السبت، 28 نوفمبر 2009

اما يكفي


اما يكفي

النفطي حولة : ناشط نقابي وسياسي :27نوفمبر2009

مازالت وسائل الاعلام العربية الرجعية في مصر تصم اذاننا  . و ما زالت أبواق الدعاية الرخيصة لدى الأجهزة  الاقليمية العميلة والمتصهينة  في مصر تقيمن الدنيا ولا تقعدها على خلفية مقابلة كرة القديم الأخيرة في السودان بأم درمان .فوصل الأمر الى أوساط الفنانين الكبار في مصر من أمثال محمود ياسين ويسرى وفردوس عبد الحميد وبعض المثقفين . وأنا أشاهد تصريحاتهم على قناة الجزيرة  وهم في حالة استياء وغضب شديددين وهم يتحدثون عن كرامة مصر التي أهدرها البعض من المشاغبين من الجمهور الكروي المهمش أصلا والذي يعاني البطالة والبؤس والفقر وهو عرضة للهجرة السرية ولقوارب الموت الرهيبة تألمت كثيرا وقلت في نفسي لا يخلو هذا الموقف الذي لا يشرف نخبة فنانين كبار في مصر العروبية  من احدى أمرين .  فأما أن يكونوا موجهين من طرف زبانية نظام مبارك الفاسد والعميل  وأما أن يكونوا دخلوا بالب التمعش الانتهازي من مائدة السلطان وكلا الأمرين واحد.

فأن نستمع اليهم مباشرة بعد كلمة  نجل الرئيس مبارك الذي هدد فيها وتوعد بالثأر لكرامة مصر وكأن مصر تعيش في جزيرة معزولة عن محيطهاالحضاري القومي و كأن كرامة مصر ليست من كرامة الجزائر وكرامة الجزائر ليست من كرامة مصر . فهل كرامة مصر العروبة المحفوظة  دائما من كل أبناء جزائر الثورة نضعها في الميزان بسبب التهريج الكروي لمجموعة من الشبان المشاغبين ؟ فهل هناك من أبناء جزائر الثورة من يضع كرامة مصر في الميزان ؟ لا وألف رغم أنف الحاقدين والاقليميين والرجعيين العرب المندسين أجمعين هنا وهناك داخل الأجهزة الأمنية أو الاعلامية للنظام الرسمي العربي ؟ فالخطاب الاقليمي الرجعي الذي يروج له نجل الرئيس ليس مستغربا من نظام مبارك العميل الذي أدار ظهره للقضايا الرئيسية للأمة  منذ انقلاب ماي للمقبور السادات في ماي سنة 1971وعلى رأسها القضية الفلسطينية . هذا النظام الذي نراه يروج في كل المؤتمرات للسلام المزعوم بين العرب والصهاينة  بل اعتبره خياره الاستراتيجي مازال يحاصر شعبنا الفلسطيني في غزة ويصادر حقه في الحصول على السلاح كوسيلة مشروعة سنها القانون الدولي وحفظتها كل الشرائع الأرضية والسماوية  لمقاومة المحتل بل ويصل الى حد مصادرة حقهم في العلاج والتداوي والسفر   . وعوض أن يثأر لكرامة الجندي المصري الذي قتله الجندي الصهيونيي على الحدود بين سيناء وفلسطين المحتلة بدم بارد  فها هونجل الرئيس مبارك يحشد الرأي العام المصري من أجل معركة وهمية لا توجد الا في خياله. وها هم خيرة نخبة مصر العروبة من الفنانين يروجون لنفس الخطاب الممجوج والذي لايعكس الا رؤية اقليمية  تحافظ على التجزئة  وتدعم المخطط الاستعماري في اتفاقية سايكس بيكو التي كرست التجزئة والتقسيم واقامة الحدود والمعارك الوهمية  بين كل جارين شقيقين . اوقفوا هذه الحملة الاعلامية المجانية التي لا مصلحة فيها الا لأصحاب النفوس المريضة التي تريد لفت الأنظار عن القضايا الحيوية والجوهرية التي يعيشها المواطن العربي في الجزائر ومصر وتونس والمغرب والأردن وفي كل قطر عربي .لماذا لا يتوجه هذا الاعلام الرسمي العربي لحشد الرأي العام  القومي من أجل فك الحصار عن شعبنا في غزة ؟ لماذا  لا تحفظ كرامة أبناء شعبنا في كل من فلسطين والعراق ضد جرائم الغدر الصهيونية والأمريكية والبريطانية ؟
أما يكفي هذا التهريج والصخب الاعلامي لأجهزة الاعلام المصرية الذي وصل حد الطبقة السياسية والثقافية والفنية ؟ هل تفتحت شهية الاقليمية في زمن هزيمتها من جديد الى مزيد من بث ثقافة التجزئة  والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والأمة الواحدة ؟ ان شعب المليون والنصف شهيد وأن شعب ثورة يوليو  الناصرية المجيدة  لن تؤثر فيه أبواق الدعاية الاقليمية الرجعية الرخيصة وسيظل وفيا الى مبادئ العروبة  ومتمسكا بالعزة القومية شاء من شاء وأبى من أبى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق