الجمعة، 23 أبريل 2010

يوم صار لليهود دولة

أبو العلاء عبد الرحمن عبد الله

الكاتب الإعلامي

الناصرة

اثنان وستون عاما ونحن نسافر في المأساة نسافر من وطن لوطن ومن ارض لأرض ومن سماء لسماء نلتقي الشعوب والأمم نسافر نحمل قضيتنا ونحمل أحلام العودة فان كل غريب يعود وكل مهاجر يعود وكل سمك سلمون يعود رغم رحلة الموت وكل طير يعود فليس أغلى من الأوطان وليس اعز من الحياة في الوطن ولو كانت الغربة ذهبا اسود أو اصفر ولو كانت الغربة جنة أو ضربا من خيال فان الوطن أصل وطعم الحياة.

يوم صار لليهود وطن صار لنا كفن , يوم أصبح هؤلاء مواطنون أصبحنا لاجئين في بقاع الأرض واسقاعها يتآمر علينا العملاء والأعداء وحتى بعض الأهل والأحبة والأشقاء يتمتعون بآلامنا يتلذذون بقصص الشقاء تعاونا ذكرى النكبة وقوافل المهجرين ومفاتيح الديار والكواشين التي عفا عنها الزمن تأن في أدراج المكاتب والخزائن وفي الصدور لكنها لم تستلم ولم تفقد صبرها وحلمها بالعودة يوما ...

والذكريات نهر شديد الاندفاع ولهيب الشوق والحنين يحرق الوجدان والقلوب ليقول :"عائدون يا ثرى الأنبياء , سنوات طوال مرت على نكبة شعبنا ونحن مرابطون في أرضنا وقوفا كالشجر شما كالجبال الراسيات لا نلين ولا نستسلم رغم كل المخططات والمؤامرات والخيانات رغم السنوات الطوال التي مرت تلقينا الضربات تلو الضربات , تكسرت السهام على السهام أشفقت علينا بعض شعوب الأرض وأخرى تآمرت على قضيتنا ومعالم سكين الأمريكان والانجليز على أعناق شعبنا و قضيتنا , في حين وقفت بعض الشعوب منا موقف المتفرج الحيران حزنا أو اندهاشا أو إعجابا لكن هذا الوضع لم يمنع ثلة من شعوب الأرض , ثلة من الشرفاء الأحرار أن ينظروا بعين الإعجاب والتقدير والنصرة لصمودنا ومقاومتنا ورفضنا الذل والاستكانة ورفضنا برامج الاسرلة ولم نهضم أو تمرر علينا السياسات البراقة ولا زاغت أبصارنا من ذهبهم الأصفر وإنما زادتنا عزة وإباء وأعلنا بصوت عال وبيقين خالص حكمة المختار وهو يقارع المحتل الايطالي :"الضربة التي لا تقسم ظهرك تقوية " نعم عشنا النكبة والنكسة والمجازر والتطهير العرقي فما زادتنا هذه الضربات إلا ثباتا وصلابة وتمسكا بحق العودة وبالثبات على أرضنا .

لقد اثبت شعبنا الفلسطيني رغم كل ما مر علية انه لا يتنازل عن حقه ولا يساوم ولا يبيع وطنه ولا يخون وفي غزه شاهد ودليل, أيام الحرب والعدوان الآثم عليها يوم فتح معبر رفح فدخل من كان في الجانب المصري إلى غزة رغم الموت والدمار والحرب الضروس ولم يخرج احد من غزة هربا إلى مصر ولسان حالهم يقول ":اشرف ألف مرة أن أموت شهدا و أعيش سعيدا في وطني وعلى ترابه وبين الأهل و الأحبة من أن أعيش ذليلا احمل نعشي قسرا بيدي , اشرف ألف مرة أن ابني بيت الطين واكل الخبز والملح وأكون في وطني شامة بين الأمم من أن أهاجر أو أغادر أو أخون , فلا السجن يرعبني ولا التعذيب يكسرني ولا النفي يخيفني ولا الأموال تغريني ولا الموت يمنعني من ترديد فلسطيني وعطري مسك الشهداء يضوع في سماء فلسطين ينتقل عبر الفضاء وعبر الأثير مع حكايات جداتنا الصابرات وهن يحكين الحكاية وأجدادنا الكرام يسطرون السيرة والبداية يهدون براعم المستقبل مشاعل تكميل المشاور حتى النهاية لان الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر ولكل بداية نهاية ونهاية الظلم وخيمة مهما اربد وأزبد وعربد .

عائدون يا ثرى الأنبياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق