الثلاثاء، 26 يناير 2010

المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز... ووحدة فصائل المقاومة


داود البصري

يتحمل النظام العربي الرسمي
 مسؤولية تاريخية كبرى
في حالة التجهيل السائدة في الأحواز

التوقيت الذكي الذي انطلقت فيه "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز" من القاهرة في الخامس عشر من يناير الجاري,يعبر عن فهم واضح ومتأصل لدلالة الزمان والمكان ,فتاريخ الإنطلاقة يمثل لمن لا يتذكر ذكرى ولادة الزعيم المصري والعربي الراحل الرئيس جمال عبد الناصر, ومكان الإنطلاقة هو القاهرة عاصمة المعز والعاصمة التي إنطلق منها في مؤتمر القمة العربية لعام 1964 ذلك النداء العربي المجمد بضرورة تفعيل ودعم ملف المقاومة الوطنية العربية الاستقلالية التحررية للتخلص من ربقة الاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز, العربي القلب واليد والوجه واللسان, وبين عام 1964 وعام 2010 مساحات هائلة ليس بمستوى عدد السنوات التي قاربت نصف القرن ,بل أنها مسافة تاريخية كبرى حفلت بمتغيرات ومتناقضات وصراعات تغير معها شكل العالم برمته واختفت إمبراطوريات وبزغت أخرى,بينما ظل ملف الحرية الأحوازية يراوح  مكانه رغم متغيرات كثيرة وكبيرة حفل بها هذا الملف بالتحديد,لقد عانى الشعب العربي الأحوازي من تجاهل دولي وإقليمي كبير لمحنته, وظل منذ الإحتلال الفاشي الشاهنشاهي عام 1925 يصارع البلوى ويقاوم المأساة بصمت شبه تام,واستطاعت الأنظمة الإيرانية المتغطرسة المستكبرة المتجبرة أن تضع حاجزا رهيبا بين الشعب العربي الأحوازي والعالم العربي حتى لكأني أجزم بأن أجيالا و نخبا عربية عديدة لا تعرف شيئا عن القضية الأحوازية وإن عرفت فهي لا تعدو أن تكون في مفهومها سوى حركة إنفصالية يقودها رجال عصابات!! , ويتحمل النظام العربي الرسمي مسؤولية تاريخية كبرى في حالة التجهيل السائدة , فالجامعة العربية لم تستطع أبدا أن ترتقي لمستوى التحدي ولا المسؤولية واكتفت من الغنيمة بالاياب وهي مجرد رجع صدى للنظام العربي البائس والمتردد والذي يحجم حتى عن الدفاع عن نفسه, وبما أن الحمل لا ينهض به إلا أهله,ولا يعرف الجرح إلا من به ألم, ولا الصبابة إلا من يعانيها,فإن الشباب العربي الحر في الأحواز قد تحمل المسؤولية وبزغت أجيال أحوازية شابة برفع راية الكفاح والتحرير بعد أن شبت عن الطوق وأتيح لها التفاعل مع حاجات مجتمعها بعد أن أحاطت كليا بحالة التهميش و الإفقار والتدمير الممنهج الذي يمارسه النظام الإيراني المتسربل برداء الإسلام بممارسته,وحالة الحقد الرسمي الإيرانية الشاملة تجاه عرب الإقليم وأهله الذين يعتبرهم النظام مجرد ناطقين بالعربية وليسوا عربا!وهي عقدة تاريخية ميزت العقلية الرسمية الحاكمة في إيران,فالأحواز السليبة ذلك العمق العربي الرائع والذي تشكل أرضه ملحمة جهادية للفتوحات العربية والتي تقطنها منذ آلاف السنين القبائل العربية المعروفة التي صنعت تاريخ المنطقة في العصور القديمة والحديثة,والذي تشكل جغرافيته وديموغرافيته إمتدادا للسهل الرسوبي العراقي,وحتى للخليج العربي,هي اليوم تعيش مرحلة البحث الجدي عن الذات وتغلي بمرجل الثورة الشعبية الهادر, ويقدم شبابها كل يوم قوافل كريمة من الشهداء والمعتقلين والمضحين والسائرين على طريق ذات الشوكة من أجل التعجيل بقرب يوم الخلاص الوطني الشامل,والإعلان عن تأسيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) ليس مسألة إعلانية فقط,بقدر ما هي تعبير حقيقي عن انطلاقة الكفاح الأحوازي والتي تتطلب بالضرورة إحتضانا عربيا واسع المدى للتضامن والمساندة مع أشقائنا هناك الذين يعيشون المأساة وتسرق ثرواتهم وتنهب أرضهم التي حولها النظام الإيراني كقاعدة متقدمة من قواعد الهجوم على العالم العربي في العراق والخليج العربي, ويقينا فإن الشعب العربي الأحوازي لا يحتاج الجيوش العربية,ولا يحتاج الى  المتطوعين والفدائيين,فهو يمتلك خيرة الرجال والمناضلين الأشداء,كل ما يحتاجه هو الدعم المعنوي والإعلامي, ورغم صعوبة المهمة وحساسيتها لكونها ترتبط بقناعات ستراتيجية دولية إلا إن إصرار الشعب الأحوازي على نيل حقوقه سيذلل كل الصعاب وأهمها حالة الفرقة والتناحر المؤسفة التي تعيشها حركة المقاومة الوطنية الأحوازية التي عليها اليوم مسؤولية توحيد الصفوف والإتفاق على برنامج نضالي شامل وستراتيجي وموحد تتفق عليه جميع الفصائل الفاعلة من اجل الخروج بموقف وطني أحوازي واحد يستطيع مخاطبة العالم بلسان عربي مبين خال من العجمة والفرقة والتشتت,الوحدة الوطنية الأحوازية فقط هي الدواء الناجع وأول الطريق لنيل الحقوق, نتمنى أن تكون في إنطلاقة المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز البداية الحقيقية والفاعلة لحوار وطني أحوازي ينهي التشتت ويحقق التضامن,فتضحيات ودماء الشباب العربي الأحوازي التي يقدمها في مقارعة الفاشية العنصرية والصفوية لا ينبغي أن تضيع سدى,فقد حان وقت الحصاد,وإنبثاق الأحواز العربية الحرة قد بات اليوم من عزم الأمور وحقائق الجغرافيا السياسية.


الأحوازيون على موعد مقدس مع تاريخ الحرية لا محالة.. تلك هي سنة الله والتاريخ ولن تجدوا لسنته تبديلا.  

*  كاتب عراقي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق