الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

الانقسام الفلسطيني وانهيار ثالوث الخطر

بقلم \د ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي

رغم المتزاحمات في الأطروحات السياسية التي كثرت في النصف الثاني من القرن العشرين ، وتعدد المشاريع الزاعمة على قدرتها لحل القضية الفلسطينية واعتبار البعض أنها قضية معقدة ، وإيمان الغالبية بالحلول المرحلية من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار ، إلا أن هذه الأطروحات تعتبر بالعقل الباطني السياسي مجرد تخر صات مؤقتة ، يبدو أن أساطين السياسية الصهيونية يدركوها جيدا ، ويدركوا – رغم التفوق النوعي العسكري لكيانهم – أن كل ما يطرح هو مجرد رؤى لا تحسم الصراع ، بسبب التعشيش للفكر الثيوقراطي الديني في العقلية اليهودية أن زوالهم حتمي سواءاً بدلات رقمية عبرية أو قناعات أسطورية تلمودية توراتية ، ورغم أن اليهودي يؤمن بكل أطروحات التوراة والتلمود والرؤية الحاخامية بحتمية الزوال لكيانهم صاحب الوجود غير المنطقى ، إلا أن السعي للتميز والقوة يهدف إلى إطالة أمد هذا الكيان ، للحصول على اكبر قدر ممكن من الحياة والجهوية والسلطان على الأقل للأجيال التي خلقت الفكر الصهيوني ، أو من تشبع باشتمام بعض آثارها، وهذا ما نجده واضحا في القران بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون) صدق الله العظيم0رسخت قناعة الزوال الحتمي لدوله الكيان الصهيوني منذ اتخذت الثورة الفلسطينية مناحي تنظيمية ووجهت ضرباتها الموجعة لدولة الكيان ، عبر أكثر من نصف قرن وزادت التوجسات الصهيونية بعد تفريخ المقاومة لفصائل نوعية قادرة على التكتيك والمناورة منذ كانت في خندق واحد ! وشهدت الساحة الفلسطينية العمليات المشتركة بين فتح وأخواتها وحماس ومثيلاتها ، والدعوة والصمود من شعبنا الفلسطيني المرابط بأراضى 48 ، كل هذه الإمكانات والمقومات سرعان ما تؤدي إلى تحقيق الحلم ، من هنا أدرك الصهاينة بفكرهم التلمودى الحاخامى الخبيث ضرورة إحداث خلل في الثالوث الخطير على كيانهم ، ثالوث يشمل ( فصائل منظمة التحرير – فصائل المقاومة الإسلامية – عمق فلسطينيو 48 الوطني الإسلامي والديموغرافى ) لأن الإتحاد والتواصل بين هذا الثالوث يشكل خطرا استراتيجيا وجودياً على دولة الكيان ، ومن شأنه أن يغير مفاهيم اللعبة الصهيونية , وبتقديري أن حجم المؤامرة بدأت تنسج خيوطها من هذا المنطلق ، لذلك نجد أن الفكر والمخطط الصهيوني بدأ ينفذ على ارض الواقع ، واتخذ مجموعة من التدابير، ممكن أن نطرحها بنقاط واضحة منها :- بناء جدار الفصل العنصري بهدف منع ضربات المقاومة الموجعة ،وتخفيف المخاوف التلمودية التي باتت تؤرق نفوس متدينيهم ، عدا عن تحقيق هدف زعزعة التواصل الفكري الحضاري بين فلسطيني الضفة ومرابطي 48 00- نثر بذور الفتنه بين فصائل المقاومة ، والعمل على تخريب وتعطيل كل آفاق المصالحة الوطنية لأن الانقسام الفلسطيني ولا سيما بين فصائل المقاومة هو مصلحة صهيونية محضة ، ولا أبالغ حين القول أن اليهود وأسيادهم من عمالقة الفكر الماسونى الدولي ينفقوا ويدفعوا كل ما يملكوا من مقومات في سبيل إبقاء الحالة الفلسطينية بأعلى درجات الانقسام لتحقيق الرؤية الصهيونية ، وإطالة أمد كيانهم 00- توجيه ضربات انتقائية للتجمعات الفلسطينية في أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان للعمل على خلخلة التوازن الديموغرافى الفلسطيني في المنطقة 0ومن المؤكد لطرحنا ورؤيتنا هو التسريبات الكلامية التي تخرج من أساطينهم ورجال دينهم وأرباب السياسية ، نستعرض منها ما صرح به وزير البنية الأساسية في الحكومة الإسرائيلية ' بنيامين بن اليعيزر ' حين قال ( إن توثيق العلاقات بين الجناح الشمالي للحركة العربية و الإسلامية في إسرائيل من جهة وحركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية من جهة أخرى، من شأنه أن يشكل خطورة على وجودنا ويزعزع استقرارنا ) وقال بن اليعيزر في مقابلة إذاعية صباح 11- 10- 2009:' إن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا إذا لم تعمل على وقف هذا التقارب', واصفا المرحلة الراهنة التي تمر بها إسرائيل بحالة طوارىء!!0والمتعمق في بحر هذه التصريحات ل(بن اليعيزر) لا يجد أدنى شك في الأهداف الكامنة لإسرائيل من وراء الانقسام الذي بات لا يخدم إلا المصلحة الصهيونية ويعمل على إطالة أمد وجودها ، لأن اتحاد الثالوث الخطر على دولة الكيان يؤدى بالطبع – وعلى الأقل مؤقتا- في زعزعة كيانهم وإحداث قلق فى مضاجع ساسته ، من هنا نجزم أن من يقف في وحل الانقسام لا يخدم إلا المصلحة الصهيونية ، ويتفق بفكره وطرحه مع بن( اليعيزر) وصحبه من الصهاينة ،0هذا بيان للناس أردنا أن نطرحه وبشكل موضوعي، وبهذه الفترة الحرجة بالذات فترة الوصول إلى سدرة الوفاق وانتظار الحيارى لاستقبال قادة العمل الفلسطيني بالورود لنقف أمام الله يوم الحشر العظيم ونقول اللهم فاشهد فإننا قد بلغنا 00، ومن ينتظر أن يتلقى ثمن بخس من أحفاد الشياطين بأرض فأن الثمن الذي سيعطيه الله ثم الشعب والتاريخ أغلي .

كاتب وباحث فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق