الخميس، 4 مارس 2010

تهويد كل ماهو فلسطيني

زهور شنوف

صحيفة الجزائرنيوز

بعد أن انتهت إسرائيل من سرقة كل ما هو فلسطيني بداية من الأرض انتهاء بالتاريخ والحضارة، بل حتى الأعضاء والأحلام·· هاهي اليوم تتفطن إلى أنها غفلت عن سرقة أمر مهم، هو مشاعر القهر والمرارة التي تولدت لدى الفلسطيني جراء الاعتداءات المتكررة، والممارسات الإرهابية والإقصائية التي يعانيها هذا الأخير على أرضه، لكن بالنسبة لإسرائيل الوقت لم يفت أبدا، فكل ما هو فلسطيني قابل للاستثمار لصالح الصهاينة·

في الأيام القليلة الماضية أورد موقع الـ''بي بي سي'' الإخباري، خبرا مفاده أن مؤسسة مائير بانيم، وهي إحدى المؤسسات الإسرائيلية الخيرية التي تقوم بجمع التبرعات لصالح فقراء إسرائيل عبر فروعها العشرة المتواجدة في دول مختلفة، حسب الموقع، بدأت حملة دعائية لجمع التبرعات مؤخرا، إلى غاية هنا الخبر عادي، والمؤسسة إذا حصلت التبرعات حرة في توجيهها لشراء أسلحة لقتل أطفال غزة أو لمساعدة أطفال إسرائيل، لكن الشق المرعب في خبر الـ''بي بي سي''، هو أن نفس المؤسسة التي تتمتع بالحس العميق في المساعدة والدعم وفعل الخير، وضعت على الإعلان صورة طفلة فلسطينية في السنة الرابعة من العمر التقطت لها وهي تبكي يوم جنازة ذويها، الذين فقدتهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2008·· هكذا سلوك ربما غريب بالنسبة إلى مؤسسة خيرية، لكنه عادي بالنسبة إلى مؤسسة إسرائيلية بغض النظر عن طبيعة نشاطها، لأن الأمور لديهم تجري بهذه الوقاحة وأكثر، ومعها تتسع رقعة استغلال المواطن الفلسطيني ويجرد من كل حقوقه حتى حق التعبير عن مشاعره دون أن توظف لصالح الصهاينة·

إن استغلال دموع تلك الطفلة الفلسطينية التي ربما لا تعي حتى معنى ما يحدث حولها تماما، حقيقة لن تكون أغلى من كل الدماء الزكية التي تسقي تلك الأرض الطاهرة كل يوم، لكن الأمر الخطير في الأمر، هو أن هذه الحادثة وكثيرات مثلها تكشف عن المخطط الصهيوني - المسكوت عنه من قبل الجميع - والسائر دون هوادة إلى تهويد كل ما هو فلسطيني حتى الدموع·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق