الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

خيوط الفجر أكاد أراها... إنه الصبح آت لا محالة

مصطفى العراقي

(صارت معارضة الحرب بالنسبة لي حالة شخصية تحديداً في 29 نيسان 2008، أتذكر اللحظة جيداً. لقد قرأت صحيفة الواشنطن بوست، فكان على صفحتها الأولى صورة ملوّنة لولد عراقي عمره سنتان، يسمّى (علي حسين) قد أخرج من بين أنقاض بيته الذي دُمّر بهجمة صاروخية أميركية.... الولد الصغير كان يرتدي بنطلوناً قصيراً وتي-شيرت، كانت إحدى قديمه مقلوبة، ورأسه منكسر الى ظهره في زاوية أوحت لمن رآه أنه ميّت لا محالة. ذلك الولد الصغير كان يبدو لي كحفيدي الصغير، ملابسه نفسها تقريباً، تأملته وهو جالس الى جانبي يتناول فطوره. وعندما هُرعت إلى الصورة، حدّق فيّ حفيدي، واكفهر وجهه متسائلاً ما الذي يجعل جدّه يبكي!.)... كان هذا ما قاله فيليب جيرالدي الضابط السابق والخبير الامني في وكالة المخابرات الاميركية والمحسوب على جناح صقور العدوان الاميركي في مقال نشرته شبكة (أنتي وور) تحت عنوان (مرثية إستعمارية).... تساءل فيها : (أي نوع من الوحشية أصبحنا عليها في الولايات المتحدة؟ لقد صرنا وحوشاً متلفعة بالعلم الأميركي.)... ونحن بدورنا نتساءل ما ألذي دفع من يفترض ان يكون محسوبا على بوش وديك تشيني ورامسقيلد أن يدلو بهذا الحديث؟ أهو وخز الضمير؟ وإذا كان الامر كذلك فماذا عن ضمائر من يحكم العراق اليوم تحت حراب المحتل؟ أم إنهم بلا ضمير يوخزهم؟ سيقول قائل هؤلاء ليسوا عراقيين فجلهم من أصول إيرانية والباقي يدين بالولاء لدول أخرى منها دول ساهمت بإحتلال العراق وسفكت دماء أبناءه من دون مبرر ولا غطاء شرعي وكما تشير جنسياتهم المزدوجة والمركبة... فأقول لهم ان فيليب جيرالدي ليس بعراقي هو الاخر إنه أميركي! ولكن نظرة منه لحفيده قارنه خلالها بالصبي العراقي علي حسين قطعت سبات ضميره وأيقظته.. أما لعملاء الاحتلالين من أحفاد؟ أما لهم من ضمائر تقطع سباتها وتستيقظ وهي ترى ما أقدمت أيديهم من وبال بحق العراقيين والعراق؟....

في مقالته يؤكد جيرالدي ان الادارة الديمقراطية الحالية مستمرة بنفس سياسة الادارة الجمهورية السابقة فهي تواصل قصف المدنيين في مزارعهم وحقولهم ومستشفياتهم بل حتى في حفلات عرسهم ولا تستثني الاطفال في مدارسهم! ويضيف جيرالدي إن الادارة الحالية تستخدم نفس ادوات القتل... طائرات بدون طيار.. هليكوبترات.. طائرات مقاتلة تلقي حممها من إرتفاع عال من دون ان تترك فرصة لضحاياها لرؤيتها بل حتى إستشعار إقترابها منهم! يؤكد فيليب جيرالدي في صحوة ضميره إن ما يجري عملية ذبح بتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين! متسائلا عن طبيعة التهديد الذي يشكله سكان العراق أو حتى أفغانستان لأمن الولايات المتحدة؟

وهذه مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أميركا في عهد كلنتون تقول اليوم (ان ما جرى في العراق عار يكلل أميركا مدى الدهر!) هي أيضا صحوة ضمير... أتدرون ما قالته أيام كانت وزيرة للخارجية والحصار الظالم يفتك بالعراقيين؟ قالت (إن قتل نصف مليون طفل عراقي بالعقوبات الاقتصادية نتيجة تستحق فرضها!) حتى هذه اليهودية الشمطاء أستعادت توازنها وأيقظت ضميرها بعد ان دفنته سنوات طوال في مستنقع الخسة والنذالة بينما يواصل عبيد المحتل حكام العراق اليوم دفن ضمائرهم في مستنقع أعمق وبخسة ونذالة أفظع...

ورغم كل هذه الوحشية التي يجابهها العراقيون سواء على يد المحتل أو أعوانه الحكام بتشجيع أميركي تارة وتنفيذا لاهداف العمائم الايرانية الفاسدة تارة أخرى بحجة مكافحة الارهاب وهم الارهابيون وليس سواهم فإن قائد قوات الاحتلال في العراق رايان أوديرنو في تصريح أخير من داخل بنتاغون الجريمة والعدوان يقول فيه انه لا يتوقع إعلان النصر في بلد كالعراق حتى بعد عشر سنوات! فإذا كان هذا ما يتعلق بالاهداف الاميركية وعلى لسان كبيرهم في العراق فمتى يتوقع المالكي وحثالاته ومناصريه من إئتلافات وتكتلات الرذيلة وأحزاب الردة إنجاز الاهداف الفارسية فيه؟ عشرون عاما؟ قرن من الزمان! لا أظن ان بمقدوره وهو العميل المتهافت على مغريات الدنيا وسحتها الحرام ان ينجز وعده ألذي قطعه لوليهم السفيه والذي خلع رباط عنقه لأجله....

بالامس أعتدى الرعاع الحاكمون في العراق على مذيعة في قناة العراقية ولم يعرف عنها وقوفها ضد الاحتلال من خلال ما تقدمه من فقرات عبر شاشة القناة المذكورة كما لم يعرف عنها رفضها لسياسة كلاب إيران في العراق أو على الاقل بشكل علني بل على العكس فهي تعمل في قناة تلفزيونية يقال عنها عراقية الا انها تمثل وجهة نظر عمائم الشر الايراني كما هو معروف عند سائر العراقيين والتي تتطابق كليا مع أوغاد الحكم في العراق... فما سبب الاعتداء عليها إذا؟... واضح جدا إن المعتدين من أؤلي السطوة والجاه الحكومي المتنفذ ودليلنا ان مفارز الشرطة والقوى الامنية من سقط المتاع والمنتشرة بكثافة في موقع الاعتداء لم تحرك ساكنا واكتفت بالمشاهدة وربما تصوير الحادث خلسة عبر موبايلاتهم! لانهم يعرفون المعتدين حق المعرفة... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الحادث جرى والمكان ما زال مكتظا بالمارة والمتسوقين وهذا دليل آخر على مدى نفوذ وسطوة المعتدين ومن يقف ورائهم! وعدم اهتمامهم بما قد يترك فعلهم من انطباعات لدى المواطنين بإعتبارهم لا أكثر من غوغاء كما يتصورون وإلا كانوا قد ستروا ما أقدموا عليه بعيدا عن الناس وهو أمر بسيط عندهم لو أرادوا الستر... ضربوها... هتكوا سترها... أصبحت شبه عارية في الشارع بعد ان مزقوا معظم ملابسها... ولم يتطوع أحد من أراذل الشرطة والامن بسترها ولو بخرقة قماش لأنهم ببساطة أراذل أحسن إختيارهم صولاغ دريل ومن جاء بعده طمعا في كسر كرامة العراقيين ومسح غيرتهم! كما لم يتطوع أحد من المارة القيام بذلك خوفا من قناص يترصدهم ولهم في ذلك تجارب كثر!

إذا لا بد ان يكون هناك متنفذ (يقول شهود عيان انه أحمد نوري المالكي) ساومها على شرفها وقد يكون عرض عليها زواج متعة مؤقت في أحسن الاحوال متصورا نفسه في كوجة مروي بطهران أو متسكعا في الازقة الخلفية للسيدة زينب بدمشق! وليس في بغداد العراق بلد الاباء والشمم الذي سيشهد نهايتهم عن قريب..... فلم ترفضه حسب بل أهانته... والاهانة لامثال هؤلاء الرعاع الذين تسلطوا آخر المطاف على البلاد والعباد بفعل عبوديتهم لمحتل كافر و مجوسي ماكر إن جاءت من إبن البلد تثيرغضبهم ويجترّون كل كبسولات الحشيشة الايرانية في رؤوسهم على عكس إهانة الاجنبي لهم يرونها نعمة وفأل خير!... ولهذا كان رد فعل الاوباش قاسيا تجاه الاعلامية العراقية.

وفي خبر عاجل تم حجز صهر المالكي وحارسه الشخصي المدعو أبو علي الاصفهاني في مطار دبي بعد ان ضبطه أمن المطار وبحوزته آثار عراقية يروم تهريبها الى أميركا! تلك الاثار تعود للعصر السومري! يأتي هذا الخبر والمالكي لم يفق بعد من فاجعة ما جرى للاعلامية في قناة العراقية! وهنا تحرك المالكي وبسرعة لخنق القضية في مهدها إذ كلّف كل من صادق الركابي سفير العراق السابق في قطر ومستشاره السياسي حاليا وعلي الدباغ (يحمل الجنسيتين الاماراتية والبريطانية) وموفق شاهبوري الربيعي الايراني المستشار السابق لما يسمى الامن القومي والمعين من قبل الملعون بريمر لإجراء محادثات مع اللواء منصور بن علي العتيبي مديرامن مطار دبي لاخراج الاصفهاني من جريمة يعاقب عليها القانون الاماراتي بالحبس الشديد لمدة عشرسنوات... فمن هو الاصفهاني؟ هو نجل الميرزا اغا برويز اصفهاني احد خدمة ضريح الامام الحسين في مدينة كربلاء وتوفي في منفاه بعد ان تم تهجيره سابقا الى ايران.. وهو زوج إسراء بنت المالكي وإبن خالها! يعيش معها في أميركا ويتخذ من موقع رئاسي في المنطقة الخضراء دار استراحه له.... القجغجي أبو علي الاصفهاني يحمل أربعة جوازات سفر... أميركي.. سوري.. إيراني.. وأخيرا حصل على الجواز العراقي!

فإذا أستيقظ ضمير قاتل أميركي يداه مخضبتان بدماء العراقيين... وإذا أصرت ضمائر خسيسي المضبعة الاميركية في بغداد على البقاء ميتة.... وإذا ضرب الله على عيون رايان أوديرنو الغشاوة فما عاد يرى النصر قائما حتى بعد عشرة أعوام وهو على حق حتى لو قال 1000 عام.... وإذا تعرضت من تعمل لخدمتهم إعلاميا في قناة اللاعراقية الفضائية لما تعرضت له بسبب رفضها لضغط التحرش الجنسي الحكومي الرسمي المعلن.... وإذ يكشف الله ستر الاصفهاني صهر المالكي في مطار دبي قبل دقائق من إقلاع طائرته... وإذا... وإذ... ألا يصلح هذا كله كعلامات لبزوغ الفجر؟ ألم أقل لكم أكاد أراها... خيوط الفجر تعلن عن صباح آت. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق