الخميس، 18 فبراير 2010

ما المصلحة الايرانية من تأزيم الوضع السياسي العراقي؟


الكاتب: شامل عبد القادر
هل ايران وحدها مشغولة بانتخابات العراق المقبلة دون تركيا وسوريا والكويت والسعودية؟ لا بالتأكيد. جميع دول الجوار وغير الجوار يراقبون الوضع العراقي قبل الانتخابات وما ستتمخض عنه الانتخابات الحاسمة لمستقبل العراق السياسي والاقتصادي!
ليست ايران او النظام الايراني بتحديد ادق مشغول وحده بالاستعدادات الجارية في العراق لخوض الانتخابات برغم ان الوضع العراقي يهم ايران بالدرجة الاولى، اذ ليس من المعقول ان تضيع الجهود الايرانية والاموال الايرانية والدبلوماسية الايرانية هباءا منثورا في الانتخابات العراقية المقبلة ومعها يتطاير رجال ايران في العراق كالاوراق تجرفها ريح قوية!
ايران معنية تمامًا بالوضع العراقي ومهتمة جدًا بترتيب الاوراق الانتخابية وتتلمس الطريق نحو الهدف المنشود!
الامور في العراق بدت الآن وبعد كوميديا الاجتثاث وقوائم المجتثين لعبة غير متقنة من جانب الكتل التي تخشى من الهزيمة الساحقة في جنوب العراق وليس في العراق كله!
تردد ان استفتاءً سرياً اجرته احدى دول الجوار المعنية بالطاقم السياسي المستقبلي الحاكم للعراق حول احتمالات الفوز والخسارة أو التراجع المخزي لأي القوائم المترشحة، فاتضح لهذه الدولة ان الكتلة الوطنية العراقية هي المرشح القوي للفوز باصوات العراقيين (وارجو ان لايفهم من كلامي هذا دعاية انتخابية لهذه الكتلة!) وان خسارة كبيرة وشيكة ستلحق حلفاء هذه الدولة اذا لم تتخذ خطوات من شأنها ايقاف الكتلة الوطنية عند حدها!
ويقال ايضًا ان هذه الدولة هي التي اوحت للاطراف الساندة في العراق بطرح فكرة الاجتثاث واستبعاد بعض الاسماء القوية وذات الثقل في الشارع السياسي لمصلحة حلفائها والله اعلم!
ايران اليوم وبمناسبة الذكرى السنوية لثورتها تشهد شوارعها ومدنها اضطرابات كبيرة لا تخلو من مخاطر جمة على مستقبل النظام السياسي، ولكن مع كل هذه الفوضى السياسية في الشارع الايراني تبدو اصابع خفية تحرك ما هو ضد النظام وبلا شك فإن التهديدات الامريكية الاخيرة لايران بعد قرار نجاد بتخصيب اليورانيوم تبدو الاذرع المتشابكة على وشك التكسر والتبدد!
من حقائق الامور في بلادنا ان العراق يشهد اليوم صراعًا قويًا وخفيًا ومستترًا مرة وعلنيًا في مرات كثيرة بين امريكا وايران، وتبقى الرقاب العراقية هي التي تدفع الثمن من اعصابها ودمائها ومستقبلها!
ان ما جرى قبل ايام بخصوص نتائج قرارات المساءلة والعدالة او الاجتثاث وما افصحت عنه صراعات الحزب الحاكم والكتل المترشحة للانتخابات وما تولد من ردود افعال سلبية عن زيارة بايدن وتدخلاته كانت انعكاسًا للملف الايراني - الامريكي!
لا اعرف لماذا لا تتدخل تركيا بهذه الدرجة الخطيرة في اوضاع العراق؟! ولا اعرف حتى الان ما المصلحة الايرانية من تأزيم الوضع السياسي العراقي؟ هل هذا اتهام ام تسويق لحقيقة؟! لا اعرف بالمرة.
اتمنى ان تمر انتخابات العراق بسلام وان تخرس الاصوات التي تطالب بإشعال فتيل الفتنة وان يحترم الجميع القضاء والقضاة، فلا خير بأمة تهدد رقاب قضاتها السكاكين والمدي بالذبح والنحر والقتل والحز!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق