الثلاثاء، 26 يناير 2010

جنوب افريقيا تعتقل مدير 'اسلام تشانال' التلفزيونية البريطانية وتونس تطالب به



لندن ـ 'القدس العربي': 
اعتقلت السلطات الامنية في جنوب افريقيا مدير قناة تلفزيونية اسلامية شهيرة في لندن ويواجه امكانية ترحيله الى بلده الاصلي تونس التي تربطها علاقات تسليم مطلوبين وذلك على خلفية نشاطات مدير القناة التلفزيونية المعارضة للنظام الحاكم اثناء وجوده في بلده. وكان محمد احمد علي الحراث الذي يدير قناة 'اسلام تشانال' الشعبية والتي يشاهدها غالبية من المسلمين البريطانيين في رحلة عمل لجنوب افريقيا حيث قامت السلطات الامنية بفحص اوراقه واحتجازه، فيما انهار بسبب مرض القلب الذي يعاني منه ونقل الى مركز للعناية الصحية بمدينة بريتوريا.
ووضعت تونس اسم الحراث على قائمة الملاحقين من قبل الشرطة الدولية 'انتربول' وقضت محكمة تونسية غيابيا بالحكم عليه لمدة 56 عاما بسبب ما قالت انها نشاطات ارهابية ضد النظام، فيما يؤكد الحراث انه انشأ مع آخرين اثناء وجوده في بلاده تنظيما سياسيا 'الجبهة الاسلامية التونسية' لمعارضة نظام الحزب الواحد الذي يحكم تونس.
ويقول مسؤولون في القناة ان اعتقال الحراث جاء بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي تقوم بها سلطات جنوب افريقيا من اجل التحضير لمباريات مونديال 2010. وتقول السلطات التونسية انه، اي الحراث، على قائمة المطلوبين الدوليين 'اللون الاحمر' اي يطلب تسليمه بشكل عاجل ومنذ عام 1992 ولكنه حصل على اللجوء في بريطانيا منذ عام 1995. وكان محمد علي قد وصل مطار اوليفر ثامبو في جوهانسبيرغ في رحلة عمل والقي القبض عليه بعد فحص اوراقه ويواجه خيارين اما العودة الى بريطانيا او ترحيله لتونس. لكن طلبا عاجلا تقدمت به القناة بالنيابة عنه منعت ترحيله حالا لتونس.
وسيتم الاستماع للطلب اليوم حيث سيطلب من الحكومة التونسية تقديم تأكيدات حول الطريقة التي ستعامله فيها لو عاد. وتقول مصادر صحافية ان سلطات جنوب افريقيا تتعامل مع طلبات القاء القبض على مطلوبين بشكل جدي حيث اوقفت مسؤولين سودانيين وروانديين في السابق وفرضت اجراءات امنية مشددة على الداخلين الى اراضيها استعدادا لمباريات كأس العالم هذا الصيف.
ونقل عن مسؤول في شبكة مراقبة اعلامية تهتم بحقوق الانسان قوله ان المبالغة في الحديث عن هجمات محتومة قد يؤدي الى تجريم ابرياء. واكدت مفوضية بريطانيا في جنوب افريقيا اعتقال الحراث وقالت انها تراقب الوضع بشكل قريب. وتبث قناة 'اسلام تشانال' عبر الساتالايت الى 132 دولة وتحظى باحترام من العديد من الجماعات السياسية البريطانية وشارك في برامجه ومهرجاناته مسؤولون من المعارضة مثل زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، نيك كليغ ووزاء في الحكومة مثل شهيد مالك الذي حضر مهرجانا تقيمه القناة كل عام تحت عنوان ' المهرجان العالمي للسلام والوحدة'. كما استشارت الشرطة البريطانية الحراث (46 عاما) بقضايا تتعلق بالتشدد الاسلامي لكن جماعات اسلامية جديدة مرتبطة بالحكومة مثل 'مؤسسة قويليام' تتهم القناة بأنها اعطت منبرا للمتشددين للتحدث من خلالها ونشر الافكار المتطرفة.

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2010)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق