الثلاثاء، 30 مارس 2010

شيخ الازهر الجديد...لايعرف عبد الناصر

بقلم:عادل الجوجري

رئيس تحرير صحيفة"الانوار" القاهرة

ان افتى في علوم الدين استمعنا اليه بكل احترام وتقدير لكن ان يتفلسف ويحكي في السياسة بغير علم فلابد ان يستمع لنا وان يعترف بأنه "جاهل"

هذا هو موقنا من شيخ الازهر الجديد فضيلة الشيخ احمد الطيب الذي نكن لعلمه الديني كل تقدير وننظر بدهشة الى كل هذا الجهل في السياسة وعلوم الدنيا ....لماذا؟

لقد طلع علينا شيخ الازهر بحديث الى "الفضائية المصرية تورط فيه بكلام في السياسة كشف عن تدهور رهيب في مستوى من يتصدرون للعمل العام في مصر وفي اعلى المستويات فشيخ الازهر الحاصل على درجة الدكتوراه ويجيد الانجليزية والفرنسية لايعرف الفرق بين الناصرية والماركسية ...ليس هذا فحسب بل لايدرك متى كان الازهر منارة وعلامة ومتى صار دوره متراجعا الى حد التطابق مع سياسات وصفت بالخيانة.

شيخ الازهر المسكين يبدو انه سوف يسير على درب سلفه الشيخ طنطاوي،فشيخنا الجديد عضو في لجنة السياسات وهي لجنة مشبوهة التأسيس والتكوين والاعضاء والقرارات،وهو مصر على ان يظل في موقعه الحزبي رغم ان منصبه الجديد فوق الاحزاب والمنظمات ويفترض انه حتى فوق رئيس الدولة،كما ان الشيخ الجليل لم يفكر مرة قبل ان يرد على سؤال الفضائية المصرية التي استدرجته الى شر اعماله،فقد سئل:"ألاّ ترى معي يا شيخنا أن دور الأزهر قد تراجع وأصابه الضعف؟"

وهنا كان يمكن للشيخ ان يدافع عن الازهر في كل العصور كنوع من الهروب من الموقف لكن لاانه اراد ان يتزلف لقادة لجنة السياسات وهي لجنة تعبر عن الرأسمالية المتوحشة ويترأسها السيد جمال محمد حسني مبارك،فقد تجنى الشيخ على الحقيقة العلمية وعن الحقيقة التاريخية وقال : "نعم لقد أصيب الأزهر بالضعف.. ولم يكن السبب في ذلك الأزهر نفسه، وإنما السبب بدأ في الخمسينيات والستينيات حينما كان الحكم في مصر للماركسية؟ وأنت تعلم ( يتابع الشيخ) إن الماركسية تعتبر الدين أفيون الشعوب، فتمّت في هذه الحقبة محاربة الدين على كل المستويات، فأصيب الأزهر في الصميم.. أما في النظام الرأسمالي(يضيف الشيخ) فالشعب يتمتع بالحريات الأربع ونتيجة لذلك ينتعش الدين!" إنتهى كلام شيخ الأزهر.

هل هذا كلام يصدر عن رجل حصل على درجة الدكتوراه؟

هل يمكن ان نثق في فتاوي رجل لايعرف الفرق بين الألف وكوز الذرة الى هذا الحد؟

ان أي شاب مراهق مارس العمل السياسي يعرف ان هناك اشتراكية عربية اسمها الناصرية تفترق تماما وتختلف عن الماركسية،كما ان اي مواطن مصري بسيط يعرف قدر الازهر الشريف وقت وقف فيه عبد الناصر عام 56يعلن للعالم كله انه سيحارب الاستعمار ويتصدى للعدوان الثلاثي ولن يسلم كما فرط السادات وخلفه في ارض وعرض مصر.

ان شيخ الازهر الذي استبشرنا به خيرا فاذا احمد مثل الشيخ احمد كلاهما ينافق النظام،ويداعب لجنة السياسات ويغير الحقائق لمصلحة شخصية،فالنظام الحالي يعيش على انجازات عبد الناصر،وثمة مئات ممن حكموا في افريقيا واسيا تعلموا في الازهر ايام عبد الناصر ،وقد وقفوا معنا في كثير من المحافل والمواقف كرمة لعبد الناصر والازهر ومصر المشرقة..لا مصر المصابة بالمرارة.

ان شيخ الازهر لايعرف ان العلوم اللمدنية الحديثة ادخلها عبد الناصر في جامعة الازهر لكي لاتقتصر الدراسة فيه على العلوم الدينية بل ولربط العلوم بالقاعدة الاسلامية،ومن خلال الازهر الشريف انتشر الدجعاة والعلماء والاطباء والخريجون من كل فروع العلم فكانوا خير سفراء لمصر في الامة الاسلامية،وبعد ذلك يأتي رجل معمم ليخلط السم بالدقيق بدعوى ان لونيهما ابيض.

ان هذه النوعية من الشيوخ عبء على مصر بشبابها وتاريخها ورموزها ...ولعل افضل مايفعله هو ان يخلع العمامة الكريمة،ويظل عضوا في لجنة السياسات فهي اجدر به من المنصب الرفيع في الازهر..لاه منصب يعتمد على الحق والحقيقة بينما تعتمد لجنة السياسات على رضا اميركا واسرائيل...واذا لم تصدقوني..اسألوا مصطفى الفقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق