الخميس، 18 فبراير 2010

شهادة الجميل -فضيحة شاهد على العصر


لينا أبو بكر
بعد 15 جولة ساخنة من الشهادة على العصر خاضها أمين الجميل في مواجهة الذاكرة الدموية، كان لا بد أن تكتمل معالم تلك الشهادة بالاستماع الى إفادة الضحية، وقد جاءت حلقة 'بلا حدود' التي خصصتها الجزيرة لتلقي الاتصالات وردود الأفعال على إفادات الجميل وشهادته
غير أن هنالك نقاطا لا بد من التعرض إليها هنا حول مدى أثر تلك الجولات الإعلامية على تقصي الحقيقة..
استغرق الجميل وقتا طويلا في رسم معالم لذاكرة مفتعلة بديلة ليست حقيقية طوال الـ15 جولة، استولى على الوقت الاكثر منها ليعلق الاقنعة على وجوه مستعارة من عصر مضى، مما أخل بالتوازن الزمني المسموح به بين المساءلة والرد
 حلقة 'بلا حدود' اتاح فيها منصور للجميل الوقت الاكبر لقول كلمة أخيرة
 المشاهد لم يكن بحاجة الى المزيد من لزوم ما لا يلزم….. كان الاولى بهذا الوقت الضائع تلقي الاراء والمكالمات وشهادات الضحايا التي لم يستطع البرنامج الوقوف عندها كما يجب لأن الزمن المتبقي من عمر تلك الجولات الاعلامية لا يسمح وكذلك وقت الذاكرة المنمقة ولا وقت سيادة القائم باعمال الشهادة وقد وصل متأخرا عن موعد الحلقة المباشرة بربع ساعة.
يصر الجميل على أنه كان يعيش في عصر تتحكم فيه الغرائز، وأن ذلك العصر فرض منطقا قاسيا على الجميع، ولو انه عاد به الزمن سيتصرف كما تصرف تماما
فكيف يمكن للمتابعين القانونيين أن يتعاملوا مع هذا الإصرار على الانصياع للغريزة؟
ثم كيف يستطيع الشاهد أن يناقض نفسه وتتضارب أقواله وهو يبرر الجريمة بالحس الغريزي متمسكا بها كمنطق فرض نفسه، وبعد مضي كل هذا الشوط الزمني؟
الطرفة التي تثير الضحك هي استضافة البرنامج له كشاهد على عصر قذر وغرائزي حسبما أسماه هو بنفسه، فهل يكون الشاهد في هذه الحالة شاهدا نظيفا وهو أحد أهم صانعي ذلك العصر؟ وهل تبرئه رتبة الشهادة من رتبة التهمة؟
الشهادة هنا ليست وساما يمنح للقتلة، إنها استدراج مهني محكم لتوريط الشاهد بشهادته، على الملأ، وهو تماما ما يضعه في خانة أو قفص الاتهام العلني 'معلش، تعيش وتاكل غيرها يا سيادة الرئيس الأسبق' لأن الاعلام لا يحمي المغفلين!
وصل اتصال للبرنامج من احد الضحايا يسأل الكتائبي عن القتل الذي مارسه في حق الابرياء واين القانون، قاطعه الجميل وقال له: ليش انتو بتعرفو القانون؟
مهلا لا تضحك ايها المشاهد حتى وان كان هذا شر البلية، لان الذي يثير القهقهة هو ردة فعله الاولى على هذا الاتصال بالسؤال اعلاه، مما يوضح حقيقة النوايا، وان كل ما حاول ان يرسمه في عين الكاميرا كان القناع وليس الوجه الحقيقي والا لما غير تماما جوابه متذرعا بدموية عصر هو أحد صناعه
 لم يزل سيادة المتعاون مع شارون اذن قادرا على عدم تطبيق القانون
من المجرم الحقيقي؟ حليف العدو أم الضحية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق