الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

تصاعد الاحتجاجات بالمغرب على حضور ليفني ندوة بطنجة





الرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف ـ

تتصاعد موجات الاحتجاج على زيارة تقوم بها تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما اليميني الاسرائيلي ووزيرة الخارجية السابقة لمدينة طنجة المغربية للمشاركة في منتدى ميدايز الذي ينظمه معهد يرأسه ابراهيم الطيب الفاسي نجل وزير الخارجية المغربي.
وقال خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والعراق ان حشودا من المواطنين المغاربة سيتجمعون مساء الخميس امام الفندق الذي يحتضن جلسات المنتدى التي تستمر ثلاثة ايام.
وقال السفياني لـ"القدس العربي" انه تم الاتفاق والتنسيق بين العشرات من المنظمات والجمعيات لتكون الوقفة امام فندق موفنبيك صوتا عاليا وقويا يعبر عن رفض الشعب المغربي لكمل محاولات التطبيع مع الدولة العبرية والسياسات التي ينتهجها البعض في المغرب تحت شعارات ومبررات واهية لفك العزلة عن رموز الكيان الصهيوني وتخفيف الحصار المفروض عليهم بعد افتضاح جرائمهم التي ارتكبوها في العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي وكانت المجرمة تسبي ليفني وزيرة لخارجية الكيان الصهيوني واحد الثلاثي الذي خطط ونفد واشرف على العدوان ضد الشعب الفلسطيني.
والسفياني احد المحامين المغاربة الذين تقدموا للقضاء المغربي بشكوى ضد ليفني ويطلبون فيها اصدار امر باعتقالها ومحاكمتها بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ونقل عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها تتابع الدعوات التي تطلقها قوى مغربية لاعتقال رئيسة حزب كديما ورئيسة المعارضة، تسيبي ليفني خلال زيارتها المرتقبة إلى المغرب للمشاركة في منتدى يُنظم في مدينة طنجة الخميس.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن متحدث باسم الخارجية، إن الوزارة على علم بالموضوع وتنظر إليه كجزء من الحملة العالمية ضد المسؤولين الإسرائيليين: ".. نحن على استعداد لكافة التطورات.. ولكن لا ننوي أن ننصح السيدة ليفني بعدم السفر لتنفيذ برنامجها في المغرب".
ونقلت عنه إن " القسم القضائي في الوزارة قام بدراسة إمكانية أن تتقدم تنظيمات مؤيدة للفلسطينيين، بدعوى ضد ليفني وان تطالب باعتقالها" بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة الا انه استبعد ان يكون هناك خطر حقيقي بانتظار رئيس المعارضة في المغرب..". ولكن سوف تحظى رئيس المعارضة بحماية أمنية مشددة خلال زيارتها إلى المغرب بسبب تصاعد وثيرة التهديدات في مواقع الانترنيت الإسلامية".
واكد مسؤولون في معهد اماديوس الذي ينظم ملتقى ميدايز توجيه الدوعة لتسيبي ليفني لكن اوساط رسمية مغربية لا زالت تقترح الغاء هذه الدعوة وتطلب من المنظمين تحاشي توتر واضطرابات تعود بنتائج سلبية على البلاد.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن المكي لحلو نائب رئيس مؤسسة "اماديوس" ان المؤسسة "توجه دعوات الى اشخاص من كل الأطياف للمشاركة في حوارات بناءة"
حتى يصبح "الملتقى الضروري لأصحاب القرار السياسيين والاقتصاديين في منطقة اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا".
واوضح المنظمون ان شخصيتين اسرائيليتين أخريين ستشاركان في هذا المنتدى هما وزير الخارجية الاسبق شلومو بن عامي ونائب وزير الصناعة اوريت نكد.
وحرص لحلو على القول ان ليفني هي زعيمة المعارضة الاسرائيلية "وهي تعبر دائما عن معارضتها للسياسة التي ينتهجها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو".
وتحاشت حتى مساء الاربعاء البلاغات والبيانات الرسمية التي يصدرها معهد اماديوس الاشارة الى مشاركة ليفني او اي مسؤول اسرائيلي اخر.
وخلى اخر بلاغ اصدره المعهد حول المشاركين من اي اسم لمسؤول اسرائيلي فيما لوحظ في بيانه الاخير الذي صدر الثلاثاء غياب اسم صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين من لائحة المشاركين واستبداله برفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطيني والذي اطلق عليه البلاغ صفة "الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني".

وطالب سعد الدين العثماني احد ابرز قيادات حزب العدالة والتنمية في اجتماع في البرلمان المغربي باعتقال ليفني فور وصولها للمغرب ومحاسبة من اذن بمنحها تأشيرة دخول.
ونقل عن العثماني قوله اثناء الجلسة التي حضرها وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري والد رئيس معهد اماديوس ''نحن نرفض زيارة ليفني أو أي مسؤول أو ممثل للكيان الصهيوني لبلادنا''، وأن الحكومة مطالبة بذلك، ''خصوصا بعد مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقرير غولدستون الذي يدين الكيان الصهيوني ويتهم مسؤوليه بارتكاب جرائم حرب في غزة، وبعد أن أصبحوا مطالبين للمحاكمة في دول أوربية وفي غيرها''. وقال ''الأصل أن لا تقدم لها(ليفني) تأشيرة دخول إلى بلادنا، وإذا قدمت فنطالب باعتقالها فورا''.
وقالت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني انها تساند كل الخطوات المتخذة لاعتقال ليفني ومحامتها بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وقالت الجمعية في بيان ارسل ل"القدس العربي" انها تعتبلر كل خطوة لمتابعة هؤلاء الصهاينة المجرمين خطوة سليمة واكدت انه اذا كانت الدعهوة بالون اختبار فانها ترى من العار ان يسعى مغاربة لهذا السلوك.
واكدت الجمعية وقوفها الدائم ضد كل محاولات التطبيع بجميع اشكاله واصنافه.
وجدد ناشطون مغاربة موقفهم المبدئي والرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتبروا "استضافة رموزه الغاصبين بأرض المغرب خيانة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير واسترجاع الحقوق، ودعوا "السلطات التراجع عن الترخيص للنشاط المشبوه المستفز للمشاعر الدينية والوطنية للمغاربة" والذي شكل ذريعة لاستضافة وزيرة خارجية الصهاينة، واعتبرت "حرص معهد أماديوس على دعوة رموز من الدولة الصهيونية لحضور المنتدى أمرا غير مقبول وتحديا سافرا لتوجهات المغرب الداعمة للحق الفلسطيني ولقضية القدس المبارك"؛ كما دعوا "كافة المناضلين الشرفاء والغيورين بطنجة إلى المشاركة المكثفة في الوقفة الاحتجاجية اليوم الخميس على الساعة السادسة مساء أمام موفنبيك للتنديد بالحضور الصهيوني"، وإلى "تحريك المتابعة القضائية في حق مجرمي الحرب الصهاينة أمام العدالة".

من جهة اخرى أدانت المغرب بقوة ترخيص الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء لبناء 900 مسكن بالقدس المحتلة .
وأوضح بلاغ لوزارة الخارجية أن المغرب يذكر بالطابع اللاقانوني واللامشروع لأية عملية استيطان أو بناء إسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، التي لا يمكن استثناؤها، بأي حال من الأحوال أو تحت أية ذريعة .
واضاف ان "المملكة المغربية تعتبر أن هذا الترخيص الجديد ببناء مساكن يشكل دليلا آخر على غياب إرادة إسرائيلية حقيقية لاستئناف فعلي لمفاوضات السلام على أسس سليمة ومتفق عليها وتهدف ، كما يرغب في ذلك المجتمع الدولي بالإجماع ، إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة على كل الأصعدة وعاصمتها القدس." وترفض ، أيضا وبقوة ، السياسة الإسرائيلية المتمادية في التشويه القسري للطابع العربي للقدس الشرقية التي تم ضمها .
ودعت اللجنة الرباعية الدولية وخاصة الإدارة الأمريكية، إلى تحمل مسؤوليتها إزاء السلطات الإسرائيلية التي يجب عليها احترام التزاماتها المحددة بوضوح ووضع حد لسياسة الأمر الواقع، بما في ذلك بالقدس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق