الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

الغاسقون...وأسباب الانحراف

رمض

مضان عبد الله العريبي

حين نتذكر عبر التاريخ الإنساني تلك الوقائع التي سببت انحرافات عن جادة الصواب سوف يكون مثالنا في هذا ذلك الانحراف الذي اقترفتها أيدي بشرية حرفت الكلم عن مواضعه ولعلني هنا أسلط الضوء على حقبة تتبعت مسارها الزمني عبر 1886سنة اى منذ أن بدأ التعرض اليهودي لرسالة السيد المسيح عليه السلام وتعرفت عبر هذا المسار على محطات مذهلة تتعلق بطمس الحقائق بحنق وكراهية لرسالة المسيح وخاصة عندما قرر الحاخامات تشكيل فرقة عملت في بداية الأمر بشكل سري وأطلق عليها تسمية (الفريسيين)وهى الفرقة التي كان لنتائج أعمالها جهد منحرف شطب من أجندته المعاني الرئيسية لألواح موسى عليه السلام حيث بدأت هذه الفرقة في تشكيل فرق أخرى مساندة لها الأمر الذي فتح المجال واسعا أمام انحراف تجردت تفاصيله من كل قيمة رسالية إلهية وبدأ الجهد البشرى في رسم معالم الانحراف والتزوير والغش والكذب والانغلاق على الذات والتعرض للأنبياء والرسل.. واخذ هذا العقل في إنتاج مقولات خرافية كانت ناجمة في واقع الأمر عن طبائع التفكير الهدام الذي وصل في جهده المنحرف إلي كتابة نصوص ناجمة عن ردة فعل.. وكانت بينة واضحة في كتاب (التلمود)وهنا لانريد أن ندخل في تلك التفاصيل التي نجم عنها تكوين نفسي معقد أضحى اليوم في رابعة النهار يجسد سلوكه في الكراهية والبطش بالآخرين وخاصة بعد نشأة الحركة (التدبيرية)التي تقود العالم الآن والتي شئنا أم أبينا تتحكم في قرار الأدوات الكبرى(أمريكا-بريطانيا-فرنسا- ألمانيا) وأتباعهم في أكثر من منتدى وأماكن أخرى؛ ولعلنا حينما نذكر ظاهرة الانحراف هذه نذكر بضرورة أخذ العبر وان يتحاشى المسلمون مغبة الوقوع فى براثن ماذكر أعلاه والخشية كل الخشية أن يقع المسلمون في بداية مظاهر انحرافهم الرسالى الذي تطل علينا ملامحه في هذه الحقبة في بعض سلوكيات البشر الذين ينتمون إلي تشكيلات تغطي نشاطها بشعارات إسلامية ..ففي حديث للرسول الأكرم ..عن أبى سعيد الخدرى –رضي الله عنه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم قال:(لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ..حتى لوسلكوا جحر ضب لسلكتموه؛قلنا فمن يا رسول الله ,قال :اليهود)وعند تشخيصنا لواقع الحال في البعد الاجتماعي للأمة العربية والإسلامية تتضح أمامنا مظاهر كثيرة تدل علي شوائب لحقت بطبيعة العمل الرسالى وشوه صورة مضمون الرسالة الخاتمة وخاصة من طرف حركات نشأت في ظل أنظمة رعوية حيث تبنت مقولات (صهيونية) رسمت في إستراتيجية الحركة التدبيرية وفي مقدمة تلك المقولات (تحديث الخرافة في العقل العربي والإسلامي ) وقد طالت تلك المظاهر السلبية تشويه صورة الإنسان الذي خلق في أحسن تقويم من حيث المظهر واللباس والقدوة وشوهت شخصية الإنسان المسلم في مظهره وصورة وجهه بحيث ظهر هذا الإنسان أمام الأجيال في صورة لاتمثل صورة القدوة الرسالية لدين جاء هدى للعالمين وعلى هذا النحو وبهذه الصورة تمت مخالفة صريحة للآية الكريمة (خذوا زينتكم عند كل مسجد).

..وعندما نتعرض للاختراق التدبيرى لنشاط الحركة الصهيونية فأننا نذكر مع شديد الأسف أنة قدتم هذا الاختراق في أكثر من جهة أسلامية حيث يوجد الآن في إقليم(بلوشستان)الباكستاني وإقليم (بلوشستان)الايرانى حركة نشطة تسوق مقولة منحرفة تقول أن قواعد الإسلام ليست خمسة أي أن الحج وصوم شهر رمضان ليس من الأركان الخمسة وهذه الحركة مع شديد الأسف مدعمة من دولة عربية لأغراض سياسية وتتبني الدفاع عنها حركة تنضوي تحت لواء أسرة حاكمة، أما الكبيرة الثانية فهي تتمثل في وجود مؤثر أخر في الباكستان وهي (الحركة القاديانية )التي تتغطى بالإسلام من ناحية ولكن طروحاتها ترتكز على منهج المسيحية الصهيونية والعجيب في الأمر أن نفوذ هذه الحركة قد امتد إلى مناطق العملاق النائم(نيجيريا) أما المظهر الذي يدل على حالة الانكفاء على الذات وهى عادة يهودية فأنه يتجسد في عدد من التجمعات الإسلامية في أوروبا حيث نجد بشكل ظاهر انعدام حالة الاندماج الرسالى فعلا ومضمونا في الطرف الأخر وظهور بعض التجمعات على شكل (جيتو) إسلامي اجتماعي يخشى من حالة اندماج ونقل جوهر رسالته الخيرة وإيضاح معالمها و مرتكزاتها الرسالية للآخرين , وهذه ظاهرة قام بابتكارها اليهود عندما انغلقوا على أنفسهم وقد ألحقت ضررا بالغا

برسالتهم التي صنعوها بأيديهم وإذا تحدثنا عن الغفلة والتغفيل سوف نجد أمامنا أخطاء ارتكبها عدد من المسلمين وذلك بتأثير إستراتيجي صهيوني استخدم المسلمين كوقود لتحقيق أهداف برامجهم ونذكر من ذلك سلسلة الحروب التي اشترك فيها المسلمون لمقاتلة أحد أهم المذاهب المسيحية المتمردة على الصهوينة وعلى بؤرة (الفاتيكان) الاستخبارية وخرجنا نحن المسلمون والعرب في مقاتلتنا للمذهب الارثوذكسى (من المولد بلا حمص)بل فرضت علينا مقترحات لعزل المسلمين في شكل مايسمى بدويلات هزيلة والذي قرر وأمر بتنفيذ هذه الألاعيب كان يرى إن الإسلام يجب تحجيمه في مناطق جغرافية ضيقة خوفاً من تكرار تجربة الانتشار الدعوى للإسلام عندما كان يقوده دعاة أفذاذ وفي غياب الرؤية الإستراتيجية تقاتل اليوم بعض الفرق الخرافية هذا المذهب المسيحي في مناطق(القوقاز) ضاربين عرض الحائط بكل الرؤى الإستراتيجية لطبيعة الصراع في هذا العصر..وإذا أمعنا النظر في دور بعض الشيوخ المعممين سوف نجد أمامنا ظاهرة خطيرة تتعلق بسلوك هؤلاء وفتا ويهم المتصلة بجوانب عديدة من حياة المسلمين وخاصة فيما يتعلق بقضايا مصيرية وتحررية ولقد رأينا بعضهم أثناء معركة الفرقان في غزة وهو يخرج علينا على أحدى القنوات ويتقيأ قدحا وسبا وشتما في ظاهرة المقاومة الباسلة ورأينا أخر يصف الشباب الجسور في جنوب لبنان إثناء مواجهته العظيمة مع العدو الصهيوني وينعتها بالمغامرة ناهيك عن تعايش أولئك الشيوخ مع اجتياحات الجيوش الأجنبية للعراق والسكوت المشين على استخدام قواعد بلدانهم للعدوان على إخوانهم المسلمين ،وإذا تحدثنا عن دور بعض الشيوخ في بث روح الفتنة بين مايسمى بالمذاهب وتوسيع دائرة نيرانها والتخلي عن روح المسئولية تجاه هدف الوحدة والتوحيد وبارتكاب هذه الموبقات يكون هؤلاء ضمن نهج الانحراف عن جادة الصواب ..ومن ناحية أخرى صمت هؤلاء عن موبقة أخرى وهى تتعلق بالركن الايمانى الرسالى الجهادي وخاصة عندما تآمرت قوى استخبارية عربية وصهيونية على تيار المقاومة الباسل فى العراق الأبي ؛حيث ابتكرت قوى الكفر ظاهرة إنشاء مايسمى (بالصحوات) بقصد إجهاض روح المقاومة في العراق ولم ينطق هؤلاء الشيوخ بكلمة اعتراضية واحدة بل تعلق لسانهم في حلوقهم وظلوا هائمين في دائرة المترفين وشطبوا ركنا أساسياً من أركان الإيمان ألا وهو الجهاد في سبيل الله ..أما من ناحية أخرى فقد رأينا خلال شهر رمضان الماضي مجموعات من أصحاب الفتاوى الجديدة على إحدى القنوات (الدينية) وهم يقدمون بعض فتاويهم القائمة على تسويق منهج المسيحية الصهيونية ويقدمون ذرائع للناس عن السيد المسيح ويتعارضون جهارا نهارا مع ماورد في القرآن الكريم وهذه ظاهرة جديدة تدل على مظهر انحراف ثقافي ورسالى أخر ينسجم مع الأسس التي تحدثنا عنها في سلسلة الغاسقون والتي توضح المرتكزات الرئيسية لإستراتيجية الحركة( التدبيرية) المستهدفة أركان رئيسية فى البعد الاجتماعي العربي والاسلامى ..وأمام هذه المشاهد ومايو جد لدينا من معلومات ووثائق ندعو معظم الحركات الإسلامية (باستثناء تيار المقاومة)إلي إعادة النظر لترتيباتها العقائدية والبحث بشكل معمق في مكامن الأخطاء الواقعة في طبائع النهج والممارسة وكما يقال (أن الحكمة تكمن في مراجعة النفس)..إن الذرائع والمبررات التي تجعل بعض هذه الفرق تابعة لسياسات أنظمة البؤس والتجزئة سوف تبتعد كثيرا عن جوهر ومضمون النهج الرسالى القرآني لان هذه الأنظمة الرعوية تحمل في طياتها وجوانبها(بكتيريا ضارة )وقد تربت في أحضان استراتيجيات معادية للأمة شكلاً وسلوكا ومضمونا وخاصة في خطابها الإعلامي والثقافي الذي يعبر تعبيرا صارخا عن إنعدام مسئوليته تجاه شعب الأمة وهو في حقيقة الأمر خطاب تخريبي ينسجم مع طبيعة الانحراف عن جادة الصواب وعن جوهر الإيمان الحقيقي ..وإذا كان الرساليون الذين يحبون الله ورسوله يحبون أوطانهم عليهم بطاعة الرسول الأكرم في حديثه: (من اقر بالذل طائعا فليس منا )..

وكيف ما كان الأمر سواء إن تمادى المخطئون بأخطائهم أو تم التراجع عن هذه الأخطاء

وهذا أفضل وخير وبركة ..لكن الذي نريد قوله أن تيار المقاومة قد استكمل قدراته الجهادية وأصبح يملك دائرة وعيه وهو في حالة صعود إيجابي على كل الأصعدة الثقافية

والرسالية وقد تجاوز بقدراته الذهنية كل ركام الانحراف وأضحى بعقليته النيرة يقع في دائرة الدفاع عن الأرض والقيم والرسالة الخاتمة بصورتها القائمة علي العدل والحرية وتكافؤ الفرص ..

بسم الله الرحمن الرحيم

(*سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *)

صدق الله العظيم

ر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق