الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الحقيقة الغائبة في الصراع الفلسطيني

رشاد فياض

في حديث لي مع أحد الأخوة الإعلاميين ونقاش طال فترة زمنية طويلة عن ما تحدثت به في مقالتي الأخيرة " الحوار الوطني ... وصولاً إلى دعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات ، واعتداءات الأقصى " أو ما سميتها لاحقاً بعد مطالب من بعض الصحفيين لطول العنوان " اصحوا يانايمين !! "عن النزاع بين الطرفين على الساحة الفلسطينية ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وسرد بعض الحقائق المغفول عنها التي تخص الممارسات الإسرائيلية .

على صعيد الخلاف الفلسطيني :

أريد العودة إلى نقطة الخلاف الأصلية بين حركة فتح وحماس والتي ظهرت منذ فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية في 2006 م وتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة فكان من هنا بداية الخلاف في توزيع الحقائب الوزارية وخاصة الثلاث حقائب الرئيسية ( وزارة الداخلية ، ووزارة الخارجية ، ووزارة المالية ) والتي طالما اختلفوا عليها ومازالوا خاصة بعد ادعاء حركة حماس بسحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصلاحيات وزير داخليتها الشهيد / سعيد صيام ، المعين من قبل حكومة رئيس وزراء الحكومة وقتها الشيخ إسماعيل هنية وبمصادقة الرئيس شخصيا والمجلس التشريعي عليها ، على الرغم من أن صيام وقتها عين رئيساً لجهاز الأمن الوقائي من أفراد حركة حماس وكتائب القسام ولم يعترض أي شخص من فتح أو المنظمة أو الرئيس نفسه عليه فأين الصلاحية التي تم سحبها .

وزارة الخارجية والتي منحت أيضاً للدكتور / محمود الزهار القيادي في حركة حماس وبدأ جولته في العالم العربي والغربي لبحث سبل الدعم للشعب الفلسطيني والقيام بمهامه كوزير خارجية والدخول والخروج كما يحلو له وفتح الباب أمامه للدخول إلى بعض الدول الرافضة لاستقباله من قبل أبو مازن الذي سهل الكثير من العوائق التي كانت تعترضه في مهامه الموكلة له فلم أرى ماكان يعيقه .

ولن أدافع عن الرئيس محمود عباس وأصفه بالنبوة أو بحامل الرسالة وانه كامل ، لأن الكمال لله وحده عز وجل فالأنبياء كانوا يخطئون فتعامل عباس ببعض الأمور لم تكن عقلانيه ومتهورة كثيراً فمثلاً : بعد رفض حركة حماس للتوقيع على المصالحة بادر فوراً بإصدار مرسوم بدعوة الشعب الفلسطيني لانتخابات تشريعية ورئاسية على الرغم بأنه استحقاق لازم لا خلاف عليه إلا أن رؤية الفصائل وخاصة حماس بأن دعوة الرئيس غير شرعية ولا يمكن أن تحدث هذه الانتخابات إلا في حالة توافق وطني ، وهي رصاصة خاطئة من وجهة نظري لأن :حركة فتح ليست جاهزة لخوض مثل هذه الانتخابات الكبيرة لأنها تحتاج لوقت ترتب به بيتها وتأهيل كوادرها وانتخاب الحركة للأعضاء الذين سيخوضوا هذه الانتخابات .، غير ذلك بأن حماس لن تسمح لأهالي غزة بالمشاركة وإعلانها بالضفة فقط هيا ضرب لكوادر وشعب غزة الذين يعانون من حقارة سياستهم ، وهدية مقدمة لحماس على طبق من ذهب لإيجاد الذرائع لإعلان منظمة تحرير ومجلس تشريعي ورئيس دولة ومجلس تنفيذي وغيرها في قطاع غزة وخارج غزة ، ويكون الاحتلال فاز بدولته الإسرائيلية وعاصمتها القدس الشريف .

الأموال العالقة في بعض الدول كالمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية لإعادة إعمار قطاع غزة و أموال الشعب الفلسطيني كمساعدات من الدول نقاط خلاف من الذي سيتولى أمرها ويضعها في جيبه ليتصدق على القليل من الشعب ويستولي على الباقي فهي مصدر هذا الخلاف أيضاً ، ( السلطة ، المال ، القوة ) إلى هنا سيتجه الشعب الفلسطيني ليس سلطة الدولة ولا إلى مالها ولا قوتها فهذا لا يكفي ، بل سيتجه إلى مال وفير للجميع وسلطة تقودها حماس بقوة جيشها ، ولو بدكوا تفكروا صح كل واحد يعتبر نفسوا مكان وزير يقلي شو راح يعمل ؟

على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية :

هل مصر مهتمة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية ويعنيها هذا الأمر كثيراً ؟

رعت جمهورية مصر العربية منذ ساعات الخلاف الأولى بين حركتي فتح وحماس ملف المصالحة بينهم وقائمة بعرض العديد من النقاط والوثائق لحل هذه الخلافات حتى وثيقة المصالحة الأخيرة التي سارعت حركة فتح بالتوقيع عليها رغم أنها جاءت ظالمه بحق الحركة كما جاء على لسان الناطق الإعلامي للجنة المركزية لحركة فتح / محمد دحلان وعضوها عزام الأحمد وأن مصلحة الشعب هي أولوياتها ، أما حركة حماس والتي رفضت التوقيع عليها تعرف مدى ضعف مصر والذي جاء واضحاً بعد أن طالب الرئيس وبعض الفصائل منها حركة فتح جمهورية مصر إعلان من الجهة المعطلة للمصالحة وهي الخطوة التي لم تجرأ مصر إعلانها حتى اللحظة فحماس تنظر دائما بعين جيده وتدرس كل الأفكار والمقترحات بجدية عبر خبراء دوليين سوريين وإيرانيين وتسييسها لمصالحها ، ظهر لي بعد دراسة بأن ما يقارب على الأقل نصف الشعب المصري لا يعرف ماهي قناة الجزيرة ولا يتابع أخبار الفضائيات وهذا لايعني سوى شيئاً واحد وهوا ...... ؟

نحن ليس في صدد الحديث عن جمهورية مصر العربية وشعبها فهوا أيضاً له تاريخ نضالي ، لكن ما أريد قوله بأن مصر ليس معنية بوجعت الرأس وغير معنية بالتدخل بسياسة الأقاليم والدول المجاورة فمصالحها يفوق كل شيء ، فمن يقول بأن مصر ستقطع جميع وسائل الحياة عن قطاع غزة كفتح معبر رفح وإغلاق الأنفاق وإدخال المساعدات إليها فهو مخطأ فهي المستفيد الأول والأخير .

ما هو الشيء الوحيد الذي يجعل حماس توافق على إجراء الانتخابات وتوقيع المصالحة؟

حماس ستوافق على إجراء الانتخابات وتوقيع المصالحة في حالة وافقت الرئاسة الفلسطينية على منحها رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية والخارجية والمالية مع إعطائها كافة الصلاحيات بممارسة مهامها والتي ستستخدمها للتجهيز لكسب ثقة الجمهور من جديد وانتخابها لرئاسة الدولة والمجلس التشريعي فهي لا تنظر لليوم والغد بل تنظر لعشرات السنوات ،أرجو أن لا يفهم حديثي هذا خطأ وأنني أنحاز لطرف دون الآخر كما حدث بسابقه لكن هذه الحقيقة الناقصة الغائبة عن ذهن الآخرين ، فليس ترتيب منظمة التحرير والمجلس التنفيذي وإعادة بناء الأجهزة الأمنية هي السبب : فكر عزيزي القارئ وقرر فأنا أنتظر تعليقاتكم ، والله ولي التوفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق