الاثنين، 23 نوفمبر 2009

فيدرالية التنابلة الجدد


هيا هنا نلعب





عبدالرضا الحميد

ومن سوء حظنا انا اصبنا بالتنابل، حتى صرنا لانصبح الا بزعيق التنابل ولا نمسي الا مع حكاياتهم ، وصارت التنبلة فلسفة لها فلاسفتها ومريدوها وشطارها وعيارها وصحافتها، ومن مصيبتنا ان بعضنا غدا يرى التنبلة من النعم وطاعتها من الفرائض ، فما من سعادة الا في دار عز التنبلة، وما من فكر سليم الا في جسد تنبل سليم ، وليس وراء كل تنبل عظيم امرأة تنبلة ، فلم تذكر الاسفار والسير، ووقائع الازمنة والدهور ان امرأة تعشقت تنبلا وكانت له فرسا فالتنابلة لايجيدون ترويض الجياد.
ومن سوء حظنا انا لا سلطان عندنا ولا عبد الحميد ، فيأتيه خبر التنابلة، ويهلع ويأمر بمستشاريه ان يمثلوا بين يديه ليسألهم حل المعضل التنبلي فيروون له قصة علاقة صداقة بين حمامتين وسلحفاة، تستمر اياما فيها سمر ومرح، قبل ان يصاب مرتع السلحفاة بالجفاف وتأبى تنبلتها عليها ان تغادر المرتع، وتتعرض للهلاك، فتشفق عليها الحمامتان وتضعان في فمها عودا قائلتين( ضعي هذا العود بفمك واقبضي عليه جيدا وسنحملك من طرفيه الى مرتع اخر اخصب واينع واحذري ان تفتحي فمك ونحن في الجو فتسقطين وتهلكين) وطارتا بها حتى ابصر اطفال المجموعة الطائرة فتهارعوا الى بعضهم صائحين ( انظروا انها سلحفاة تطير) ففتحت السلحفاة لتسخر من الاطفال المتعجبين فهوت الى الارض وماتت).
ونصح مستشارو عبدالحميد بقطع دابر التنبلة والتنابل لئلا يذهب وباؤهم طاعونا بين جميع الناس فتهلك البلاد والعباد.
وعزم السلطان عبد الحميد بعدما تنبّه لخطرهم على النسل البشري، على إبادتهم عن بكرة أبيهم، وعمد إلى خطة بارعة، فخصّص لهم مكاناً في ضواحي الآستانة، وأُذيع أن المكان مُعدّ لإقامة التنابل، يأكلون ويشربون ويعيشون فيه.
وما هي إلا أسابيع قليلة حتى غصّ المكان بالتنابل الذين توافدوا من شتى أنحاء البلاد. فأَمَرَ عبد الحميد بحرقهم جميعاً.
لكنه استدرك قائلاً، لعل بينهم من هم غير تنابل، ولا سيّما أن بعضهم يتزيا بأزياء رجال الحكمة والورع والدين ،فأمرهم بان يعدوا لانفسهم الطعام فلم يفعلوا وان ينظفوا انفسهم فلم يذعنوا وان يكنسوا مكانهم فلم يأبوا ولم يجد ساعتذاك مناصا من اضرام نيران حولهم بشكل دوائر حلزونية، بحيث إذا تمرد احدهم على تنبلته وسعى إلى النجاة وجد إليها سبيلاً، فيكون عندئذٍ من غير فئة التنابل. وهكذا كان، فنجا قسم منهم، بينما أُبيد الآخرون.
لكن من اين لنا بسلطان مثل عبدالحميد كي يدأ عنا غاشية التنبلة والتنابلة الجدد؟
ولتنابلتنا الجدد وصايا عشر هي:
اولا: ارتح على وسادة من دولار اميركي واسترخ مع اليورو.
ثانيا: اجعل مركوبك من ذوات الدفع الرباعي لا من ذوات الاظلاف.
ثالثا: صم اذنيك عن سماع الناس وصك اسماعهم بصفارات مركوبك ذي الدفع الرباعي.
رابعا: نم عن مظالم الناس وتيقظ لتبرير ظلمهم
خامسا: اغلق ابوابك عن طالبي حاجتهم عندك من الناس واهرع كاسيا او عاريا لو طلبك سعادة سفير من اهل الدولار او اهل اليورو.
سادسا: لاتؤجل عمل الخير للناس الى غد بل الى يوم القيامة.
سابعا: اياك وترك المقاولات والصفقات وقبض العمولات فانها مجزية عن التقوى والورع وترك الناس تخوض في مظالمها.
ثامنا:اسهم في حل مشكلة العوانس فتزوج عاجلا وطلق عاجلا فنحن في عصر العجلة ومافاز باللذات غير العاجل.
تاسعا: لاتهش ولا تبش لو وطوط وطواط الموت في اهلك وناسك ولو هتك الغزاة عرضك وسترك واستحلو حرمك وقل لهم نزلتم اهلا ووطأتم سهلا.
عاشرا : اذا كان العار في الدولار فاصرخ(ليحيا العار ليحيا العار)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق