الثلاثاء، 27 أبريل 2010

كم تدين لنا أمريكا ؟


عبدالله خليل شبيب

  لاأحب إطلاق لفظ ( أمريكا ) على الولايات المتحدة وهو ما جرت عليه العادة.. ويستعمل على سبيل [ التغليب ] .. ولكننا – كالعادة نستعمله للاختصار ..وإلا فأمريكا قارتان كبيرتان ..فيهما دول كثيرة فهل نستطيع إطلاق اسم أمريكا على كل منها ..مع أنها مثل الولايات جزء من القارتين ؟
  نقول : لقد حكمت محاكم [الولايات]  - في وقت سابق -على لبنان بمبلغ ضخم  (1,23  مليار دولار).. بسبب مقتل نحو 300 من جنودها في بيروت في الثمانينيات ..
.. ولا يخفى على أحد سبب وجود أؤلئك [ المعتدين ] في لبنان آنذاك .. ولو فرضنا أنه كان هناك جنود لبنانيون في الولايات ..لنفس الغرض [ العدوان ومساندة المعتدين ..والنية المبيتة للقنل والتدمير والإرهاب ] فماذا كان سيكون مصيرهم ؟ ..وماذا كان سيكون موقف دولة الولايات من ذلك ؟ هل سيكونون موضع تكريم وترحيب ؟! وهل ستتركهم [ يسرحون ويمرحون ] إلى حين تلقيهم الأوامر بالقتل والعدوان ..ومساندة المعتدين ؟.. وهل كان شعب الولايات سيسكت لحكومته على ذلك [ الاحتلال المبطن ]؟أم أنه سيطالب بمعاقبتهم ومحاربتهم فورا وإخراجهم أو قتلهم أو نسفهم ؟!
.. لئن كانت الولايات تريد أن تضلل العالم وتعمي عليه بأن قواتها وأساطيلها وقواعدها التي تصول وتجول في كثير من أنحاء العالم ..إنما جاءت أو زُرِعتْ للنزهة أو لأغراض إنسانية ..فهي – وكل من يظن مثلها واهمون كل الوهم !!
إن معظم الشعوب والناس في العالم ..يوقنون أن تلك القوات المنتشرة في المشارق والمغارب .والمحيطات والسواحل ..  إنما هي قوات عدوان وقتل ..ما غادرت بلادها لوجه الله ..ولكن لوجه الشيطان ..ولضمان – وحراسة وتعزيز- الشرور الكثيرة التي يمارسها شياطين العدوان ..من السيطرة على الموارد والثروات والمضايق والمناطق الحساسة والاستراتيجية ؛ وحماية [ النهب والقمع والتعدي على الآخرين والسجون السرية الأمريكية المنتشرة لدى الأتباع ..أو في داخل القطع البحرية [ الحضارية ] المتوحشة المعتدية ] !!
   كل الناس ينظرون إلى تلك القوات – وما يردفها من مخابرات ومنظمات ومؤسسات تتستر تحت بعض الشعارات الإنسانية والخيرية والتحضيرية والخبراتية والاستشارية ..إلخ نظرتهم إلى العدو ..ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة للمساهمة في ( تخليص البلاد والعباد ) من سطوة ذلك العدو [ المتربص أو الواغل في الدماء والدمار ] وهيمنته وشروره وأحقاده ..! وكذلك من   [ بؤر القمع ] التي يغذيها ويحميها ..ويقدم لها العون والخبرة في التعذيب والتنكيل والنهب والفساد والإفساد وأنواع الظلم والقهر للشعوب وأحرارها خاصة !.. والتي يسميها دولا وصديقة ..إلخ
   .. ومع ذلك .. دعونا نخاطب [ أمريكا ] بنفس المنطق ..وبنفس الحسابات .. :
كم من الأرواح والضحايا والخسائر في العالم العربي والإسلامي والثالث – وغيرها - .. تسببت فيها أمريكا ؟..بشكل مباشر أو غير مباشر ؟!
.. وإذا كان بعض [ المغامرين المشبوهين ] دفع دية بعض قتلاهم بمعدل مليون لكل واحد ؟ .. لتسببه بشكل غير مباشر في تلك الجريمة .. فكم يجب على أمريكا أن تدفع لنا – معاشر الشعوب المقموعة والمقهورة والمعتدى عليها ؟!
.. كم أراقت أمريكا من الدماء وشاركت في إراقته ..وساعدت وأمرت وحرضت وهيمنت - ولا تزال تريق وتساهم ..في العراق وأفغانستان وباكستان..وفلسطين والصومال  والسودان واليمن ..وغيرها ؟
.. نترك الأمر [ للحواسيب المتقدمة المتطورة للولايات القاتلة ] لأنها أخبر بعدد القتلى والضحايا والأسرى والمختفين ..والمظلومين واليتامى والأرامل ..والمشوهين والمعوقين ..والمشردين ... كما أنها أخبر بحجم الدمار والخراب والأذى الذي أحدثته ولا تزال تحدثه يوميا وسائلها الحديثة وأدوات قتلها [ الحضارية المتطورة ]..!
.. ولأنها أرقام ( خيالية فلكية ) هم أقدر على حسابها وإحصائها وجمعها وضربها لذا نترك لهم تقدير ذلك .. لنخصم لهم مبلغ ال ( 1,23 مليار ) المطلوبة من لبنان من تلك المبالغ التي يتعذر إحصاؤها..والتي لا تستطيع توفيتها ..كل ميزانيات الولايات ..وكل حلفائها – وصهاينتها- وأصدقائها وتوابعها في الاتحاد الأوروبي ..وسائر بقاع العالم ..!
.. لقد آن الأوان للولايات ..وساستها ومخططيها وصهاينتها-  أن تدرك الواقع .. وتكشف أغشية العمى والغرور والكذب والتزييف عن أعينها وأعين أجهزتها ومريديها ومصدقيها .. وأن تعترف بالواقع .. وتسحب قواتها إلى داخل بلادها ..وتعكف على إصلاح أمرها ..وتترك الشعوب وشأنها ..بدلا من أن تسقط [ إمبراطوريتها الباغية ] سقوطا مدويا ..وتذهب – كما سبقها – من إمبراطوريات الطغيان التاريخي - ..وهي موصومة تاريخيا بوصمة العدوان والقهر والوحشية والشر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق