الثلاثاء، 16 مارس 2010

كمال مدحت سنصل الى الاكتمال في التحقيق وسلطان ورفعت الكمال في الحقد


بقلم:صابر عبد الحق
تقترب ذكرى استشهاد( اغتيال) القائد الشهيد كمال مدحت ورفاقه الابطال الذي كانوا ضحية عمل استهدفهم، فخسروا هم حياتهم، وخسرنا نحن فكرهم وعملهم وجهدهم، والاكثر وحدتنا الداخلية التي تصدعت بفعل هذا الاغتيال، لان اصابع الاتهام لم تستطع تجاوز بعد الصراع او الحقد والحسد الداخلي الذي عبر عنه البعض في الكثير من المناسبات.
وما اصعبها حين تجد القاتل يمارس دور الضحية او يزرف دموع التماسيح، بشكل يستفز مشاعر المشاهد الذي يعرف الحقيقة، ولكن سيف الظلم يجعله يهمس بها ولا يجاهر.
الشهيد كمال مدحت مثل حالة نوعية تنضم الى حالات الفرادة، مثل نموذجا للقائد الهادئ الذي لا يمل، ولا مكان للفراغ لديه، فحين ارادوا قتله معنويا في تسعينيات القرن الماضي، ذهب الى مقاعد الدراسة متجولا بين الكتب والافكار مطورا نفسه لمرحلة قادمة من الصراع مع الاسرائيليين، وعاد حاملاً الدكتوراه في القانون، في مرحلة عملنا فيها لارساء قانون فلسطيني ينظم العلاقة الداخلية، والعلاقة مع الشركاء اللبنانيين الذي تقاسمنا معهم كل مسارب طريق الجلجة قبل ان نقاسمهم الاخطاء التي زعزت العلاقة. وكانت فكرة التقدم خطوات نحو لبنان العقل، لا لبنان المتاريس، وكان الحصاد الايجابي في عهد الاخ عباس زكي عبر مجموعة الوثائق التي قدمت الى اللبنانيين.
في الداخل الفلسطيني، حصلت انجازات، وقرر اتباعها بخطوات متتالية تصل بالحركة الى موقعها الحقيقي كقائدة للمشروع الوطني، وكحركة نضالية تلتزم مبادئها واهدافها بعيدا عن الحسابات الشخصية التي حاول البعض عرقلتها انطلاقا من حساباته الخاصة.
كان الشهيد كمال مساعدا لممثل المنظمة الاخ عباس زكي، يعمل بهدؤ وصمت، ويروي زرعه بماء صافية، فياتي القطاف قبل زرعه،لان العرق والجهد لهما حصادهما.
كذلك للحصاد الناجح ضريبته، فكان لا بد من دفع الضريبة من طرفين ، المتضررين والحساد. ولان الثقة بفعل تراكم الانجازات وظهور القدرة لدى الشهيد كمال مدحت، اوكلت له مهام جديدة منها امين سر فصائل المنظمة في لبنان، ومسؤول ملف نهر البارد بعد ان فشل اسلافه بعملهم. فبدات حياكة المؤامرات من قبل فريق سلطان ابو العينين والحاج رفعت شناعة.
سلطان الذي قاتل على جبهة عدم الاعتراف بامانة سر الفصائل، والحاج شناعة الذي ساهم في تدمير منطقة مخيمات الشمال والذي سرق كل مقدراتها على مدار اكثر من عشرين سنة كانت تحت مسؤوليته وحارب كل من تقدم لتسلم مسؤولية منطقة الشمال، فكانت له حروب مع اللواء ابو طعان والعميد بلال اصلان وعضو القيادة السياسية جمال خليل، لانه يريد الشمال مزرعة له وان يبقى بئرها مستورا بغطاء الفساد الممارس من خلال عودته الى امانة سر الحركة في المنطقة وبالتالي امساك ملفاتها ومنها نهر البارد، والذي حاول الشهيد كمال اعادة ضبطه وتنظيمه، ووقف الهدر الغير مشروع الذي مارسه سلطان ورفعت شناعة وازلامهم في الشمال، الذي انقسم تنظيميا بين فريقين فتحاويين في طريقة لا تمت الى التراث الفتحاوي والاصول التنظيمية، ويا للعجب كان الحاج ايضا مسؤولا للتعبئة والتنظيم في الساحة ومهمته محاربة ظواهر الخلل، فإذا به هو الخلل. (على قول المثل دود الخل منه وفيه).
رفعت شناعة الذي كان رأس الحربة في مشروع السلطان، رفعت الذي اطلق تصريحه الشهير اما انا او كمال مدحت في الشمال ولن اعود الى الشمال إلا بعد رحيل كمال مدحت. وكم من جلسات التحريض التي مورست بحق الشهيد الذي كانت تصله رسائل التهديد ويهمس بها الى المقربين منه وابلغ القيادة ببعضها. كمال ورفاقه الذين رفضت عائلاتهم ان يشارك اي احد من المشبوهين من سلطان وحاشيته في تشييع جثامين الشهداء.
كم انت شجاع يا حاج رفعت، حين تمعن في ركب موجة الخطا ولم ترتدع، وكان لقب الحاج هو بوستيج للوجه الحاقد الحقيقي لشخصيتك، وانت من حاربت كل قادة فتح الذين اقتربوا من قيادة الشمال امثال الشهداء ابو منصور وابو خلدون وغيرهم من الاحياء. عن اي حركة تتكلم يا رفعت شناعة وانت لم تستطع ان تستقطب حتى اولادك الذي هم في صفوف القوى لاسلامية وليسوا في فتح.
اليوم تنام اشلاء كمال ورفاقه بسلام في لحودهم، اما انت فجسدك ترتعش كل شعره فيه، لانك لا تعرف النوم الحقيقي، مرعوب طول الوقت، ليس لان ضميرك يعذبك، لان امثالك واسيادك لا ضمير لهم، بل لانكم جبناء، وتعيشون في ثوب خوفكم بسبب جرائمكم واعمالكم.
رفعت شناعة تحاول اليوم مع سلطان ابو العينين ان تنتقم من منير المقدح لانه رفض عمليات التحريض التي كنت تمارسها في عين الحلوة والمية ومية صيدا، فطردك منها، ورفض كل سياسات سلطان ابو العينين المبنية على المنفعة الشخصية، اليوم تحاولون النيل من كل من وقف في وجهكم، اليوم تتابعون ما بداتموه مع الشهيد القائد كمال مدحت ورفاقه.
ناموا قريري العيون في عليائكم، وستموت الجبناء في غيها وخوفها بعد رحلة من العذاب الآليم.
وداعا كمال وداعا رفاق كمال. اكرم وخالد ومحمد نعاهدكم اننا سنستمر في التحقيق حتى اكتماله، وكما قال احد القادة لن نقبل ان تسجل الجريمة ضد مجهول، لكم منا في ذكراكم وردة ولعائلاتكم الصبر والسلوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق