الخميس، 18 فبراير 2010

أينبغي على العراقيين التوجه إلى صناديق الاقتراع؟


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
     بعد سبع سنوات من الغزو/ الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي بشّرت العراقيين بـ "الديمقراطية"، وما رافقتها من أزمات: فقر الخدمات من ماء وكهرباء، العيش اليومي وسط تلال من النفايات وبرك مياه الصرف الصحي، البطالة وتصاعد الأسعار، والقتل والاعتقالات.. بعد كل هذا ألا يحق للعراقي أن يتعجب إن لم يستنكر جدوى الانتخابات، وفيما إذا كان ينبغي أن يذهب إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مارس القادم لانتخاب نفس الوجوه الطائفية الفاسدة!؟
     "لا نثق بالانتخابات أو بالمرشحين، أبحث الآن عن الكيروسين لأوُفر شيئاً من الدفء لعائلتي في الليل، رغم أننا نعيش في بلد غني بالنفط،" وفقاً لـ سمير صلاح الدين- ميكانيكي/ شمال كركوك.
    بدأت حملة الانتخابات يوم الجمعة الماضي، مع بدء نشاط العاملين في الأحزاب إلصاق الإعلانات الانتخابية في شتى أنحاء بغداد، كما حصل في الماضي وفي انتخابات المحافظات، وفي سياق منافسة شرسة من المرجح أن تحول مدن العراق إلى غابات من اللافتات والملصقات.
     لكن مدينة الفقراء البغدادية- الصدر (الثورة)- وهي تطفو على حقل نفطي- تعرض للتدمير بسبب سنوات من التفجيرات والمعارك بين المليشيات- تُشكل رمزاً بيّناً لكثير من عدم الكفاءة والفساد السياسي التي استنزفت حماسة الناخبين، وساهمت في سوء إدارة ثروة العراق النفطية الهائلة..
     "أسمع الناس يقولون أن مدينة الصدر (الثورة) غنية، لكني لا أملك شيئاً.. لماذا لا تظهر علامات الغنى على أطفالي؟.. لماذا تبدو شوراعنا هكذا؟.. لن أشارك في الانتخابات لأني لم أرَ شيئاً ملموساً من الحكومة،" قالتها -Raziqa Fokus أرملة وأم خمسة أطفال، وهي في طريقها لرمي كيس القمامة في الشارع. بينما شكى مقيم آخر بأن القمامة عادة ما تبقى متروكة على مدى شهور!
     يأمل الرسميون العراقيون والأمريكان أن تقود انتخابات 7 مارس إلى ترسيخ "الديمقراطية" الوليدة في البلاد، وسحب المقاتلين للانضمام إلى العملية السياسية- في نفس الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية "الانسحاب"، بعد أن تضاءلت الحرب الطائفية التي فجرها الاحتلال الأمريكي العام 2003.. هذا رغم تصاعد التوترات بين طائفة الحكم (الأغلبية) والطائفة الأخرى، نتيجة لهجة حكومة الاحتلال في بغداد، ومنع مرشحين من طائفة (الأقلية) الترشيح في الانتخابات بعد اتهامهم بالارتباط مع النظام العراقي السابق.
     في مدينة الصدر (الثورة)- إحدى الأحياء العراقية الفقيرة المليئة بالعاطلين، صار الكثير من الشباب العاطلين مؤهلين لقبول إغراءات المليشيات ومجموعات الجريمة، بينما الأطفال يلعبون في برك المياه الراكدة ووسط رائحة مياه المجاري والقمامة المتروكة.
     شبكات أسلاك كهربائية غير نظامية لسحب الكهرباء من خلال المولدات في ظروف استمرار انقطاع التيار الكهربائي الرسمي، صارت رمزاً لظاهرة عجز الكهرباء الوطني.. "أنا مجر موظف.. الفساد واتخاذ القرارات العشوائية في وزارة الكهرباء، هي السبب،" وفقاً لمهندس كهربائي رفض كشف هويته.
     "كانت هناك أولويات والناس يفهمون ذلك- الأمن أولاً ثم الخدمات- اعتقد بصحة هذا القول رغم التحديات التي واجهت الحكومة، وأنها حققت الكثير،" قالتها جنان عبدالجبار- تحالف دولة القانون! إعادة الاعمار أمر بالغ الصعوبة بعد عقود من الحروب والعقوبات. لكن البلد الذي يحتل المرتبة 11 من بين أكبر البلدان المنتجة للنفط، تسعى لتجديد وإنعاش قطاع النفط في سياق سلسلة من الصفقات ليحتل المرتبة الثالثة بين الدول المنتجة للنفط في العالم. يأمل العراق زيادة طاقته الإنتاجية من 2.5 مليون برميل/ يومياً إلى 12 م.ب/ي في غضون 6-7 سنوات لتوفير المال اللازم للتنمية.. إن العديد من الناخبين سيقترعون وفق الخطوط القبلية والدينية (الطائفية)، ولكن ليس على أساس كفاءة المرشحين، وفقاً لـ سعاد الحديثي- جامعة بغداد.
     في انتخابات العام 2005، حثَّ رجال الدين لطائفة الحكم جماعتهم التصويت لقائمة الطائفة، في حين أن مجموعة الطائفة الأخرى طالبوا جماعتهم مقاطعة الانتخابات. وهذا ما ساعد على إذكاء التمرد (المقاومة)..
     أضافت الحديثي: "اعتقد أن نقص الخدمات ليس له تأثير كبير في العراق. إنه الانتماءات لهذا الجانب أو ذاك.. هناك ضغوط سياسية تسيطر على الناخب العراقي." 
مممممممممممممممممممممممممممـ
Should Iraqis go to polls?,The News International,uruknet.info,
Saturday, February 13, 2010.

هناك تعليقان (2):

  1. إذا كان العراق يفتقر أساساً على نظام سياسي وطني بالمعني الصحيح، وما أفرزته كل الإنتخابات السابقة في ظل الإحتلال، ما هو إلا نظام طائفي مذهبي عرقي سلبي بكل المعايير الديمقراطية، فما فائدة إنتخابات أخرى تقوم بإنتاج المزيد من ذات الشيئ وتعزيزه؟!
    سالم عتيق

    ردحذف
  2. الإجتثاث لم يكن يوماً كوميديا، بل حقيقة قائمة كان وسيبقى القصد من ورائها هو خنق بعث النهضة العربية أينما رفعت رأسها، وللأسف بتعاون محلي وإقليمي ودولي. فاليوم الدور على العراق، وبالأمس كان على مصر وغيرها، والدور قادم حتماً على كل نظام عربي آخر يشق عصى الطاعة ويمتنع عن تقديم فروض الولاء لأصحاب المشاريع الإستعمارية خاصة الأنكلوساكسونية الصهيونية الفارسية.

    ردحذف