الاثنين، 16 نوفمبر 2009

المالكي والقفز في المجهول

عبد الحميد عباس دشتي

اللهم نسألك حسن الخاتمة..

دعاء يستحق التوقف عنده كثيرا على ضوء التجربة الشخصية التي مر بها السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الشقيق، وهو القيادي في حزب الدعوة الإسلامية والتلميذ التقي لكبار العلماء والمناضل الذي ترك العراق هربا من ظلم صدام حسين والذي عاش من عرق جبينه وأكل من تعب يديه طوال سنوات النفي والغربة تحول فجأة إلى رجل لا يعرفه حتى من كانوا يوما أهله وأصدقاءه، وأصبح التملق والموافقة على الأخطاء والتزلف والمسايرة وترك النصح الحميد والاكتفاء بالتطييب المعايير التي يتقرب بها البعض من السيد المالكي الذي أصبح يبحث عن مكاسب لنفسه ولو كان ذلك يعني أن يشتم البعثيين عصرا ويسعى لرضاهم في المساء، وأن يرضي الأميركيين بالضغط على بعض الداخل وبالتهجم على سوريا على سبيل المثال.

نوري المالكي الذي قلنا يوما أنه رغم ما يقال عنه من تسلط ظهر حديثا في شخصه ورغم ما يقال عن تزلفه للأميركيين إلا أنه يبقى ابن الخط الجهادي الإسلامي ولكن أين الإسلام اليوم من ممارساته؟..فهل التهجم على سورية إسلام ؟.. وهل السكوت عن انتشار المرتزقة الأميركيين بعد سحب الجنود إلى قواعدهم هو ممارسة إسلامية ؟.. وهل الإصرار على ضرب الوحدة الإسلامية مقابل السعي لوحدة وهمية مع بعض التيارات التي لا تربطها بالدعوة الإسلامية ولا الوطنية أي رابط، هو الإسلام ؟.. وهل التكبر على المرجعية الدينية إسلام وهل الركون إلى نصائح السفارة الأميركية إسلام وهل مشاركة الجيش الأميركي في عدوانه على الآمنين في العراق بحجة البحث عن الإرهابيين إسلام؟.. وهل التطاول على أبناء الطائفة إسلام في وقت لم يتقرب فيه السيد المالكي من أبناء العراق الآخرين.

إذا كان المالكي العزيز سابقا على قلوبنا يرى أن التقرب من سفير أميركا أقرب إليه من الوقوف على خاطر المرجعية فهو والله يحتاج إلى النصح وإلى مراجعة نفسه أمام نفسه قبل أن يقف يوم الحساب أمام ربه، وهو مدعو للاختيار بين العودة إلى حضن الجهاد في سبيل الله أو البقاء أداة بأيدي المحتلين يستعملونه تارة لضرب الصدريين وتارة لسرقة شعبية الدعويين وتارة ثالثة للقضاء على آل الحكيم وتارة رابعة ليتقرب من البعثيين وخامسة لتهديدهم... الخ..

احترنا أي مالكي منهم هو المالكي الحقيقي، ويشهد الله لا نريد لبلدنا الثاني وجارنا الشقيق العراق إلا الخير والطمأنينة والسلامة وهذه أمور لا يمكن أن تتحقق في ظل سياسة نوري المالكي الحالية التي تراعي المصلحة الشخصية وتنبذ الوحدة الوطنية، لذا نقول له الله الله في أهلك وعشيرتك، وفي أهل العراق كافة، والله الله في التواضع أمام العلماء والله الله في السعي والتوجه إلى بناء عراق حر سيد مستقل لا يخضع للرغبات الأميركية وحينها لا يتعرض للدول العربية والإسلامية على وقع الطبول الأميركية نزولا أو صعودا في مسيرة التفاوض والتفاهم الأميركي مع دول الممانعة في المنطقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق