الخميس، 4 مارس 2010

الجهاد ضد بنوك سويسرا

سامية بلقاضي

صحيفة الجزائر نيوز

ينجح الزعيم الليبي، في كل مرة، من احتلال الصفحات الأولى في الصحافة الدولية، فقد باتت خرجاته الإعلامية تثير الانتباه لأكثر من سبب، على اعتبار أنها مزيج من السخرية والاستفزاز· فلا هي مواقف سياسية تؤخذ على محمل الجد، ولا هي بكلام عابر يمر مرور الكرام ·· كيف ذلك والحال أن العقيد معمر القذافي، قائد دولة بالرغم من كل الانتقادات التي تطالها، إلا أن الدول الغربية لا تمانع في التعامل اقتصاديا واستغلال ثروات هذه الدولة ·· استمرارا لخرجاته الاستفزازية على شاكلة تنازله عن الانتماء العروبي لصالح الإنتماء الإفريقي، ومن ثمة دعوة الإسرائيليين والفلسطينيين لتشكيل دولة موحدة تجمع الفرقاء ·· عاد القذافي بخرجه جديدة، هذه المرة، من منطلق التطاول على شخصه وأفراد عائلته، حيث دعا، ليس بمقاطعة سويسرا فقط، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك، الدعوة للجهاد ضد الدولة الكافرة التي تجرأت علي منع رفع صوت الأذان وبناء المآذن على أرضها هذا القرار الذي جاء متأخرا كرد فعل على ما قامت به سويسرا، جاء ليؤكد تلك النظرة المكرسة عن مواقف الزعيم الليبي، الذي يتحرك وفق أهواء آنية ·· فقد اكتشف الزعيم الليبي أن سويسرا دولة كافرة بعدما قررت هذه الأخيرة معاملة إبنه بما يقتضيه القانون السويسري حيال أي كان ثبت في حقه جرم ما، وتمت إدانته قضائيا · والجدير بالذكر أن الزعيم لم يتذكر تطاول سويسرا على الإسلام ولا المسلمين حين لم تتعرض بسوء لحنبعل القذافي، حيث كانت ملاذ السياحي الأول، مثله في ذلك مثل كل الأثرياء العرب ·· ولما كان لكل مقام مقال، فإنه بمجرد تغيير سويسرا لموقفها من دخول الزعيم الليبي ونجله لأراضيها سارع الموقف الليبي الرسمي لمواكبة هذا التغير من خلال الدعوة للجهاد، جهاد دعا إليه، القذافي، كل الدول الإسلامية ومن يشعر بانتمائه لهذه الديانة ·· في إشارة إلى أن الزعيم الليبي إعتبر كل من يلبي هذا النداء إنما يقوم بواجبه نحو الله ودينه رسوله، مشيرا إلى أنه لا يمكن اعتبار الجهاد ضد سويسرا إرهابا بأي حال من الأحوال ·· وقد علقت الصحافة الدولية، وفي مقدمتها السويسرية، بأنه كان يجدر بالزعيم الليبي أن يدافع عن موقفه بشن حربا مباشرة بجيشه بدل دعوة شباب المسلمين البائس، في تلميح إلى أنه قد تجد هذه الدعوة من يستجيب لها في صفوف الشباب المسلم·

فقد سبقت دعوات الزعيم الليبي، على الرغم من غرابتها، أن وجدت صدى لدى البعض، مثلما هو الحال مع دعوته لتأسيس دولة ''إسراطين'' الجامعة بين فلسطين وإسرائيل، فكيف يكون الحال لو لقيت دعوته للجهاد ضد سويسرا صدى ليس الشباب المغلوب على أمره، ولدى الأثرياء العرب من خلال سحب ثرواتهم من بنوك سويسرا·

سامية بلقاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق