الأحد، 14 مارس 2010

الجوهري و"المستقبل العربي" ... وترددات بثه


بلال الشريف ـــ فلسطين

سبق وسألنا المدعو شاكر الجوهري: من أين يأتي تمويلك ؟ ولم نحصل على إجابة بعد، ونحن نعرفها بتفاصيلها وأرقامها وجهاتها ...
كيف لشخص يتلقى المساعدات و "البقشيش" من أكثر من "دكان"، ولا يرفض إن جاءت من كل حدب وصوب ومن جهات وتلاوين مختلفة، ومن أية جهة تدفع؛ ألا يكون قد اكتنز على حساب القضية الوطنية، وطالما يقدم "خدمات محددة" عبر الأكاذيب وكويّ الشائعات، والطابور الخامس في "مستقبله العربي" المتحول، وأيما مستقبل ...، ستجد عزيزي القارئ الإجابة وبالأرقام في الحلقات المقبلة، وستجد أيضاً منابت بذرتها؛ في سيرته المكتومة على امتداد أربعة عقود.
منذ سنوات قليلة كان يتلقى الفتات الذي لا يكفيه لمتطلبات الحياة ولقمة العيش، لأن "المايسترو" المشغل كان يحسب حصته كعقاري، فَيلَتهم الجزء الدسم من الجبنة، وسنشير إلى ذلك أيضاً..
اليوم ينتقل الجوهري في مرسيدس حديثة "شبح"، ولديّه شقق متعددة فخمة في العاصمة الأردنية عمان، لقاء خدماته لجهة فلسطينية ثرية جداً بمئات ملايين الدولارات المنفوطة سنوياً، فهي وكالة إقليمية أكبر من "كارسون" في مطعم فلافل في حالة الجوهري. كثيرون من استخدموه؛ ومنهم من حاول تصويبه نحو النظافة المهنية فَنَقَمَ عليه، فالنظافة المهنية في الصحافة تتطلب حالة تقشف صوفية. فلا مكان للوفاء لديه، المال والمال وحده، محمولاً على جينات الخيانة هي مَنْ لها سيادة الموقف أبداً لديه، والموقف محدد؛ فلا أصدقاء وحلفاء دائمين، وهو ما يرد في سيرته المكتومة والمكتوبة مداداً وفي شيفرتها مهنياً.
·في خلاصات السيرة المكتومة في بُعدها المهني، فلا حلفاء دائمين أو خط وطني أو فكري، وفقط فبركة الأكاذيب والأفتراءآت، محمولاً على خبرة تدليس لدى اشتمام رائحة المال، تدليس لا يقوى عليه مُدلس مزمن فلا مثيل له، وصفة الارتزاق تكرّست إدماناً ردحاً من الزمن. وعلى سبيل المثال كان إبان عمله في الخليج لا يظهر أمام الناس؛ إلا بدشداشة وعباءة وغِترة وعقال ولحيّة، متحولاً إلى مواطن خليجي، فضلاً عن ممارسة "التلميع والدعاية" المكشوفة ... أما لدى انتقاله إلى بيروت، فهذا كله يجري استبداله بآخر صرعات "الوسترن"، فما إن كنت تشاهده؛ حتى تعتقد أنك أمام "ترافولتا" في ذلك الزمن، والسبب هو أنه أكثر من شخص واحد، بسبب تعرضه ذاته كميدان لأجهزة تدريب المخابرات المختلفة، ومن سيقرأ هذه السيرة المكتومة لاحقاً، سيحمد الله أنه لم يحط "بالخطأ" في مطار "بن غوريون"، وإلا لكان ادعى أنه من نسل غولدا مائير التي لم تنسل أحداً غير صهيون والعياذ بالله ...
·                   بحثه عن المال يضيّق عليه الخِناق، ويضفي عليه "جنسيات" سياسية متخلّفة، عبثية تنتمي إلى عصور الانحطاط متعددة، وطالما يملي عليه المال الأكاذيب واختراع المواقف، ومنها الشائعات في الحالة الفلسطينية الوطنية، نحو المزيد من شرذمتها، وفي تعهير القيّم والأخلاق، مع تخصص في النفاق العلني لدرجة أنه يمكن أن يكون صحفي وسائق وطباخ وكرسون خاص؛ ومُرفّه حسب الطلب "ديوث"، وجامع آخر النكات ودليل سياحي ومورد "نسائي" في الخليج، ومدلس ومدلك خدماتي بكامل الخسّة والدناء، مرتزق من طراز عجيب ...
ونسأله هنا قبل أن نجيب نحن لماذا طُرد من الإمارات عام 1978 ؟ ولماذا أُغلقت الصحيفة التي عمل بها لأسباب "أمنية (مخابراتية) وسياسية"، وهل كان السبب الفعلي "بندقية للإيجار" !
·                   لمن يقرأ سيرته في تحقيبها كما وُثِقَتْ بالغرف المغلقة، ومنها ما هو بخط يده، يستعيد أمامه رؤية تلك القضية الشهيرة في التاريخ، وهي "قضية درايفوس"، ذلك اليهودي الفرنسي الذي كان مجنداً في الجيش الفرنسي واتهم بالخيانة، "فعذب ضمير فرنسا"، وفتحت القضية آنذاك علاقة فرنسا باليهود ومن ثم الصهيونية. وللضمير التاريخي ثمة فارق كبير، فالجوهري كفلسطيني يستغل القضية لصالح الإشفاق عليه، لا على دعم القضية، والفارق أيضاً أن سيكولوجيا "درايفوس الجوهري" يحركها حظوظه في الخدمات، وبمزايا صناعة الشائعات وكويّها ضد قضيته، وكأن السياسة لديه تتحرك عبر قراءة طالع الجيب، وعلى القدر ذاته فهو يخلو من الإبداع والمبدئية المهنية، فالكذب متضخم لدرجة أنه هو ذاته موجود في رام الله، أي في "المقاطعة"، - كما يحلو له تسميتها، وربما إن تطلب طالع الجيب وطالع فنجان القهوة سيكون موجوداً في الكرملين والبيت الأبيض "وتن داوننغ ستريت"، لدرجة أنه بزّ غوبلز في نظرية الكذب، وبزّ شعاره: "اكذب ... اكذب ... اكذب حتى يصدقك الناس" ..
وكي نبقى في الزبد؛ سنسوق بعض الأمثلة لُماماً:
·                   سبق له أن روّج أكاذيب وشائعات ضد الصحفي والكاتب الأردني العريق المخضرم نصر المجالي؛ الرجل المعروف بمهنيته واحترافه وأخلاقه ومبدأيته تجاه القضية الفلسطينية، روّج عنه أنه "عضو في التحالف الدولي لنصرة ودعم إسرائيل". بالتأكيد هذا الأمر لم ينطلي على أحد، ولم يفهم أحد في النُخب لماذا هذا "الغبار" المسموم ؟ وماذا يستهدف، طالما لن يؤثر على حذاء نصر المجالي "لا من قريب ولا من بعيد"، وهو أرقى وأعلى بكثير؛ و "الشمس ما بتتغطى بغربال"، ومرةً أخرى لماذا ؟! ... الخ.
وبالعكس ما ينطبق على الجوهري وهو لسان حاله المثل التراثي:"شو بضرك يا مُصفاي إن زادوك خُزق"...
·                   وللمفارقة الجوهري بحكم المعادلة التي تحكمه كثير الاعتذارات، عندما لا يكوي الشائعة جيداً، هذه الاعتذارات يسميها "النقد والنقد الذاتي" يا سلام (!)، وهنا عزيزي القارئ فيما سيرد بين الأقواس مقتبسة منه وتعود إليه، ومنه "النقد والنقد الذاتي" و "الاعتذار" يوم 21/2/2007، بسبب ما نشره عن "اتفاق مكة" بين فتح وحماس، رسالته المعلنة بذات التاريخ تحت عنوان "هَمسَ في أذني أحدهم" التي لا يمكن إدراجها في "شجاعة النقد"، والأدق أخبار ملفقة صنعها ولم يصدقها نفسه، وحين لم يستطع تبريرها، وهو يقول ذاته "لم أبلع الكذبة"؛ أي في سياق استهدافه .. والخبر مدسوس بما يمسّه بالصميم مفضوحاً، وبالتالي فهو ينشد كذبةً أخرى و"خبراً مختلقاً جديداً، يتوجب تكرار الاعتذار عنه" مرة أخرى ما ورد ما بين الأقواس هو اقتباس من رسالة "الاعتذار" التي نشرها بذات التاريخ.
نسأل الجوهري مجدداً، لماذا تعمدت حركة فتح في السبعينيات وفي ساحة الكويت إلى وَسْمِه بندبة في وجهه من أعلى مفرقه وصدغه حتى أسفل ذقنه ... وَسْمةً وما زال يحملها حتى الآن.. واخذت فتح درس الثورة الجزائرية بشطب وجه العميل والخائن او جذع انفه حتى يرافقه عاره حتى مماته.
ونسأله أيضاً: لماذا ترفض نقابة الصحفيين الأردنيين قبول انتسابه لها؛ وعضويته فيها ؟ وهي تُدون على طلب استمارته: كذاب ومفتري وتاجر باسم الصحافة، ولماذا منذ صيف 1990 لم يتغير هذا التقييم ؟
ربما يجيبنا بظاهرة درايفوس: المَسْكَنَة والمذلّة والاضطهاد.
كما نسأله ونحن نعرف بالتأكيد الحقيقة، كما نعرف إجاباته: ـ لماذا يشيع هنا وهناك بعد عودته إلى الأردن صيف عام 1990؛ "أنه خاض مواجهة مع جهاز المخابرات في الأردن، ومع رئيسه آنذاك سميح البطيخي، وأن هذه المواجهة ممتدة وأشبه بداحس والغبراء ... على مين بتضحك يا جوهري، وسيرتك واضحة من السبعينيات ...
الجوهري المشوّش والمشوّه عبر ترددات بثّه، بين تدليس وشائعات مغرضة وأكاذيب، في مقولته: "أحدهم همس في أذني" ودون أن يذكر كم دفع له ليبلع الهمسة ! علماً أن الهمس بالنسبة له لم يعد بالأذن"، وكما ورد في رسالة اعتذاره، طالما أنه "في كل عرس له قرص" و "في كل مولد له كيس" ... حالة من المسخ المروّع، بعينان رامقتان ولسان طنان مُهَذوِر، كلسان ضفدع يلعق كل ما هو دنس ودبق، شفتان هامستان بالدنس، يشفط المغريات الخبيثة والخسيسة، فلا يمكن أن تأخذ منه شيئاً من الأنباء السليمة والموضوعية ... أما لماذا ؟! ...
الأستاذ صاحب القلم الجهبذ تخصص في السبعينيات على يد "بندقية للإيجار"، وفي دورات صناعة الشائعة والحرب النفسية، فهو يتدخل بأكاذيبه حين لا تكون هناك أخبار قاطعة، فميدانه الرمادي، أو تكون الأخبار غامضة ينقصها الكثير من الوضوح والشفافية، أو في الوقت الذي ترد به أخبار متضاربة، تَسنح فرصته في إثارة النعرات وتقديم الخدمات بتنوعاتها من الجنس إلى السياسة، طالما أن مجال اختصاصه واسع جداً كما تشير له تجربته في الخليج، يستهدف التفتيت والتشكيك وضرب المعنويات. مفضوح تماماً طالما هناك وعي وقدرة على فرز الكذب من الحقيقة، في قدرة الناس على تحليل الشائعات، خاصةً وأن الراوي نفسه لا يصدق نفسه ... ويعتاش على الكذب ... والكذب وحده ...
كما يستخدم لَويْاً بالأسماء والتواريخ والأرقام والوقت، وأشكال تعبيرية جامدة، ودلالات تعبيرية مجازية شائعة ...
في كل ما ورد من عناوين في هذا المقال، سيتم تناوله تفصيلاً في السيرة المكتومة للجوهري من الكويت إلى الإمارات، ثم إلى الكويت، وما بينهما ـ بغداد وبيروت ـ، وصولاً إلى عمان، بالأسماء والدور والأحداث، وصولاً إلى اللحظة الراهنة من "ترنيمه" كصنبور ماء" تّلِفتْ جلدته ينقط آخر ما تبقى في خزانه في حوض جاف ... ويرنّم آخر قطرات الماء ...
أما الهدف من تناول هذه الآسونة، فهو مغبة أن يسقط بعض البسطاء والجهلاء من السوقة والعوام في قبضة ناس الفساد والمضاربات في الخدمات السياسية و "بقشيشها".
الجوهري اليوم رأس يدور مثل رادار وهمي بلا طاقة تشغيل مناسبة، يتلصص بعينين متحفزتين في الغرف المظلمة، نحو أي شبح يحرك الظلام الساكن، فالماضي المكتوم "بندقية للإيجار" تركه في محنة الخفاش معطوباً في ظلمة كهفٍ مغلق من العصور المنقرضة، بناسه المريعين الذين يأكلون بعضهم بعضاً، كما حصل في معسكرهم – بندقية للإيجار في راشيا الوادي - شرق لبنان في منتصف الثمانينيات، وفي معسكر طرابلس الغرب وغيره..، وفي أبناء جلدتهم وأبنائهم ... ألسنة لاهثة تندلق بشراهة الموت، عيون زائغة تخرج من محاجرها، وأجساد تسيل بشحمها وصديدها، أماكن لا تقيم بها سوى الكلاب السائبة والجرذان، تقشط جلدها بأظافرها وتهرش ما تبقى من ملمح إنساني، هذه هي جينات الجوهري وشيفرته الفكرية السياسية.
وأقول أخيراً لكل مؤازر ومهتم ومكافح لحرية فلسطين؛ إن النخبة المؤسسة التاريخية المصفاة في قيادة الثورة الفلسطينية هي الذروة الروحية لهذا الشعب العظيم، كما أقول لِمَنْ كُلِّف بتشويه هذا التاريخ من الشهداء: خَسئتم، ومن هذه القيادة شهداء واحياء .. واحياء شهداء.. هي على ذات الدرب، نقول للنخبة المصفاة: لهم أنتم الذرى الروحية التاريخية للشعب الفلسطيني؛ أنتم تعرفون شعبنا وواقعه جيداً، روحانيون .. وواقعيون ما يؤكده اهتمامكم بعيون الواقع وإشكالاته، وتضحياتكم لتحرير الشعب الفلسطيني، وقد رفضتم الواقع المظلم نائين عنه إلى النقاء والتحرير وهي أولى مهماتكم وخطاكم التي رسمتموها بالفعل المادي.
أنتم الذُرى الروحية التاريخية، في مواجهة الضياع والبدائية والإحباط والفتن، في سوق الانقسام والمساومات ... ونحو التحرير، نحو المقاومة في وجه الاحتلال واليباس الداخلي والارتزاق ... نحو تسامي الشعب الفلسطيني وإعلاء قيمه وحضارته ... في مواجهة الارتزاق وكل ما يعمل على تخريب المثال والروح النضالية ومعهم خفافيش الكهوف المظلمة ... ونحن منا ولنا قول أبو علي إياد: "نموت واقفين ولن نركع" ... وعليه نسير ... وتسموا أرواحكم ...


                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق