الاثنين، 26 أبريل 2010

الإرهاب الحكومي ..وسجون التعذيب السرية



رأي المركز 22-4-2010

كشفت فضيحة السجون السرية لحكومة المالكي وممارسات التعذيب السادية بشتى صوره للمعتقلين العراقيين الكثير من الحقائق التي ربما لم يغب معظمها عن العراقيين والمتابعين للشأن العراقي، لكننا نحاول قراءة هذا الحدث من زوايا مختلفة من بينها الآتي:

1. إن قتل المدنيين وتعذيبهم بات سلوكًا متبعًا للاحتلال وكذلك للحكومات المتعاقبة التي نشأت في ظله وتحت رعايته، وصارت سمةً بارزة للديمقراطية التي جاء بها الأمريكان للعراق وبشروا بها الشعب العراقي، فضلاً عما تكشفه هذه الممارسات من مدى تمكن ثقافة الحقد والثأر من نفوس ساسة العراق الجديد، وبأي اتجاه يدفعون البلد؟

2. إن إثارة الإعلام الأمريكي للموضوع فيها إشارة إلى إيذان أمريكي بفتح ملفات "فضائح المالكي"، وهي رسالة سياسية تتضمن تهديدًا واضحًا للمالكي بالكف عن التشبث بالسلطة والحذر من اللعب مع الكبار، وأن واشنطن تملك أوراقًا كثيرة لمعاقبة كل من يحاول الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي.

3. تبرير المالكي للحادثة الذي أعلن أنه لم يكن على علم بهذه الانتهاكات هو (عذر أقبح من فعل)، لكن لسوء حظه فإن هذه الفضيحة جاءت متزامنة مع حديثه عن إنجاز أجهزته الاستخبارية في متاهات منطقة الثرثار، فكيف تغيب عنه مثل هذه الانتهاكات في قلب العاصمة بغداد! أم أنها سياسية الكذب والتضليل التي تنتهجها الحكومة.

4. إن من يمارس الإرهاب الحقيقي وينتهك حقوق العراقيين ويمتهن كرامتهم هو الاحتلال والحكومة عبر أجهزتها الأمنية التي تأسست على عين الاحتلال وتحت إشرافه، وفضائح معتقل أبي غريب سيء الصيت ما زالت حاضرة في أذهان العراقيين والعالم.

5. التوقيت: جاء نشر فضائح سجون الحكومة في توقيت خاضع لغايات سياسية "أمريكية"، فقضية المعتقلات ليست جديدة، وما أعلن منها ليست إلا واحدة من سلسلة من المعتقلات المظلمة وسراديب التعذيب والاغتصاب بدءً من معتقل الجادرية التابع لوزير الداخلية السابق "باقر صولاغ" المكتشف في 2006 وانتهاءً بمعتقل مطار المثنى التابع لرئيس الحكومة الحالية "المالكي"، وبالتأكيد لن يكون آخرها، لكن من المؤكد أن إثارة هذه القضية بهذا التوقيت لا يمكن قراءته بعيدًا عن الصراع الدائر بين الكتل السياسية المحلقة في فلك القطبين الرئيسين وهما الإدارة الأمريكية وإيران، ومع تصاعد وتيرة سياسة لي الأذرع بين الطرفين يبقى المشهد العراقي مفتوحًا على كثير من المفاجآت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق