الاثنين، 26 أبريل 2010

زيدان خليف منظر أم مرتزق ؟ أستاذ منظر أو دعائي مرتزق ؟



موقع عربستان الأحوازي

منذ فترة بعيدة، يطل علينا الأستاذ الجامعي السيد الدكتور زيدان خليف متحدثا عن الشأن العربي الأحوازي بشكل خاص، والموقف من ايران بشكل عام. وكل أحاديثه تنصب على ترديد الدعاية السياسية الايرانية وبذات الألفاظ التي يتداولها بعض المسؤولين الايرانيين، في محاولة للتنظير بأن هناك جبهة اسلامية مضادة للموقف الامريكي تمتد من جاكرتا الى المغرب، وفي الحقيقة أن هذا الطرح السياسي يشكل الدغدغة سياسية لآمال وطموحات بعض من يعيش بعيداً عن أجواء الصراع السياسي في المنطقة .

السيد خليف الذي يحاول أن يجعل من منطقه منطقا موضوعياً يصاب بالفشل المطلق عندما يُسحب الى اجواء الصراع الحقيقية المتمثلة في سياسة ايرانية عنصرية وطائفية ليس اتجاه العرب الأحوازيين فقط، وانما ضد كل الشعوب التي تعيش داخل أجواء ماتسمى بـ(ايران) الدولة،لا بل ان اقسام هامة من الفرس سيعارضون سلطة خامنه اي ـ نجاد على المستويين الداخلي والخارجي،ولو أخذنا المقاييس الموضوعية لطبيعة هؤلاء (المعارضين) الفكرية والسياسية لوجدناهم كانوا هم حكام ايران خلال الفترة السابقة بعد نشوب مايسمى بالثورة الإسلامية، ولكن مع ذلك فإن ذاكرة السلطة الفارسية الصفوية التي تتعامى عن الحقائق وتتغافل عن الوقائع تتهم هؤلاء (المعارضة) امثال خاتمي وكروبي ومير حسين موسوي بالعمالة للغرب: الأمريكي ـ البريطاني والتعامل مع الحركة الصهيونية، ولن نجد أي صوتٍ يقول لهذه السلطة كيف تنطوي مثل هذه الشتائم بحق قيادات سياسية لايران ((الثورة)) ؟! .

وفي هذا السياق لا نتوقع من المدّاحين والردّاحين ممن يناصرون الموقف السياسي الايراني بالحق والباطل من اتهام شعوب وقوميات تحتل بلاد فارس ارضها وتنهب ثرواتها وتضطهدهم منذ عهود طويلة وعلى رأسهم الشعب العربي الأحوازي المحتلة أرضه وخيراته . . . تتهمهم بالعمالة لبريطانيا أو لامريكا او للحركة الصهيونية، فيما أن دماء هذه الشعوب قد نزفت ضد الشاهنشاه وتتطلع الى نيل حقوقها على اساس المعايير الاسلامية ووفق منطق: ((إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا))القرآني المعروف،ولكن مع ذلك يتمادى السيد خليف في شتائمه التقويمية تلك، صحيح أن الدعاية الايرانية هي التي تصدر هذه الكلمات، ولكن ما بال الاستاذ الجامعي في فرنسا يرددها دون ان يمررها على شاشة عقله؟، وهو الذي يعمل استاذاً جامعياً من المفروض أن يعرف الصالح او الطالح عن الأمور السياسية !!! .

فايران التي تشكل عند خليف معياراً للتقويم في مواجهة امريكا، يتناسى أنها اتفقت مع الولايات المتحدة بغزو العراق واتخاذ موقف ينطوي على تزويدها بالمعلومات الاستخبارية والقيام بالدعاية السياسية وتوفير ميليشيات أرضية من دونها يصعب الغزو .

الاستاذ خليف هذا يتناسى كل ذلك لصالح الصراخ بايدلوجية فارسية ايرانية عنصرية لا تصمد امام الوقائع في تقاسم النفوذ مع الولايات المتحدة، فمن الطبيعي ان تنتهي "مرحلة التحالفات" وتبرز بعض "الاختلافات بين الأطراف المتحالفة"، وهذا يبرز بشكل مباشر عبر حديث المجرم احمدي نجاد (اضغط هنا) وطالما شهدنا ذلك، ولكن الأمر لا يتجاوز الرؤية الاستراتيجية المشتركة فما هو الذي يميز ايران سياسياً اتجاه الشعب العربي بشكل عام، واتجاه الشعب العربي الأحوازي الذي تحتل ارضه وتشرد شعبه وتنهب خيراته،بشكل أخص ؟ .فالطرفين الأمريكي والايراني يرفض التطرق للقضية الأحوازية من بعيد او قريب باعتبارها قضية شعب مسلوب الحقوق وارضه محتلة وتسود فيه قيم الإستيطان والتشريد والإعدام .

علما أن هناك ما هو اقل ما يحدث في الأحواز تطرب له المواقف الدعائية الامريكية وتصعد لهجتها بصدده، ناهيك عن أن بعض الكتب الموثوقة قد اشارت الى أن شركة ديك شيني هي التي صدّرت أجهزة الطرد المركزي الى ايران، وثم عشية الغزو الامريكي للعراق لم يكن احد ما مضاد للدولة العراقية مغيب عن الأجهزة الدعائية العربية والايرانية كلها، وفي تناغم مع الاذاعة الاسرائيلية والامريكية والبريطانية، اما اليوم فلا نرى صوتاً احوازياً واحداً يبرز على القنوات الفضائية المشهورة، كالجزيرة وغيرها، فما هو السبب يا ترى ؟ ألا يدعو ذلك السيد خليف الى التفكير والتمحيص والتحليل والاستنتاج ؟

اننا لا نتهم خليف بالإرتزاق المادي أو المعنوي، من الموقف السياسي الايراني أو من سلطتها أو دبلوماسييها، ولكن نتسائل: ألا يجدر بصاحب وجهة النظر تعميق رأيه واثرائه من أجل تعميق وجهة نظره الموضوعية أو المراقبة ؟ في حين أننا منذ أطل علينا الأستاذ خليف بطلعته البهية يردد ذات المفاهيم وذات الألفاظ وذات المعايير والمقاييس لإثبات صحة وجهة نظره، وعندما داهمه الأستاذ الدكتور عماد الدين الجبوري ـ على سبيل المثال ـ وحاصر منطقه وفضح سذاجته السياسية إنفعل وحاول التراجع مع اِطلاق كمشة شتائم وسُباب بحق الشعب العربي الأحوازي كله، فأية مسخرة تمسّك بها خليف الذي اِنفضح كونه أداة اِعلامية فارسية صفوية، ربما كان حقده على العروبة سبباً في ذلك ؟.

ونقطة أخيرة نقول لرفيقنا وصديقنا وعزيزنا، السيد محمود أحمد الأحوازي أن جهدك مشكور وعطائك للسامعين مسموع، ولكننا نأبى منك موقف التعاطي مع شخص لايملك سوى السباب والشتائم والأحقاد تجاه الشعب العربي الأحوازي، وكيل التهائم الجزافية التي سبق لخاتمي أن روّجها عند بعض الإعلاميين العرب، ولكننا اليوم نرى خاتمي هو متهم بذات الإتهامات التي وجّهها تجاهنا؟. فالمفروض بالمواطن العربي الأحوازي الشريف وصاحب المباديء المستقيمة أن يتجاهل هؤلاء أدوات الدعاية الفارسية، فالفرق بين إطلاق الشعارات والتحليل السياسي المبني على المعلومات والوقائع التاريخية ومجريات الصراع في المنطقة يجب أن يلقى الإهمال.

25 – 4 – 2010



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق