الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

في سبيل المعرفة



النفطي حولة: ناشط نقابي وسياسي: 25نوفمبر 2009
 منذ مدة وعدت أحد الاخوة النقابيين لاثارة موضوع  عادة ما يغفل عنه  النقابيون في قطاع التعليم خاصة . وهذا الموضوع يتعلق بالتكوين البيداغوجي والعلمي  للأساتذة والمعلمين خلال مسيرتهم المهنية .  فهل المعلم والأستاذ في حاجة الى الرسكلة العلمية والمعرفية  في حياته المهنية ؟ ولماذا ؟
من نافلة القول أن كل انسان في الكون سواء كان عاملا أوموظفا  أومدرسا  بحاجة الى تحيين معرفته  في المجال  الذي يشغل فيه خاصة . ومن هنا تكون الحاجة الى ذلك ضرورية  بل وتمليها  حركة التطور العلمي والمعرفي . ذلك أننا نؤمن بالمنهج العلمي لمعرفة الأشياء والظواهر . و أن كل شيء يكون  في حركة دائمة و في حالة تغييرمستمروأن كل ظاهرة في الكون تخضع للتطور الجدلي .
واذا كنا قد وضعنا الموضوع في هذا الاطار الفلسفي منهجيا فلا يفلت أي انسان جدلي من هذا القانون العلمي حتى وان أراد ذلك.  ومن هنا تتأكد الحاجة الى التكوين والرسكلة واعادة المراجعة  طبقا للتطور العلمي  والمعرفي  .
وفي هذا الاطار تدخل كل الطرق  المساعدة على ذلك تطبيقية أو نظرية . ومثالي على ذلك في اختيار بعض السادة المتفقدين بعض المعلمين أو الأساتذة للقيام بدرس شاهد أو درس أنموذجي سواء للمتربصين من المنتدبين أو للقدامى منهم خاصة اذا تعلق الأمر بكتاب جديد أو تغيير في البرامج  أو في طريقة التدريس .
 ففي بعض الأحيان و نتيجة  لادخال بعض الطرق المعاصرة  في التدريس أو التي تفرضها الضرورة  البيداغوجية  تخصص أياما  أو أسابيع للتكوين والرسكلة  شريطة أن تكون فعلا مفيدة وغير مملة  وتقدم اضافة للمدرسين .  
وربما الضرورة العصرية  المصاحبة للانفجار المعرفي المهول في علوم المعلوماتية وعلوم الاتصال في وقتنا الراهن تجعل من الرسكلة والتكوين والتعلَم أكثر الحاحا من ذي قبل . حيث أصبح الجاهل الآن في عصرنا الراهن هو من لا يستطيع استعمال الحاسوب واستغلاله في عمله .    وبالتالي فكل  الدلائل تشير الى أنه لا هروب من مواجهة الحقيقة  في التعلَم  سواء في شكل حلقات تكوينية تمليها استحقاقات العملية االبيداغوجية والمعرفة العلمية  أو حتى بطريقة مستقلة  كما هو الحال في التعلم عن بعد. وكل من يتعلل بأسباب واهية  فهو لا يريد أن يواجه حقيقة الواقع المعاصر الذي يحث على المعرفة  والطريق الى المعرفة  .
 واننا كنقابيين نريد الخير لشعبنا وأمتنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتقاعس عن دورنا في الحث عن النهل من منابع المعرفة والعلم  . فكل السبل التي تؤدي الى حذق مهنة التدريس كفن من الفنون ومهارة من المهارات  ابتداء من الدرس الشاهد مرورا بالتكوين والرسكلة وصولا الى التسجيل في الشهائد البيداغوجية والعلمية تدخل في سياق اثراء التجربة والاجتهاد نحو الأفضل  في سبيل  المعرفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق