السبت، 28 نوفمبر 2009

زيارة إيران والدور الكويتي المطلوب


عبد الحميد عباس دشتي         


يشبه الوضع الجيو إستراتيجي للكويت ما كان لسويسرا من وضع على الخارطة الأوروبية خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية
دولة صغيرة بين جبابرة إقليميين ودوليين ، ونحن اليوم أمام خيار في الكويت فإما أن ننحاز وإما أن نقف على الحياد وكلا الأمرين مرفوض، لأننا أولا مسلمون تهمنا قضايا الأمة بالحكم الإلهي وبالواجب الديني، ولذا علينا لعب دور ثالث لا يدخلنا في غضب الله تعالى، ولا يكون موقفنا حينها مثل من قصدهم الحديث الشريف: من بات ولم يهتم بأمور المسلمين ليس بمسلم
نحن دولة مدنية ولكن لدينا أيضا أعرافا والتزامات أولها أننا مسلمون موحدون نلتزم كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
والدور الذي يجب أن تلعبه الكويت في هكذا أوضاع لا يجب أن يكرر ما فعلناه من أخطاء الحرب العراقية على إيران فكان أن دفعنا الثمن غاليا على يد من أعناهم، واليوم لا يجب ان تنحاز الكويت لا لأميركا ولا للسعودية ولا لإيران
نحن لا نبحث عن نفوذ دولي ولا مصلحة إقليمية لنا في الهند وفي باكستان وفي أفغانستان ولن ندفع فلسا لصالح الأميركيين كرشاوى في أي انتخابات أوروبية أو عربية يكاد الأميركيون وحلفاؤهم يخسروها لولا تدخلنا
نحن بلد صغير وأفضل حماية لنا تتمثل بالعلاقات الأخوية المبرأة من المطامع والطموحات ولقد أثبتت التجارب أن الضمانات الأجنبية مثلها مثل سوق البورصة ترتفع وتنهار حسب المصلحة،ولذلك فان احد أهم الخيارات لحماية الكويت يكون عبر تحييدها سياسيا وعسكريا عن الصراعات في مقابل سياسة كويتية خارجية نشطة تفرض على جميع الأطراف أن يستعينوا بها في الملمات وفي الأزمات
وأول غيث تلك السياسة لمسناه من خلال ما حصل مع سمو رئيس الوزراء في إيران
فالحاجة الإيرانية السعودية للتهدئة المتبادلة دفعت الإيرانيين إلى الاستجابة للمسعى الكويتي الذي قام به سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح فأعلنت إيران عن إلغاء كافة النشاطات التظاهرية خلال موسم الحج الحالي لكي تنزع فتيل الاستغلال السياسي لتظاهرة البراءة من المشركين ولكي لا تستخدم تلك كحجة لإيقاع الفتنة في الحرم المكي على أيدي عتاة التكفيريين
هذا التصرف الإيراني الواعي مع الكويت لم يكن ليقدم كهدية وكعربون للكويت ككل أميرا وحكومة وشعبا لولا حنكة وحكمة حكامنا وعلى رأسهم سمو أمير البلاد ومن معه من إخوانه
مبارك عليك الزيارة والإنجاز الإسلامي يا سمو رئيس الوزراء وإلى المزيد من الأدوار الكويتية التوفيقية بين الأشقاء العرب والمسلمين
رئيس تحرير جريدة الديوان..... الإلكترونية

هناك تعليق واحد:

  1. معروف للقاصى و الدانى ان عبدالحميد عباس دشتى هو من اصول فارسية و حبه الاعمى لأيران بشكل لا يوصف.
    و الهدف من مقالته ما هو الا رسالة مشفرة الى حكومة الكويت ان تعيد النظر فى علاقاتها مع ايران و ان تغض البصر عن انشطة ابران الاستخبارية فى الكويت بصورة خاصة و الخليج العربى بصورة عامة.
    لكن احب ان اقول شئ واحد و هو ان ايران سيأتى دورها و سحب الجناسى الخليجية من الفرس سيكون عن قريب انشاالله تعالى

    ردحذف