الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

هل المدرسة الإعدادية بوخريص في الزمبابواي؟!

ما فتئ هذا السؤال يرهقني منذ التحقت بهذه الإعدادية فبلادنا بلاد الهاو الهاو بلاد العجائب والغرائب ! هل إعدادية بوخريص تابعة للزمبابواي ؟

ماذا يجب أن يفعل الأساتذة والتلاميذ حتى ينته لوجعهم المسؤولون النيام في العسل، إعتصام مفتوح؟! أو إضراب جوع للجياع أصلا لأبسط حقوق المواطنة؟! أو ربما تقديم مطلب لإتبات الجنسية التونسية؟! لقد توالى على منصب إدارة شؤون التربية والتكوين في بنزرت العديد من المندوبين أولهم وعد وآخرهم عاود الوعد و حاضرهم لا يزال مشغولا بتقييم تركة سلفه .

هذه المدرسة لا يفصلها عن مقر إقامة ممثل رئيس الدولة إلا ما يقل عن الكلمتر الواحد ، لا لوم عليه فالسيد رئيس البلدية قد غفل عن وضع لافتة تشير لوجودها أو لوضع إشارة إلى ضرورة تخفيف السرعة أمام السيارات الطائرة التي تمر من المدخل الثاني للمدرسة .

تاهت المسؤولية وهي تبحث لها عن مستقر ، طريق المدرسة صار مرضه مزمنا و عسير العلاج الحفر باتت آبارا و الآبار صارت أفخاخا و زينة تأبى أن تلاحق عزيزة في منعرج شديد الخطورة على حياة أبنائنا التلاميذ .

أما السادة القائدون لما يشبه الحافلتين اليتيمتين فقد سلموا مع الحافلة تعليمات صارمة بحرية التصرف في التوقيت و في مكان الوقوف ، ما ذنب التلاميذ الذين يدروسون حتى الساعة الواحدة يوم السبت ؟ فليقفلوا على القدمين أين الإشكال و هل للزمن قيمة في بلاد من تسلم له السلطة على أي شيء يصبح متسلطا على خلق الله و ما أكثر المتسلطين في بلادنا !

عدد التلاميذ يزداد كل سنة لكن وعاء النقل لم يواكب ذلك ، ترى الأطفال فيه كالسردين في العلب ، عفوا لقد أسأت التشبيه فالسردين صار ينعم بحقوق المواطنة فعدده لا يتجاوز عدد المقاعد في العلبة الواحدة إضافة إلى النكهات الجديدة التي أدخلت عليه .الإنارة مسألة لم تشذ عن الواقع المقيت لهذه المدرسة فهي منعدمة رغم وصول الكهرباء إلى كل بيوت المنطقة .ماذا يمكن أن يفعل أطفال صغار يغادون قاعات الدرس بعد يوم حافل بالأحداث ؟تقاذف بالحجارة و الألفاظ النابية و صراخ يصم الآذان ...

أما ما يتعرض له التلاميذ الأبرياء من أخطار في المحيط المدرسي في ظل غياب قاعة مراجعة و قلة أعوان التأطير فهي جسيمة ، منحرفون ممن شردتهم البطالة و طوح بهم الجهل بعد انقطاعهم عن الدراسة يتصيدون الهوات الجوالة و ما تيسر من المال يوقعون أطفالا صغارا في مزالق " التكلفير " و " الشمان" و مفاسد كثيرة لا تجد لها وقفة أمنية حازمة كتلك التي يقفون بها على الأفواه و الأقلام .

آه لوكانت مدرستنا على طريق السادة الوزراء أهلة الجلاء الذين يفرشون لهم الأرض ورودا و رياحين لصار طريقنا حريرا و ليلنا نهارا و حافلاتنا طائرات

آه لو اعتمدوا عشر بل عشر العشر من تكاليف "الزينة" التي تهدر كل عيد جلاء تعبيرا عن الولاء لانجلت عن قلوبنا غمم كثيرة

متى تصبح بلادنا دولة الجميع دون استثناء أو تمييز لأن دولة الجميع وحدها تنتج مواطنة للجميع ؟

نقابي من بنزرت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق