الثلاثاء، 30 مارس 2010

قرارات القمة العربية لا تسمن ولا تغني من جوع


حزب التحرير
بلسان الغاضب مما تمخضت عنه القمة العربية الثانية والعشرين بسيرت، أصدر حزب التحرير بياناً انتقد فيه قرارات القمة التي اعتبرها طافحةً بالفقرات القديمة الجديدة ووصفها بقرارات فضفاضةٌ لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي إلى الجوع أقرب، وتخلو من المعنى ولكن تفرقع.
واعتبر الحزب أنّ ما قررته القمة من إعداد خطة لإنقاذ القدس تركز على ثلاثةِ محاور: سياسية وقانونية ومالية...بدعوة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات والآليات اللازمة لحل الصراع العربي "الإسرائيلي"... والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لمواجهة الجرائم "الإسرائيلية" في المدينة المقدسة، وكذلك دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار لمواجهة خطط الاستيطان "الإسرائيلي"، ثم قرارُ بتعيين مفوّض عام للقدس في إطار الجامعة العربية، والتسابق على تسمية القمة بقمة القدس، اعتبر ذلك لا يجدي نفعاً.
مؤكداً على أن القدس لن تُحرَّر بمفوضٍ عام لا يملك من أمره شيئا أو بدعمٍ مالي لا يصل إلى القدس إلا تحت حراب يهود، أو بنداءٍ إلى مجلس الأمن الذي أنشأ دولة يهود في فلسطين، أو بتوجهٍ إلى المحكمة الدولية التي لا تُقرُّ حقاً ولا تدفع باطلاً، أو بكلامٍ ساخنٍ في حُب القدس وعشقها، وصاحب الكلام يفتح سفارةً لدولة يهود في بلده،  ويستضيف قاتل القدس.
وقلل الحزب من أهمية قرار عقد قمة استثنائية جديدة من أجل القدس، التي لن يكون فيها سوى تبادل أصحاب القمة التحيات.
وشدد الحزب في بيانه على الخطر الحقيقي الذي يتهدد القدس فقال: "ها هي القدس تُنقص من أطرافها، بل من قلبها، من صخرتها ومن مسجدها، وقد عبثت يهودُ بأسفله وأعلاه، وفرَّغوا الأرض من تحته، وانتهكوا حُرماته من فوقه، وملأوا الأرض بالمستوطنات من أمامه ومن خلفه، بل إن دولة يهود قد أهدت قمتهم عشية انعقادها عدواناً على غزة، وإعلاناً (ساخناً) حول استمرار سياسة بناء المستوطنات في القدس دونما تغيير"، مستنكرا موقف الحكام الذين وصفهم بأنهم "ينظرون ويسمعون، ويلتقون ويتصافحون، ويَطعمون ويضحكون، وهم سامدون!"
وأوضح الحزب في بيانه بأنّ الحكام وفي خضم كل الأحداث والمحن التي تصيب الأمة فإنهم مختلفون حول إنشاء اتحاد عربي بدلاً من الجامعة العربية بحسب المقترح اليمني الذي وافقت عليه ليبيا. في إشارة من الحزب إلى الصراع القائم بين أمريكا والإنجليز من خلال رجالاتهم في السيطرة على المنطقة، وفي إشارة إلى عبثية الجامعة والاتحاد المقترح وعدم جدواهما.
وكعادة الحزب في تعليق الآمال على الجيوش للتحرك وجه الحزب خطابه إلى الجيوش، فقال: "أيتها الجيوش في بلاد المسلمين إنه لا حجة لمحتج، ولا عذر لمعتذر، فلا تقولوا إن الحكام يمنعونكم، فأنتم بيدكم القوة، بل أنتم حماتهم، وفي أيديكم رقابهم، فإن أطعتموهم وقعتم في الإثم والعدوان، ولن تَرِدُوا على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم تعينوهم على ظلمهم، ولم تصدقوهم بكذبهم، يكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه منكم، وتكونوا منه، وترِدُوا على حوضه صلى الله عليه وسلم، ولنعم أجر العاملين".
وحرض الجيش قائلاً: "أفليس منكم رجلٌ رشيد يجيب منطلقاً بجنده، يدوس بقدمه كُلَّ حاكمٍ يقف في وجهه، ويقيم حكم الإسلام في الأرض، الخلافة الراشدة، ويحرر الأقصى".
وخلص الحزب إلى القول بأنّ القدس لا يحرِّرها صفُّ الحروف مدحاً للأقصى من طرف اللسان، بل يحرِّرها صفُّ الجيوش قتالاً لدولة يهود في الميدان.
هذا وكان المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين قد أصدر أمس بياناً صحفيا توجه فيه بنداء حار إلى المسلمين في العالم من بيت المقدس ليكسروا حاجز الصمت الذي يخيم عليهم، وليتحركوا عاجلاً للتخلص من كابوس هذه الأنظمة، وليستبدلوا بها خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة لتنقذ القدس وبغداد وكابول وكل محتل من أرض المسلمين، بعد أن اعتبر أنّ الحكام في سيرت قد ضيّعوا القدس مرة أخرى كما ضيّعوها أول مرة.
29-3-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق