الجمعة، 12 مارس 2010

اليسار الفلسطيني، الأهداف والولاء


احمد الفلو - كاتب عربي
        حتى عندما تقاوم حركة حماس العدو الإسرائيلي، أو عندما تكون منتخبة شعبياً وديمقراطياً فإن اليسار ضدها ، أمّا عندما تخوض المقاومة الفلسطينية المعارك ضد العدو فإنهم يدّعون أنهم الوحيدون الذين يقاومون بالكلام وبصواريخ يطلقونها على العدو من قصر المقاطعة برام الله ومن مقر اللجنة التنفيسية لمنظمة التخرير، وحين يغلق جنود دايتون الأشاوس الأبواب في وجه النواب الفلسطينيين ورئيسهم المجاهد عبد العزيز دويك، فإنهم مع محمود عباس ضد النواب الفلسطينيين من حماس لأنهم يقفون مع القوى التقدمية الدايتونية المستنيرة ضد الرجعية الحمساوية الظلامية.
      يشتمون أوسلو لكنهم يجلسون في حضن مهندسها المغوار ويستظلون بأوراق شجرتها المورقة باللون الأخضر كالدولار، يستلهمون تاريخ الحكيم الذي نشر ظله العالي المسمى عبد الرحيم ملوح حتى داخل قصر المقاطعة ليقاوم إسرائيل عبر التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، رحل الحكيم رافقته السلامة وفي يده بندقية من ورق كُتِب عليها لا للإسلام ، أما البقية فإن أبا النوف أدام الله بركاته فهو قائد عمليات الاستثمار المالي والباحث عن الفرص والمغانم من معونات طالباني تلميذ بريمر اللبيب في بغداد إلى صاحب الفخامة محمود عباس في رام الله، دون أن ينسى ثوريته التي كرسّها في اللجنة التنفيذية من خلال رفيق دربه تيسير خالد ، اليساريون متنازعون فيما بينهم لكنهم قلب واحد في قضيتين محوريتين أولاهما التمتع بما يجود عليهم به عباس ودايتون من دولارات ومزايا ممتعة وثانيهما اصطفافهم في مواجهة عدوهم الأكبر وهو الحركة الإسلامية المجاهدة لأنها ظلامية تؤمن بالغيبيات.
      أما حلفائهم في حزب فدا وحزب الشعب وجبهة التحرير العربية والفلسطينية والطريق الثالث فإنهم يدعمونهم للحصول على أصوات انتخابية، خاصة أنهم جميعاً منبوذون شعبياً وجميع قواهم لم تتمكن من الحصول سوى على ثلثي صوت لكل فصيل من فصائلهم في الانتخابات التشريعية 2006، ولكن راعيهم وولي أمرهم محمود عباس أدام الله عزه وبمساندة من العم الإمبريالي الكبير دايتون فقد تمكنوا من دخول اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفتحاوية لأن الشعب الفلسطيني ليس له ناقة ولا جمل في انتخابهم ولا بأس أن يمثّلوا ذلك الشعب دون إرادته لأنهم بذلك يخدمون الشعب الفلسطيني حسب اعتقادهم، فيقوموا بمشاركة عباس ببيع أرض فلسطين بسهولة، لأن شعبنا عنيد ويحب الجهاد والاستشهاد وهو لا يعرف أين مصالحه، و أنهم عقلاء بل جهابذة يريدون أن يصونوا حياة شباب فلسطين، بدلاً من أن تقودهم حركة المقاومة الإسلامية إلى الاستشهاد، ففلسطين لا تستحق كل هذه التضحيات فليأخذ الصهاينة 95% من الأرض ونحن نأخذ 5% الباقية ويا دار ما دخلك شر.   
     لقد أوحت إليهم عبقريتهم بأساليب وتكتيكات يمارسونها كي لا يتعرضوا للمسائلة والحساب،إنهم في غزة مقاومون وفي رام الله لا بأس من التعاون الأمني مع إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى اعتقال وسجن بعض المخلصين منهم مثل سعدات لأنهم لا يريدون أن تطلقه حماس فيكون لها فضل عليهم فتزيد من شعبيتها، بينما هم في دمشق يؤيدون المقاومة لأن دمشق تحتضن المقاومة، و يذهبون إلى طهران بصفتهم مقاومين، ولكن مشكلتهم هي الجبهة الشعبية القيادة العامة فإن أمينها العام المجاهد احمد جبريل يفضح لعبتهم دائماً ويكشف حقيقتهم.  
إنهم اليساريون يقولوها بكل فخر أمام محمود عباس وسيده دايتون ألم نُفشِل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المجاهد اسماعيل هنية برفضنا الانضمام إليها رغم أنها حكومة مقاومة، أليس نحن الذين نصطف في الجانب الفتحاوي في أي مفاوضات للمصالحة الفصائلية؟ ونحن الذين نمتنع عن الاستجابة لدعوة رئيس المجلس التشريعي للانعقاد بل ونساهم في إغلاق أبواب المجلس، ونحن الذين صوّتنا في اللجنة التنفيسية لصالح استئناف المفاوضات استجابة للمبادرة الأمريكية المجيدة وتفويض عباس للقيام بالمهمة، ألسنا شركاء معكم أيها الفتحاويون في حربكم ضد حماس؟ ألسنا شركائكم أيها الفتحاويون في اقتسام الأدوار السياسية وفي تقاسم محتويات حقيبة دايتون من دولارات؟
       في ختام مقالنا فإن أحداً لا يستغرب مواقف هذا اليسار الفلسطيني أبدا عندما يعلم أن تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1919 كان على يد المستوطن اليهودي الصهيوني( حاييم أورباخ) الذي كان صديقاً للينين منذ أن كان الأخير في المنفى في جنيف , فإن هذه الحركة اليسارية كشفت بجلاء عن أهدافها وهي مناصرة ثورة أكتوبر الاشتراكية في مواجهة الإمبريالية العالمية، والنضال من أجل ضمان انتصار الثورة الاشتراكية في فلسطين وتحقيق مبادئ "الصهيونية البرولتيارية الحقيقية" , يقول احد قادة الحزب الشيوعي الفلسطيني وهو اليهودي (مائير زون) أنه من دعاة الهجرة اليهودية إلى فلسطين ولكنه يعتقد أنَّ "الصهيونية البروليتارية" أي إقامة دولة اشتراكية يهودية في فلسطين لا يتعارض مع مصالح الكادحين العرب، فماذا ينتظر شعبنا الفلسطيني المجاهد من هؤلاء اليساريين؟ والعوض على الله.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق