السبت، 27 مارس 2010

هل سيحسن العرب استغلال الموقف الأمريكي؟


د.عدنان بكرية

تنعقد القمة العربية في مدينة سيرت الليبية وسط أجواء عالمية متقلبة..وبعد انتهاء زيارة نتنياهو الفاشلة للولايات المتحدة ..وما رافقها من عواصف وأزمات بين اكبر حليفين استراتيجيين في العالم .. وحتى لو إن هذه الأزمات لا تغير كثيرا من الموقف الأمريكي..إلا أنها تبقى محطة هامة وبارزة في تاريخ العلاقة بين اسرائيل وأمريكا .
 حتى هذه اللحظة لا يمكننا أن نعول على الولايات المتحدة وإمكانية تبدل موقفها بشكل واضح ونهائي.. فاللوبي الصهيوني لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام الموقف الأمريكي الأخير.. إلا أن ما حصل في لقاء اوباما- نتنياهو يعطي أكثر من مؤشر على تأزم هذه العلاقة بشكل مؤقت .. فأمريكا تشعر بأن إسرائيل أهانتها وداست على هيبتها جراء التعنت إزاء قضايا الاستيطان وتحريك العملية السلمية بالاتجاه الصحيح.. واسرائيل ماضية في موقفها الرافض لكل المبادرات والاقتراحات الدولية .
 إن ما نخشاه حقا هو أن تقدم الدول العربية  على إنقاذ اسرائيل من مأزقها الدولي ..من خلال تمديد مبادرة السلام العربية لعام آخر تماشيا مع خيارات بعض الدول والمطروحة على قمة سيرت .. وما نخشاه أيضا هو عدم مقدرة العرب وبالتحديد السلطة الفلسطينية على استغلال هذه الأزمة باتجاه زيادة عزلة إسرائيل وفضحها عربيا وعالميا.
 المطلوب من قمة سيرت ليس تمديد المبادرة العربية بل المطلوب إعلان وفاتها وبشكل نهائي.. واستغلال الموقف الأمريكي الرافض للممارسات الاسرائيلية لبلورة صيغة تعامل جديدة مع اسرائيل ترتكز الى قاعدة الثوابت الفلسطينية ودعم صمود أهلنا في فلسطين وحقهم في مقاومة الاحتلال وبكافة الوسائل .
 أنا من الذين فرحوا عندما تسلمت حكومة اليمين الفاشي الحكم في إسرائيل وسعدت أكثر عندما انضم ليبرمان للائتلاف الحكومي..لان هكذا حكومة لا يمكنها ان تقدم إلا المزيد من الفضائح والعزلة الدولية وفعلا بدأت تظهر مبررات فرحي جليا ..فحتى الحليف الاستراتيجي المتمثل بامريكا لم يستطيع تحمل الموبقات التي ترتكبها هذه الحكومة .
 الآن الفرصة سانحة ومهيأة أكثر من أي وقت مضى لشحن الموقف الأمريكي بالإصرار العربي إن وجد.. وتصليب الموقف العربي وإبعاده عن الميوعة والتأتأة ! المطلوب من قمة سيرت الارتقاء بقراراتها الى مستوى الغضب العالمي على اسرائيل ونأمل أن لا تشكل قرارات قمة سيرت طوق نجاة لنتنياهو وزمرته !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق