الثلاثاء، 2 فبراير 2010

العرب.. وأشرف


دنيا الوطن-حسن محمودي:يتذكر الجميع أنه بعد نقل حماية مخيم أشرف مخيم اللاجئين الإيرانيين المنتمين إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من القوات الأميركية إلى القوات العراقية قبل عام، وبعد سلسلة من التضييقات، شنت بعدها القوات العراقية المكلفة بـ «حماية» أشرف، هجمات مسلحة على هذا المخيم يومي 27 و28يوليو الماضي حيث أدت المداهمات إلى مقتل 11 شخصًا و130 آخرين مصابين بنقص في الأعضاء و الجوارح و370 مصابًا بجروح و1000 أخرى بين مكدوم ومرضوض..
واستمرت وتصاعدت الضغوطات منذ تلك الفترة حيث يقع المقيمين في أشرف تحت حصار مشدد وقد حرموا حتى من اللقاء مع محاميهم وأهلهم وذويهم منذ نقل الحماية على القوات العراقية،واليوم يعيشون محاصرة كاملة وتحول أشرف إلى مكان أشبه بالسجن ويتعرضون إلى ممارسات لا يمكن أن تسمى بأقل من قمعية
لأنه ما الجدوى من الدواء والغذاء والمحروقات والحاجيات الضرورية عنهم أو حجزها عند مدخل أشرف لتتعفن وتتلف ثم يسمحون بدخولها بعد ذلك ..وكيف يفسر أمر كهذا من قبل الأحرار .،وقد تناولت وسائل الإعلام كثيرا ومرارا مسالة منع الوقود عنهم وحجز المواد الغذائية لفترات طويلة من الانتظار في مدخل المخيم ليدخلوها فيما بعد تالفة لا تصلح لاستخدام أي نوع من الكائنات وليس البشر.
وفي يوم 15 من ديسمبر الماضي دخلت إلى أشرف 37 عجلة للشرطة وعدد من السلطات العراقية أعضاء في اللجنة العراقية للقمع المسماة بلجنة إغلاق أشرف، ودخل مع القافلة إلى أشرف قرابة 50 مراسلاً وصحفياً ومصوراً ومصوراً تلفزيونياً.. و لم يكن هناك أي منع أو معارضة لدخول الشرطة إلى أشرف بل كانت جميع الأبواب والمقرات مفتوحة لزيارة الشرطة والسلطات العراقية والصحفيين
وكان الناطق باسم الحكومة العراقية وبعد عام من فرض حصار صحفي على أشرف من جانبه إضافة للحصار الجائر الأوسع المفروض عليها، دعا المراسلين والصحفيين إلى إعداد صور وأفلام وتقارير عن أولئك الذين لا يريدون البقاء في أشرف ويريدون الاستجابة لدعوة اللجنة العراقية لمغادرة أشرف.. ونصت دعوة اللجنة على أن عدداً كافياً من الحافلات اللازمة لنقل سكان أشرف جاهزا لعملية النقل.
وتنقل مسئولي اللجنة والقوات العراقية وبرفقتهم الصحفيون والمراسلون من مقر إلى مقر آخر داخل أشرف وتحدثوا مع العديد من سكان أشرف وجهًا لوجه وطلبوا منهم مغادرة أشرف والإقامة في فنادق ذات نجوم في بغداد.. ولكن وخلافاً لتوقعاتهم والدعوات المتكررة فلم يأبه حتى شخص واحد من عناصر مجاهدي خلق المقيمين في أشرف لهذه المسرحيات ولم تلفت انتباهه.. وعرض تلفزيون سي إن إن وسائر قنوات التلفزة الأخرى مشاهد من الحافلات الصغيرة التي جلبتها السلطات العراقية لنقل سكان أشرف وهي تخرج خالية من المخيم.
وظهر ذلك اليوم لكل العالم بأن أي من المقيمين في أشرف لن يرغب في النقل من أشرف ولن يرضخ للنقل القسري أو أي إجراء من هذا القبيل كان من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى كتلك التي حدثت في يوليو الماضي.. ولم يبقى أمام الحكومة العراقية التي تصر دائمًا على استمرار محاصرة أشرف ومنع من دخول المواد اللوجستية والوقود وسائر المواد إليها سوى القمع لبلوغ غاياتها، ولازالت تصر أيضًا على نقل سكان أشرف قسريا بعد البينة التي رأتها وتناقلتها وسائل الإعلام في 15 ديسمبر كانون أول الماضي ..
وإستنادا لهذا الإصرار من قبل الحكومة العراقية على ممارساتها القمعية هذه ولكي لا تتكرر كارثة إنسانية أخرى، علينا وعلى كل أحرار الدنيا الإسراع في مساعدة سكان أشرف أعضاء مجاهدي خلق الإيرانية وإنقاذهم من القمع والهلاك لا لشيء إلا لأنهم أصحاب رأي حر وفكر معتدل وقالوا لتطرف نظام طهران لا ولازالوا ولم يهملوا أي خيار في سبيل الإصلاح السياسي في إيران ومنها خيار الحل الثالث وهو الاستفتاء الجماهيري برعاية دولية ..إلا أن نظام طهران يصر على دكتاتوريته ويصر على قتلهم وقمعهم في العراق..، ومن المؤسف والمحزن أن يقف العرب مكتوفي الأيدي في حين يتعرض هؤلاء الأبرياء إلى الموت والقمع ومنهم ورودا زاهية في مقتبل العمر وذروة النضج من بينهم شابات وشباب بأعمار الـ 20-30 وشيوخ بأعمار 60-70 مكتنزين بالفكر النير والتجارب الكثيرة وكان كثيرًا منهم قد أمضوا سنوات من عمرهم في السجون السياسية للنظام الإيراني، وضحوا بحياتهم وعمرهم لأجل حرية شعبهم وأدوا خدمة كبيرة بحق شعوب المنطقة العربية بوقوفهم أمام تصدير نظام الملالي للتطرف والإرهاب، وجديرون بأن يحظوا بتأييد أشقاءهم العرب .. ويجب أن يوجه تحذير إلى الحكومة العراقية للكف عن مضيها الطائع والمفرط فيه وراء أطماع ورغبات النظام الإيراني الذي شدّ عزمه على أن يزيل معارضته الديمقراطية ويسعى إلى قتل هؤلاء الأبرياء لا لشيء إلا لأنهم خصوم رأي يهددون وجوده الموشك على الأفول لذا يسعى إلى قتلهم بأيدي عراقية مجددًا. وعلى بغداد أن تتحمل مسئولياتها وتعهداتها بشأن التعامل الإنساني مع أعضاء مجاهدي خلق المقيمين في أشرف، وقد تساهم مساعينا هذه بالضغط على الحكومة العراقية في منع مجزرة أخرى مرتقبة ومخطط لها ووقتت بتوقيت الانتخابات العراقية وسيكون الخاسر الأكبر في هذه المجزرة العراق وعامة العرب أكثر من مجاهدي خلق.. وضعهم المأساوي يستحق موقفا يكون أساسا لمستقبل جيد بين أبناء الشعب الإيراني والشعوب العربية والعالم كله وخبايا الدهر كثيرة.
كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق