الاثنين، 29 مارس 2010

بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد





الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
·        الوحدة الوطنية طريق إنقاذ القدس والأرض المحتلة
·        القمم العربية تتالى خارج تقاويم التاريخ

في ذكرى يوم الأرض الخالد؛ يتوحد شعبنا الفلسطيني البطل في كل أماكن تواجده دفاعاً عن وطنه وأرضه، في فلسطين التاريخية، التي تتعرض منذ أن وطأتها أقدام الغزاة الإمبرياليين؛ ومعها حمولتها من المشروع الإمبريالي الصهيوني الاستيطاني، بكل ما يحمل من اقتلاع وإقصاء وكراهية ودمار لفلسطين، في سياق مشروعها الإمبريالي لبسط نفوذها والهيمنة على ثروات المنطقة العربية بأكملها، وخنق حركات تحررها الوطنية الديمقراطية ...
في هذا اليوم يتوحد شعبنا في خوض النضال الوطني التحرري والديمقراطي، في حركة متطورة مفتوحة في ديمومتها، آن لها اليوم وقبل الغد إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وأن تنضوي وتظلل بوحدة فصائل العمل الوطني؛ على برنامج الوحدة الوطنية "وثيقة الوفاق الوطني"، كي تتطور في ديمومتها وتنمو ديمقراطياً وبآلياتها الجدلية بالكامل ...
منذ بداية العشرية الأخيرة والأرض الفلسطينية تنز دماً زكياً، وساعات الجدار العنصري والطرق الالتفافية تنز دماً زكياً، في كل لحظة شريان فلسطيني ينفجر بأنياب الجرافات الصهيونية. ومع كل شمس تَبزغ ترتكب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة. لكن الجراح النازفة كلها، كل الدموع في العيون، وكل ما تصدره الحنجرة الفلسطينية من هتاف؛ يتوحد في يوم الأرض الخالد، وتحصى القرابين الفلسطينية طفلاً طفلاً ... امرأةً امرأة ... رجلاً رجلاً ... شجرةً شجرةً ... حجراً حجراً ... منزلاً منزلاً ... والقمم العربية تتالى تباعاً، كما حال القمة 22 الآن في ليبيا ... في تقويم خارج تقاويم التاريخ.
اليوم من رفح إلى جنين، من الجليل إلى الخليل، من أم الفحم إلى النقب الصامد، من قرية عورتا إلى مواجهات حاجز قلنديا، من بورين وعراق بورين، ونعلين وبعلين والمعصرة، وقلقيلية وجنين ونابلس وجبل النار والخضيرة، إلى القدس؛ القدس جوهر القضية الفلسطينية وجوهرتها، ربيع الكون ومدينة السلام وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ تدور رحى الاستماتة في تهويدها بالجزء الشرقي المحتل عام 1967، يستعجل الصهاينة قطف دمها، ورغم حلكة الغبار والرماد الصهيوني، يبقى ربيع فلسطين خالدٌ في يوم الأرض ... ما أكثره وما أشد اخضراره في الوحدة الوطنية، القدس في عمقها العربي والعالمي ... الآن الآن ينبغي إنقاذها من براثن التهويد واجتثاث الاستعمار الاستيطاني من جذوره.
نقول لم يعد يكفي فلسطينياً وعربياً الرهان على انقسامات خاسرة، لم يعد يكفي عربياً الرهانات الخاسرة، البيانات التي لا تترجم إلى اللغة الإنكليزية بحكم تمرّسات البلاغة العربية، ولجان الصياغة في جامعتها ونقول لهم: إن النظام العربي لن يصل إلى برّ الأمان طالما يتراخى عن عمقه، والمطلوب إقران الأقوال بالأفعال ...

في استخلاص العبر العربية التاريخية؛ منذ أيام مرت ذكرى مأثرة "معركة الكرامة البطولية" في 21 آذار/ مارس 1968، بعد أقل من عام على هزيمة حزيران/ يونيو 1967 برمادها ومرارتها العربية القاسية، وشكلت المواجهة الأولى للقوات الصهيونية مع قوات الثورة الفلسطينية والجيش الأردني في قرية الكرامة الأردنية شرقيّ نهر الأردن، وكانت موقعة مشهودة خارج روزنامة الحداد العربي الرسمي، موقعة مصفحة بالوحدة الميدانية العربية الأردنية ـ الفلسطينية، نتاجها هزيمة نكراء للقوات الصهيونية، تطير الكرامة استثناءً من التقويم العربي، لتدرج في أيام النصر، لا أيام الكآبة العربية المزمنة، يمكن أن يُلتمس منها تقاويم إضافية، خارج التقويم العربي الرسمي، وحداد الأيام العربية لفائض الدم العربي، وخارج زمن الاحتراق العربي الكبير ... ولحظات عُصفه؛ ورصاص أحزانه وأفراحه ومآتمه ... نحو مسرة الشعوب العربية وعزّتها، نحو وقفة كرامة واحدة موحدة ...
"معركة الكرامة"، الهزيمة الأولى للقوات الصهيونية، بصمود الفدائيين والجيش العربي الأردني بقواته وآلياته في المواجهة المشتركة، معززين بالغطاء المدفعي، وبتعليمات اللواء الشجاع مشهور حديثة رئيس هيئة الأركان آنذاك، فانهزمت قطعان العدوان مخلفةً وراءها آلياتها المحترقة وجثث جنودها، درساً بارزاً لأُخوة السلاح العربي ... أخوة الدم الواحد والمصير الواحد ...، وقبلها معركة رأس العش في مدينة بور فؤاد المصرية في اليوم التالي لهزيمة حزيران/ يونيو 1967، وبهذا أثبتنا أن الأرض جوهر الصراع ...
إن الانتهاكات الصهيونية الصريحة قد أخذت اليوم تطال الحياة اليومية الفلسطينية بكامل تفاصيلها ... بما يستدعي العمل إلى:
·        الانتقال إلى مجلس الأمن الدولي، والدعوة إلى دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "الاتحاد من أجل السلام" "لقرار جديد تحت طائلة العقوبات على "إسرائيل" عملاً بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، كما وقع مع حكومة جنوب إفريقيا العنصرية إلى أن انهارت، ونزلت عند قرار الأمم المتحدة بانتخابات جديدة "لجنوب إفريقيا ديمقراطية موحدة" لكل أبنائها دون تمييز في العرق والجنس واللون والدين والمذهب.
·        رفض المفاوضات غير المباشرة والمباشرة دون الوقف الكامل للاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية المحتلة.
نحيي شعبنا الباسل في معاني الدفاع عن الأرض وردع الغزاة، بما يقدمونه من دروس يومية في الوحدة الوطنية وردع قطعان المستوطنين، في دولة المستوطنين وقطعانه؛ بالضد من كامل المعاهدات والمواثيق الدولية، لنرفع نداءنا الوحدوي الأبدي: لنوحد الجهود الوطنية كلها من أجل دحر الاحتلال، من أجل العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس، من أجل التنوع والتعدد والتكامل الديمقراطي في المشروع الوطني، وعلى مبدأ الحوار الديمقراطي بالكامل والاحتكام للشعب ...
كما نحيي كافة القوى العالمية المعادية للعنصرية الصهيونية، أحرار عالم اليوم كافة، وضميره وأصالته؛ بالاستمرار في فضح الجرائم العنصرية الصهيونية دون تراخٍ.
نحيي شهداء يوم الأرض الخالد، دفاعاً عن الأرض والوطن.

الإعلام المركزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق