الاثنين، 8 مارس 2010

هل تأهل (الاخوان المسلمون) لحكم سوريا


مختار الخياط
يقلد الاخوان المسلمون تصرفات حكام دمشق مع المبالغه لكي يقدموا أنفسهم على أنهم البديل المؤهل لحكم سوريا. رأى الاخوان أن حكام دمشق يجددون لأنفسهم فصارت قيادة الاخوان تمدد وتجدد لنفسها. اعتمد حكام دمشق على الموالين لهم من عدة قرى قرب القرداحه، فاعتمد قائد الاخوان في حراكه على أبناء حي أبيه وهو حي ضيق من أحياء مدينة حلب . جمع حكام دمشق في مجلس الشعب المصفقين والهتافين بالروح بالدم نفديك يارئيس، فلملم قائد الاخوان بمجلس شوراه من يكرر في كل دوره: لانجد أصلح منك للزعامة ياشيخنا وابن شيخنا.
اذا امتدح المتزلفون حاكم دمشق  على أنه بطل الحرب والسلام، هتف المهللون في ندوات الاخوان بأن زعيم الاخوان اليوم هو من قاد الجهاز العسكري بالجهاد المظفر، ويقود اليوم حملة السلام المباركه التي ستؤتي أكلها ولوبعد حين. وعندما تنطلق أجهزة اعلام الحكم السوري لتبرير مواقف السلطه الراضخه، تنبري أقلام المنافحين من الاخوان المسلمين جاعلين هزائم الاخوان انتصارات الهيه.
حتى ينفي حكام دمشق تهمة  معاداة الاسلام السني، أعطوا بعض الاسلاميين ومشايخ السنه من غير الاخوان طبعاً هامشاً من الحريه ليقدموا خدماتهم لمصلحة الحاكم. فقام الاخوان باستدراج عدد من المعارضين من ابناء مختلف الطوائف والاديان للتحالف معهم نفياً لصفة التعصب التي لصقت بهم سنين طوال. اشتهر حكام دمشق بالقدره الهائله على شق صفوف الاحزاب السوريه وضرب بعضهم ببعض. وقام الاخوان بالتغلغل ضمن المجموعه الأولى التي اعلنت معارضتها للحكم السوري بعيد احتلال العراق بزعامة الاستاذ فريد الغادري، ثم انفض الاخوان عن المجموعه ضاربين بعضهم ببعض. ثم ايد الاخوان اعلان دمشق عند ظهوره، ثم أداروا ظهرهم له بعمل عدة تحالفات خارج سوريا انتهت بالتحالف الكبير مع الاستاذ عبد الحليم خدام في جبهة الخلاص وحشدوا لها اعلامياً، ثم تخلوا عنها لينفرط عقدها، ثم ليثبتوا أنه لامعارضة من غير وجودهم فيها. فمن هم أكثر بهلوانية حكام دمشق أم الاخوان المسلمون.
استخدم حكام دمشق قضية فلسطين أداة لتغطية سياساتهم حتى لم يدعوا مجالاً لغيرهم لاستخدامها. لذلك تاجر الاخوان بقضية غزه (وكلُ يتاجر على حسب طاقته) لتغطية تقلباتهم السياسيه، وطالما أن اللعبه تسجيل مواقف لذا اندفع الاخوان لتسجيل أعلى النقاط في استغلال قضية غزه، لاقناع حاكم دمشق بأنهم أصحاب حراك المعارضه السوريه، ولامعارضه بدون الاخوان المسلمين.
فرّغ حاكم دمشق حزب البعث من مبادئه في الوحده والحريه والاشتراكيه، وان بقيت في ادبياته خالية من المضمون عاملاً بما يخالفها بل يعاكسها تماماً. فجاء تقليد الاخوان بالتخلي عن مبادئهم مع ابقائها في الادبيات.
كان (الجهاد سبيلنا) أصبح صندوق الاقتراع سبيلنا للوصول.
كان (القرآن دستورنا) أصبح الدستور مايميل اليه أغلب النواب و- ميلي ما مال الهوى-
كان (الله غايتنا) صارت زيارة قبر الوالد في سوريا أهم غاية لي حسب أحد التصاريح للمراقب العام.
كان (الرسول قائدنا) صارت قيادة الاخوان التاريخيه قيادة ابديه.
أما (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) أصبحت الحياه في دور الحرب - غير دار الاسلام – أسمى أمانينا.
بقيت الامور الماليه التي تشكل الهدف النهائي لكل استبداد، لذلك تحوطها السريه ولاينشر عنها شيء كالبيانات السياسيه الجوفاء. معلوم كثرة الاتهامات لحكام دمشق بالفساد المالي واستئثار الاقارب بالصفقات الماليه. لكن هناك من يتهم قيادة الاخوان بزيادة عطايا الموالين واختصاصهم بالميزات في دول الغنى على حساب ضعفاء الاخوان في دول الفقر، ولكل تهم على مقاسه، ولعل الاخوان يتفوقون بالفساد عندما يكبر مقاسهم المالي، وبسهولة سيعيدون تفسير الايات والاحاديث لتبرير استيلائهم على كل مال الارض التي هي ملك لله وحده كما جاء في مشروعهم السياسي.
بذلك يثبت الاخوان المسلمون السوريون لأمريكا واسرائيل ودول الجوار أنهم يستطيعون حكم سوريا على طريقة الأسد نفسها وبتفوق ينال أعلى الدرجات بالمقياس الرائج في المنطقه. لماذا لاتجربهم أمريكا، واذا كانت أمريكا لاتريد انهاء خدمات حكام دمشق الحاليين لتاريخهم النضالي الطويل معها، فهناك حل بقسمة سوريا بينهما وسوريا تتسع لهما معاً، وسوريا أكبر من فلسطين التي قسمت الى ضفه وغزه أعزها الله، والقسمه يمكن أن تعيد حلب ولاية كما كانت خلال عهد العثمانيين. أما الشعب السوري أعانه الله فليختر أي سجن يشاء محكوماً بانتهاك هيبة الدوله أوالمساس بهيبة الدين والسلاطين.
فات الاخوان أمر واحد بسيط اذا لم بقع الحب في قلب الفتى الامريكي مع كل الاغراءات المعروضه من الاخوان فما البديل وليس لديهم قوى داخل سوريا للتغيير. حكام دمشق عند تغير المزاج الامريكي نحوهم لايستطيع أحد داخل سوريا القيام بأي تغيير لوجود جيش وأمن يتحكم بهما ضباط موالون من قرى محدوده حول القرداحه، ومازالت الكليات العسكريه والجويه والدورات الأمنيه تخرج ضباطها بأغلبية ساحقة ماحقه من هذه القرى التي لاحدود لولائها بل تشعر أن دفاعها عن الحكم قضية حياة أوموت، هؤلاء الضباط القائمون والخريجون الجدد يؤمنون سيطرة حاكم دمشق حالياً ولسنين طويلة قادمه، فهل لدى الاخوان حل لهذه المعضلة البسيطه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق