الخميس، 18 فبراير 2010

هكذا تكلم الشيخ يوسف سلامة


اللجنة الإعلامية للقدس في الجزائر
يكفي أن ننتبه قليلاً إلى مكامن القوة فينا لنكتشف كم هي الأشياء ممكنة, ذلك أنَّ خلاصة كلّ الغضب وكلّ الحبر الذي يُسود الصفحات وكلّ الجهد الذي يُبذل في التوعية والنصح والإرشاد لن يكون كافياً لإنجاز ذاته وتحقيق مضمونه وغاياته إن لم يتحول إلى برنامجٍ وفعلٍ يرى ذاته في صورةٍ أخرى ذات وزنٍ وثقلٍ وتأثير,
كما أنَّ الكنز الذي يبحثُ عنه الباحثون ليس إلا ذلك الشيء الذي بداخلنا, وليس سوى شحذ قدراتنا وقوانا, وليس إلا التفافنا وتعاضدنا, ليس إلا أن نباشر قضيتنا بأيدينا, وأن نخطوَ خطوتنا, فقد آن أن ينقشع الوهم وينجلي الفجر ويتبدّدَ الضباب, كأنّه غِشاوةٌ كانت هنا, كم كنا واهمين وعاجزين, إذ الكنز الذي نبحثُ عنه هو نحن, وقد تبدّى ذلك عندما باشرت الجزائر طريقها في الانعتاق والتحرر فبدّدت وهم القوة العظمى التي زرعت الجهل والوهم والمذابح واليأس. واكتشف الشعبُ أنّ الأحلام ممكنة,
وهي إرادة الإنسان وإرادة الشعب, فيكفي أن تُعلنَ نفسك لترى أثرَك في الميزان وسنكتشف كم نحن نحن حين نكون نحن, حين يُعلن العربُ من قمّة ليبيا عن أنفسهم كما ينبغي أن يكون الإعلان, ليكن ما يكون حين نكون ما نريد, ونريد ما نكون, سنكتشف كم كنا ليس نحن حين بحثنا عنا بعيداً عنا, ولم ننتبه في إغفاءة المشهد إلينا,
ويكفي أن يُبادر كل عربي ومسلمٍ وحُرٍّ باقتطاعِ دولارٍ واحدٍ من قوته في العام, لنرفد القدس بما يبلّ عروقها ويُذهبُ ظمأها ويرفدُ جدرانها ويسندُ صمودها ويسرجُ قناديلها ويدفعُ عنها شبح التهويد, أن نبادر بأنفسنا ونشمّرَ عن عزمنا فلن يسعفنا إلا نحن, ونحن لم نفعل ذلك حتى الآن, وقد حرصوا أن نظلَّ هكذا مشلولين بالأماني والاتكال والأوهام, حتى ظنّوا أننا انتهينا والسلام, فأوغلوا فينا نهشاً وإهانةً وتهويداً, متكئين على عجزنا وقلة حيلتنا وانصرافنا عنّا إلى غيرنا,
سنكتشف كم نحن هنا, أقوياء, وسرُّنا أننا نحن كنزُنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق