الثلاثاء، 30 مارس 2010

في ذكرى يوم الأرض 30 مارس 1976:المقاومة خيار الأمة نحو التحرير والوحدة


عبد السلام بوعائشة:
34عاما مرّت على يوم الأرض كمحطة بارزة في نضالات عرب 48 ضدّ سياسات العدوان الصهيوني٬ ولأننا في قلب المعركة ، معركة الأمة العربية العظيمة ضدّ أعتى مشروع استعماري استيطاني دولي يمكن أن تواجهه وتتحمله أمّة من الأمم ولأننا نتغافل أحيانا عن حجم الإستهداف الاستعماري الجديد الذي يدقّ على كل جدران الوطن أرضا وثقافة واقتصادا وإعلاما ويحدث تصدّعات وثغرات قاتلة في أكثر من جبهة وعلى أكثر من مستوى ولأننا كأمة تخوض المعركة وتواجه العدوان وهي مجزّأة ومقسّمة ومحكومة بمشاريع إقليمية باتت هي الأخرى موضوعا للاستهداف الخارجي٬ ولغير هذه العوامل الحاسمة فإن الكثيرين من أبناء أمّتنا لا ينتبهون في التفاعل مع قضايا المرحلة السياسية التي نمرّ بها للمخاطر القائمة ولا يرون في الواقع إلا ما تريه لهم وسائل الدعاية والإعلام الاستعماري ووكلائه ويستسلمون لسياسيات الاستدراج نحو مواقع الهزيمة النفسية والحضارية كمقدمة للاستسلام السياسي وتبنّي مشاريع العدوان تحت لافتات الواقعية والحداثة والديمقراطية والاندماج الكامل في مسار العولمة. ومن مواقع الهزيمة والاستسلام تلك نراهم يحتفون بأيام العولمة أكثر من احتفائهم بأيام أمتهم العربية وتاريخهم ويتوسّلون حضارة الغالب أكثر من تحصّنهم بحضارتهم العربية الإسلامية ويساهمون في نجدة قوى العدوان الخارجي أكثر من نجدة شعوبهم وأبناء جلدتهم وإن في حصارهم لغزة ما يغني عن كل تحليل.
إنهم يديرون ظهورهم لمعركة المقاومة و معركة الأمة و يساهمون في إدارة وتفعيل موجة الهزيمة والاستسلام لمشاريع الاستعمار الجديد وتصفية القضية القومية للأمة العربية في فلسطين وفي كل أرض عربية.
إن ذكرى يوم الأرض في 30 مارس من كل سنة وإن كانت تسجل صفحة من صفحات مقاومة شعب فلسطين لسياسات العدوان الصهيوني على أرضه إلا أنها تعبّر في الجوهر عن مبدإ تاريخي ثابت التزمته الشعوب العربية في كل أقطارها ردّا للعدوان ودفاعا عن الحق التاريخي. إنه مبدأ المقاومة لكل أشكال العدوان العسكري والاقتصادي والثقافي والمقاومة لكل محاولات تصفية رسالة الأمة في وحدتها القومية وتطلعاتها الإنسانية الشاملة. إنها المقاومة التي لا تخضع المبادئ لموازين القوى بل تخضع موازين القوى لسلطة المبادئ . المقاومة التي تحيي رموزها وتتغنى بانتصاراتها وتثبت ثقافة الممانعة والنضال وتحارب ثقافة التطبيع والهزيمة والاستسلام. المقاومة التي قال عنها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر "هي أنبل ظاهرة أنجبها التاريخ العربي المعاصر" لأنها عنوان التحرّر من كلّ قيود الواقع الإقليمي العربي ووسيلة للعبور بالأمة ممّا هي عليه إلى ما تطمح إليه.
في ذكرى يوم الأرض دعوة متجددة للمقاومة والممانعة الشاملة لكل أشكال العدوان٬ المقاومة التي أثبتت قدرتها على الصّمود والاستمرار بعد فشل السياسات الرسمية العربية وانسحابها الكامل من مشروع الأمة وتحوّل غالبية الدول العربية إلى سياسة الإفلات بالذات بعيدا عن نار المقاومة والمجابهة مع أعداء الأمة.
لقد سقطت كل المراهنات على المشاريع الرسمية العربية في تحقيق الحدّ الأدنى من التضامن وسقطت كل الرهانات على الأساليب الإقليمية في المواجهة مع الأعداء لتحقيق النصر النهائي في معارك التحرّر والوحدة ولم يبق سوى تعميق العمل الشعبي العربي بين الحركات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المقاومة وإطلاق روح المواطنة العربية كمدخل لتجذير وتعميق فكر واساليب المقاومة الشاملة وخوض معركة الأمة نحو التحرر والوحدة والعدالة الإجتماعية وهذا المدخل المقاوم هو الكفيل بإعادة التوازن للعلاقات الدولية الظالمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق