السبت، 13 مارس 2010

تسويات ما بعد الصراع


مركز الأمة للدراسات والتطوير
التداعيات المحتملة وما الذي سيحصل بعد إعلان نتائج الانتخابات؟ وماذا سيكون موقف الأطراف الخاسرة وما حقيقة الموقف الأمريكي مما يجري في العراق ومن الأطراف المتصارعة؟ وتوقعات المشهد السياسي القادم في المستقبل القريب. أسئلة تراود الكثيرين من العراقيين والمتابعين لمجريات الأمور في العراق.
مع تصاعد وتيرة التصريحات والاتهامات بين أطراف العملية السياسية بتزوير الانتخابات وعدم نزاهة المفوضية العليا للانتخابات واستقلاليتها وتدخل أطراف وكتل سياسية في عملها ترتسم بوادر أزمة سياسية سوف تجر العراق نحو أزمة حقيقية وموجة جديدة من الصراعات والفوضى السياسية المتضرر الأكبر فيها الشعب العراقي.
لكن ما حقيقة الموقف الأمريكي الذي أبدى ارتياحه من نجاح العملية الانتخابية وما أسمته واشنطن بنجاح (العملية الديمقراطية) في العراق؟!
إن ما تحرص عليه الإدارة الأمريكية تمامًا هو نجاح مشروعها السياسي في العراق واستمرار عجلة (الديمقراطية) الأمريكية وفق ما ورسمت خططت له منذ بداية احتلال العراق ثم هي بعد ذلك ليست مهتمة بالتفاصيل إلا بما يضمن تقدم العملية ونجاحها، وليس مهمًا كذلك بالنسبة إليها من تكون أدوات هذا المشروع مع الحرص على تنوع هذه الأدوات وتباين ألوانها بالشكل الذي يكسبها القبول والمشروعية من كل فئات الشعب مع الحرص أيضًا على دفع أكبر عددٍ ممكن من أبناء الشعب لأن يصعد عربات القطار الأمريكي.
لكن هذا لا يعني أن تتقاطع أحيانًا مصالح هذا المشروع مع المصالح الخاصة لبعض أدواته أو مع من يرتبطون ببعض الأجندات الإقليمية فلذلك تسعى واشنطن إلى تحقيق مبدأ "التسوية السياسية" بين المتنافسين والمتصارعين ونجدها تميل نحو اختيار ودعم الأشخاص الأكثر براغماتية ممن يحرصون على إنجاح المشروع أكثر من تحقيق المصالح الخاصة ولذا فهي تفضلهم على أصحاب الأيدلوجيات الخاصة.
أما المتوقع في المرحلة القادمة فهو أن يأخذ الصراع بين هذه الأطراف مداه الطائفي والإثني ثم تعود اللعبة في النهاية إلى مبدأ التوافقات السياسية والتفاهمات التحالفية على حساب المبادئ والوعود التي قطعها المرشحون على أنفسهم أمام الجمهور ولمَ لا إذا كانت السياسة هي فن الممكن، وكل شيء ممكن في العراق الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق