الثلاثاء، 16 مارس 2010

حين يتطاول النحلاوي الانفصالي على الناصرية


بقلم: زياد ابوشاويش

كنت أهم بالخلود للنوم عند الرابعة وخمس دقائق من فجر اليوم الاثنين 15 / 3 حين لفت انتباهي الحوار الدائر بين المذيع أحمد منصور من قناة الجزيرة والمعروف بعدائه الشديد للزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر ونهجه من خلفية إخوانية معروفة وبين السيد عبد الكريم النحلاوي الضابط السوري الذي قام بالانقلاب على الوحدة بين مصر وسورية بأوامر من الرجعيين العرب وأسيادهم في واشنطن ولندن في ذلك الوقت. المدهش أن النحلاوي وبدل أن يعتذر لروح عبد الناصر عما ألحقه بهذه الأمة من ألم وما حققه للعدو من أهداف حلم بها وتتعلق بسياسته" فرق تسد " يتنطح للإجابة عن سؤال لمنصور يقول فيها أن سياسة عبد الناصر كانت فاشلة في كل الوطن العربي بعد أن قدم لسمومه بالحديث عن الطاعة والولاء لناصر وللوحدة، والمعروف أن من مول الانقلاب والانفصال كان الشركة المعروفة بالخماسية وهي تمثل أعتى شيوخ الرجعية السورية المرتبطة بالسعودية في تلك الحقبة، وأن النحلاوي هو مجرد عميل صغير لهؤلاء ولا يغير من ذلك كل الحديث المنحرف عن أخطاء وقعت فيها تجربة الوحدة الرائدة في الوطن العربي والتي لا يمكن تجنبها في بداية التجربة واختلاف المفاهيم والقيم التي يحملها بعض الضباط المنتمين لمدارس فكرية متنوعة ومن أصول طبقية كذلك.
الذي لفت انتباهي أن النحلاوي الذي لم يعرف عنه أي سابق تجربة أو فلسفة ما أو فكرة يحملها لم يتردد في تناول جمال عبد الناصر بالسوء على طريقة أنور السادات الذي حاول تصوير القائد الخالد زعيماً أحمقاً أو غبياً أو متسرعاً. وما قاله الرجل حول فشل الناصرية في كل من الجزائر واليمن ولبنان والعراق واصفاً تلك السياسة بأنها كانت رعناء وتخلق الفتن في تلك البلدان وأنها لم تؤد إلى نتيجة لصالح العرب أو مصر وهذه قمة التزييف لحقائق التاريخ وما آلت إليه أوضاع العرب قبل وبعد وفاة ناصر.
لقد تعزز دور العرب في تلك الحقبة الناصرية والتدخل المصري أو الدعم الأخوي الذي قدمه جمال عبد الناصر وبلده مصر لهذه البلدان أدى لتحريرها من الاستعمار ومن الرجعية ومن بقايا التخلف والصراعات المبنية على أسس عشائرية قبلية كما في العراق.
من من هذه الأمة لا يذكر الدور المصري في الجزائر وما قدمه ناصر للثورة الجزائرية وانتهت بتحريرها ؟ ومن منا لا يتذكر الثورة اليمنية التي تدخلت لإجهاضها الدول الرجعية المحيطة وخاصة السعودية وكيف تدخل عبد الناصر لحمايتها وهكذا كان؟ ومن لا يتذكر الإنزال الأمريكي في لبنان عام 58 لدعم الحاكم العميل لهم في ذلك الوقت وضد التوجه الناصري للبلد وكيف أفشله ناصر ومشايعيه هناك. وهكذا في العراق وفي كل مكان، وحيث كانت الأمة كلها وراء عبد الناصر وتؤيده.
لم تكن جماهير الشعب العربي تحب عبد الناصر من فراغ أو لأنها جاهلة أو مخدوعة كما حاول النحلاوي أن يقول ولم يكن عبد الناصر يسلك بخلاف ما كان يقول ولم يكن الرجل بائع كلمات ثورية ومشاعر قومية كما تفوه النحلاوي في برنامج شاهد على العصر، بل كان ناصر صادقاً مع نفسه ومع شعبه ومع أمته وسخر إمكانات بلده لنصرة قضايا العرب ولحفظ كرامتهم، وبالفعل فإن مكانة هذه الأمة كانت بألف خير قياساً لما آلت إليه أوضاعها بعد رحيله الحزين عام 1970.
إن بعض الذين ناصبوا ناصر العداء بعد رحيله يمثلون النموذج الأبرز للانتهازية وانعدام الأخلاق والضمير، وهم لن يحتلوا في التاريخ سوى مكب نفاياته وستلعنهم الشعوب العربية جيلاً بعد جيل.
يحاولون الإساءة لتاريخ مجيد لمصر وللعروبة وللناصرية ومن موقع الانسجام والولاء للسيد في البيت الأبيض ويعتقدوا أنهم بذلك يمكن أن يزيفوا وعي شبابنا ممن لم يعش تلك الحقبة الجميلة من تاريخنا، الحقبة التي كان العربي يعتز فيها بانتمائه لوطن فيه جمال عبد الناصر وليس هنا المكان المناسب لعمل جردة حساب لإنجازات القائد العظيم وابن الأمة ومصر البار جمال عبد الناصر.
والنحلاوي الذي أخرجه أحمد منصور من وكره ومخبئه ليسلط عليه الضوء بهدف الإساءة لناصر لن يتمكن من خدش السيرة العطرة لناصر والناصرية وسيعود بعد انتهاء البرنامج لجحره ويلفه الظلام ويبقى عبد الناصر ذلك النور الساطع في سماء الوطن العربي مهما تكالب عليه الحاقدون من زمر الإخوان ومن لف لفهم. إن الصغار لا يكبرون بالتطاول على الكبار ولن يصنعون لأنفسهم المجد أو السيرة المحمودة بالتطاول على رمز هذه الأمة وعنوان شموخها الذي تكالبت عليه كل زمر الرجعية والخونة والعملاء في هذه الأمة بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل كذلك والنتيجة أن التآمر على التجربة الناصرية في حينه والانفصال الذي يعتز به النحلاوي خدم في النتيجة العدو الصهيوني وحلفائه وهذا يكذب أي ادعاء بأن الانفصال وضرب تجربة الوحدة كان من أجل الإصلاح.
لقد رد القائد جاسم علوان على جملة الأكاذيب التي طرحها النحلاوي وسيرد عليه رجال عبد الناصر ممن عايشوا تلك الحقبة. وختاماً نعيد التأكيد على أن ثورة يوليو المجيدة لم ترق دماء أحد في مصر أو الوطن العربي كما زعم النحلاوي الكاذب وأنها الثورة البيضاء بجدارة. لناصر نجدد الحب والولاء ولنهج العزة والكرامة والتحدي الذي مثله الزعيم تحية... والوفاء لقيم ستبقى خالدة ما بقيت الأمة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق