاد والفروع في الوطن والخارج كما قدم شرحا مفصلا عن نشاطات الاتحاد على مختلف المستويات سواء في مجال التوعية والتنمية وتعزيز دور العمال في المجتمع المدني .كما أشار الى دور الاتحاد في توعية العمال وتعزيز قدراتهم النقابية وعمل الاتحاد في دوره الرقابي على تطبيق قضايا العمل والعمال وشروط السلامة والصحة المهنية في مواقـع العمل. كما أشار الى دور الاتحاد العام في مجال التشريعـات العمالية والحوار الاجتماعي والشراكة مع أطراف الانتاج الفلسطينية .كما أوضح عرقاوي نسبـة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي يتعرض لها عمالنا نتيجة الحصار الجائر من قبل حكومة اسرائيل العنصرية التي أدت الى ارتفـاع في نسبة الفقر والبطالة نتيجة الاغلاق وبناء الجدار العازل والاستمـرار في منع العمال من الوصول الى أماكن عملهم وتدمير المنشات الاقتصاديه والتشغيليه .كما طالب عرقاوي بـدعم الاتحاد العام لعمال فلسطين في تنمية قدرات العمال وانشاء بعض المشاريع الصغيـرة للاتحـاد للعمـل على تنمية النقابات بشكل عام ، وقد رحب أعضاء الامانة العامة في مداخلاتهم بالوفد الضيف مؤكدين على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والاسترالي كما قدم رؤساء نقابات الصحه والخدمات والبناء والاعلام والتعليم والبتروكيماويات نبذة كل عن نقابته ووضعها النقابي ونشاطات كل نقابة ، بـدوره قـدم النقابي بيتـر جيننغ رئـيس الوفد الاسترالي شكره الى اعضاء الامانة العامة للاتحاد على حسن الاستقبال وأكد على عمق العلاقات التاريخية مع الشعب الفلسطيني وأبدى والوفد الضيف استعدادهم للتعاون مع النقابات في الاتحاد العام لعمال فلسطين في مختلف النشاطات المشتركة والتي من شأنها أن تعزز صمود الشعب والعمال الفلسطينينيين ،كما أشاد بدور الاتحاد العام لعمال فلسطين في مواجهة الهجمه الصهيونيه على عمال فلسطين وأعربوا عن ارتياحهم لنشاطات الاتحاد ،وقد اتفق في نهاية الاجتماع على التواصل المستمر بين الاتحاد والنقابات الاستراليه والتأكيد على قرار المقاطعه ضد اسرائيل حيث اتفق على نشرثقافة المقاطعة ضد الانتاج الاسرائيلي عبر النقابات الاستراليه والعمال ، والعمل على الضغط على اسرائيل بشكل عام والهستدروت الاسرائيلي من أجل استعادة حق العمال الفلسطينيين المسلوب من قبل الهستدروت والحكومه الاسرائيليه من استقطاعات وتأمينات اجتماعيه . كما اتفق الحضور على ضرورة تنمية العلاقات بين الاتحادين الفلسطيني والاسترالي والتواصل والتنسيق المشترك فيما يخص مصلحة العمال الفلسطينيين وفي نهاية الجلسه تم تبادل الهدايا بين الطرفين.



الاتحاد العام لعمال فلسطين /القدس يقيم فعالية الثامن من اذار في باب العامود في القدس


القدس : الاتحاد العام : 8/3/2010 .


شارك الاتحاد العام لعمال فلسطين /محافظة القدس في الفعاليات التي اقيمت في باب العامود وعلى مداخل الاقصى في القدس الشريف حيث شاركت دائرة المرأه والدوائر الاخرى في رفع اليافطات التي تندد بالغطرسه الاسرائيليه والممارسات الوحشيه التي تمارس ضد المرأه الفلسطينيه وضد نساء القدس وقد استنكر الاتحاد العام في بيانه الذي وزعه اليوم سياسة هدم البيوت ومحاولة تغيير معالم القدس الشريف .هذا وأكدت وداد منويل رئيسة الاتحاد في القدس على أن الاتحاد العام سيعمل على تنفيذ عدد من القضايا والنشاطات التي من شأنها ان تعزز دور المرأه بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأه العالمي ،حيث سيتم عقد ورشة عمل لعاملات قرى غرب القدس .وثمنت منويل دور ائتلاف القدس واتحاد المرأه على الجهود التي تبذلها من أجل رفع مكانة المرأه المقدسيه .

على شرف الثامن من اذار دائرة المرأه في الاتحاد العام لعمال فلسطين


تطالب بحماية المرأه العامله


بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأه العالمي عقـدت دائرة المرأه المركزيه في الاتحاد العام لعمال فلسطين ندوه عماليه مركزيه حضرها جميع أعضاء دوائر المرأه المركزيه في اتحادات المحافظات وفي مختلف النقابات الفرعيه ،حيث تم مناقشة وضعها في سوق العمل وظروف العمل التي تعيشها المرأه العامله الفلسطينيه ،وأشاد محمد عرقاوي في كلمه الامين العام حيدر ابراهيم على أن للمرأه العامله الدور الكبير في البناء الوطني والاقتصادي بشكل خاص،حيث حيا صمود المرأه في وجه الاحتلال ووقوفها في الواجهه الاولى للمعركه ضد الاحتلال،كما ثمن عرقاوي مسيرة المرأه النقابيه مشيرا الى دورها المتقدم الملحوظ الذي بات واضحا في مشاركة المرأه العامله في القيادات العماليه والنقابيه سواء على صعيد الامانه العامه او على صعيد الفروع،حيث اصبحت تتبوأ المرأه مواقع قياديه للنقابات وبعضها في رئاسة بعض الفروع وناشد عرقاوي كافة الحضور بالعمل على دعم ومؤازرة وتفعيل دور المرأه في الميدان وفي مواقع العمل ،وطالب بتوفير الامن والحمايه الاجتماعيه للنساء العاملات .وفي هذا السياق أصدرت دائرة المرأه بيانا حيت فيه نضال ومقاومة المرأه العامله للاحتلال الغاشــم ودفاعها المستميت عن القضايا المطلبيه والوطنيه للعاملات .كما حيّا البيان صمود المرأه في وجه الحصار الجائر في غزه والضفه والقدس وثمن دورها في الدفاع عن مقدساتنا ومواقعنا الدينيه مشيرا الى ان المرأه المقدسيه سطرت بدورها ملحمة الدفاع عن القدس والارض والانسان كما حيت دور المرأه العامله في غزه في صمودها أمام الحصار الاسرائيلي الجائرعلى قطاع غزه . من جهه أخرى طالب البيان وزارة العمل بتشديد الرقابـه على أماكن العمل التي تتواجد فيها النساء وتعزيز دور الحكومه الرقابي على تطبيق قوانين العمل والعمال والعمل على تعـزيز وتشريع القوانين الخاصه بحماية المرأه كما أشاد البيان بنضالات المرأه العامله العربيه بشكل عام والمرأه العامله في السودان وسوريا ولبنان والعراق بشكل خاص على دورهم البارز في الصمود امام كافة الابتزازات الامريكيه والامبرياليه على مجتمعاتهم .من جهه أخرى أكدت دائرة المرأه بأن الدوائر الفرعيه ستقوم بعمل بعض الفعاليات والنشاطات الخاصه بتكريم المرأه العامله .خاصه في محافظتي القدس والخليل .حيث سيقام في غضون اليومين القادمين حفلا تكريميا للمرأه العامله في باب العمود بالقدس وفي قرية الجيب شمال غرب القدس وفي مدينة الخليل حيث سيتم تكريم مجموعه من النساء العاملات هذا وستقوم دائرة المرأه المركزيه بزيارات ميدانيه الى الدوائر الفرعيه والاجتماع معهم والاستماع الى مشاكلهم ومعاناتهم اليوميه في سوق العمل،وستعمل الامانه العامه للاتحاد بدورها برفع كافة التوصيات التي تلبي احتياجات النساء العاملات وتوفير الحمايه لهم .




في بلاغة المكان والزمان


احميدة عياشي
مدير عام صحيفة الجزائر نيوز
لم أر المكان الذي فتحت فيه عيني على الدنيا منذ زمن، لم أر أناسه منذ زمن·· يا ترى هل هم على قيد الزمان، وعلى قيد المكان، هل المكان لا زال على قيد الزمان·· قد يكون تحول، والأناس أيضا يكونون قد تحولوا·· قد اختفوا، قد رحلوا إلى أمكنة أخرى مثلما أنا انتقلت وتحولت·· وقد يكونون قد تاهوا في المكان، وصاروا علامة واحدة متدثرة بالأطياف والأصوات والأصداء···
كيف لي أن أملك من جديد كل ذلك المكان والزمان الذي انطوى مع الأيام؟! الإستذكار؟! لأحاول·· كان الشارع الذي فتحت عيني فيه أشبه بأفعى ملتفة حول نفسها، أو أشبه بهلال·· يطل مدخله على شارع اسفلتي عريض يؤدي إلى غابات بحيرة سيدي محمد بن علي وأيضا في الجهة المعاكسة إلى وسط مدينة سيدي بلعباس·· كان شارعا متربا، مرصوصا بالبيوت الحجرية المتلاصقة كالفقاقيع·· المنزل رقم واحد، كان بابه أزرقا وكانت تقطنه عائلة سي صالح، والدهم كان يتجاوز الخمسين، يرتدي لباسا أسودا ويضع على رأسه الأصلع بيري أسود، وبالرغم أنه يسكن في عمق شارع عتيق إلا أنه ربى أولاده على الطريقة الفرنسية، وفي مقابل المنزل رقم واحد، كان منزل جدي عياشي الذي توفي عن عمر يتجاوز الخامسة والتسعين، سافر وهو شاب إلى فرنسا وناضل في صفوف مصالي الحاج، كانت اللكنة الأمازيغية تطغى على كلامه بالعربية الدارجة، وكان محبا للمبارزة، زوجته فاطمة ذات البشرة السوداء كانت تركن إلى الصمت في جميع الأحوال، وكنت أتشوق إلى ضحكاتها التي كانت نادرة طيلة سنواتها الثمانين·· أما المنزل رقم ثلاثة، فكان مرتفعا، ذا لون أزرق، وكانت تقطنه عائلة غاسول، منذ أيام أخبرتني والدتي أن إحدى بناتهم ''ماما'' توفت، وأيضا والدتها رحلت عن دنيانا، والأبناء الآخرون؟! كلهم تفرقوا·· في حين أن يامنة، أيضا لم أعد أعرف عنها شيئا·· أتذكر ذلك اليوم الذي أحبت فيه أحد شبان الشارع العتيق، كانت تريد الزواج به، لكن أسرتها رفضت وأغلقت عليها البيت، فما كان من يامنة إلا أن وضعت الرهج في الحليب الذي كان يتناوله والداها·· وكادا أن يفارقا الحياة، وأتذكر ذلك اليوم كيف خرجنا نحن من بيوتنا وتجمهرنا أمام المنزل الذي امتلأ برجال البوليس الذين قادوها في سيارة بيضاء··· وبين منزل غاسول ومنزل المازوزي كانت تقبع زاوية صغيرة تضاء فيها كل مساء شمعة وذلك لطرد كل الأرواح الشريرة، وكانت الزاوية تسمى بزاوية سيدي محمد··· وكلما كنت أمر على الزاوية في الليل لأقضي بعض الحاجات من حانوت بوزيان، كان قلبي يخفق وتتصاعد دقاته من الخوف، كنت دائما أخشى أن تخرج الجنون من زاوية سيدي محمد التي طالما حكت لي عنها جدتي·· كان المازوزي سكيرا، والغريب أن منزله كان ملاصقا للعمري، وهو رجل موشم الذراعين، ثخين، كرشه متدلية، وكان يتنافس مع المازوزي على الأكل·· وكانا عندما يثملان يحولان الشارع إلى مكان للشجار والصراع··· ثم هناك بيت عمتي التي توفيت وتركت زوجها حمو وراءها وأولادها وبناتها·· كان حمو متسابقا في رياضة السيكليزم·· كانت ملامحه أقرب إلى ملامح الإسبان·· وكان هو أيضا يتحدث الإسبانية وعاشق للغجر··· يوم كان يحتضر كنت لا أفارق سريره·· كان يهذي، يغرق في كلام غائم، ثم يفتح عينيه ليسأل عن دراجته وعن أصحابه ثم يعود إلى هذيانه الطويل··· ويوم توفي خرج كل الشارع إلى جنازته، وكانت الجنازة الأولى في حياتي التي مشيتها خلف النعش الذي وضعوه على سيارة خضراء، كتب عليها ''يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية···'' كان الموكب مهيبا·· وكان الكبار يقرأون البردة بصوت جنائزي لا زالت أصداءه تتردد في مغاور ذاكرتي··· ثم هناك الحياة التي كنت أراها كل صباح تتجلى في تلك العادات والكلمات والعبارات التي قد تكون هي بدورها قد رحلت··· هل كان كل ذلك الزمن والمكان مجرد طيف؟! مجرد لحظات عابرة؟!
إن المكان مثل الزمان هو شيء غير خارج عنا، غير قابع هناك··· بل هو بمروره يزداد ثباتا واستقرارا فينا وفي أعماقنا··؟! إن المكان هو شكل من أشكال الروح التي قد يختفي ملمحها ويضمحل صداها ويتيه لكنها تبقى تتجدد كالعود الأبدي في كل ذرة من ذرات كياننا ووجودنا···

-حول مقال السيد صلاح الدين الجورشي بعنوان : برنامج تلفزيوني يحقق ما عجزت عنه منظمات


هند الهاروني-تونس
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين
تونس في 22 ربيع الأول 1431-8 مارس 2010،
إنه من غير المعقول أن تدوم وضعية كالتي اشتكى منها المواطن المتضرر هو و 12 شخصا معه في البرنامج المذكور لمدة سنوات و أن لا حياة لمن تنادي... و هل الحل يكمن فقط في أن يقوم وزير التشغيل بالاتصال، و في كل حلقة من هذا البرنامج التلفزي للرد على كل وضعية اجتماعية ؟ا ليس هذا ممكنا فضلا عن أن عدد شكاوى المواطنين هائل....

المحاسبة يجب أن تكون على جميع العاملين في المؤسسة من أول مسؤول إلى آخر عامل فيها و يكون ذلك بعد توفير واقع الحقوق و الواجبات للجميع خاصة و أنه من واجب المسؤول أن يكون قدوة حسنة لمن يترأسهم مهما كانت درجته .
كلما دار الحديث عن مؤسسة بأنها ناجحة حقا و على الدوام  فلنثق بأن السبب الرئيسي و المهم هو ذاك الذي يتمثل في أن المسؤول الأول  في تلك المؤسسة شخص كفء و ناجح  و هو الرجل المناسب في المكان المناسب و العكس بالعكس لأنه هو المسير للمؤسسة و لأنه يحترم قواعد العمل ثم إن  الاستمرارية في النجاح و التفوق و هو الأصعب لا يمكن بحال من الأحوال أن يتحقق إلا بإشراف أشخاص يتحلون بتلك الخصائص و يحرصون على قيادة مؤسستهم في الطريق الصحيح و تجد نجاحهم واضحا، راسخا و مستمرا على الدوام لا يتقلب حسب ظروف معينة أو لغرض ما .

ثم إن العجز و المقدرة لا يمكن تحديدهما إلا متى توفرت العوامل الحقيقية للعمل و أساسها الترخيص، عندما يقع الحد من الحقوق و الصلاحيات لأي شخص كان أو أية مؤسسة فإنه من غير المعقول أن تقع مطالبته/ها و اللوم عليه/ها و محاولة إظهاره/ها في صورة العاجز في الوقت الذي تمنح ظروف العمل و الموافقة لشخص آخر غيره فمن البديهي أن يقوم بما يراد منه القيام به من دور و نتائج يراد الحصول عليها. فالمقارنة يجب أن تتوفر فيها الشروط اللازمة .
إلى حد الساعة و الجميع على علم بما يتعرض له أخي عبد الكريم الهاروني الكاتب العام للمنظمة الحقوقية " حرية و إنصاف" و الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة و السجين السياسي السابق لمدة 16 سنة...   وكم بات معلوما  هذا الأمر إلا أن السلطات بدءا برئيس الدولة و الوزراء لم يرفعوا المضايقة الأمنية المشددة عن أخي عبد الكريم و عنا عموما و حتى هذا اليوم  الاثنين 8 مارس 2010 و السيارة المدنية للأمن البيضاء ايسوزو 4- أبواب- رقم 7561  تونس 63 ما تزال ماكثة أمام مقر عمل أخي عبد الكريم ... فضلا عن أن هذه المراقبة الأمنية اللصيقة تتنافى  مع القوانين الداخلية للبلاد و المواثيق الدولية  لأنها مس من حرية الفرد و حرية عائلته و المحيطين به في مجتمعه و في كل مكان و منذ 7 نوفمبر 2007 يوم إطلاق سراحه من السجن و أخي  تحت المراقبة الأمنية المشددة....

المبدأ يقول بأن الحرية في الإعلام حق،واجب و مسؤولية و هي حرية لا تتجزأ فالوزير يتدخل في الأمور الاجتماعية و الوزراء جميعهم يتدخلون كل في نطاق مسؤولياته و بكل موضوعية و في حالات قصوى أي أن الأمر الطبيعي هو أن العمل يجب أن يسير على وتيرته الصحيحة  و كل يتحمل مسؤولياته في ما يناط بعهدته حتى لا تتراكم الشكاوى و تتفاقم الأضرار الناجمة عنها. و من بين هذه المسؤوليات أيضا و بالأساس تلك التي تتعلق بالسياسة و بحقوق المواطنين و بجميع شرائحهم و ليس فقط لمن يقع تقديم شكواه في برنامج معين في قناة معينة لشكوى تكون ذات طابع اجتماعي فحسب... بل في جميع المجالات.
 ثم إن المواطن يجب أن يكون هو رأس المال و أن يكرم و لا يهان و لا يبقى يشتكي فترات طويلة و لا من مجيب حتى يجد نفسه مضطرا في نهاية المطاف إلى عرض شكواه على القنوات التلفزية، هذا في حال أنه قد تمكن من ذلك.
 إن نجاح الفرد و المجتمع أمر مرتبط ارتباطا كليا بمدى احترام الحقوق و الواجبات في ظل توفر قيمة الحرية واقعا ملموسا
شكرا و السلام.

الفصائل الفلسطينية ترفض قرار اللجنة التنفيذية بإعادة المفاوضات الغير مباشرة مع العدو،


بيان صحفي
الفصائل الفلسطينية ترفض قرار اللجنة التنفيذية بإعادة المفاوضات الغير مباشرة مع العدو،
وتعتبر القرار لا يعبرعن طموحات شعبنا ولا يمثل إرادته ، ويمثل استجابة للضغوطات الأمريكية – الصهيونية ، ويكرس حالة الانقسام الداخلي ويشكل تغطية لعمليات الاستيطان والتهويد والاستهانة بالمقدسات وتجميلاً لصورة الاحتلال وعدوانه المستمر على شعبنا في الضفة والقطاع .

         جاء ذلك في تصريح صحفي صادر عن فصائل تحالف القوى الفلسطينية اعتبرت فيه :
         إن قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بإعادة المفاوضات الغير مباشرة مع العدو الصهيوني ، شكل طعنة لنضالات شعبنا وتصديه للاحتلال ومواجهاته في القدس والخليل وبيت لحم دفاعاً عن المقدسات التي يسعى الاحتلال لتهويدها .
       كما اعتبرت الفصائل أن قرار اللجنة التنفيذية لا يعبر عن طموحات وأهداف شعبنا ولا يمثل إرادته الحرة ، ويمثل استجابة للضغوطات الأمريكية – الصهيونية ، ويعتبر تجميلاً لصورة الاحتلال وتغطية لما يقوم به من عمليات تهويد واستيطان وضم للأراضي والمقدسات الإسلامية والمسيحية.          
       كما يعتبر القرار تخلياً عن  المواقف السابقة التي أعلنتها اللجنة التنفيذية وقيادات السلطة بعدم العودة للمفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان ، وهذا الأمر لا يساعد في نجاح الجهود المبذولة لإنهاء حالة الانقسام والوفاق الفلسطيني.
      إننا نهيب بكل قوى وفصائل وفعاليات شعبنا بالعمل من أجل التصدي لهذه المواقف والقرارات التي تلحق أفدح الأضرار بقضيتنا الوطنية ، ونطالب الجميع بتحمل مسؤولياته الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ نضال شعبنا .

دمشق 8/3/2010
تحالف القوى الفلسطينية
                                                                                                       أمانة السر

عفواً ايطاليا...


د.هاني العقاد
عندما يسرق أحد المغامرين الفلسطينيين أو حتى العرب روما من حدودها وعمق انتمائها ويجلبها إلى بلاد الرباط ويقسمها إلى ثلاث أثلاث متساوية ليعطي اليهود ثلثهم والمسلمين ثلثهم والمسيحيون الثلث الباقي , فان جنون قيصر روما لن يستطيع وصفة أحد و ستعلن الحرب و يرسل بجيوشه من وسط روما وقواعد عسكرة لاعتقال هذا المغامر,ولو كان أخر قد اختطف محبوبته  السمراء كليوباترا لكان أهون من سرقة روما , وعندما يسجل أحد الفلسطينيين أكلة (السباغيتي)  الايطالية المشهورة تحت اسم أكلة (أم العبد الفلسطينية) بالتأكيد سيحتج قيصر روما أمام سفير فلسطين ويطلب منه أن يسلمه رأس من انتهك حرمة الاختصاصات الايطالية , فكيف لروما و ساستها لتتحدث عن القدس الفلسطينية ,الإسلامية, العربية, العاصمة الخالدة لكل الوطنيين بالعالم العربي.
 من جديد ظهرت ايطاليا على مسرح الإعلام الخاص بالقضية الفلسطينية والاهتمام بالقضايا التي نتجت عن الحرب الأخيرة علي غزة و بدأت تكثف التقارير الإعلامية من داخل فلسطين سواء ما يخص الفلسطينيين  أو حول تصريحات قادة الكيان الصهيوني,و كان برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي قد انجذب لمسرح المنطقة و التقي الرئيس أبو مازن في رام الله حاثاً إياه على تحديد تاريخ للبدء بالمفاوضات من جديد ,وأكد برلسكوني أنه على يقين أن وقف الاستيطان نهائيا من شأنه أن يسرع في تحقيق السلام بين الطرفين , إلا أن برلسكونى رغب في اعتبار إسرائيل دولة يهودية وزيارتها قبل لقاء الرئيس والتحدث للشعب اليهودي من على منصة الكنيست . هذا موقف خاص ببرلسكوني و لا نتدخل فيه كثيرا, لكن الضيف المغني العاطفي الايطالي  الكبير لا يعتبر عادلا في موقفة عند اعتبار إسرائيل دولة يهودية  وهي قائمة على أرض الغير ومن خلال القتل والتهجير وحروب الإبادة الجماعية  , والموقف الأخطر اليوم أن الشعب الايطالي بدأ يفهم الصراع بشكل مختلف  وكأنه صراع على دولة ليس لها عاصمة وصراع لا تنتهك فيه حقوق ولا ترتكب فيه جرائم و كأنه صراع حضاري على الطريقة العاطفية الايطالية . لقد جاء اهتمام الكثير من المسئولين الطليان و أعضاء البرلمان من أحزاب يمين و وسط اهتماما كبيرا بالتدخل و التوسط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ,وزاد هذا الاهتمام بعد زيارة نتنياهو إلى روما في إطار تبادل الزيارات بين الطرفين و كان هذا المدخل ,فقد ازدادت حركات الاهتمام بالصراع حتى وصلت إلى التفكير باقتراح رام الله عاصمة لفلسطين بديلا عن القدس و التحدث أمام مهتمين سياسيين و أحزاب عن إمكانية بذل جهود من قبل الهيئات الرسمية الايطالية لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بالسلام تحت هذا المنظور. إن رام الله مدينة فلسطينية عزيزة على قلوبنا جميعا و تعتبر من أهم المدن التجارية في فلسطين إلا أنها لا يمكن أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية , لان العاصمة التي لا تنازل عنها أبدا هي القدس ولا يستطيع أي فلسطيني أن يفهم غير ذلك ,ولا يمكن لأي فلسطيني مهما كانت صفته القبول بأن تكون القدس مدينه يتشارك فيها الجميع وليس لأحد الحق في السيطرة على بقاعها,  وجبالها ,ووديانها ,ومؤسساتها ,وكنائسها ,ومساجدها ,وقبة صخرتها ,وحواريها الفلسطينية القديمة ,ورائحة زيت الزيتون الفلسطيني العابقة في شوارع أسواقها العتيقة .
عفوا ايطاليا وعفوا ساستها وعفوا قادة أحزابها ونشطائها السياسيين والإعلاميين,و عفوا يوليوس قيصر  انك لا تملك مفاتيح القدس لأنها بأيدي أصحاب الدم الفلسطيني والقدس لنا وليس لكم ,والقدس ارض وقف إسلامية لايجوز التحدث فيها  , ليس انتم من يقرر لنا عاصمتنا و ليس انتم من يقرر هيكل دولتنا الفلسطينية ومن يقترح علينا التخلي عن مدينة الحلم الفلسطيني و مدينة الانتماء الوطني و مدينة العرب للثقافة ,أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
أن المسئول اليميني الايطالي الكبير الذي فاجأ العديد من الحاضرين بالندوة التي عقدتها (مؤسسة كونفورتو) ودعت إليها العديد من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء السياسيين و الكتاب كان احتفالية تضامن مع الشعب الفلسطيني و صموده الأسطوري في وجه الاحتلال إلى ما قبل أن يتحدث هذا الرجل اليميني الايطالي و قبل أن يستغرب الحضور من المقترحات ,إلا إننا كفلسطينيين لا نؤمن بهذا النوع من الفكر وهذا النوع من الطروحات التي تطال ثوابت الشعب و تطال أصولة التاريخية في أماكن تواجده على أرض فلسطين التاريخية  .
أن الفكرة التي استغربها الجميع في ندوة مؤسسة كونفورتو تعتبر في وجهة نظري تدخل في العمق الوطني للفلسطينيين وتحايل على الموقف الوطني الفلسطيني عبر استقطاب العديد من المفكرين لفكرة تدويل القدس القديمة وفكرة إخراج القدس خارج دائرة الصراع السياسي , وقد تكون هذه الفكرة محل الصراع التاريخي بين الطرفين ,إلا إننا كفلسطينيين لا نعتبر أن الصراع يمكن حله بهذا الطريقة التي إن نمت عن شيء فإنها تنم عن ضعف بالموقف الدولي نحو عدالة الموقف وعدالة التدخل وعدالة الدفاع عن حقوق الإنسان وعدالة الحقيقة .  
Akkad_price@yahoo.com

لمن تُدقّ الطبول ؟؟..


جلال / عقاب يحيى
    ستون عاماً ويزيد وطبول العرب تُدقّ صاخبة لتحرير فلسطين .
    ستون عاماً ويزيد ونحن نعيش على وقع رقصة الحرب العربية، وما رقصنا إلا كالطير المذبوح ..
فلمن تُقرع الطبول الآن ؟؟...
    كنت صغيراً حين انحفرت في الذاكرة صورة أمي وولولاتها وصراخها، وتقطيع ثيابها على أخيها(خالي) وقد جاء خبرٌ عام باستشهاده، أو جرحه في فلسطين، وكان متطوعاً في "جيش الإنقاذ" مع فوزي القاوقجي(عاد خالي سالماً، وحدّثنا طويلاً، ومرِاراً، ومَرَاراً عن تلك التجربة ـ الهزيمة المأساة، وعن القصص التي سمعها، لكن صوت أمي بقي عميقاً في الذاكرة والوجدان) .
   كان عليّ أن أُقسم أغلظ الأيمانات بأن ذلك حصل وعمري ما تجاوز العامين، لأن العلم لا يعترف بقدرة الذاكرة على التسجيل في مثل ذلك العمر، إلا إذا كنت من النوع الاستثناء، أو العبقري. ولأني لا هذا ولا ذاك اعتقدت أن قوة فلسطين فينا، وحليبها الذي رضعناه صغاراً، وتكرار حالات الندب والعويل ، وأصوات طبول الانتصار والتحرير الصاخبة ..خلط الأمور والصور علينا، تماماً مثلما اختلطت فينا وعلينا الأحلام بالوقائع، فسبحنا طويلاً في مياه المسابح التي تخيّلناها، وحملنا التحرير أماني عَبقة، وقرعنا طبوله، ورقصنا في حلقاته حتى الانتشاء والدوخان، وكأننا في حلقات ذكر أو زار تُنسينا الواقع، فنرتفع إلى اللامرئي، وعندها نرسم اللوحات والأشكال التي نتمنّى ..وقد نعتقدها واقعاً، وشخوصاً، وأحداثاً، وربما توقّعات ونبوءات، ولا نشبع، لأن قرع الطبول، أو دقّها إدمان اختلط علينا فيه الحابل بالنابل، المتوقّع والمصنّع، الراكب والمركوب ..
    نعم، ستون عاماً ويزيد ونحن ندقّ الطبول، أو نسمعها مُجبرين، وكأننا اعتدنا الدقّ، وكأننا أدمنّا فعل التدويخ وزوغان البصر والبصيرة، أو فعل الرحيل إلى اللامرئي لرسم العالم الذي كنا به نحلم، ففرّ من بين قبضاتنا وأصابعنا، وما عاد غير الندم، وتدبيج حبر الأماني، وكتابة المذكرات المليئة بلو، ولو..ورغم ذلك ما زلنا ننتشي لصوت الطبل ولا نميّز نغماته، وأهداف ضاربيه، وتوقيته، وهل هو طبل الأعراس والدبكة، أم طبل الأتراح، أم فرحاً بقدوم مسؤول، أم تمريراً لوضع، وتبليعاً لمرحلة، وصرفاً لأنظار، أو تلميعاً وتمييعاً ..فلا نحسّ إلا وقد انغمسنا في حلقة الذكر والزار، وهات يا تحليلات، وهات يا توقعات، وهات يا سيناريووات، وهات يا اندفاع وبيانات(حب الوطن والوقوف في خندقه، والاستعداد لحمل بندقية ما دفاعاً عنه، وعن النظام الذي يقرع، أو يسخّن..)، بينما ألِفَ عدونا التخطيط لفعل مارسه طويلاً بتوقيت وترتيب، ووفق معطيات ومعلومات يتبجّح بها فيعلنها بطريقة استعلائية الذي يعرف أننا لا نقرأ(كما قال ديّان)، ولا ندري مدى تأثّره بنا(وقد عاشرنا أزيّد من ستين عاماً)، وبالعولمة المعولمة، وجنون اليمين المحافظ في أمريكا، فراح يقلّدنا ببعض الشطحات(من شطح وركح)، لتمتلئ الأجواء بكلام الحرب القادمة، ثم تفاصيل (الخبراء والمحللين) وهم يستعرضون لنا أنواع السلاح لدى كل فريق، واتجاه الضربة، ونتائجها، وكمّ الصواريخ التي ستتهاطل على الكيان ومدنه ومناطقه الحيوية(بما يتجاوز السنّ بالسن، والعين بالعين، إلى ما يمكن تخيّله بدء النهاية)، ليأتي من يبشّرنا بقرب زوال"إسرائيل"، بل هناك من شمّ الرائحة ورأى تحقق ذلك في الأحلام(أحلام لا تسقط على الأرض)، وهات يا ردح، وهات يا طبول  ..
                                                     ****
قبل عامين راهنت رفيقاً صديقاً على حفلة عشاء عرمرية حول : احتمالات ضرب إيران، كان مقتنعاً مائة بالمائة أن الضربة قادمة لا محال، لأن" إسرائيل" والغرب كله لا يسمحان لها بامتلاك السلاح النووي، وقد اقترَبَتْ منه، لذلك توقّعَ دنوّ الضربة الماحقة، وذهب أبعد وهو يحدد موعداً، أو موعدين تقريبيين(صيف أو أواخر عام 2009)، وقد بنى تقديراته على منطق الأمور الذي يشير إلى ذلك بشكل سلس، وعادة الكيان في تدمير محاولات العرب النووية، واغتيال كومة من العلماء العرب المختصين بالذرّة، ناهيك عن الشطحات البوشية التي تزيدها احتمالية طبول التصريحات التي تدقّ بقوة، ومن أكثر من جهة، فتدوّخ فعلا حتى من لا يدوخ.. وقد ربحت الرهان، لكن صديقي لم يقتنع بالنتيجة، وتقديره أن المسألة وقتية، أي أن الضربة قادمة، قادمة ..و(سنرى) ..سنرى لأن "إسرائيل" يستحيل أن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي... في حين أن أسئلة مشروعة تطرح نفسها بقوة عن مسببات الانتظار كل هذه السنوات، وعن اتجاه الاستخدام(إن امتلكته إيران)، وموقع البدائل في الأجندة الصهيونية والأمريكية، والغربية على العموم، ونقصد بها مجموعة الأولويات، وموقع المرجّح منها، ولوحة ما يجري في المنطقة من تأجيج طائفي وحروب أهلية معلنة، وكامنة، وساح العراق كاشف وامتحان ..
منذ وقت قصير ارتفعت وتيرة الدّقّ . تناوبت وتنوّعت، فرددها الصدى، والعديد من الباحثين والمحللين والنشطاء والمفكرين، وأنهكوها بحثاً وتمحيصاً واستقراءً وكتابة من العيار الثقيل، خاصة وأن السيد حسن نصر الله لم يفوّتها، بل توقف عندها تحليلاً ووعيداً، ثم جاء أحمدي نجاد إلى سورية فأشبعها بعداً استراتيجياً، واتفاقات ثنائية، وثلاثية، ومع الفصائل الفلسطينية.. مما يعني أن المسألة تبدو وكأنها جدّية، وأننا مقبلون على حرب قادمة خلال أيام، أو أشهر(كثيرون يحددون تواريخ تقريبية : الربيع، أو الصيف القادمين، مثلما حددها نجاد)، وكثيرون يشرحون، ويوصّفون، ويكتبون عن الحرب القادمة، وعن الوقع الخاص لطبول هذه الأيام.. التي ستكون مختلفة عن طبول الأيام الخوالي، فيبشّروننا باقتراب محق وزوال الكيان الغاصب، وتنتشي الأحلام ....
    ما من أحد يشكّ، ورغم انتصارات الكيان الصهيوني على العرب(بالجملة والمفرّق)، وتثبيت أركان ذلك الكيان، وأخطبوطية علاقاته بالغرب الإمبريالي، ومدى تغلغله ونفوذه في دوائر صنع القرار، والتأثير على الرأي العام، وفي الاقتصاد وغيره، ومستوى تحاتلفاته العضوية بعموم الدول الغربية (على رأسها أمريكا)، وتقدمه العلمي والتسليحي والعسكري، وفي ميادين كثيرة، وإلحاقه الهزائم بالنظام العربي، ثم اختراقه له بعمق عبر الاتفاقات وعمليات التطبيع والتعاون متعدد الوجوه (المكشوف والمخفي)، وتراجع موقع وحال وفعالية القضية الفلسطينية،وفكرة قيام الدولة الموحّدة المستقلة ..إلخ ... إلا أنه يعاني، بالأصل، أزمة بنيوية عميقة . أزمة كيان، وأزمة مستقبل، وأزمة وجود هجين وسط بحر عربي يستحيل ابتلاعه ..
    ولئن شكّلت الحروب العدوانية المبرمجة واحدة من صفات ذلك الكيان : التوسعية، الاستنزافية، الإجهاضية، ومن قنوات التصريف والامتصاص والتسكين والتخدير.. فإنها وصلت السقف في عدوان تموز/2006/ على لبنان، والعدوان على غزة(محرقة أواخر 2009) دون أن تحقق كامل الأهداف المُعلنة (جوهرها)، وارتدّت عبر صعود بارز لليمين الأكثر تطرفاً : اليمين الفاشي، الدموي، وبما يطرح أسئلة قوية لدى عديد الإسرائيليين عن مستقبل ومصير هذا الكيان النشاذ الذي فشل في تطبيع وجوده مع العرب: الشعب والنخب الثقافية، كما فشل، رغم كل ما حققه في حروبه، من اشتلاع الشعب العربي الفلسطيني، ومن تكريس عنصريته(المطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية ابتكار مأزوم) ..
اليمين الأعنف الذي يجد صورته الصارخة في وزير الخارجية(الدوبرمان ليبرمان، الذي لو كان عربياً لرجم، وصلب بتهمة الإرهاب الدولي، والتحريض على الإبادة الجماعية) يعشق قرع الطبول الكبيرة، لإحداث الأصوات الصارخة، الصاخبة التي تشكل جزءاً من عقيدته وفلسفته وتكتيكاته، وخلط الأحلام الإجرامية بالتسويق الداخلي فتخرج بين الفينة والأخرى تلك التصريحات النارية(اللامسؤولة).. فتلتهب الأيدي بالدقّ المألوف على طبول التسخين، وتبدأ حلقات الذكر احتفالاتها..أو ترديد الصدى الباهت ..وهو، في عمق تشكّله الإجرامي، ومعه نتانياهو.. يجدان في الحروب فرصة لتحقيق سقوف الأحلام الأكثر تشدداً، لكن تلك السقوف يمكن أن تسقط عليهما، وعلى البنيان برمته، خصوصاً وأن الأوضاع الداخلية الإسرائلية لا تحتمل المزيد من الحروب، ناهيك عن احتمالات الفشل، والخسائر، كما أن الوضع الدولي بقيادة إدارة أوباما لا تميل إلى (الأعمال الجراحية) العنيفة في حل الإشكالات الدولية، هي التي لا تعرف سبل الخروج من مستنقع العراق وأفغانستان، وأزمتها الاقتصادية الطاحنة، وسمعتها السيّئة في العالم ..
وقبل بعض التدقيق بالوقائع والحقائق، فإن من قرأ بتمعّن خطاب السيد حسن نصر الله، لا بدّ أن يتوقف عند ما يُعتبر جوهره، حيث أكّد أنه، وحسب دراسة أوضاع الكيان من كل الجوانب، وكافة المعطيات المحيطة به، وبالقوى والدول التي تستهدفها تصريحات ليبرمان، والوضع الدولي..فإنه(أي السيد حسن) لا يتوقع حرباً قادمة في زمن قصير، ولا يعتقد أنّ قادة الكيان قادرون على شنّ عدوان يحقق الأهداف التي يسعون إليها(نصراً حاسما، وسريعاً، ومضموناً).. ومع ذلك انهالت التوعّدات التي اعتبرها نوعاً من الردع، أو التحذير ..(كأننا ننتظر الدوبرمان لنفيض..) .
     السيد أحمدي نجاد يعلن في دمشق أن العدوان قادم(لم نعرف من المُستهدف منه)، ويحدد زمناً تقريبياً(الربيع أو الصيف القادمين)، ولذلك اعتبر العديد من الكتاب والمحللين أن تلك الاجتماعات التي عقدها هي "مجلس حرب " حقيقي، فانهالت التحليلات والتوقعات.. وبدأت طبول المنطقة تدقّ أعنف ضرباتها...وكأننا فعلاً في أجواء حربية يبشّرنا فيها مرشد الثورة الإسلامية(علي خامئني) أنّ زوال" إسرائيل" قريب، وأنه يتوقع انهيارها الحتمي ...
                                                       ****
إذا كانت تقديرات(نصر الله) تستبعد الحرب في زمن قريب، وإذا كانت الأوضاع الداخلية الإسرائيلية لا تتحمل الإقدام على مغامرة خطيرة، غير محسوبة النتائج تماماً، وإذا كانت إدارة أوباما ترجّح الحلول السياسية، ولغة الحوار والتفاهمات.. فلمَ، ولمن تدقّ طبول الحرب إذاً ؟؟..
الحرب هي ممارسة السياسة بطريقة عنيفة، أما قرع الطبول فإنه يحقق، بالتأكيد، جملة أهداف لقارعيها.
ـ الكيان بقادته (الجوارح والنهاشين ومصاصي الدماء) يريدون الوصول إلى سقوف جديدة في استراتيجية الكيان، وأقله : امتصاص الوضع الداخلي لصالح المزيد من التأييد، وتصعيد وتيرة العنصرية، استعداداً لمزيد من عمليات التهويد، ومحاولة ترحيل عرب فلسطين، أو وضعهم في زجاجات خانقة، وتمييع ما يسمى بالمفاوضات مع الفلسطينيين، أو فكرة الانسحاب من الجولان . وهو، مما لا شكّ فيه، لا يقبل أن تصل إيران إلى مرحلة إنتاج السلاح النووي، وسيحاول بوسائل كثيرة إجهاض الوصول (حتى لو اضطرّ في أفق ما، وبعد فشل الأوراق البديلة، إلى استخدام القوة عن طريق ضربات جوية قوية) .
لكن المزيد من التصعيد اليميني . المزيد من ضبط إيقاع التناقضات الداخلية الإسرائيلية، المزيد من إعطاء المبررات لسياسات اليمين الإلحاقية، التهويدية، خاصة إزاء القضية الفلسطينية، والمناطق العربية المحتلة(الجولان وبعض الأرض اللبنانية).. يجد مسوّغاته، ومرتعه في انتشار الخطاب المتشدد والناري في المنطقة، وعبر رافعي شعارات المحق، والحرب والإزالة(والتي لم تحرر أرضاً، ولم تدحر كياناً، أو توقف عدواناً، أو تجد ترجمات لها).. وليس من خلال أوضاع عاقلة، متعقلة، تحسب جيّداً موازين القوى، وتنهج الخطوات العملية في الصراع التاريخي(متعدد الأشكال) التناحري، المصيري مع هذا الكيان العدواني، الاستيطاني، انطلاقاً من تعزيز الوحدة الوطنية داخل كل بلد، ووصولاً إلى أوضاع ديمقراطية تصون كرامة وحريات وحقوق المواطن، وتفتح المجال للتعددية، وخيارات الشعب في انتخابات حرّة تشارك فيها جميع القوى السياسية على قدم المساواة، ووفق قوانين تطبّق على الجميع، وبالتالي : قيادة الصراع بكل تلاوينه ومستلزماته .
والذي لا شكّ فيه.. أن ما يجري في المنطقة العربية منذ سنوات، خاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وبروز الدور الإيراني بمشروع طموح(قومي ـ ديني مذهبي)، وامتطائه بقوة شعارات المشروع القومي العربي النهضوي، خاصة في " الصراع العربي ـ الصهيوني"، وإزاء القضية الفلسطينية، ومجابهة الوجود الأمريكي في المنطقة .. بواقع غياب كلي، مريع، وملفت، ومزرٍ للنظام العربي(معظمه يقعد في خندق الأعداء، ويتآمر على فلسطين وحقوق العرب، وعلى المقاومة العراقية) .. لا شكّ أنه يصبّ في صلب المشروع الصهيوني : التفتيتي، الشرْذَمي، ما لم يكن تجسيداً له بأشكال مختلفة. وهنا، بغض النظر عن النوايا، ورغماً عن كل تلك الشعارات والخطابات النارية التي تستهوي أفئدة وأحلام المواطن العربي، فتزجّه فيها بين اليقظة والغيبوبة .
نعم.. ما حدث في السنوات القليلة الماضية من تأجيج طائفي ـ مذهبي، وصراع يُراد أن يتخذ طابعاً دينياً، والانتقال إلى ترجمات عنيفة له في العراق وساحات عربية عديدة.. خدم ويخدم الاستراتيجات بعيدة المدى للصهيونية ومن والاها، لأنه لا يمكن معادلة جميع التناحرات، والانقسامات بتلك العمودية التي تتمّ، والتي تترك آثارها البعيدة لأجيال وأجيال ..
وبالتالي : فإن أسئلة مشروعة يطرحها الواقع عن فحوى ومعنى الشعارات الأخرى، وعن أهداف قرع طبول الحرب في هذه الفترة.. وهل هي فعلاً حقيقية، وباتجاه مواجهة، أو درء مواجهة مع كيان العدوان، ومع الوجود الأمريكي المحتل لأرضنا، وسمائنا، وبحارنا، وثرواتنا، ونظمنا..؟؟..أم أن الدقّ يرمي إلى أشياء أخرى، لنصبح، نحن العرب، كمن أخذته الطوفة.. لا يدري ماذا يصير، ولا حول ولا قوة له سوى البحث عن قشّة يتعلّق بها ؟؟، وسوى أن يكون وقود الحرائق والدمار دون أفق، أو خطة للتحرير، ناهيك عن إزالة الكيان ومحقه ؟؟..
السؤال الكبير الذي يجب طرحه بصراحة، وشفافية : هل إيران القيادة الحالية صادقة، وجادّة فيما تطرح من شعارات العداء للكيان الصهيوني، وأنها ستمحقه، وتسحقه، وتزيله من فلسطين فتريحنا منه، ومن شروره للأبد ؟؟، ومثل ذلك فيما يتعلق بالوجود الأمريكي الكثيف في بلادنا(العراق مثال، وساحة وكاشف وامتحان) ؟؟..
أم أن المشروع الإيراني وهو يواجه إشكالات داخلية قوية(تعبيراً عن أزمة الانقسام التي برزت بعد الانتخابات الرئاسية)، وهو يندفع(لذلك، ولأسباب أخرى) فيما يظهر تحدّياً لإرادة الدول المتحكمة بالعالم.. يحتاج بشكل طاغٍ إلى ذقّ الطبول وتسخين الأجواء، بل وحتى توريط الآخرين ليكونوا الأداة والساحة.. كي يستمر المشروع الإيراني، وكي يتواصل نهج التشدد اللفظي، فيجتاح المنطقة طوفان الاختلاط والتناحر، وتصبح الأقطار عرضة للمزيد من التفسيخ والحروب ؟؟..
لا شكّ أننا شعوب عاطفية، وأننا ننسى في لحظات الاندفاع عقولنا وقناعاتنا، وكل مضامين ووعي التجارب والدروس فننساق في طوفة الدقّ وننتشي، ناهيك على أن القضية الاجتماعية ضامرة ومسحوقة أمام الوطني القومي(حقيقة كان أم افتعالاً)، وأن جلّ شعوبنا لا تعي حقوقها الديمقراطية في حرية التعبير والرأي والحياة الكريمة، والمساواة أمام القانون.. لذلك يغريها دقّ التسخين، وينسيها كل شيء آخر ..
وإذا كان الأكيد أن الوطن فوق الجميع(قبل أي نظام ومعارضة)، وأنه إذا ما تعرّض لخطر أو عدوان خارجي.. فالبديهي أن يقف أبناؤه في خندقه(بغض النظر عن طبيعة الحكم والمرحلة).. لكن الأكيد أيضاً وجوب وعيّ الذي يجري وخلفياته، وأسبابه، والمستفيد منه كي لا نكون(كالأطرش في الزفّة)، أو كالأطفال الذين يضحكون لإسكاتهم بقطعة حلوى، أو لعبة ..وأقله أن نفهم حقيقة هذا الدقّ ومؤداه، وحقيقة الأهداف التي يرومها الأطراف الأساسيون منه وفيه ..