الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الخطاب القومي المعطوب !!

الخطاب القومي المعطوب !!

الأمين البوعزيزي

نشرت الشروق التونسية وقائع ندوة سياسية تدور رحاها حول حملة دعاية تطالب الإستعمار بالإعتذار عن جرائمه في حق شعبنا، و قد دعت لها بعض الأطراف المحسوبة على القوميين في تونس، مما يجعلنا نقول أنه لمن نكد الدهر أن أصبحت صحافة التعليمات تنظم ندوات حول الأمن القومي العربي ،ومن نكد الدهر عودة الوعي والاستفاقة المتزامنة مع "عركة" بين فريق الشراكة مع الاتحاد الاروبي سلطة ومعارضة حول عدم ايفاء السلطة بكل بنود تعهداتها المنصوص عليها في عقد الشراكة.

وجماعة الاعتذار هؤلاء ،هم نفس الفريق الرافض للاستقواء بالاجنبي وهي كلمة حق أريد بها حق السيادة في الاستفراد بنشطاء المجتمع المدني والحركة الديمقراطية .

فهؤلاء المنتدون لو كانوا فعلا مهمومين بالنضال من أجل ازالة اثار الاستعمار لكان محور الندوة تداعيات الشراكة مع الاتحاد الأروبي على السيادة الوطنية ، فالاجهاز على مقومات اقتصادنا الوطني هو قمة الاعتداء على سيادتنا الوطنية، والنضال ضد هذا القيد هو قمة النضال من أجل ازالة اثار الاستعمار!!!؟؟؟

اما هذا الانخراط المفاجئ والمتزامن مع أجواء "العركة " التي كنا نذكر فالكل يعرفها....
لكن ما يؤسف له انخراط أطراف يفترض أنها تعرف طبيعة هذا النشاط الذي تم بالتعليمات ، نفس التعليمات التي تمنع صحفيين من الالتحاق بمقرات صحفهم!!!؟؟؟

وما يؤسف له أكثر أن المداخلة لم تكشف ان الاتفاقيات الجديدة "الشراكة نموذجا" التي تعقد مع الاستعمار الجديد هي قمة الخضوع الموضوعي والاستدعاء المباشر لهذا المستعمر للتحكم في مقدراتنا وارادتنا الوطنية!!!

هذا "الخطاب القومي" المتواطئ مع الداخل هو المرحلة الثالثة لتوظيف اطراف المعارضة التونسية:
فلئن تم استدراج الاسلاميين في السبعينات لاجهاض النضال الاجتماعي الذي يقوده اليسار،
وتوظيف اليسار في بداية التسعينات لتوفير غطاء أخلاقي للإجهاز على الاسلاميين ومن ورائهم الحركة الديمقراطية والحقوقية والنقابية التي كان من الممكن أن تتصدى لفتح الطريق أمام عقد اتفاقيات الشراكة بدون "تشويش" شعبي!!!

وهاهي المرحلة الثالثة في تصيد بعض "القوميين" البلهاء واستنفا هم للترفيع في منسوب المشاعر القومية لدى التونسيين ضد "الاستقواء بالخارج" الذي يقوده أحد اطراف أطروحة الشراكة ضد الفريق الثاني الذي أخل بأحد بنودها المتضمنة لبعض الحريات. كل ذلك للاجهاز على الحركة الديمقراطية المتعاظمة وتشويهها أمام شعبها الذي يحمل في دمه وقلبه ما يجعله يرفض كل استقواء بالخارج ولا يحمل في عقله ما يكفي ليفهم ان ما يجري هو تشويه رخيص لمعارضة مخلصة لشعبها ووطنها !!!
ونقول لهم انه ان كان للقوميين فضل الترفيع في منسوب المشاعر الوطنية والقومية والحساسية من التسلط الاجنبي طيلة القرن العشرين ،فليكن فضلهم في هذا القرن الترفيع في منسوب المواطنة والحساسية من التسلط المحلي لأن السيادات الوطنية في هذا القرن الجديد لا تحميها الا المواطنة الكاملة وليس استنفار المشاعر!!!

وعلى أية حال نقدم تعازينا الحارة لهؤلاء "القوميين الجدد" بهذه الوظيفة الجديدة

و لنا عودة للموضوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق